فلول الوهابية/السلفية وجماعات الإسلام السياسي في مصر

by الدكتور علي أبو الخير | أغسطس 1, 2022 1:06 م

كتبنا من قبل في هذا المكان الثقافي الرائع “موقع معهد المعارف الحكمية” عن “مراحل التواجد السلفي/ الوهابي في مصر من النشأة إلى السقوط”، وكيف بدأت الوهابية في غزو الدول الإسلامية بما فيها مصر بأموال طائلة، ورأينا كيف بدأت السلفية الوهابية في مصر ضعيفة ثم قوية ودخلت المعترك السياسي بعد ثورة/انتفاضة 2011، ثم سقطت شعبيًّا قبل كل شيء.

واليوم نتأمل ونتساءل، هل انتهت وتلاشت الوهابية/ السلفية تمامًا من الأرض المصرية؟ أم أنها توارت عن الأنظار إلى أن تحين لها فرصة العودة من جديد؟

هو أمر مطروح، لأن الفكرة مثل الثمرة لا تموت، عندما تجد من يرويها ويشرف عليها حتى لو في الخفاء، ولقد قامت الدولة المصرية بعدة إجراءات بعد ثورة/انتفاضة 30 يونيو/حزيران 2013، التي أنهت الوجود الإخواني في السلطة، ومعهم التيارات الوهابية والسلفية من كافة الأنواع السلفية.

بقايا الوهابيين في مصر أو الفلول

في المقابل يوجد فلول سلفية/ وهابية، ومصطلح الفلول مصطلح عربي يعني بقايا أي شيء، مثل فلول اللاجئين، ومثل “فلول الجيش”، المهزوم طبعًا، وهو مصطلح شائع عند المصريين ثقافيًّا وشعبيًّا، فيقولون: “فلول حسني مبارك”، أو فلول “الحزب الوطني الديمقراطي” المنحل.

واليوم نكتب عن “فلول الوهابية/السلفية، وفلول باقي جماعات التأسلم السياسي، وكلهم يأخذون جميعًا من فتاوى ابن عبد الوهاب وابن تيمية وتلاميذهما إلى اليوم دليلًا لهم، ومن خلالهم يأتي الفكر التكفيري، وقد انتشر بالفعل في كل المنطقة وفي العالم بأسره، ومن هنا لا بدّ أن نتعرف على “فلول الوهابية” في مصر، وإمكانية عودتهم، ليس للحكم ولكن للانتشار الجديد في الأوساط الشعبية.

ومن المؤكد القول: إن من أسباب الخروج الشعبي على التيارات الجماعاتية ما حدث يوم 15 يونيو/حزيران 2013، أي قبل الخروج الشعبي ضد جماعات الإسلام السياسي، بخمسة عشر يومًا لا غير، ففي ذاك اليوم تم عقد مؤتمر سُمّي بمؤتمر “نصرة سوريا”.

حيث قام شيوخ الوهابية في مؤتمر يحضره الرئيس نفسه، قام الشيوخ مثل محمد حسّان بالدعاء على الرافضة الشيعة في سوريا وغير سوريا، أما الشيخ السلفي محمد عبد المقصود فقام بالدعاء على من انتوى من المصريين بالخروج، وكان الحاضرون يؤمنون على الأدعية، ويتردد صدى كلمة “آمين” في جوانب مقر الاجتماع، والذي تم فيه قطع العلاقات مع سوريا، وهو قطع بمفهوم ديني وليس بأمر سياسي، وهو أمر أزعج المصريين كثيرًا، حيث يعتبرون سوريا هي عمق مصر الشمالي، بمفهوم دولة الوحدة.

القرار الرسمي/ الشعبي لأفول الوهابية

قامت الدولة المصرية بدعم شعبي واضح بوضع عدة إجراءات لمنع فوضى الفتاوى، وفوضى الخطب المنبرية، منها:

في كل الأحوال، وقف التمويل الوهابي السعودي لوكلائهم في مصر وغيرها، مما أبعد كثيرًا دخول أنصار جدد في الدعوة الوهابية، وهو ما أبطأ انتشار الفكر/ كما كان من قبل.

وتقليدًا للوهابية، نشأت حركات محلية مثل حركة التكفير والهجرة في مصر أوائل السبعينيات، والقاعدة في أفغانستان، وبوكوحرام في نيجيريا، وشباب المجاهدين في الصومال، وداعش في العراق والشام، جميعها تلقت دعمًا ماليًّا سخيًّا من أموال النفط بشكل علني أو سري، مكافأة لتمسكها بنهج الوهابية التكفيري وفتاوى القتل لابن تيمية.

فلول الوهابية

المشكلة الكبرى حاليًّا، أن الوهابية لفظت أنفاسها في بلد المنشأ وهي السعودية، بينما آثارها السلبية باقية ولن تمحى بسهولة من كل دول العالم التي وصلت إليها، ومنها مصر.

وتوجد دلائل قوية على الوجود الوهابي، أو “فلول الوهابية”، يعتمدون على بعض الوسائل، منها:

وفي كل الأحوال فإن العمق الحضاري المصري المتنوع، بإرثه الثقافي والديني والحضاري عمومًا، يمنع أي فكر منحرف، ربما تمرض مصر، ولكنها تقف على قدميها من جديد، واستقبلت الفكر الوهابي، ثم لفظته بعد جيل واحد.

إن مدرسة التلاوة القرآنية المصرية لا تخضع للتطرف، تثري الفكر بقدر ما تورث الأمل والنهضة…

 

Source URL: https://maarefhekmiya.org/15168/politicislam/