الديمقراطية القدسية
المقدّمة : تنويهات قبليّة
|
أولًا: فكرتا الانسجام أو عدم الانسجام بين الدين والديمقراطية، منوطتان تمامًا بتعريف “الدين” و”الديمقراطية” من جهة، وبطبيعة نظرتنا للوجود والإنسان والمجتمع من جهة ثانية. فالدين ذو النظرة الداخلية (الانطوائي) والمفتقر للنظم الاجتماعية لا يمكن أن تكون له علاقة (إيجابية أو سلبية) مع الديمقراطية.
ثانيًا: الإسلام دين عقلاني جامع واجتماعي، لذلك يتسنّى تنظيم وعرض نمطٍ من النظم الاجتماعية داخل نطاق قضاياه وتعاليمه. ونحن نسمّي هذا النموذج من الديمقراطية بـ “الديمقراطية القدسية”(1).
|
نعتزم في هذا الفصل شرح المباني النظرية، والإحداثيات، والخصائص ذات الصلة بهذه النظرية.
ثالثًا: العناصر التي تؤلِّف المساحة النظرية والعملية للحكومة والسياسة هي المقولات السبع التالية:
أ: فلسفة السياسة: المباني الإبستيمولوجية، والأنطولوجية، والأنثروبولوجية التي تسود المدرسة والمنظومة النظرية السياسية.
ب: أهداف السياسة: الغايات المادّية والمعنوية، الابتدائية والنهائية المنشودة من استلام زمام السلطة والإدارة الاجتماعية. وبالمقدور عرض أهداف الحكومة والسياسة على ثلاثة مستويات:
1 . الأهداف الأساسية: وهي الغايات النهائية والعليا (الأهداف المطلوبة في ذاتها)، وتتمثّل في تأمين الكمال والسعادة للإنسان في الدنيا والآخرة.
2 . الأهداف الاستراتيجية: وهي الغاية الوسيطة أو الطريقية (الهدف الذي يعدُّ مقدّمة لازمة لتحقيق الأهداف الأساسية)، وتتمثّل في تحقيق العدالة وتكريسها.
3 . الأهداف العملانية: الغايات المرحلية والأداتية (الخطوات الممهِّدة والآليات الضرورية لتحقيق الأهداف الوسيطة والاستراتيجية) نظير نماذج التنمية الثقافية، والسياسية، والاقتصادية المناسبة.
كلّ واحد من هذه المستويات الثلاث من الأهداف له دور المقدّمة اللازمة لتأمين وتحقيق الأهداف الأعلى منه.
ج: الأحكام: الحقوق الأساسية، والمدنية، والجزائية، والدولية، والأوامر والنواهي التي يُعدُّ الالتزام بها في الميادين السياسية، والاقتصادية، والحقوقية، ضروريًّا لبلوغ الأهداف السياسية.
د: الأخلاق: السلوك السياسي، والاقتصادي، والحقوقي اللائق الذي ينبغي على المدراء والمواطنين الالتزام به لتأمين المسيرة والصيرورة التكاملية لجميع أبناء المجتمع نحو الكمال والسعادة، نظير ضرورة تواضع القادة حيال الشعب، والنقد النصوح والخيّر الذي يقدّمه المواطنون بخصوص أداء المدراء، وضرورة اجتناب الحكّام والولاة حياةَ الترف والتشريفات، وإقلاع الناس عن السلوكيات المسرفة.
هـ: الخطط: التدابير التي تُمكِّن من تطبيق الأحكام وتحقيق الأخلاق، وبالتالي بلوغ الأهداف.
و: المنظمات: نماذج بنية الحكومة والمؤسسات التي تشكّل الحكومة.
د: القوانين والأساليب: أساليب تطبيق القوانين والأخلاق والخطط وتأسيس المنظمات، مثل طرق استبيان آراء المواطنين حول اختيار مدراء الحكومة وتنصيبهم. لقراءة البحث الكامل اتبع الرابط: الديمقراطية_القدسية_الشيخ_علي_أكبر_رشاد
المقالات المرتبطة
الحوار السياسي العقلي والدور الرسالي للإمام الرضا(ع)
يتبين بوضوح كافي أن الإمام الرضا (ع) سار على النهج الرسالي المحمدي، رفض الظلم، لأن سياسة العترة الطاهرة هي سياسة بنّاءة تعمل على إيجاد الوسائل السليمة لرقي المجتمع وبلوغ أهدافه في الحياة الحرة الكريمة،
وجهة نظر خاصة حول الطبقية والبرجوازية في تاريخ الأمة
عندما كتب المؤرخون كتب التاريخ، جاءت كتاباتهم فيها نوع من الطبقية المشين، يدافعون عن الأمراء ضد الفقراء، والسلاطين ضد الدهماء
العلم وسؤال الحقيقة! هل يتعهّد العلم أن يكشف لنا كل الحقائق؟!
العلم اليوم لم يعد – بإطلاقه الصناعي – يمثّل راياتِ الكشف في طريق الحقيقة، بل أصبح راية “التجربة” في طريق الكشف. إنّ بزوغ نجم علم الطبيعة في القارة الأوروبية