by الشيخ حسن بدران | فبراير 14, 2022 8:12 ص
برزخ
– إن البرزخ في اصطلاح حكمة الإشراق هو الجسم فيعبّر عن الأجسام الفلكية والعنصرية بالبرازخ العلوية والسفلية، والهيئة هي العرض والأنوار العرضية هي الحسية وهو واضح لناظريها. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 484).
برهان
– البرهان لغة الحجة كما في القاموس. وفي الاصطلاح هو المؤلف من الواقعيات المحضة والعقليات الصرفة بخلاف الخطابة والجدل والشعر والسفسطة، وأشير إلى ثلاثة منها في قوله تعالى: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن﴾. وفي اصطلاح أخص هو الدليل اللمي فقط، وبهذا المعنى قال الشيخ الرئيس: “الأول تعالى لا برهان عليه بل هو على كل شيء”. والمراد هنا المعنى اللغوي ليشمل الأقوال الشارحة والحجج بأقسامها؛ إذ الحجة لغة غير ما هو المصطلح. وبيان كونه تعالى برهانًا ومظهرًا لكل مجهول أن الدليل المرشد للعقل إلى المطلوب كالذي يأخذ بيد الأعمى ويوصله إلى مقصوده، فإذا أردت أن تصل إلى حدوث العالم فصدقت بسيلانه، ثم صدقت بحدوثه فسيلان العالم وحركته الجوهرية والكيفية والكمية وبالجملة حركته ذاتًا وصفة أظهرت لعقلك الحدث وأوصلتك إليه، لكن السيلان الحاصل في الذهن موجود من الموجودات له ماهية ووجود؛ إذ الماهية منفكة عن كافة الوجودات لا تقرر لها كما تقرر في مقره فكيف تكون بذاتها مظهرة لشيء؛ لأن ثبوت شيء لشيء فرع ثبوت المثبت له فهي من حيث هي لا مظهرة ولا لا مظهرة، فوجودها مظهر، والوجود بشراشره إشراق الحق ﴿الله نور السموات والأرض﴾؛ أي بإشراقه استشرقت المجردات والماديات؛ أي مجرد كان في عقلنا أو في عقل الكل فالمظهرية آلت إليه تعالى. وكذا في الحدود فهو البرهان على غيره، وكذلك هو البرهان على نفسه كما في دعاء الصباح: “يا من دل على ذاته بذاته”، وفي دعاء أبي حمزة الثمالي: “بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ولولا أنت لم أدر ما أنت”، وفي دعاء عرفة: “ألغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، أو متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك عميت عين لا تراك ولا تزال عليها رقيبًا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبًا”، وفي الكافي: “اعرفوا الله بالله”، وفيه أيضًا عن أبي عبد الله (ع): “وإنما عرف الله من عرفه بالله فمن لم يعرفه به فليس يعرفه إنما يعرف غيره”. فالحاكم بوحدته البرهان الوارد على القلب من عنده شهد الله أنه لا إله إلا هو، ولهذا قراءة فتح اللام في المخلصين هي الأولى. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 161).
– آياته برهان للناظرين: هذا في حق طائفة أشير إليهم بوصف النظر فإن أهل النظر أصحاب الفكر، وفي حق طائفة أخرى هو تعالى برهان على الآيات فإن للعلماء في الاستدلال عليه تعالى طرقًا عديدة، فبعضهم يستدلون عليه بالإمكان، وبعضهم بالحركة، وبعضهم بالحدوث، وبعضهم بالإمكان مع الحدوث شرطًا أو شطرًا، وبعضهم يرون أن حقيقة الوجود بنية المائية والهلية غنية الثبوت والإثبات عن اللمية وهى الأصل في التحقق والظهور والإظهار لكل شيء، وهى أظهر وأجلى من الإمكان والحدوث ونحوهما، ولولاها لما ظهرت هي حتى أن في الموجودات المقيدة هل البسيطة مقدمة على ما الحقيقية وأما الوجود المطلق الغني عنهما الظاهر في الأنفس والآفاق فعلمته بالفطرة أولًا، ولا تعلم بعد ما الإمكان وغيره من الأخفياء فيستشهدون به عليه، فعند الطائفة الأولى ماهيات الأنفس والآفاق مرايا نور الوجود، وعند الطائفة الثانية نور الوجود مرآة يظهر بها تلك الماهيات، وعند الطائفة الأولى كان الوجود قائمًا بالماهيات، وعند الثانية كان الماهيات قائمة بحضرة الوجود القائم بذاته وفي حق الأولى ﴿سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين أنه الحق﴾، وفي حق الثانية ﴿أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد﴾ (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 661).
بسط / قبض
– حقيقة القبض عند العرفاء ورود شيء في قلب العارف من الله تعالى فيه إشارة إلى تقصير واستحقاق تأديب على التقصير، والبسط ورود شيء في قلبه فيه بشارة بلطف وترحيب. وقد يكون القبض والبسط لا يدري صاحبهما سببهما، ونسبتهما إلى الهيبة والأنس نسبة النقص إلى التمام لكون الوارد من الله في الهيبة أشد تهديدًا من القبض والوارد منه في الأنس أكثر ترحيبًا من البسط ونسبتهما إلى الخوف والرجاء بعكس ذلك فإنهما في مقام القلب وما فوقه، والخوف والرجاء في مقام النفس ودرجتهما في النهايات قبض الحق رسم العبد وبسط العبد ببهجة الجمال المطلق وشهوده في الكل (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 359).
– قابض باسط: يقبض هو تعالى الحياة التي هي الوجود المنبسط على كل شيء والروح الساري في كل شيء كل آن ويبسطها على قوالب الأعيان وهياكل المهيات كل آن، بل هذا القبض عين هذا البسط كما أن النفخة التي تشعل النار تطفئها وكما أن الشمس التي تنشئ الظل هي مفنيه.. فهذا الوجود الساري بسط الروح على الأشياء وإفاضة الحياة عليها، وذلك عند ظهوره بلباس الكثرة، وهو بعينه قبض الروح عنها وذلك عند تجليه بطور الوحدة وصفة القهر. وعند العرفاء: حقيقة القبض ورود شيء في قلب العارف من الله تعالى فيه إشارة إلى تقصير واستحقاق تأديب على التقصير، والبسط ورود شيء في قلبه فيه بشارة بلطف وترحيب. وقد يكون القبض والبسط لا يدري صاحبهما سببهما، ونسبتهما إلى الهيبة والأنس نسبة النقص إلى التمام لكون الوارد من الله في الهيبة أشد تهديدًا من القبض والوارد منه في الأنس أكثر ترحيبًا من البسط ونسبتهما إلى الخوف والرجاء، بعكس ذلك فإنهما في مقام القلب وما فوقه والخوف والرجاء في مقام النفس ودرجتهما في النهايات قبض الحق رسم العبد وبسط العبد ببهجة الجمال المطلق وشهوده في الكل (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 359).
– قابض باسط: يقبض هو تعالى الحياة التي هي الوجود المنبسط على كل شيء والروح الساري في كل شيء كل آن، ويبسطها على قوالب الأعيان وهياكل الماهيات كل آن، بل هذا القبض عين هذا البسط كما أن النفخة التي تشعل النار تطفئها وكما أن الشمس التي تنشئ الظل هي مفنيه.. فهذا الوجود الساري بسط الروح على الأشياء وإفاضة الحياة عليها، وذلك عند ظهوره بلباس الكثرة وهو بعينه قبض الروح عنها وذلك عند تجليه بطور الوحدة وصفة القهر. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 359).
– التوصيف بالواحدية والقهارية دون التوصيف بالرحمانية والرحيمية؛ لأن ذلك اليوم يوم حكومتهما وسلطنتهما. فيوم الرحمة يوم بسط الوجود وإفاضته؛ ولهذا وصف الله نفسه عند انفتاح الباب وفاتحة الكتاب بالرحمن الرحيم. ويوم العظمة والقهارية يوم قبضه ونزعه؛ فوصفهما بالوحدانية والقهارية وبالمالكية في خاتمة الدفتر فقال: (مالك يوم الدين). (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 32).
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/14431/irfan13/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.