مصطلحات عرفانية | الجزء العاشر

by الشيخ حسن بدران | يناير 6, 2022 11:56 ص

إيجاد

– هو إبداع هوية الشيء وذاته التي هو نحو وجوده الخاص. (عين اليقين، الفيض، 1: 337).

– الإعدام هو الإدخال تحت الأسماء الباطنة المناسبة والإيجاد هو الإظهار من الأسماء الظاهرة المناسبة، وليس هذا البطون والظهور بطريق الانتقال، فإن أفعال الكمل التي هي أفعال الله أجل من أن يكون للزمان والحركة سلطنة عليها، ويمكن أن يكون أمثال هذه الأفاعيل بطي المكان كما أنه يمكن أن يكون ببسط الزمان فإن العوالم كلها خاضعة للولي الكامل الذي عنده من الاسم الأعظم شيء، وقد ورد عن موالينا أن عند آصف حرفًا واحدًا من الاسم الأعظم فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين، وإنه أي الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفًا وعندهم عليهم السلام منه اثنان وسبعون حرفًا وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 191).

– الغاية القصوى في إيجاد هذا العالم الكوني ومكوناته الحسية هي خلقة الإنسان وغاية خلقة الإنسان ماهية العقل المستفاد، أي مشاهدة المعقولات والاتصال بالملأ الأعلى، والعبودية الذاتية التي هي الفناء في الحق الأول والخلافة الإلهية. فلولا الخليفة لم توجد الخليقة. ولا بدّ أن يكون وجوده مستمرًا في جميع الأعصار والدهور حتى يقوم به الأمر ويدوم به النوع ويحفظ به البلاد ويهتدي به العباد ويمسك به السماوات والأرضون. (عين اليقين، الفيض، 2: 290).

إيمان

– الإيمان لغة التصديق، وشرعًا أيضًا هو التصديق، إلا أنه اختص بالتصديق بالله تعالى وبالنبي صلى الله عليه وآله وبما علم مجيئه به ضرورة. وله مراتب: أدناها الإقرار باللسان، وأعلاها تنور في القلب ينكشف به حقيقة الأشياء على ما هي عليه، فيرى أن الكل من الله وإلى الله، واقتدار في الباطن يوصل به إلى مقام كن فيتخطون في المقامات ويعاينون في أنفسهم الكرامات فيصدقون على أتم وجه بالنبوات والولايات من دون إثبات المعجزات بالأسانيد والروايات كما قيل: “أخذتم علمكم ميتًا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت”، وهؤلاء هم المؤمنون حقًا، وفيهم أن المؤمن أعز من الكبريت الأحمر. وهم أيضًا على أصناف: فمنهم السابقون المقربون، ومنهم من دونهم بحسب تفاوت سيرهم وسلوكهم، فإن السير في الله لا نهاية له وإن كان السير إلى الله متناهيًا و﴿يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات﴾، وبعد المرتبة الأدنى من الإيمان المرتبة الدنيا منه وهى التصديق الجازم التقليدي بما ذكر، وفائدتها كالأولى حقن الدماء والأموال نعم إن كان مشفوعة بالعمل الصالح والقلب السليم يحشر صاحبه مع أصحاب اليمين ويثاب على حسب عمله، وبعد هذه المرتبة الإيمان البرهاني لأهل النظر فيستدلون بالآثار على المؤثر، وبعده مرتبة الإيمان بالغيب يعرفون الصانع تعالى من وراء حجاب ولها عرض. وجميع هذه المراتب لأهل العلم إلى أن ينتهي إلى حد العين فيسمى صاحبه عارفًا، ونهاية العرفان مقام حق اليقين والفناء المحض. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 222).

– الإيمان هو التصديق بالشيء على ما هو عليه، ولا محالة هو مستلزم لتصوّر ذلك الشيء كذلك بحسب الطاقة، فهو يرجع إلى العلم الراجع إلى نحوٍ من الوجود. وفي الشرع عبارة عن التصديق بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾. ويدخل في الكتب والرسل أوصياء الرسل – صلوات الله عليهم أجمعين – وسائر ما جاءوا به. والكفر ما يقابله.. (عين اليقين، الفيض، 1: 94).

– لهذا الدين أو الشرع وأهله مراتب: أولها الإسلام، وثانيها الإيمان، وثالثها الإيقان. وكل واحد منها ينقسم إلى ثلاثة أقسام، بحسب البداية والوسط والنهاية. (الأسرار، آملي، الصفحة 591).

– إيمان أهل البداية عبارة عن تصديق مشوب بالشك والشبهة والمعارضة والإشكال. ويمكن معه الشرك؛ خفيًا كان أو جليًا، وحيث ثبت أنه يجتمع مع الشرك، فلا حاجة لنا إلى بيان اجتماع الفسق والمعصية والظلم والقتل والبغي وغير ذلك معه. وهذا الإيمان قابل للزيادة والنقصان، وموجب للدخول في النار والخروج منها بعد مدة. (الأسرار، آملي، الصفحة 595).

– إيمان أهل الوسط عبارة عن تصديق ما جاء به النبي من التوحيد والعدل والنبوة والإمامة وغير ذلك: تصديق لا يشوبه شك ولا شبهة. وهذا الإيمان قابل للزيادة لا النقصان، بخلاف الأول. (الأسرار، آملي، الصفحة 596).

– إيمان أهل النهاية الذين هم الأنبياء والأولياء والعارفون من أمتهم وتابعيهم هو عبارة عن تصديق مجموع ذلك من حيث الكشف والشهود والذوق والعيان، بحيث لا يخالجه شك ولا شبهة مع محبة كاملة لموجدهم وشوق تام إلى حضرته العالية، المعبر عنه باللقاء والوصول. وهذا الإيمان ليس بقابل للزيادة. وزيادة هذا الإيمان يكون من قبيل الإحسان الذي هو عبارة عن المشاهدة الجلية، المسمى بالحق اليقين. (الأسرار، آملي، الصفحة 596).

– كما أنّ للوجود درجات مترتّبة بعضها فوق بعض، وهو مقول عليها بالتشكيك، فكذلك الإيمان لها درجات مترتّبة في القوّة والضعف. أوائل درجات الإيمان تصديقات مشوبة بالشكوك والشُّبه على اختلاف مراتبها، ويمكن معها الشرك: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾، وعنها يعبّر بالإسلام في الأكثر: ﴿قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمان فِي قُلُوبِكُمْ﴾. وأواسطها تصديقات لا يشوبها شكّ ولا شبهة: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾، وأكثر إطلاق الإيمان عليها خاصّة: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيمانا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾. وأواخرها تصديقات كذلك مع كشف، وشهود، وذوق، وعيان، ومحبة كاملة للمبدأ – جلّ ذكره – وشوق تامّ إلى حضرته المقدّسة: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾. وعنها العبارة تارّة بالإحسان: “الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ”، وأخرى بالإيقان: ﴿وَبِالآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾. (عين اليقين، الفيض، 1: 94).

 

Source URL: https://maarefhekmiya.org/14290/irfan11/