مصطلحات عرفانية | الجزء 23

by الشيخ حسن بدران | أغسطس 29, 2022 1:05 م

حس

– أما النشأة الحسية فهي نشأة الموت والفناء والفقد والظلمة والجهل، وهي مركبة من مادة وصورة سائلتين، زائلتين، دائمتي التغير والتفرقة والانقسام. ولا يتعلق بها شعور ولا إشعار إلا بتبعية النشأتين الأخريين [النفس والعقل]. وإنما تظهر للحس بتوسط الأعراض، وذلك أيضًا من حيث وحدتها الاتصالية. وأما من حيث كثرتها المقدارية المتجزية عند فرض القسمة، فكل من أجزائها معدوم عن الآخر مفقود عنه، فالكل غائب عن الكل معدوم عنه. وكذا كل ما تعلق بها من حيث هو متعلق بها؛ وذلك لأنها مادية، والمادة مصحوبة بالعدم والظلمة، بل هو جوهر مظلم. وهي أول ما ظهر من الظلام؛ لكونها بالقوة في ذاتها، وبما لها في أصلها من عالم النور قبلت جميع الصور النورية للمناسبة، فانتفت ظلمتها بنور صورها، فالصور أظهرتها، فكل ما وجد فيها قلت نوريته، وضعفت الوجودية فيه وخفيت، فاحتيج في إدراكه إلى مصادفته مجردًا عن المادة، حتى خلص الوجود عن العدم فظهر ظهورًا مطلقًا، فهذه النشأة مشوبة بالظلمة مخلوطة بالعدم، فهي أخس النشآت وأضعفها، ولضعفها احتاجت إلى مهد المكان وظئر الزمان. وإلى هذه النشأة الفانية أشار أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال إنها: “حلوة خضرة، حفت بالشهوات، وتحببت بالعاجلة، وراقت بالقليل، وتحلت بالآمال، وتزينت بالغرور، لا تدوم حبرتها، ولا تؤمن فجعتها، غرارة ضرارة، حائلة زائلة، نافدة بائدة، أكالة غوالة، لا تعدو إذا تناهت إلى أمنية أهل الرضا والرغبة بها أن تكون كما قال الله تعالى: ﴿كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيما تَذْرُوهُ الريَاحُ﴾. وقال عليه السلام: “رنق مشربها، ردع مشرعها، يونق منظرها، يوبق مخبرها، غرور حائل، وضوء آفل، وظل زائل، وسناد مائل”. وقال عليه السلام: “أقرب دار إلى سخط الله، وأبعدها من رضوان الله. وفي القرآن المجيد في غير موضع: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدنْيَا إِلاَ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾. (عين اليقين، الفيض، 1: 277).

أهل النشأة الحسية: وأهلها الذين هم أهلها أشقياء الإنس والجن وسائر الحيوانات والنباتات والجمادات من البسائط والمركبات المحسوسة في هذا العالم الأدنى، الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم أبدًا، كما ورد في الحديث القدسي: “ما نظرت إلى الأجسام مُذ خلقتها”. والأشقياء وإن كانوا في النشأة المتوسطة أيضًا بأبدانهم، ولكنهم ليسوا من أهلها؛ لعدم شوقهم إليها وتعلقهم بها، بل إنما تعلقهم وركونهم وشوقهم بهذه النشأة الأدنى الأرذل؛ لأنهم رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها، فإذا فارقوها عذبوا بفراقها. وهذا بخلاف السعداء، فإنهم وإن كانوا في النشأة الفانية أيضًا بأبدانهم، ولكنهم ليسوا من أهلها لعدم تعلقهم بها وركونهم إليها، بل إنما شوقهم وحنينهم إلى النشأة الأخرى؛ ولهذا نعموا بالوصول إليها ومفارقة هذا الأدنى. ومن هنا ورد في الحديث: “الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر”. وتصديق هذا ما روي في نهج البلاغة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الزهاد: “كانوا قومًا من أهل الدنيا وليسوا من أهلها، فكانوا فيها كمن ليس فيها، عملوا فيها بما يبصرون، وبادروا فيها ما يحذرون، تقلب أبدانهم بين ظهراني أهل الآخرة، يرون أهل الدنيا يعظمون موت أجسادهم وهم أشد إعظامًا لموت قلوب أحيائهم”. وفي حديث كميل عنه عليه السلام قال: “صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه، ودعاته إلى دينه، آه آه شوقًا إلى رؤيتهم”. (عين اليقين، الفيض، 1: 277).

– [القيصري: واعلم أن الإنسان الكامل وإن كان من حيث حقيقته عالمًا بجميع المعارف والعلوم الإلهية لكن لا يظهر له ذلك إلا بعد الظهور في الوجود العيني والتعلق بالمزاج العنصري لأن في عالم الحس يحصل الظهور التام للأعيان. انتهى]. فإن عالم الحس هو الزيبق الذي خلف الزجاجة فيتراكم الأنوار النازلة من حضرة نور الأنوار فينعكس وينعطف ويظهر ظهورًا تامًّا لكن لا بما أنه عالم الحس، بل بعد التصفية والتصقيل، فالهيولى نقطة قبض الفيض في قوسي الوجود ويظهر منها الأنوار وينعطف إلى عالم الأسرار. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 77).

حساب

أسرع الحاسبين: لكون الأزمنة والزمانيات بالنسبة إليه كالآن والأمكنة والمكانيات بالنسبة إليه كالنقطة وهي مطوية عنده، بل الكل مقهورة لديه وجمع متفرقات شتى واحد فذلكتها عليه (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 352).

أسرع الحاسبين: أي عليه تعالى أن يوصل المتحركات والسلاك التكوينية والتشريعية إلى الغايات، وأرباب الأحوال إلى المقامات، والعوارض السهلة الزوال إلى الملكات دفعة واحدة سرمدية، وهذا معنى سرعة محاسبته، فالمراد بالمتفرقات الأعمال المنتشرة، وفذلكتها تلك الملكات، والإيصال إلى الغايات. منه (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 352، الهامش1).

حضرة

الحضرات الخمس هي: حضرة الغيب المطلق، وعالمها عالم الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية. وفي مقابلتها حضرة الشهادة المطلقة، وعالمها عالم الملك. وحضرة الغيب المضاف وهي تنقسم إلى ما يكون أقرب من الغيب المطلق وعالمه عالم الأرواح الجبروتية والملكوتية، أعني عالم العقول والنفوس المجردة وإلى ما يكون أقرب من الشهادة المطلقة وعالمه عالم المثال. وإنما انقسمت (حضرة) الغيب المضاف إلى القسمين لأن للأرواح صورًا مثالية مناسبة لعالم الشهادة المطلقة، وصورًا عقلية مجردة مناسبة للغيب المطلق. و(الحضرة) الخامسة هي الحضرة الجامعة للحضرات الأربع المذكورة وعالمها العالم الإنساني الجامع لجميع العوالم وما فيها. فعالم الملك مظهر عالم الملكوت وهو عالم المثال المطلق، وهو مظهر عالم الجبروت أي عالم المجردات، وهو مظهر عالم الأعيان الثابتة، وهو مظهر الأسماء الإلهية والحضرة الواحدية، وهي مظهر الحضرة الأحدية. فخروج الحضرتين من هذه الخمس هو أن حضرة الأعيان الثابتة داخلة في حضرة الواحدية، وحضرة الإنسانية داخلة في الكل، فتكونان خارجتين بهذا الوجه. فالأصل منها حضرة الذات وحضرة الأسماء والصفات وحضرة الموجودات كلها، أعني حضرة الأحدية وحضرة الألوهية وحضرة الربوبية، لأن الظهور على سبيل الإجمال، ثم في مراتب هذه (الأسماء الإلهية) الثلاث، أعني اسم الله واسم الرحمن واسم الرحيم، لأن من مرتبة اسم الله ظهرت الأعيان في حضرة علمه، التي هي حضرة الأسماء والصفات. ومن مرتبة اسم الرحمن ظهر وجودهم في عالم الأرواح والمجردات. ومن مرتبة اسم الرحيم ظهر وجودهم في عالم الأجسام والمجسمات. وهذه المراتب شاملة للكل، لأنه ليس هناك إلا الذات واعتبار بطونها وظهورها. فاسم الله مظهر الذات المطلقة، واسم الرحمن مظهر الباطن المطلق، واسم الرحيم مظهر الظاهر المطلق. والذات (الإلهية نفسها) موسومة من حيث الباطن بالاسم الإلهي الأول ومن حيث الظاهر، بالاسم الآخر، ومن حيث المجموع بالأول والآخر والظاهر والباطن. (الأسرار، آملي، الصفحة 559).

– إن العوالم الكلية الخمسة ظل الحضرات الخمس الإلهية، فتجلى الله تعالى باسمه الجامع للحضرات فظهر في مرآة الإنسان؛ فإن الله خلق آدم على صورته وهو الاسم الأعظم والظل الأرفع وخليفة الله في العالمين، وتجلى بفيضه الأقدس وظله الأرفع فظهر في ملابس الأعيان الثابتة من الغيب المطلق والحضرة العمائية، ثم تجلى بالفيض المقدّس والرحمة الواسعة والنفس الرحماني من الغيب المضاف والكنز المخفي والمرتبة العمائية على طريقة شيخنا العارف مد ظله في مظاهر الأرواح الجبروتية والملكوتية؛ أي عالم العقول المجردة والنفوس الكلية، ثم في مرائي عالم المثال والخيال المطلق أي عالم المثل المعلقة، ثم في عالم الشهادة المطلقة أي عالم الملك والطبيعة، فالإنسان الجامع لجميع العوالم وما فيها ظل الحضرة الجامعة الإلهية، وعالم الأعيان ظل الحضرة الغيب المطلق، وعالم العقول والنفوس ظل الحضرة الغيب المضاف الأقرب إلى المطلق، وعالم الخيال والمثال المطلق ظل الحضرة الغيب المضاف الأقرب إلى الشهادة، وعالم الملك ظل الحضرة الشهادة المطلقة. ألم تر إلى ربك كيف مد الظل في الحضرة الأسمائية والأعيان الثابتة بالظل الأقدس، وفي الحضرة الشهادة وعالم الملك والملكوت والجبروت بالظل المقدس. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 120).

الحضرات الخمس: يقال لها الحضرة باعتبار حضورها في المظاهر وحضور المظاهر لديها، فإن العوالم محاضر الربوبية ومظاهرها، ولذا لا يطلق على الذات من حيث هي الحضرة لعدم ظهورها وحضورها في محضر من المحاضر وفي مظهر من المظاهر، وأما المقام الغيب الأحدي فله الاسم والمظهر والظهور حسب الأسماء الذاتية والرابطة الغيبية الأحدية بينها وبين الموجودات بالسر الوجودي الغيبي. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 31).

– أول الحضرات حضرة الغيب المطلق أي حضرة أحدية الأسماء الذاتية وعالمها هو السر الوجودي الذي له الرابطة الخاصة الغيبية مع الحضرة الأحدية ولا يعلم أحد كيفية هذه الرابطة المكنونة في علم غيبه، وهذا السر الوجودي أعم من السر الوجودي العلمي الأسمائي والعيني الوجودي، وثانيها حضرة الشهادة المطلقة وعالمها عالم الأعيان في الحضرة العلمية والعينية، وثالثها حضرة الغيب المضاف الأقرب إلى الغيب المطلق وهي الوجهة الغيبية الأسمائية وعالمها الوجهة الغيبية الأعيانية، ورابعها حضرة الغيب المضاف الأقرب إلى الشهادة وهي الوجهة الظاهرة الأسمائية وعالمها الوجهة الظاهرة الأعيانية، وخامسها أحدية جمع الأسماء الغيبية والشهادية وعالمها الكون الجامع. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 32).

حق – حقيقة

حق: قال المعلم الثاني أبو نصر الفارابي: يقال حق للقول المطابق للمخبر عنه إذا طابق القول، ويقال حق للموجود الحاصل بالفعل، ويقال حق للموجود الذي لا سبيل للبطلان إليه. والأول تعالى حق من جهة الخبر عنه، حق من جهة الوجود، حق من جهة أنه لا سبيل للبطلان إليه. لكنا إذا قلنا إنه حق فلأنه الواجب الذي لا يخالطه بطلان وبه يجب وجود كل باطل (إلا كل شيء ما خلا الله باطل) (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 721).

– الحقيقة هي إثبات الشيء كشفًا أو عيانًا أو حالة ووجدانًا. (الأسرار، آملي، الصفحة 344).

– الحقيقة (عبارة) عن مشاهدة أحوالهم ذوقًا والاتصاف بها. (الأسرار، آملي، الصفحة 345).

التقدم بالحق: تقدم ما للحق باعتبار تجليه في أسمائه وتنزله في مراتب شؤونه التي هي أنحاء وجودات الأشياء؛ فإن له بهذا الاعتبار تقدمًا وتأخرًا بذاته، لا بشيء آخر. فلا يتقدم متقدم ولا يتأخر متأخر إلا بحق لازم وقضاء حتم. (عين اليقين، الفيض، 1: 142).

التقدم بالحقيقة: تقدم ما لوجود الجاعل على وجود المجعول إذا كان لكل منهما شيئية وجود؛ فإن تقدم الشيئية على الشيئية من جهة اتصافهما بالوجود تقدم بالذات، وتقدم نفس الوجود على الوجود تقدم بالحقيقة. (عين اليقين، الفيض، 1: 142).

قوله حق: حقية قوله.. قد يطلق ويراد به الحق الحقيقي وهو الوجود الواجب وهو أحق إطلاقاته، وقد يطلق ويراد به الحق الإضافي، وقد يراد الوجود الدائم، وقد يراد الوجود مطلقًا من حق إذا ثبت، وقد يراد به الصدق ويفرق بينهما بأنه الخبر المطابق للواقع بفتح الباء وحقية قوله بهذا المعنى واضح فإنه أصدق القائلين والكذب قبيح عقلًا على عباده فكيف عليه وبناء النظام وحقية الشرائع عليه، لكن إذا جعل الحق بهذا المعنى فليجعل القول أقاويل لفظية وأساطير مرقومة في الكتب السماوية المنزلة على قلوب الأنبياء، وإذا حمل الحق على المعاني الأخر فليحمل القول على الأقاويل والكلمات الوجودية فكل منها حق أي ثابت وبعضها حق أي دائم، وبعضها حق إضافي وهو النفس الرحماني وكلمة كن. قال علي عليه الصلاة والسلام في نهج البلاغة: إنما يقول لما أراد كونه كن فيكون لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع وإنما كلامه سبحانه فعله ومرتبة من القول وهو الكلام الذاتي حق حقيقي لما تقرر أن صفة التكلم عين ذاته تعالى. بيان آخر: الكلمات اللفظية الصادرة عن الإنسان إذا أخذت لا بشرط كانت من ظهورات المتكلم، وإن كانت نازلة بل النفس الإنساني الذي هو مادتها ولوحها الكتابي حين أخذها بشرط لا نقوشًا وكتابة من صقعه إذا أخذ لا بشرط كما أن البدن مرتبة نازلة من النفس فإن للنفس مقام خفاء ومقام ظهور، وظهورها في العقل عقل وفي الوهم وهم وهكذا حتى إن في الطبع طبعًا إذا عرفت هذا في الشاهد فاعلم أن الكلمات الوجودية التي هي نقوش وأرقام في ألواح المهيات والمواد، وبهذا النظر العالم كتاب الله تعالى إذا أخذت لا بشرط قائمة بالمتكلم متصلة به اتصالًا معنويًّا معربة عما في ضميره المكنون المخزون كانت من ظهورات الحق الإضافي أعني كلمة كن الجامعة لكل كلمة كلمة والحق الإضافي من صقع الحق الحقيقي فكانت كلماته وإن كان التكلم الحق الحقيقي ما هو عين ذاته كما قيل في الشاهد أن الكلام لفى الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلًا، وفي هذا النظر إسقاط الإضافات فلا ارتباط ولا قيام لها بالقابل؛ إذ لا قابل ولا لوح حينئذ ولا سيما في العقول التي تسمى كلمات تامات باعتبار جامعيتها، وحروفًا عاليات باعتبار فنائها عن ذواتها وموجوديتها بوجود الله وبقائها ببقائه فإن أحكام الإمكان والسوائية من الحركة والزمان، وبالجملة المادة ولواحقها هناك مستهلكة ولو بالنظر إلى كتابيتها ولكون نبينا صلى الله عليه وآله صاحب النظر الكلامي بطريق التمكن والاستقامة فإنه كان مرتبته ومقامه والقرآن خلقه كان كتابه مسمى بكلام الله بخلاف ساير الأنبياء عليهم السلام فإنه لم يكن مقامهم وإن كان لهم لا بطريق التمكن والاستقامة فلم يكن كتبهم كلام الله، بل كتاب الله فأنت أيها السالك سبيل معرفته إن لم تكن أهلًا لأن تشاهد الوجودات كلمات الله وظهوراتها منطوية في ظهور القائل الحق فاجتهد حتى تريها نقوشًا وأرقامًا من كتابه، وتسمع بسمع قلبك صرير قلمه عسى الله أن يمكنك فيه بحسبك وقدرك فكل ميسر لما خلق له. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 494).

حقيقة الحقائق: عبارة عن التجلي العيني القيومي بالمقام الجمعي الأحدي الاستهلاكي. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 57).

– الحقائق هي الأعيان والأسماء بأحدية جمعها، والمفردات هي هما باعتبار الكثرة والتفصيل. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 68).

الحقائق الإلهية: نواميس الربوبية وهي لا بد وأن يحجب إلا على محارم الأسرار، ولو أراد الولي أو النبي إظهارها لأنساها الله تعالى عن قلبه. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 72).

– الوجود أو الحق إذا تقيد بقيد سمي به، كما سمي أولًا بالعقل، ثم بالنفس، ثم بالفلك، ثم بالأجرام، ثم بالطبائع، ثم بالمواليد وأمثال ذلك، وليس في الحقيقة لا عقلًا ولا نفسًا ولا فلكًا، لأنها أسماء على الحق أو الوجود بلسان العرب أو غيرهم، وإلا ففي التحقيق ليس له اسم ولا رسم، بل “الحق” و”الوجود” أيضًا اسم له بحسب الاصطلاح، لقوله تعالى: ﴿ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾. (الأسرار، آملي، الصفحة 207).

– الحق اسم لحقيقة محيطة بكل من مظاهره، وليس بينهما تغاير وتباين بحسب الحقيقة، بل على كل ذرة من ذراتها يصدق أنها هو بحسب الحقيقة، غيره بحسب التعين والتقيد. ولهذا قال تعالى: ﴿أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد، ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط﴾، لتعرف أنه ليس بغائب عن شيء ذاتًا ووجودًا، لأن المحيط لا ينفك عن المحاط، لأنه لو انفك لزال المحاط وانعدم. وأي لقاء يكون أعظم من هذا؟ أي من مشاهدته في كل ذرة من ذرات الوجود ذاتًا ووجودًا. ﴿ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾.(الأسرار، آملي، الصفحة 208).

 


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/15249/irfan24/