by الشيخ الدكتور محمد الربيعي | مايو 23, 2022 11:08 ص
المواليد: 1956 م في مدينة ميبُد التابعة لمحافظة يزد في إيران.
الدراسة: بدأ تعليمه الابتدائي وبعض الدروس الحوزوية في مسقط رأسه، ثم انتقل عام 1970 م إلى قم فأتمّ مرحلة المقدّمات والسطوح بسرعة مُلفتة والتحق بالبحث الخارج على النظام المعهود.
لم يقتصر اهتمامه على الدرس الحوزوي التقليدي، بل اهتم أيضًا بالرياضيات والعرفان والفلسفة – الإسلامية والغربية – واللغة العربية والإنجليزية وغيرها من العلوم.
كما درس فصوص الحکم وتمهيد القواعد عند الشيخ جوادي آملي، وقيل إنه درس شطرًا من الأسفار الأربعة عند الشهيد مطهري.
اشتغل الشيخ الدكتور علي رضا أعرافي بتدريس الأسفار الأربعة وخارج الفقه في مواضيع القضاء والشهادات والحدود ولكنه تخصّص بفقه التربية.
ومن أهمّ ما يمتاز به درسه الانفتاح والتجديد وتطبيق المباحث التقليدية وتحديثها من خلال محاكمتها بمعطيات العلم الحديث.
يتمتّع الشيخ الأعرافي بعدّة مزايا منها: بعد النظر، وسعة الاطلاع على العلوم والنظريات الحديثة، والانفتاح وعدم المحدودية الفكرية، كما يتمتّع بمُكنة إدارية فائقة؛ فقد شغل عدّة مناصب من جملتها رئاسة جامعة المصطفى لعدّة دورات، حتّى بقي في منصبه بعد انتهاء المدّة المقرّرة قانونيًا لعدم وجود البديل المناسب.
من أساتذته:
علي مشكيني
كاظم الحائري
محمد فاضل لنكراني
حسين وحيد خراساني
جواد تبريزي
حسن زاده آملي
عبد الله جوادي آملي
محمد تقي مصباح يزدي
مكارم شيرازي
شبيري زنجاني
المناصب التي تسنّمها:
رئاسة جامعة المصطفى العالمية.
رئاسة مركز تحقيقات الحوزة والجامعة في قم.
عضوية المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران.
عضوية مجلس خبراء القيادة في إيران.
رئاسة الحوزة العلمية في إيران.
الجوائز التي حصل عليها:
لمحة عن مشروع الدكتور أعرافي
من يطالع الفقه الإسلامي – لا سما الشيعي منه – يجد بشكل واضح أنه علم ثرّ وغزير الفائدة فيما لو استُثمرت معطياته وأعيد توجيهها في جهات مختلفة، وأما من درس هذا العلم وتعمّق في مسالكه وصار من أهل الملكة والاجتهاد، فإنه سيكون قادرًا على التجديد والإبداع، بشرط أن يكون صاحب عقلية منفتحة ومطالعات واسعة وتأمّلات بعيدة الغور.
ومن هنا نجد أن الدكتور أعرافي – وبعد أن دَرَسَ الفقه والعلوم المختلفة – لاحظ وجود مساحات فارغة في كثير من المجالات الأسرية والاجتماعية والتربوية وغيرها، حقيقٌ بالفقه أن يسدّها ويعالج ثغراتها، فلَمَسَ ضرورة التأسيس والتجديد والإبداع.
فبعد أن قام بتدريس الفقه في أبواب مختلفة، تخصّص في فقه التربية وصبّ كلّ اهتمامه عليه مع تركيزه على جوانبه وأبعاده المتنوّعة – وهو ما نراه بوضوح في أبحاثه المطبوعة -، فبحث فقه الأسرة وفقه العلاقات الاجتماعية وفقه الأخلاق وفقه التعليم في مسائله المتعدّدة من الذهنية والقلبية والجسمية وغيرها.
ويتناول فقه التربية الأفعال الاختيارية الصادرة – في مقام التربية – من المربّين والمتربّين (المعلّم والمتعلّم).
ويعد آية الله الدكتور أعرافي مؤسّس هذا العلم – أو هذا التخصّص – الذي لم يمض على تأسيسه أكثر من عشرين سنة.
ومما أثمره هذا التوجّه عدم محدودية الفقه في أفعال المكلّفين العبادية والمعاملاتية المضبوطة في كتب الفقه الرائجة، بل إنه فتح الباب على شموليته لشؤون الحياة الإنسانية في ميادينها المتنوّعة.
مباني فقه التربية
يمكن تقسيم مباني فقه التربية من حيث المصدر والمنشأ إلى ثلاثة أقسام هي:
الفقه والتربية
من الجدير بالذكر أن وظيفة فقه التربية لا تقتصر على إبداء الرأي الفقهي تجاه الحكم المتعلّق بفعل أو مسألة معيّنة فيما يدخل ضمن مجاله وحيطته، بل إن الفقه هنا يشمل – بالإضافة إلى إبداء الرأي الفقهي التقليدي – دراسة النظريات التربوية ومقدار مطابقتها مع الشريعة، كما يستنطق النصوص الدينية – بمعونة آليّات الفقه الاستدلالي – لاستخراج واستنباط النظريات التربوية وتقديم الاستشارات اللازمة لأهل الاختصاص، ومعالجة المشاكل التربوية المختلفة وفق مباني الفقه الإسلامي الاثني عشري، وتقديم الموضوعات البحثية الجديدة، وتحليل الموضوعات السائدة، والإجابة على الشبهات ذات العلاقة، وتدوين مشروع جامع في التربية الإسلامية.
ومن هنا، فإن مجال فقه التربية أوسع بكثير مما يبدو من عنوانه؛ فهو أشبه ما يكون بعلم مستقل يُعنى بشؤون التربية من الناحية التنظيرية والعلمية، فضلًا عن الناحية الفقهية التقليدية.
وعليه، فإن هذا العلم يستهدف إيصال المكلّف إلى أهدافه التربوية المطلوبة، وإعداد المربّين، وحفظ السلامة الجسمية والروحية النفسية، ونشر العلاقات الاجتماعية الصحيحة.
كما يجب التأكيد على أن من السمات البارزة في فقه التربية هي تحديد المراحل العمرية للإنسان بشكل دقيق، من مرحلة ما قبل التمييز ثم التمييز ثم التكليف، والتفكيك بينها، ودراسة أحكام كل واحدة منها والأبعاد التي تتعلّق بكل مرحلة وما يرتبط بها من جهات تربوية.
وبالتالي، فهو يسير مع الإنسان مسيرًا تربويًا منذ لحظة اختيار الزوجة الصالحة، ثم مراحل الزواج، وانعقاد النطفة (المراحل التمهيدية)، ثم الولادة، ثم البلوغ، ثم الاستقلال، كل ذلك بمنهج تربوي فقهي.
أبعاد فقه التربية
لفقه التربية أبعاد متنوّعة يتناول البحث فيها ودراستها، يمكن الإشارة إليها إجمالًا:
ملاحظات في مشروع الدكتور أعرافي
إن تشطير العلوم الإسلامية الموجودة فعلًا – كالفقه والأصول والفلسفة والكلام والعرفان وغيرها – وتقسيمها وإعادة تصنيف مسائلها وفق معيار آخر، يتيح للناظر فيها التجديد والإضافة لمسايرة الحياة المعاصرة والمسائل المستجدة، كما إن ذلك التقسيم يساعد كثيرًا على توليد العلوم المختلفة وإنتاج التخصّصات الجزئية التي تمسّ حياة الإنسان بشكل ملحوظ وملموس، أقول إن هذا التشطير أضحى اليوم ضرورةً مُلحّةً للخروج من حالة الركود التي نشهدها في العلوم الدينية التقليدية.
ولعل من الصحيح – ولو بشكل بدوي – أن هذا التشطير والتقسيم لا يعطينا علومًا جديدة غير التي عهدناها في العلوم التقليدية سوى أنه يكثّر من العناوين المختلفة.
بيد أن هذا وإن كان يبدو صحيحًا على منهج تقسيم العلوم وفق الموضوعات الموروث من القدماء، غير أن إعادة تقسيم العلوم وفق الأغراض مثلًا أو الغايات أو المسائل أو حتّى التقسيم البراغماتي (العملاني) من شأنه أن يدفع بعجلة العلوم وجعلها أكثر مساسًا بحياة الإنسان العملية، وإخراج العلوم التقليدية من مهجوريّتها وابتعادها عن الواقع.
فنأتي إلى الفقه مثلًا ونجعله أصنافًا كفقه العبادات، وفقه التجارة، وفقه السفر، وفقه الشؤون الاجتماعية، وفقه السياسة، وفقه الزراعة، وهكذا.
ولكن مما يجب تسجيله هنا هو التنبيه على ضرورة عدم الوقوع في الخلط بين العلوم المختلفة، والتشتت بين مناهج مختلفة؛ ذلك لأن الضابطة – كما هو المشهور – في تمايز العلوم هي الموضوع الذي تدور عليه مسائل العلم، فإذا زالت هذه الضابطة صار الوقوع في الخلط والتداخل أمرًا لا مفرّ منه.
نعم قد يكون هذا التداخل أمرًا صحيحًا باعتبار اختلاف الحيثيّة التي يتم البحث عنها لمسألة واحدة في علمين مختلفين، فتبحث في علم من حيثية التربية، وتبحث نفسها في علم آخر من حيثية أخرى.
على العموم، إن هذا المشروع من المشروعات المهمّة والمثمرة للغاية؛ ذلك لأنه نشأ وانبثق من بيئة طالما كانت عصيّةً على التغيير والتحديث ألا وهي البيئة الفقهية، وذلك لاعتبارات كثيرة لا داعي للتطرّق إليها هنا.
الآثار العلمية للدكتور أعرافي:
وله كتب ومقالات أخرى.
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/14909/intellectualworks10/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.