by معهد المعارف الحكميّة | فبراير 14, 2022 8:12 ص
المواليد: عام 1974م في مدينة آمل التابعة لمحافظة مازندران في إيران.
الدراسة الحوزوية: دَرَس الفقه والأصول لأكثر من 24 سنة.
ودَرَس الفلسفة والعرفان الإسلامي لأكثر من 20 سنة.
يحمل شهادة دكتوراه في التصوّف والعرفان الإسلامي، كما اختير كأفضل طالب دكتوراه في جامعة الأديان والمذاهب لعام 2014م.
يُدرّس حاليًا مادّتَي الفلسفة الإسلامية والعرفان الإسلامي في مراحل الدراسات العليا.
المناصب العلمية: يشغل حاليًا منصب مدير قسم العرفان ومدير الهيئة العلمية في مؤسّسة الثقافة والفكر الإسلامي التحقيقيّة، ومسؤول فريق كتابة المواضيع العرفانية في دائرة معارف العلوم العقلية الإسلامية، ومشغول بتدوين مشروعه في مباني العرفان الإسلامي.
لمحة عن مشروع الدكتور فضلي آملي
يمكن تقسيم فعّاليات الشيخ الدكتور علي فضلي إلى قسمَين:
الأّول: الكتابة في بعض المسائل الفكرية والفلسفية والعرفانية، وفي هذا الجانب يعالج بعض المسائل التي شغلت الفكر أو دارت حولها سجالات فكرية، أو كانت مثار الاختلاف بين كبار المفكّرين والفلاسفة، ولعل هذه الفعّاليات من قبل الشيخ تعبّر عن اهتمامه بمعالجة المسائل التي تهم المجتمع أو تُطرح للبحث في الوقت الراهن، مما يُشكل إسهامًا منه في رفد العملية التثقيفيّة والحركة العلمية المعاصرة، ومن ذلك مسألة الشرور مثلًا، وبعض المقالات التي جاء مسردها في ذيل هذا التقرير.
كما أن كتاباته في إعداد بعض المناهج والمواد الدرسية في بعض المؤسسات التعليمية تعتبر هي الأخرى فعّاليةً من فعّالياته العلمية، رغم أنها لا تمثّل خطًّا متواصلًا منه.
الثاني: وهذا هو المهمّ في مشروع الشيخ؛ حيث إن الذي طالما شغل بال الشيخ واشتغل به كتابةً وتحقيقًا وتدريسًا، هو التأسيس والتأصيل والترسيخ لمباني العرفان الإسلامي؛ إذ إن من المشهور أن العرفان الإسلامي لا يرتكز على أصول عقلية أو شرعية مسلّمة أو بديهية، وإنما كل ما هنالك مشهورات عند العرفاء أنفسهم بنوا عليها منظومتهم الفكرية العرفانية، وهذا ما سبّب لهم الوقوع في الكثير من المناقشات والجدال وجعل منهم هدفًا لشبهات الفلاسفة وتفسيق الفقهاء.
ومن هنا ركّز الدكتور فضلي على التحقيق في أسس العرفان الإسلامي وأمّهات الأصول العقلية التي يبتني عليها ومحاولة تشييدها وتحكيمها والاستدلال عليها عقلًا ونقلًا.
ولعلّ أوّل خطوة خطاها في هذا المضمار هو كتابه الحيثية التقييدية في الحكمة المتعالية، حيث عالج فيه مسألةً دقيقةً للغاية، هي مسألة الحيثيّات وأنواعها، أو قل للتوضيح: كيفية نسبة الوصف إلى المتّصف به وأنواع ذلك، وهو ما يفتح المجال لبيان كثير من مسائل الفكر والحكمة الإلهية والعرفان الإسلامي ومعالجتها معالجةً عقليةً مفهومة، ونحو وجود الكمالات والصفات الإلهيّة، وعقلنة الوحدة الشخصية للوجود ووجود ما سوى الله تعالى، وبيان نحو وجود المعقولات الثانية الفلسفيّة، وبيان أصالة الوجود واعتبارية الماهيّة، ونحو تقرّر العالَم باعتباره شأنًا ومظهرًا في نظام الوحدة الشخصيّة للوجود، ونحو ارتباط النفس بقواها، وقد فصّلنا الكلام عن ذلك في مقدّمتنا التي قدّمنا بها الترجمة العربية لهذا الكتاب[1][1].
وتلا هذا الكتاب دعوته لتدوين علم تحت عنوان >فلسفة العرفان<، وقد دعم دعوته هذه بكتابه المختصر والقيّم في آن معًا حقيقة فلسفة العرفان وعناصرها، حيث عرض فيه وبشكل ممنهج تعريف فلسفة العرفان وبيان عناصرها المعرفية والوجودية، من الحدّ والموضوع والمصادر في بعدَيها العلمي والعملي، والغاية منها، وعلاقة ذلك بالعلوم الأخرى.
وهذا الكتاب من أفضل ما كُتب في هذا المجال، وقد جاء في 200 صفحة من القطع الرقعي.
ثم تتابعت الجهود منه في إصدار كتاب معيار وموازين القضايا الشهودية والوجودية، حيث وقف فيه على بيان ميزان القضايا العرفانية – لا الشهود العرفاني الذي يحصل للسالك حين المكاشفة القلبية – ومنهج ذلك وخطواته وبيان مُطابَق ذلك الميزان؛ فإن العارف بعد أن يُترجم مكاشفته إلى قضية حصولية ويتحوّل الكشف إلى مسألة علمية، يمكن حينئذٍ أن توزن بميزان العقل والدين؛ ولذا فإن الإشكال على العرفان بأنه لا معيار له ولا ميزان، لا أساس له من الصحّة، وذلك لأن للعرفاء موازين لمكاشفاتهم أثناء الكشف، ولمقرّراتهم العرفانية – التي اكتست بكساء العلم الحصولي بعد الترجمة – موازين لا تختلف عن موازين العلوم العقلية والشرعية.
وبعد هذا الكتاب صدر له مباني معرفة الإنسان في علم السلوك، فلمّا كان العرفان ينقسم إلى العرفان النظري وعلم السلوك، كذلك هي فلسفة العرفان تنقسم إلى فلسفة العرفان النظري، وفلسفة علم السلوك، ومن أهم ما يجب أن يُبحث في القسم الثاني منه مسائل من قبيل: المباني المعرفيّة لعلم السلوك، والمباني الوجودية لعلم السلوك، والمباني المنهجية لعلم السلوك، والمباني الإنسانية (أو مباني معرفة الإنسان) في علم السلوك.
وقد سعى في هذا الكتاب لدراسة هذه المسألة الأخيرة وقد أجاد وأفاد، فسلّط الضوء على أهم المسائل التي تمسّ كيان الإنسان من حيث السلوك، أي من حيث كونه سالكًا، لا من حيث ماهيّته الحقيقية من حيث هو هو، فتطرّق إلى تعريف الإنسان من حيث السلوك، ومراتب وجود الإنسان: النفس والعقل والقلب والسر والخفي والأخفى، والأطوار القلبية التي يمرّ بها السالك، وبيان جنود الحقيقة القلبية ومقاربة ذلك مقاربةً عقليةً دينية، وفق منهج منظّم ومنضبط.
وقد أنجز كتابة المباني المعرفية لعلم السلوك وهو قيد الطبع، ومشغول الآن بكتابة المعرفة الوجودية لعلم السلوك.
ملاحظات على مشروع الشيخ فضلي
مما يُلاحظ على كتابات الدكتور علي فضلي التعقيد في الكتابة؛ فإن أسلوبه في الكتابة معقّد وصعب إلى حدّ ما؛ وقد سألتُه في يوم من الأيام عن سبب ذلك فأجاب بأنه يكتب ما يفكّر فيه بشكل مباشر ودون أي تأخير لئلا تضيع الفكرة أو ينقطع تسلسلها، وليس هنالك وقت لإعادة الكتابة أكثر من مرّة. فهذا هو الذي يسبّب التعقيد في صياغة الفكرة عبر الكلمات.
وأنا أضيف سببًا آخر لذلك، وهو أن المطالب التي يكتب حولها سماحته مطالب معقّدة وشائكة، وقلّما وقف السابقون عندها؛ ولذا فإن اللغة المعبّرة عن هذه المعاني والاصطلاحات المفصحة عنها غير متاحة وغير متوفّرة، وهذا ما يجعل التعبير اللغوي عن الفكرة الذهنية تعبيرًا غامضًا أو عسير الفهم.
ولذا فإن ترجمة مثل هذه المؤلّفات إلى لغة أخرى يحتاج إلى مترجم قدير ومتخصّص في هذا اللون من الدراسات الفكرية العرفانيّة، خصوصًا وأن ساحتنا العربية تفتقر لمثل هذه الأبحاث والإنجازات.
إنجازات الدكتور فضلي آملي العلميّة
للدكتور فضلي عدّة كتب، منها:
كما نُشرت له عدّة مقالات في مجال الفلسفة والعرفان منها:
[1][2] تُرجم هذا الكتاب إلى العربية وصدر عن دار المعارف الحكمية في بيروت.
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/14435/intellectualworks7/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.