الأسرة المسلمة في الثقافة العاشورائيّة
من أهمّ ما يميّز مدرسة كربلاء وعاشوراء أنّنا نستطيع أن نستفيد منها دروسًا في شتّى مجالات الحياة، عكس ما يمكن أن يتصوّره الإنسان بأنّ دروس عاشوراء منحصرة في جانب من جوانب الحياة أو في الجانب الثوريّ، والجهاديّ أو ما شابه. من خلال التأمّل في النصوص التي وردت عن المتحدّثين في كربلاء أثناء المسيرة، قبل المعركة، وبعدها، ومن خلال التأمّل في السيرة للمشاركين في هذه المسيرة المقدّسة، استطعت أن أستفيد أفكارًا حول الأسرة وارتأيت أن أقدّمها تحت عنوانين: الأوّل: ميزات الأسرة المسلمة الكربلائيّة. الثاني: القواعد التي يمكن أن نستفيدها للعمل التربويّ داخل الأسرة (تربية الأبناء). ميزات الأسرة المسلمة الكربلائيّة آثرت وضع الأسرة المسلمة الكربلائيّة، لأنّ هذه الميّزات التي رأيتها من خلال مسيرة عاشوراء هل هي الحدّ المطلوب من جميع الأسر الإسلاميّة أم أنّها شيء تميّزت به أُسر الّذين شاركوا في هذه المسيرة الكربلائيّة ويبقى علينا أن نقترب قدر الإمكان، استطعت أن أتلمّس أربع ميّزات للأسرة الكربلائيّة: الأولى: هي على صعيد الهدف من تأسيس الأسرة، فلاحظت أنّ الهدف من تأسيس الأسرة الكربلائيّة يتمّ من أجل أهداف أعلى من الأهداف الفطريّة الغرائزيّة الاعتياديّة، بشكل عامّ، أيّ شاب وأيّ فتاة لهم دافع نحو تأسيس الأسرة بدافع الحاجات الغرائزيّة المباشرة التي نقصد بها مثلًا الحاجات المتّصلة بالغريزة الجنسيّة والتي تدفع كلّ شاب وكلّ فتاة للتفتيش عن الشريك والاقتران به من الجنس الآخر، أيضًا حبّ البقاء وحبّ الامتداد والتي يمكن أن تختلط ببعض جوانبها بحبّ التملك وكلّها حاجات فطريّة أوّليّة عند الإنسان يشترك حتّى فيها في بعض جوانبها مع الحيوان، تدفع كلّ فرد وكلّ زوج لإنجاب الأبناء من أجل إكفاء هذه الحاجة. لاحظت أنّ الأسرة الكربلائيّة تأسّست من أجل أهداف هي أعلى من هذه الأهداف مع أنّي لا أقصد أنّ الأهداف التي ذكرتها لا سمح الله هابطة أو لا تستحقّ أن تُحترم. ولكنّ هناك أهداف من مستوى أعلى وهي أيضًا أهداف فطريّة تتعلّق بالحاجة للتكامل وبالحاجة للخلافة الإلهيّة حينما تتضارب هاتين الحاجتين تستطيع الأسرة أن تضحّي بالأهداف الغرائزيّة المباشرة لصالح الأهداف الفطريّة العالية، وهذا ما كان واضحًا جدًّا في كربلاء. ومثال لنا نأخذه أسرة حبيب بن مظاهر (رض) الذي كان مصمّمًا على نصرة الإمام الحسين عليه السلام ولكنّه لم يفصح في هذا الأمر لزوجته كما تروي لنا السيرة، والملفت بأنّ حبيب لم يأت ولم يتحدّث بهذا الأمر مع زوجته ولكن هي التي بادأته بالحديث، فسألت: سمعت بأنّ الحسين نزل قريبًا من الكوفة ومن الغريب أنّك لم تجهِّز العدّة لنصرة الحسين، ولكنّه أجاب زوجته بأنّه إن أنا ذهبت يتيتّم أولادي وتفتقدينني، فتجيبه: دعنا نمتصّ الحصى ونأكل التراب واذهب لنصرة ابن بنت رسول الله. هذه الإنسانة كان لها طموح لحاجات فطريّة من نوع أعلى، كانت مستعدّة أن تضحّي بحاجتها الغرائزيّة الفطريّة لوجود الشريك الآخر بجانبها ومن يعيل أولادها ويحفظهم، ضحّت بذلك لصالح حاجات هي من مستوى أعلى. ومثال آخر: أمّ عمر بن جنادة الخزرجي، كان لها ولد اسمه عمر لم يكن قد تجاوز الإحدى عشر سنة، بعد استشهاد والده، هي التي نادته وطلبت منه أن يذهب ليقاتل بين يدي الإمام الحسين، تخطّت حاجة الاستئناس بالولد والامتداد بالولد في سبيل حاجة من مستوى أعلى وهو الذي ميّز الأسرة الكربلائيّة عن الأسرة الكوفيّة العاديّة، عندما كانت كلّ زوجة تذهب وتطالب زوجها بأن دعنا ما لنا والسلاطين، لا تثكلني ولا تيتّم أولادي. الميزة الثانية التي ألاحظها من خلال السيرة العاشورائيّة وهي مرتبطة بالميزة الأولى، وتعتبر امتداد طبيعيّ لها وهي على صعيد اختيار المؤسّسين لهذه الأسرة. فقد تمّ اختيار مؤسّسيها بعد تفكير ودراسة ودراسة لا عن طريق المزاجيّة والصدفة وما نسمّيه بالاستلطاف. لكلّ شابّ دافع فطريّ لاستلطاف فتاة ما لتكون شريكته، كذلك المرأة عندها هذا الاستعداد لكن من يختار؟ إذا كان الهدف من تأسيس الأسرة هو مجرّد الأهداف الفطريّة الغرائزيّة، الاختيار يتّجه نحو من يعتقد الإنسان بأنه يشبع هذه الحاجة عنده بمستواه الأعلى فإن كان هو يحبّ حياة مترفة يمكن أن يفكّر بالمال، وإذا كان يحبّ الجمال يمكن أن يفكّر بالجمال سوف يتّجه باتّجاه المقاييس والاستلطاف يحصل نتيجة إحساسات سابقة موجودة في الرأس، عندما يلتقي بأوّل فتاة يعتقد بأنّها تجسّد فتاة أحلامه سوف يعتقد بأنّه أحبّها وسوف يتّجه باتّجاه بناء أسرة معها، وكذلك العكس، ولكن عندما تكون المسألة تتعلّق بتكوين أسرة لتحقّق أهداف أعلى، على مستوى خلافة الله على مستوى الأرض، فالشاب أو الفتاة الموجود عندهم هذا الهدف سوف يدرسون خياراتهم بطريقة أدقّ بكثير وبعيدة عن المشاعر الأوّليّة، وعمّا يسمّى بالحبّ وغيره. وسوف آخذ شاهدًا حسينيًّا كانتقاء السيّدة خديجة (ع) لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله كزوج وانتقاء الرسول لخديجة كزوجة، أو انتقاء أمير المؤمنين للزهراء أو انتقاء الزهراء لأمير المؤمنين، لم يتمّ على أساس النظرة الأولى أو الاستلطاف أو بمحض الصدفة، إنّما كان بعد تفكير ودراسة، أمّا عن السيرة الكربلائيّة فيمكننا أن نستشهد بزواج أمير المؤمنين (ع) من أمّ البنين (ع) عندما أوصى عمّه وأقربائه بانتقاء له امرأة من قوم يتّصفون بصفات معيّنة، قال أريد أن أنجب منها ولدًا يكون ناصرًا لولدي الحسين (ع) في كربلاء، كان الانتقاء مدروسًا وبعد تأمّل وتفكّر. الميزة الثالثة التي أعتقدها أنّها تظهر من خلال المسيرة العاشورائيّة هي على صعيد الأداء، والتعامل داخل هذه الأسرة. وهذا الموضوع الذي أحبّ التوسّع فيه. أعتقد أنّ مؤسّسي الأسرة العاشورائيّة ينظرون إلى الأسرة على أنّها الساحة الأولى التي يمكنهم من خلالها بدء سيرهم التكامليّ نحو الله سبحانه وتعالى، أو فلنقل الساحة الأساسيّة التي يمكنهم أن يتدرّبوا فيها عمليًّا على التقوى. التقوى كشعار يمكن التحدّث عنها، ولكن كتطبيق لا يمكن أن يتمّ إلّا من خلال امتحان وعلاقات. عندما يقول الله سبحانه: {يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم} إشارة حقيقيّة على أنّه اختبار التقوى لا يتمّ إلّا من خلال الحياة الإنسانيّة والتعامل الإنسانيّ الذي يبدأ بالعائلة ويتدرّج إلى المجتمع بأكمله، أيضًا يقول الله سبحانه وتعالى:{يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ فيها رجالًا كثيرًا ونساء اتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا}. إشارات واضحة إلى أنّ السير التكامليّ باختبار التقوى لا يتمّ حقيقة إلّا من خلال الحياة الأسريّة، والشهيد مطهّري يقول أنّ الزواج هو ركن أساسيّ في السير التكامليّ إلى الله سبحانه وتعالى. لذا يجب أن ينظر إليه بإيجابيّة مقابل الرهبنة وهي ليست السير الحقيقيّ التكامليّ باتّجاه الله سبحانه وتعالى. ما أعتقده أنّ التقوى تقتضي التفكير بالواجب تجاه الآخر أكثر من التفكير بواجب الآخر تجاهي، ومسألة التقوى تقتضي التفكير بالواجب قبل التفكير بالحقّ، (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله)، ما أريد قوله أنّ هناك ثقافتان، الحديث الذي يقول: “قد يكتب الإنسان جبّارًا ولا يملك إلّا أهله” الجبابرة لم يكونوا ممدوحين في القرآن. النظر إلى الأداء داخل الأسرة يختلف تمامًا إذا كانت الثقافة ثقافة العطاء أو ثقافة الأخذ، وثقافة أخذ الحقّ عبر المبادرة بإعطاء الحقّ وليست ثقافة التمنّع عن إعطاء الحقّ إلّا بعد أخذه. من الطبيعيّ أن يحصل الإنسان على حقّه ولكن كيف أحصل عليه؟ أن آخذ حقّي عبر إعطاء حقّ الآخر شيء، وأن أمتنع عن إعطاء حقّ الآخر قبل أن آخذ حقّي شيء آخر. الزوج الذي ينظر للقيوميّة على أنّها فرصة لإدارة أسرة يُسعدها فرق عن إدارة أسرة تُسعده فرق كبير. العلاقة عندما تكن تنافس بين من يُسعد الآخر أكثر، هذه هي الأرضيّة الوحيدة التي نستطيع أن نفهم من خلالها كيف تصبح الحياة الزوجيّة إحدى البراهين على وجود الله سبحانه {وخلق لكم من أنفسكم أزواجًا، وجعل بينكم مودّة ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون}. أنا أجد بأنّ الأسرة الكربلائيّة العاشورائيّة تجلّت فيها هذه المسألة بأعلى صورها، عندما يكون عندنا مستوى عالٍ من العطاء والتفاني من أجل الأسرة بعضها البعض هذا الشيء لم يصبح عادة وسجيّة وسعادة إلّا لأنّ هذا الإنسان تربّى في ظلّ قطبين والدين جسّدا هذا العطاء أمام الأولاد. نحن نشتكي بأنّ أولادنا يقسون علينا، أنا أتصوّر أنّنا لم نعطهم الحبّ الكافي، لم يروا أمامهم أب يتفانى لإسعاد أمّ، وأمّ تتفانى لإسعاد أب، ومشاعر التفاني والعطاء بحبّ لم تتولّد وتبنى وتؤسّس داخل هذا القلب عند الولد والذي سيصبح مستقبلًا أب المستقبل وأمّ المستقبل، والقلوب باتّجاه القسوة والذي ولّدها ثقافة السؤال عن الحقّ وليس السؤال عن الواجب، يفترض أن يُعطى للزوجة حقّها وللزوج حقّه ليتولّد التفاني والعطاء، عندنا اليوم جيل من البنات متمرّد على سلوك أمّه ويقول لها أنت من جعلت أبي يفعل فيك كذا وكذا. لأنّهم يرون عطاءً ناتج من قهر واستغلال لم يروا عطاءً بحبّ، أعتقد بأنّ المرأة هي إنسان يجسّد المظاهر الجماليّة لله عزّ وجلّ، وهي مستعدّة أن تعطي كثيرًا إذا كان احترم هذا الجمال عندها وهذه الأحاسيس عندها، وبالقهر تتحوّل من مظهر لجمال الله إلى مظهر لجلاله وهذا خلاف فطرتها وخلاف المطلوب والمسؤول طبعًا كلا الجنسين الرجل والمرأة ولأنّ الرجل هو رأس الأسرة فالمبادرة يجب أن تأتي من عنده، فله القيوميّة لهذه الأسرة. في عاشوراء، ذاك الحبّ الذي تتبادله زينب عليها السلام مع الحسين والعبّاس حبّ غير طبيعيّ أن يصل العبّاس عليه السلام إلى المشرعة ويحمل الماء ثمّ يرميه ويقول: “يا نفس من بعد الحسين هوني” وليس تكليفًا شرعيًّا، كنت لفترة طويلة أقول أنّ هذا التصرّف لم يكن صحيحًا لو أنّه شرب لاستقوى على مقاومة الأعداء أكثر ولكنّي لم أكن أفهم ذلك الحبّ الموجود داخله، هو لم يصطنع هذا العمل فهو لا يستطيع الشرب وأخيه عطشانًا فهو مجبول على الحبّ. لكن من أين أتى هذا الحبّ؟ من مشاهد أروع رآها وتعلّم منها، كذلك عندما نرى أنّ عبد الله بن الحسن وهو لم يبلغ الحادية عشر من عمره وتروي الرواية أنّه آخر من استشهد من الإمام الحسين (ع)، أنّه هذا الفتى كان مع النساء ولم يأخذ الإذن بالبراز ولم يكن واردًا أن يُعطى الإذن بالبراز لكنّه عندما رأى عمّه الحسين يتعرّض للقتل لم يتحمّل ذلك، فخرج ليصدّ عنه بحركة تلقائيّة ناتجة عن حبّ حقيقيّ مبنيّ على العطاء، الأسرة العاشورائيّة أعضاؤها يتصرّفون من خلال إسعاد الآخر. الإمام زين العابدين عليه السلام يقول: عندما كنت أجلس بحضور والدتي لم أكن أتجرّأ أن أمدَّ يدي لآكل شيئًا من أمامها لعلّها كانت تنوي أن تمدّ يدها إلى الشيء نفسه. هل تختلف هذه التربية عمّا عندنا في الأحاديث (أحبّ لأخيك ما تحبّه لنفسك)؟ إذا طبّق كلّ واحد في الأسرة الزوج والزوجة هذه المسألة حُلَّت المشكلة وبالتالي الأولاد أيضًا سيتحلّون بهذه المسألة. النقطة الأخيرة من ميزات الأسرة الكربلائيّة، بأنّ عناصرها يتقنون إدراك فنّ العمليّة التربويّة، تحتاج العمليّة التربويّة إلى آليّات ومبادئ وإعداد، من لا يملك الصبر لا يحتاج إلى أن يربه، وقد تجلّى هذا الشيء بالنماذج التي وجدت في كربلاء لأنّها لم تكن فقط تتحلّى بالحبّ والشجاعة، النماذج التي وجدت في كربلاء كانت بذروة العلم الموجود في عصرهم، كانت تمتلك خبرات في شتّى خبرات الحياة التي كانت موجودة في حياتهم، خبرات القتال والسفر والتعاون في الحياة الاجتماعيّة الشاقّة وفيها بعد عن الأوطان. أصحاب الحسين (ع) كانوا معروفين بأنّهم أصحاب القرآن والعلوم لم يكن أحد فيهم غوغائيًّا وجاهلًا وغير مدرك لما يفعل، على العكس. بما كان في معسكر عمر بن سعد الّذين كانوا يجيبون الإمام الحسين (ع) بأنّه لا نفقه ما تقول. لقد كان مؤسّسو الأسرة الكربلائيّة يدركون أسرار وقواعد العمليّة التربويّة. أعتقد أنّ هذا هو ما يميّز الأسرة الكربلائيّة. أتمنّى من الأخوات المهتمّات بالعمليّة التربويّة وأتمنّى منهم أن يفيدوني بأفكارهم ونقاشاتهم، ويمكن الاستفادة من الأسرة العاشورائيّة وسأكتفي فقط بتعداد القواعد. عنيتُ بالنصّ قول الإمام الحسين (ع): ” ألا وإنّ الدعيّ بن الدعيّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلة يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حميّة ونفوس أبيّة من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام”. لقد حدّد أنّ التربية انطلقت من حجور طابت وطهرت وأنوف حميّة ونفوس أبيّة ومن خلال ما لاحظته من السيرة العمليّة لأبطال كربلاء أستطيع أن أستنتج ستّ قواعد سوف أذكرهم دون أيّ استشهاد حولهم: – لا بدّ من الالتفات لإعداد يسبق الاقتران والإنجاب ويُكمل العمل بعد الإنجاب الذي هو – طيّب الأعراق –. – طهارة النسب والنشأة. – التربية الإيمانيّة منذ الصغر. – المبالغة في التعليم والتأديب والتدريب. – إظهار الحبّ والتقدير. – التأديب مع الاحتفاظ والكرامة أو التعامل باحترام. طيّب الأعراق، قاعدة عندنا، طهارة النسب والنشأة هناك طهارة مادّيّة وهناك طهارة معنويّة، وكلاهما مطلوب، التربية الإيمانيّة منذ الصغر وهي مسألة في محلّ خلاف بين التربية الإسلاميّة والتربية الغربيّة ونستطيع أن نستدلّ عليها بأمور كثيرة جدًّا. المبالغة في التعليم والتأديب. المبالغة بشكل مكثّف من قبل الوالدين، إمّا هم يتولّون مباشرةً إمّا من قبل الواسطة. التعليم والتدريب ولا يعتبر التعليم تعليمًا والعلم علمًا إلّا إذا تحوّل لسلوك ولكن بشكل عامّ يفهم الناس من التعليم أنّه فقط اكتساب المفاهيم. إظهار الحبّ والتقدير للولد، والتأديب مع الكرامة، نحن بهذه العمليّة بحاجة لإعداد وحياة اليوم أعقد من حياة الأمس، لها آليّات أذكى من الآليّات السابقة ومن أراد اليوم أن يؤسّس أسرة لا بدّ لهم أن يتلقّوا دورات للتربية قبل أن يقدموا على هذا العمل حتّى لا تكون هذه الأسرة مدعاة لتراجعهم التكامليّ وتراجع أولادهم….تحميل المقال
المقالات المرتبطة
التوازن الفقهي والعرفاني عند الإمام الخميني (قده)
العرفان الذي أصّل له الإمام الخميني (قده) هو العرفان النبوي الأصيل الذي يسعى إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور من خلال رفع الموانع الكبرى التي تعيق حركة الخلق السلوكية نحو الحق المتعالي،
فلسفة جديدة للحوار الدينيّ
يقوم الحوار الإسلامي–المسيحي، كما يمارس حتّى اليوم، على خطأ مزدوج: في مقاربته وفي هدفه.
المجتمع المدني وقضايا الوحدة الوطنية مقاربة أولية
لا شك أن بناء دولة مؤسسية، تعتمد على المؤسسات والأطر الإدارية الحيوية، وأبناءها يتنافسون بسلاح الكفاءة والإمكانات في سبيل إعلاء