by الشيخ حسن بدران | فبراير 28, 2022 12:21 م
بسملة
– إن لحقيقة بسم الله الرحمن الرحيم مراتب من الوجود ومراحل من النزول والصعود، بل لها حقائق متكثرة بحسب العوالم والنشئآت. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 87).
– إن فاتحة الكتاب مشتملة على جميع سلسلة الوجود وقوسي النزول والصعود، من فواتيحه وخواتيمه، من (الحمد لله) إلى (يوم الدين) بطريق التفصيل، وجميع حالات العبد ومقاماته منطوية في قوله (إياك نعبد) إلى آخر السورة المباركة. وتمام الدائرة الموجودة في الفاتحة بطريق التفصيل موجودة في (الرحمن الرحيم) بطريق الجمع، وفي الاسم بطريق جمع الجمع، وفي الباء المختفي فيها ألف الذات بطريق أحدية جمع الجمع، وفي النقطة التي تحت الباء السارية فيها بطريق أحدية سر جمع الجمع، وهذه الإحاطة والإطلاق لم تكن إلا في فاتحة الكتاب الإلهي التي بها فتح الوجود وارتبط العابد بالمعبود. فحقيقة هذه التسمية جمعًا وتفصيلًا عبارة عن الفيض المقدس الإطلاقي والحق المخلوق به. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 88).
– قال شيخنا العارف الكامل الشاه آبادي مد ظله: إن الرحمن الرحيم في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم صفتان للاسم لا لله تعالى، وهما ليستا من الرحمتين الذاتيتين فإنهما مندرجتان في اسم الجلالة، فحاصل مفاد التسمية أنه بالمشية الرحمانية والرحيمية من الله تعالى ظهر الحمد؛ أي عالم الحمد الذي هو العالم العقلي الجبروتي فإن حقيقتها محامد إلهية وبمشيته الربوبية ظهر العالمون؛ أي العالم الملك الذي يكون في صراط التربية والترقي وغاية الترقي هو الوصول إلى المشية الرحمانية والرحيمية، ولذا أعادهما الله تعالى في الفاتحة، وأما المشية المالكية فهي في مقابلة المشية الرحمانية فإنها لقبض الوجود كما أن الرحمانية لبسطه وتفسير باقي السورة ليس هنا محل ذكره. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 188).
بسيط
– بسيط الحقيقة كل الأشياء بالوحدة الجمعية الإلهية. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 34).
– الذات الإلهية لما كانت تامّة فوق التمام، بسيطة فوق البساطة، فهي كل الأشياء بوجه بسيط إجمالي، منزه عن قاطبة الكثرات الخارجية والخيالية والوهمية العقلية؛ فهي كل الأشياء وليس بشيء منها. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 55).
– حقيقة الوجود المجردة عن كافة التعلقات وعين الوحدة وصرف النورية لما كانت بسيطة الحقيقة وعين الوحدة وصرف النورية بلا شوب ظلمة العدم وكدورة النقص فهي كل الأشياء وليست بشيء منها. فالصفات المتقابلة موجودة في حضرتها بوجود واحد مقدس عن الكثرة العينية والعلمية منزّه عن التعين الخارجي والذهني. فهي تعالى في ظهورها بطون وفي بطونها ظهور، في رحمتها غضب وفي غضبها رحمة. فهي اللطيف القاهر الضار النافع. وعن أمير المؤمنين عليه السلام: سبحان من اتسعت رحمته لأوليائه في شدة نقمته واشتدت نقمته لأعدائه في سعة رحمته. فهو تعالى بحسب مقام الإلهية مستجمع للصفات المتقابلة، كالرحمة والغضب، والبطون والظهور، والأولية والآخرية، والسخط والرضا. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 26).
– الوجود كلما كان أبسط وبالوحدة أقرب كان اشتماله على الكثرات أكثر، وحيطته على المتضادات أتم. والمتفرقات في عالم الزمان مجتمعات في عالم الدهر، والمتضادات في وعاء الخارج ملائمات في وعاء الذهن، والمختلفات في النشأة الأولى متفقات في النشأة الآخرة. كل ذلك لأوسعية الأوعية وقربهن لعالم الوحدة والبساطة. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 25).
– هو سبحانه مع وحدته الحقة وبساطته الحقيقية من كل وجه كل الأشياء، وليس هو شيئًا من الأشياء؛ لأن وحدته وحدة حقيقية لا مكافئ لها في الوجود. فهو بكل مكان، وفي كل حين وأوان، ومع كل أنس وجان: “مع كل شيء لا بمقارنة، وغير كل شيء لا بمزايلة” ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾. فهو سبحانه بوحدته كل الأشياء؛ وكلما كان الشيء أبسط فهو أحوط للوجود وأشمل، وبالعكس. (عين اليقين، الفيض، 1: 340).
– الله يعني الذات المستجمعة بجميع الكمالات والخيرات؛ لأنه تعالى لما كان صرف الكمال ومحض الخير فلو كان فاقدًا لكمال وخير من حيث هما كمال وخير لتركب ذاته من الكمال والخير وفقدهما، فتحقق فيه شيء وشيء هف؛ لأنه بسيط الحقيقة وصرف الكمال ولا ميز في صرف الشيء؛ إذ الشيء لا يتثنى ولا يتكرر بنفسه كما قال الحكماء: صرف الوجود الذي لا أتم منه كلما فرضت ثانيًا له فهو لا غيره. إن قلت: الفقد والسلب أو العدم أو ما شئت فسمه ليس شيء يحاذيه حتى يستلزم التركيب. قلت: شر التراكيب هو التركيب من الإيجاب والسلب إذا كان ذلك السلب سلب الكمال لا سلب النقص؛ لأنه سلب السلب فيرجع إلى الإثبات، بل إن سئلت الحق فلا تركيب إلا هو؛ إذ التركيب يستدعي سنخين، وهو لا يكون إلا فيما كان لأحدهما ما يحاذيه، ولا يكون للآخر، كالوجود والعدم والعلم والجهل البسيط مثلًا حيث لا يحاذي الثاني شيء، فلو كان للآخر أيضًا ما يحاذيه والوجود مقول بالتشكيك لم يتحقق سنخان، وأما بحسب الماهية فيرجع إلى اعتبار العدم. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 54).
– بسيط الحقيقة ليس فيه نقصان، وما هذا شأنه يكون كلّ الشيء. فعلمه – سبحانه – واحد، ومع وحدته يكون علمًا بكلّ شيء وكلّ علم بشيء؛ إذ لو بقي شيء ما لا يكون ذلك العلم علمًا به لم يكن علمًا حقيقيًّا، بل علمًا بوجه وجهلًا بوجه آخر، وحقيقة الشيء لا تكون ممتزجة بغيره فلم يخرج جميعه من القوّة إلى الفعل. وهو – سبحانه – ليس فيه جهة فقر وقوّة أصلًا. (عين اليقين، الفيض، 1: 361).
انظر: أحد.
بصيرة
– البصر وإن كان من شأنه الرؤية الظاهرة؛ لأنه ما خلق إلا لأجلها، لكن رؤيته موقوفة على نور آخر غير نوره، لتحصل له الرؤية بواسطته، مثل نور الشمس مثلًا، فكذلك البصيرة، فهي وإن كانت من شأنها الرؤية الباطنة، لأنها أيضًا ما خلقت إلا لأجلها، لكن رؤيتها أيضًا موقوفة على نور آخر غير نورها، لتحصل لها الرؤية بواسطته، مثل نور التجلي مثلًا، أو نور الإلهام، أو نور الوحي، أو نور الكشف، المعبر عنها بنور الله. ومعلوم أن المراد بالبصر العين الظاهرة الحسية. والمراد بالبصيرة العين الباطنة القلبية. فحينئذ كما أن البصر إذا لم تحصل له الأنوار المذكورة، لا يتمكن من مشاهدة شيء في عالم الشهادة والحس، فكذلك البصيرة فإنها أيضًا إذا لم تحصل لها الأنوار المذكورة، لا تتمكن من مشاهدة شيء في عالم الغيب والعقول. (الأسرار، آملي، الصفحة 579).
– البصير: باستعداد كل سالك أزلًا وأبدًا، فيعطيه ما يناسب حاله ويوافق مقامه. (الأسرار، آملي، الصفحة 289).
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/14471/irfan14/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.