هل يمكن أن تحصل قراءة واحدة للنصّ الدينيّ؟
إن الأرض تتسع لمليارات البشر، وعند هذه المليارات تتنوع المعتقدات والشرائع وتتعدد، ولا تستقر علاقات الأفراد داخل الأمة الواحدة، أو علاقات الأمم والشعوب على أسس عادلة ما لم يحصل عند الجميع إقرار بالتنوع الثقافي، وبالتعدد في مواقع الإنتاج الحضاري.
وفي ميدان الدين فإن البشر منقسمون بين أتباع الرسالات السماوية وفيهم غالبية تتجاوز نصف سكان العالم بكثير من المسلمين والمسيحيين، وبين أتباع ديانات وضعية؛ أي ديانات صاغها فلاسفة ومتنورون بين قومهم كالبوذية والكنفوشية، أو ديانات تشكلت نتيجة تراكمٍ لتراث شعب كالهندوسية والشنتوية، وبين هذه وتلك اليهودية التي كانت في الأصل رسالة سماوية حملها موسى عليه السلام، لكن التدوين لكتابها المقدس المعنون: العهد القديم أو العتيق استمر قرونًا، ولم تظهر نسخة مكتوبة منه إلا أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، وقد حدثت إضافات وزيادات في العناوين والأسفار، وجاء النص فيها مشحونًا بدفائن النفسية العنصرية القائمة على فلسفتي الإستعلاء (الشعب المختار) والقوة (حيث التوجيه إلى استخدام العنف والإجرام ضد كل الأغيار).
وجاء نص العهد القديم كذلك محملًا بصياغة للتاريخ أرادها كتّاب العهد القديم لتوافق ما يريده يهود. وقد تم شحن النص بأساطير ومزاعم، وكذلك جاء النص اليهودي يدعو أتباعه إلى إلغاء الآخر وعدم الإقرار بالتنوع أو التعدد، وقد أسس ذلك لمناخ أنبت الصهيونية، وبفعل ولادة هذه الحركة العنصرية بات من الصعب إدخال الصهاينة الذين اختلط عندهم الديني بالسياسي فكان مشروعهم الإلغائي من صهيونية غير يهودية عند من غزوا أميركا الشمالية وأبادوا الهنود الحمر واسترقوا الأفارقة، إلى الصهيونية اليهودية التي اغتصبت فلسطين، وتحاول تهجير وقتل وإبادة سكانها والجوار العربي لفلسطين.
انطلاقًا من هذه المعطيات سيتخصص بحثنا بإمكانية القراءة الدينية الواحدة على الصعيد الإسلامي-المسيحي….تحميل المقال
المقالات المرتبطة
هل حب الحياة نقيض الحرية؟!!
هل الحياة مقصد من مقاصد القيم والأخلاق التي تطلب لذاتها؟ أم إنها رغبةٌ وميلٌ إنساني يطلبها الإنسان لما تحمل من
فلسفة الأخلاق الماهية، الضرورة، الأهداف (4)
في ظلّ النزعة الفردية المغالية التي يتّسم بها عصرنا هل يمكن قيام فلسفة أخلاقية ونظرية شمولية في الأخلاق، وفي ظلّ ما يوسم به عصرنا
أصالة الوجود ومشكلة الشر
اختلف الكثير من الفلاسفة والمفكرين في أصل الشر ومبدئه، بين من ينسبه للأعمال الشيطانية، فيشكل عليه آخرون بقدرة الله على مواجهتها، فهل هو عاجز عن ذلك؟