ترابط القيم وفاعليّتها
لعلّ مصطلح “القيم” – مصطلح ظهر حديثًا، وعبر الترجمات- وهو أكثر المصطلحات شيوعًا واستخدامًا ومعاصرة، وتبعًا لثقافات مستعملِيه تتنوّع التثقيفات به، وتتلوّن توصيفاته؛ فيقال مثلًا: قيم غربية، وقيم مادية، وقيم معنوية، وقيم حقّة، وقيم باطلة، وقيم إنسانية، وقيم دينية، وقيم إسلامية، وقيم مسيحية، وقيم إيمانية…
إن تنوّع التوصيفات يكشف عن أن القيم تتبدّل بتبدّل الاعتقادات، والديانات، والثقافات، والاتجاهات، والعادات، والمواقف، والطبائع، فهناك أمور تصطبغ بصبغة الطبائع عند بعض الشعوب والقبائل، فتصبح تلك الأمور معايير ذات قيمة، وإن كانت متحدة في الدين أو الثقافة.
ولا يطوي مفهومُ “القيم” مفهومَ القداسة أو الحسن الذاتيّ؛ بمعنى أنّ القيمة قد تكون حقّة وقد تكون باطلة، قد تكون معيارًا يرجع إليه عند قوم، وهي رذيلة عند قوم آخرين.
بينما لو أخذنا مفهوم الفضيلة أو الرذيلة، فإنّ حسن الفضيلة وقبح الرذيلة فطريّ، بغض النظر عن المكان والزمان؛ والفطرة تصدق ما صدق الإنسان؛ لذا فحسن الفضيلة لا يتغيّر ما دامت الإنسانية، وكذا قبح الرذيلة لا يتغير ما دامت الإنسانية.
وقد استخدمت النصوص الإسلامية مجموعة من المفردات من قبيل: الفضيلة، الرذيلة، الخُلق، الخِصلة، العلامة، السجيّة، معالي الأخلاق، محاسن الأخلاق، مكارم الأخلاق، المكرمة، المكارم، الخِلّة، جنود العقل، جنود الجهل، الآداب، الآفة…
من هنا يُطرح السؤال التالي: ما هي علاقة القيم بالنفس؟ وما أهميّة علاقة القيم فيما بينها؟ فالقيم إن لم تتلاءم وتتكامل وتتعادل فيما بينها قد تقتل بعضها أو تؤذي بعضها؛ فشرط فعّاليتها هو تلاؤمها في حلقات سلسلة؛ لذا لا يمكن- مثلًا- طرح الحرية بلا قيود العدالة والحقوق، فتكون الحقوق راسمة لخطوط وحدود الحريّة.
وفي هذا السياق يمكن الإطلالة على الموضوع من المداخل التالية:
- محل القيم الإنسانية هو النفس الإنسانية
تجدر الملاحظة إلى أنّ العلاقة بين النفس والقيم الإنسانية هي علاقة المحمول بالحامل أو العرَض بالجوهر؛ فهما ليسا شيئين منفصلين كانفصال الأجزاء الماديّة بعضها عن بعض، بل هما متحدّان بنوع من الاتحاد، يلوّن النفس بلون القيم، ويسمو بها ما سمت وارتقت تلك القيم.
وعليه؛ ترتبط القيم بالنفس ارتباطًا وجوديًّا ولزوميًّا؛ بحيث يستحيل صدق الخُلق أو القيمة الخُلُقية من غير وجود النفس، فموضوع الخلق هو النفس؛ فالنفس جوهر مستقل؛ أمّا الخلُق فهو من الأعراض، ويستحيل قيام العرَض من غير جوهر.
- 2. تقوّم الحقيقة الإنسانية بالنفس الناطقة
وقد ثبت في محلّه أنّ إنسانيّة الإنسان تتقوّم بالنفس الناطقة، وليس بالبدن بلحاظ أنّ حقيقة الشيء بصورته لا بمادّته، فتكون حقيقة الإنسان حقيقة مستقلّة عن البدن، وعندها لو مات البدن تكمل الروح صراطها؛ باعتبار أنّ النوع يتقوّم بفصله الأخير وهو النفس الناطقة هنا؛ فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع): “إنكم إنما خلقتم للآخرة لا للدنيا وللبقاء لا للفناء”[1]؛ لذا تكون العلاقة مع الأموات علاقة مع نفوسهم الباقية وليست مجرّد علاقة مع الأجساد؛ من هنا فإن قراءة الفاتحة والأعمال العباديّة وإهداؤها إلى الأموات هو إهداء لنفوس واقعيّة، تتلقّى وتتأثّر بتلك الأعمال وفق نظام نشأة البرزخ، وليست قراءة الفاتحة مثلًا لمجرّد التبرّك وإن كانت البركة تتحقّق.
- وحدة النفس الناطقة وتجرّدها
كما ثبت أيضًا أنّ الفصل الحقيقيّ الاشتقاقيّ للنفس يكون واحدًا بسيطًا فلا يصحّ تعدّده، وبالتالي تكون النفس واحدة؛ فهي -على مبنى-: “جوهر مجرّد عن المادّة بذاته، وإن كان مرتبطًا بالمادّة بفعله”؛ فتسمع النفس المجرّدة عن المادّة من خلال الأذن الماديّة، وكذلك ترى النفس من خلال البصر المادي، بناء لذلك لن تجري عليها أحكام المادة.
- وحدة النفس تستلزم وحدة حياتها
بناءً على وحدة النفس فإن ذلك يستلزم وحدة حياتها في الدنيا، ووحدة الحياة تقتضي وحدة القيم؛ فالحياة وحدة واحدة وجميع شؤونها مترابطة، وكلّ شأن فيها يؤثّر بالآخر، فلا يمكن أن يكون مجتمع فاسدًا في ثقافته السياسية، وقضائه، وأخلاقه، ثم يكون سليمًا في دينه مثلًا؛ وعليه، فإن وحدة الحياة وترابطها تقتضي وحدة القيم وترابطها.
ولذلك يكون البحث هنا عن ملَكات لا عن التسميات، والملكات لا تتجزّأ، وعليه فمن الخطأ العمل على تجزيء القيم أو الفضائل؛ لأن الملكة النفسية إن تحقّقت اندفع المرء اندفاعًا لفضائل متنوعة؛ فالشيء إلى مثله أميَل، فلو تحقّقت ملكة العدالة ستتحقّق حتمًا الصلاة والصيام والصدق والأمانة… وسيترك جزمًا الكذب والنفاق والمحرّمات.
- توقّف تزكية النفس على ترابط القيم وتعادلها
بما أنّ النفس واحدة وبسيطة، فإن التزكية لهذه النفس الواحدة، بتلك القيم المترابطة؛ لأنّ النفس لا تتبعّض؛ وعليه لا يكفي التخلّق بقيمة واحدة للوصول إلى مقام الطهارة والتزكية. ولا يجري الأمر نفسه في الرذائل؛ إذ يكفي الإصرار على رذيلة واحدة لتبقي النفس في مهوى التدسية؛ وعليه فالنفس إما أن تزكو أو تدسو ولا حالة ثالثة بينهما.
والنتيجة أن هناك حتميّة أخلاقيّة تسير بالنفس سموًّا أو تهبط بها سفلًا؛ وما ذلك إلا لحقيقة السنخية القائمة بين العلة والمعلول؛ فوفقًا لها يجب وجود التناسب بينهما، فلا يمكن للنار الحارة أن تنتج برودة، أو أن الثلج يولد نارًا مثلًا، أو أن رائحة المسك تفوح من الجيف النتنة، فلا يمكن للمسك إلّا أن يفوح برائحة المسك … إذ يستحيل صدور أيّ معلول من أيّة علّة.
وفي المقام، فإن القيم السامية ستنتج سموًّا؛ فالفضائل ستنتج فعلًا فاضلًا وفقًا لقانون السنخيّة، والرذائل ستنتج فعلًا رذيلًا كذلك قضاء لقانون السنخيّة.
- ترابط القيم في النفس هو صيرورتها ملكات
معنى ترابط القيم في النفس صيرورتها ملكات نفسانيّة هي في قوة الوحدة؛ باعتبار أن هناك نوعًا من الوحدة بين النفس وملكاتها؛ فنحن نفكّك الملكات عن النفس بلحاظ التفصيل والتعليم، غير أنها في النفس هي وجود واحد للنفس بما يطوي فيه من فضائل؛ فالنفس الإنسانيّة لا تتفكّك، والتعبير القرآنيّ “تزكية النفس” يطوي فيه مجمع الفضائل وإن كان تشكيكيًّا.
فالفضائل ليست وجودات متكثرة في النفس كالوعاء الحاوي لأغراض كثيرة، بل هي وجود واحد للنفس والفضيلة، يظهر في الوجدان في لحظة شعور متنوّع، مُشبع بالقوة والاندفاع، يتبدّى مرّة كرمًا، وأخرى شجاعة، وثالثة إيثارًا..
والمتحصّل أن النفس تكون واحدة في جميع قواها وملكاتها؛ وقد اشتهر القول بين الحكماء أنّ “النفس في وحدتها كل القوى” ومن جهة أخرى، فإنه بناءً لوحدة النفس فإنّ ذلك يستلزم الترابط فيما بين الخُلُقيات والفضائل، أو الرذائل التي تتخلّق بها النفس؛ وذلك بلحاظ أن التزكية أو التدسية فهي أمر بسيط، والأثر هذا لا يتعلّق بفضيلة دون أخرى، بل بفضائل لها حدّ أدنى وحدّ أعلى، والناس تتفاوت في مراتبها في الحدّين.
- سعادة النفس أو شقاؤها كامن في النفس نفسها
ترتبط سعادة النفس وشقاؤها بالملكات النفسيّة؛ وهذا يعني أن سعادة النفس أو شقاؤها كامن في النفس نفسها؛ فمن كانت ملكاته الفضائل كان مآله الهناء، ومن كانت ملكاته الرذائل كان مآله العذاب. ولا ترتبط السعادة والشقاء بالبعد البدنيّ؛ لأنهما تابعان للملكات، والملكات خصائص نفسانيّة، وليست خصائص بدنيّة؛ وبناء لذلك تبرز الأهميّة الكبرى للعمل على القيم والفضائل؛ نظرًا لارتباط نتيجتها بالمصير البرزخيّ والأخرويّ فضلًا عن الآثار الدنيويّة.
بالتالي، فإن العمل على القيمة الخلُقية هو عمل على تخلّق النفس بها؛ وهذا العمل يمكن أن يسير في اتّجاهين متعاكسين؛ الأول: اتّجاه إيجابيّ؛ وهو التخلّق بالفضيلة. والثاني: اتجاه سلبيّ؛ وهو التخلّق بالرذيلة، وقد حُدّدت الفضائل والرذائل المتقابلة في حديث جنود العقل والجهل عن الإمام الصادق (ع) بقوله: “… فكان ممّا أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند: الخير وهو وزير العقل، وجعل ضدّه الشرّ وهو وزير الجهل، والإيمان وضدّه الكفر… فلا تجتمع هذه الخصال كلّها من أجناد العقل إلا في نبيّ أو وصيّ نبيّ، أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان…”[2].
فالملاحظ في الحديث أنه استعرض جنود العقل والجهل بسياق التضادّ، ويتعاقب الأمران المتضادّان على موضوع واحد، بحيث يستحيل اجتماعهما في وقت واحد، وفي جهة واحدة، وفي مكان واحد.
وكلّ هذه الصفات المتنوّعة يمكن تعاقبها على النفس؛ فيمكن للنفس أن تتصف بجنود الجهل، ويمكنها الاتصاف بجنود العقل، ولكنّ ذلك في زمنين لا في زمن واحد؛ لأنّ المتضادات لا تجتمع في زمن واحد في مكان واحد.
غير أنّ تنوّع جنود العقل لا يمنع من اجتماعها كلّها في النفس في زمن واحد لأنها متسانخة، ومبدأ السنخيّة شرط في قانون العليّة، وكذلك الأمر يجري في جنود الجهل، وفي الحالتين فإنّ النفس واحدة وحالاتها تختلف.
- أصالة الإيمان لتوليد الفضائل واشتدادها
في هذا السياق يظهر أن الأصل المحوريّ الذي يجب البناء عليه هو “الإيمان بالله تعالى”؛ وذلك بلحاظ معرفة الإيمان، ومراتبه، والآثار المترتبة عليه، وكيفية زيادته، وعلاقته بالفضائل الأخرى. فأرضية الملكات الفاضلة هي الإيمان بالله تعالى؛ والتي تأخذ شكل المعادلة التالية: كلما زاد الإيمان قويت الفضائل، وكلما ضعف الإيمان ضعفت الفضائل وحلّت محلّها الرذائل؛ فمن غير الأرضيّة العقائديّة لا حياة لها ولا نورانيّة للفضائل في النفس.
كذلك فإنّ اشتداد القيم أو ضعفها مستند على أساس الإيمان أو ضعفه؛ فيمكن للقيم أن تشتدّ ويمكن أن تضعف، والاشتداد والضعف متعلقان بشيئين: الأول هو إيمان النفس بالله تعالى؛ فبحسب درجة الإيمان تتخلّق النفس بما تقتضيه تلك الدرجة؛ وذلك بلحاظ أن الإيمان هو الأصل للملكات الفاضلة، وكذلك هو الأصل لتعميقها.
والأمر صادق بالعكس؛ فحيث ضعف الإيمان ضعفت الفضائل، والخلاصة أنها تدور معه كيفما دار وجودًا وعدمًا بالنسبة للإنسان السائر إلى الله تعالى.
والشيء الثاني أنّ طبيعة وجود القوى في النفس وتفاعلها؛ فهذا يلعب دورًا محوريًّا في اشتدادها وضعفها؛ وذلك بلحاظ انبناء الفضائل على التعادل بين القوى؛ ويرتبط ضعف القيم بغلبة بعضها على بعض.
- الدافع لحركة الفضائل هو الإيمان بالله وأسمائه وليس مجرّد الإيمان بوجود إله
ربّما يُتوهّم من أن المراد بالإيمان هو الإيمان بوجود الله تعالى فقط، غير أن هذا الإيمان سيبقي المؤمن في منطقة الكمون والسكون؛ ليس بذي فاعلية؛ أمّا لو كان الإيمان بوجود الله تعالى الموصوف بصفات الجمال والجلال، وأن له الأسماء الحسنى فهنا تصبح الذات الإنسانية أمام إله فاعل، وبالتالي ستتفاعل في وجدانها وقلبها وروحها ثم في سلوكها.
ومثال ذلك: أن من أسماء الله تعالى “الرقيب” فالمؤمن برقابة الله تعالى ستتفاعل رقابته لنفسه ولعمله ولكلماته.
فالأمر الجوهري الذي حصل عند أهل الكهف وعطف مسار حياتهم: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ﴾؛ والمتأمل في المشهد سيجد أن كل شيء قد تغيّر؛ فتركوا نعيم الحكم، وآووا إلى الكهف والعيش الخشن، فحلَّ ما حلَّ بهم، وطوردوا وأوذوا وذاقوا أنواع الألم.
وقد تحدّثت الآيات عن ذلك النور الذي توقد في قلوبهم حيث قال: ﴿إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾[3]. وهنا برزت المواجهة بإعلانهم التوحيد علنًا مع ما يترتّب على ذلك من التعذيب والآلام، ثم اعتزالهم قومهم وإيوائهم إلى الكهف، وترك كل ما لذ وطاب من نعيم الحياة الدنيا.
والجواب الإلهيّ على فعل الإيمان لديهم: زيادة الهدى؛ ﴿وزدناهم هدى﴾، والربط على القلوب؛ ﴿وربطنا على قلوبهم﴾، ونشر الرحمة وتهييء المرفق؛ ﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا﴾[4]، وتزاور الشمس عن الكهف، وتقليبهم ذات اليمين وذات الشمال ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا * وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا﴾[5].
إن الإيمان بالصميم هو الباعث لجوهر حضارة الإسلام منذ نزول النص القرآني وما بعده؛ فلقد سار الإيمان بالإنسان من لغة الحجر والصنم إلى صنع حضارة السماء؛ فمن بساطة البادية وشدّتها إلى حضارة الرؤية والقول والعمل، لقد أحيا الإيمان قلوبًا هي أشدّ قسوة من الحجارة جعل التربة تخفق بحب الله تعالى.
فالإيمان بالله تعالى يحقّق طمأنينة النفس، ويجعل سلوكها وأحاسيسها متناسبة مع تزكيتها؛ فإذا زكت زكت بساطة، وإذا خبثت خبثت كذلك؛ وعليه فحصول التزكية يحصّل الصفات المتسانخة معها، إذ الشيء إلى جنسه أميل ومن ذلك: الأمان، السكينة، المحبّة، الشجاعة، الرضا، الإيثار، البشر… وعند ذلك تندفع أضدادها.
[1]عيون الحكم والمواعظ، الصفحة 174.
[2] الشيخ الكليني، الكافي، الجزء 1، الصفحات 20 – 23.
[3] سورة الكهف، الآيتان 14و 15.
[4] سورة الكهف الآية 16.
[5] سورة الكهف، الآيتان 17و 18.
المقالات المرتبطة
السيّدة زينب (ع) صوت الإعلام الثائر
تقول السيدة زينب عليها السلام في خطبتها بالشام: “يا يزيد كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا..”.
التوحيد ومعرفة الإنسان (3): البعد المعرفي
بعد أن عرضنا في المقالة الثانية لمجموعة من المعايير الخاصة بتشخيص ماهية الوجود الإنساني وأبعاده المختلفة في النظرة الإسلامية، تحت منظار رصد الانحرافات
تاريخ المغرب العربي
يعلن هذا البحث الذي بين أيديكم عن افتتاح سلسلة حول فن العمارة في الإسلام، ستنشر على الموقع تباعًا، انطلاقًا من هذا الأسبوع،