السيادة الشعبيّة الدينيّة

السيادة الشعبيّة الدينيّة

ولاية الفقيه والديمقراطيّة الإسلاميّة

يذهب الإمام الخامنئي في خطابه الأخير، الذي ألقاه باللغة العربية أثناء خطبة الجمعة بطهران في 3/2/2012، إلى اعتبار شعوب العالم الإسلامي الذين يتعايشون مع الصحوة الإسلاميّة، إنما يقومون بمواجهة الاستبداد، لأنهم “يريدون أن يكونوا مسلمين معاصرين دونما إفراط متعجرف، أو تفريط متغرّب، وبشعار (الله أكبر) يريدون ضمن مشروع إسلامي وبالتأليف بين المعنوية والعدالة والتعقّل، وبأسلوب [السيادة الشعبيّة الدينيّة] أن يتحرّروا من قرن من التحقير والاستبداد والتخلّف والاستعمار والفساد والفقر والتمييز”.

بمثل هذه القراءة يدشّن سماحة الإمام الخامنئي رؤيته للخلفيّة الثقافية والأفق الديني للصحوة. معلنًا بذلك أن مقوّمات الرؤية الإسلامية النهضوية تتّسم:

أوّلًا: بالمعاصرة الواثقة والمستقلّة، فلا همّ أن أسماها البعض ديمقراطية أو سلفية؛ فالمشكلة لا تكمن في سطح المفردة، بل بمضمونها “فإذا كانت الديمقراطيّة بمعنى الشعبيّة والانتخابات الحرّة في إطار أصول الثورات، فلتكونوا جميعًا ديمقراطيين. وإذا كانت بمعنى السقوط في شراك الليبراليّة الديمقراطيّة التقليديّة ومن الدرجة الثانية، فلا يكن أحد ديمقراطيًّا.

والسلفيّة، إذا كانت تعني العودة إلى أصول القرآن والسنّة، والتمسّك بالقيم الأصيلة، ومكافحة الخرافات والانحرافات، وإحياء الشريعة، ورفض التغرّب، فلتكونوا جميعًا سلفيين، وإذا كان بمعنى التعصّب والتحجّر والعنف في العلاقة بين الأديان والمذاهب الإسلامية، فإنها لا تنسجم مع روح التجديد والسماحة والعقلانيّة التي هي من أركان الفكر والحضارة الإسلاميّة، بل ستكون داعية لرواج العلمانيّة والتخلّي عن الدين”.

فالمعايير الحاكمة على؛ أي منحىً إسلامي يتلاءم مع؛ هذه النهضة الإسلاميّة المعاصرة. ينبغي أن يكون: الشعبيّة والانتخابات الحرّة، العودة إلى روح القيم الدينيّة الأصيلة، رفض الانحراف والتعصّب والتغرّب المسوِّغة لاجتياح دعوات العلمنة والتخلّي عن الدين.. وأساس أي معاصرة نهضويّة إسلاميّة، إنما يقوم على: التراحم في علاقات الاختلاف، والعقلانيّة في الفهم والإدارة، وقبل هذا وذاك، سيادة روح التجديد…تحميل البحث

الشيخ شفيق جرادي

الشيخ شفيق جرادي

الاسم: الشيخ شفيق جرادي (لبنان) - خريج حوزة قُمّ المقدّسة وأستاذ بالفلسفة والعلوم العقلية والعرفان في الحوزة العلميّة. - مدير معهد المعارف الحكميّة (للدراسات الدّينيّة والفلسفيّة). - المشرف العام على مجلّة المحجة ومجلة العتبة. - شارك في العديد من المؤتمرات الفكريّة والعلميّة في لبنان والخارج. - بالإضافة إلى اهتمامه بالحوار الإسلامي –المسيحي. - له العديد من المساهمات البحثيّة المكتوبة والدراسات والمقالات في المجلّات الثقافيّة والعلميّة. - له العديد من المؤلّفات: * مقاربات منهجيّة في فلسفة الدين. * رشحات ولائيّة. * الإمام الخميني ونهج الاقتدار. * الشعائر الحسينيّة من المظلوميّة إلى النهوض. * إلهيات المعرفة: القيم التبادلية في معارف الإسلام والمسيحية. * الناحية المقدّسة. * العرفان (ألم استنارة ويقظة موت). * عرش الروح وإنسان الدهر. * مدخل إلى علم الأخلاق. * وعي المقاومة وقيمها. * الإسلام في مواجهة التكفيرية. * ابن الطين ومنافذ المصير. * مقولات في فلسفة الدين على ضوء الهيات المعرفة. * المعاد الجسماني إنسان ما بعد الموت.  تُرجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسيّة والفارسيّة، كما شارك في إعداد كتاب الأونيسكو حول الاحتفالات والأعياد الدينيّة في لبنان.



المقالات المرتبطة

التفسير الثقافي للسياسة

في كانون الثاني عام 2014 قتل مؤسس تنظيم “داعش” الفعلي سمير الخليفاوي (الملقب بـ”حجي بكر”)، في بلدة تل رفعت شمال حلب على يد فصيل مسلح سوري معارض.

حفريات الخطاب الغربي- بنية الإستعراب

إن النظر في القرآن الكريم، ميزانه راجحٌ في الإحاطة بمقصد الشهود الحضاري، ومن أمارات هذا المقصد،

رجالٌ حول المهدي(عج)

تشير الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) إلى أنّ راية اليماني هي أهدى الرايات، بل أهدى من راية الخراساني نفسه ومن راياته السود مع ما مرّ من الأوصاف الهامّة لأصحابها وكونها موصوفة بأنّها راية هدى، وبأنَّ قتلاهم شهداء، ومع أن عددًا منهم يكونون من وزراء المهدي (عج) وخاصّة أصحابه.

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<