السيد أحمد البدوي بين الولاية الصوفية والدعوة الشيعية

by الدكتور علي أبو الخير | أكتوبر 17, 2022 10:39 ص

تقديم

نكتب عن شخصية صوفية مشهورة هو السيد أحمد البدوي، ولكنها مثيرة للجدل منذ حياته وحتى اليوم، من أحبه جعله وليًّا من الصالحين، وشريفًا من آل بيت النبي (ص)، ومن كرهه اعتبره داعية أو جاسوسًا شيعيًّا إسماعيليًّا يريد إعادة الدولة الفاطمية، ومنهم من يردد أنه كان مخبولًا ومجذوبًا يتبول على نفسه.

ورغم ذلك فإن مسجد وضريح السيد أحمد البدوي بمدينة “طنطا” بمصر، من أهم وأشهر مراقد الأولياء الصالحين، زواره يقدرون بمليونين في كل عام، حيث يحتفل المريدون به في يوم مولده في النصف الأول من أكتوبر/تشرين أول من كل عام، وأيضًا بذكرى وفاته في النصف الأول من شهر أبريل/ نيسان من كل عام، ويسموه المولد الرجبي، ويعتبر أكبر احتفال بوليّ من أولياء الله، هذا طبعًا باستثناء مولد الإمام الحسين ومولد السيدة زينب(ع)، والغريب في الأمر أنهم يحتفلون به حسب التقويم الميلادي، وليس التقويم الهجري كما هو متعارف عليه.

بين هذا وذاك نكتب عن الرجل المثير للجدل.

تعريف بالسيد أحمد البدوي

السيد البدوي هو أحمد بن علي بن يحيى من مواليد مدينة فاس بالمغرب عام 596 هـ/1199 م، وهو مدفون في مدينة طنطا حيث توفي عام 675 هـ/1276 م، وهو من كبار علماء التصوف الإسلامي، وأحد أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وهم: أحمد الرفاعي، وعبد القادر الجيلاني بالعراق، وأحمد البدوي وإبراهيم الدسوقي في مصر، وإليه تنسب الطريقة البدوية.

أثيرت حوله قصص من الخيال، وأيضًا اتهامات بدون سند، جميعها، مغالاة في الكرامات، ومغالاة وتشويه من الناقدين، الذين كانوا يرون في حياته دعوة تقيّة شيعية تتستر بالتصوف لإعادة الخلافة الفاطمية، وهي مغالاة، لم نجد مثلها عن باقي الشيوخ القادمين من المغرب، إلى مصر والشام.

لم يترك أثرًا علميًّا من تأليف كتب أو أشعار مثل محي الدين بن عربي، أو الحلّاج، أو عمر بن الفارض، وكل ما تركه عبارة عن وصايا لخليفته الشيخ عبد العال، وهي مكتوبة ومعلقة على صدر ضريحه وكلها وصايا شائعة، ولكن لها روائح التقوى والإيجابية.

لُقّب بالبدوي لأنه كان دائمًا يغطي وجهه باللثام مثل أهل البادية الأمازيغ في المغرب في تلك الأيام، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحي، ومريدوه يقولون إن نسبه يرجع إلى الإمام علي (ع)، وذلك بحسب كتاب “مناقب السيد البدوي: المسماة بالجواهر السنية والكرامات الأحمدية” من تأليف سيدي عبد الصمد، وبحسب المؤلف أيضًا أن جدود البدوي سافروا إلى المغرب، في زمن الملاحقات الأموية والعباسية لأهل البيت (ع)، خاصة زمن الحجاج الثقفي والمتوكل العباسي، فكانوا يهاجرون للأطراف في الشرق عند حدود التركستان، وفي الغرب عند المغرب الأقصى، وبعد الهدوء عاد كثيرون منهم للوسط والمركز الإسلامي، من ضمنهم أسرة أحمد البدوي.

وفي شبابه عرض إخوته عليه الزواج فرفض، ثم حدث له حال نفسه فتغيرت أحواله واعتزل الناس ولزم الصمت وكان لا يتكلم إلا بالإشارة.

وقد ذكره الحافظ ابن الملقِّن في (طبقات الأولياء)، والحافظ السيوطي في (حسن المحاضرة)، والحافظ السخاوي في (الضوء اللامع)، والحافظ المُناوي في (طبقات الصوفية)، والإمام عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات)، وابن العماد الحنبلي في (شذرات الذهب)، وهؤلاء أئمة حفّاظ من أهل الحديث، ووصفوه جميعًا بسيدي أحمد البدوي، وأجمعوا على نسبه الشريف.

يقول السيد أحمد محمد حجاب في كتابه عن سيرة السيد البدوي: “إن في جدود السيد البدوي تسعة من الأئمة الإثنا عشر المعصومين، فهو حفيد أحفاد الإمام محمد الجوّاد عن طريق ابنه موسى المبرقع”، وربما اتخذ أحمد البدوي اللثام أو البرقع على وجهه تأسيًّا بالسيد موسى المبرقع.

ويسميه المريدون السيد البدوي أبا الفتيان، لأنه حسب ما يوجد في كتبهم، أنه جنّد الشباب لمحاربة الفرنجة في الحملة الصليبية السابعة، والتي تمّ أسر الملك الفرنسي “لويس التاسع” بالمنصورة عام 1250، وأن للسيد البدوي دورًا مهمًّا في الدفاع عن الإسلام، ثم أضافوا إليه كرامات قد يأباها العقل، ولكن القوم يؤكدوها في احتفالاتهم وكتبهم وخطبهم، كما سنرى.

ويوجد في ركن حجرة ضريحه حجر به أثر قدم للنبي (ص) (كما يقولون)، وهو مجلوب من أرض الحجاز، ويتبرك به المريدون من كل الأرجاء، ويزعمون أنه قدم النبي لا كذب، وأنه مبارك يستشفى ويُستسقى به، ويتبركون بلمسه.

كرامات السيد البدوي

في باب تحت عنوان: “كرامات” يؤكد “السيد أحمد محمد حجاب” المدفون في المسجد الأحمدي، أن البدوي صاحب كرامات لا تحصى، منها ما ذكره الشيخ حافظ العصر بن حجر، أن امرأة أسر الإفرنج ولدها فلاذت به فأحضره إليها في قيوده، أي أخذه من سجن الأعداء بقيوده، كما حرّر كثيرًا من الأسرى، ولذلك يردد مريدوه حتى اليوم باللهجة المصرية “الله الله يا بدوي جاب اليسرى( الأسرى)”.

وما تم نقله عن جلال الدين السيوطي حيث قال: كنت مرة في أرض تروى في أيام فيضان النيل، فخطر قلبي هل كان لسيدي أحمد البدوي لثامان كما يقولون؟ فإذا به مقبل على فرس أظنه أخضر ملثم بلثامين، وهو يقول: يا فلان، أي ظهر له بمجرد حديث نفسه إليه.

ومن كراماته أيضًا بحسب الكتاب أن امرأة مات لها ولد صغير فجاءت إلى البدوي، وهى باكية وقالت: يا سيدي ما أعرف آخذ ولدي إلا منك، وقام الفقراء إليها ليمنعوها فلم يقدروا وهى تقول توسلت إليك بالله ورسوله فمد البدوي يده إليه ودعا له فأحياه، وهو كرّر ما فعله المسيح (ع).

كراماته بعد وفاته

كما عدّد السيد أحمد محمد حجاب عددًا من كرامات البدوي بعد وفاته، حيث ذكر أن مجموعة طالبوا الشيخ يحيى المناوي بإبطال مولد البدوي، فرفض فقدموا فيه شكوى إلى السلطان الملك الظاهر بيبرس، فقام باستدعائه، وطلب منه الإفتاء، بإبطال المولد، فرفض وقال له: إنه قد يحرم بعض المحرمات في المولد، وهو أمر من الممكن أن يرسل فيه السلطان ما ينهى، فلما قال له الملك إن هناك من أفتى فقال له: ما اجترئ على ذلك، وتابع: سيدي أحمد البدوي وهو لن يرجع عن هؤلاء الجماعة الذين سعوا بإبطال مولده، وسوف تنظر ما سوف يحصل لهؤلاء من ضرر، وقد حدث لهم الضرر من إمراض، واستمر المولد.

ويُروى أيضًا عن شهود عيان كما جاء بكتاب “سبيل النجاة في محبة أولياء الله” للمؤلف “أحمد عبد الوهاب” أنه أثناء جلوس الشيخ محمد عبده المصلح المشهور، ومعه بعض شيوخ الأزهر داخل الحجرة الأحمدية، جاءت امرأة ريفية بسيطة، ووقفت أمام الضريح وقالت بصوت مسموع: “يا سيدي أحمد خلي بالك من العيال والراجل والبهايم، وإحنا علينا النذر وأنت عليك الوفا”، وعندما سمعها الشيوخ جاؤوا بها وسألوها عمّا قالت، وقالوا لها هل السيد البدوي هو الله حتى تخاطبيه هكذا، فردت عليهم وقالت “لا هو مش ربنا، ولكن قريب من ربنا”، واعتبروا ذلك من ضمن كرامته بعد موته.

أيضًا من ضمن كراماته بعد وفاته وجود المدرسة الأحمدية لتحفيظ القرآن الكريم، وتخرج منها كبار الشيوخ، وأهمهم الشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمود علي البنا، وما زالت تعلّم المقرئين التجويد والترتيل، ويخرجون قارئين القرآن بالتجويد والمقامات الموسيقية الدارجة.

تلك بعض كرامات السيد البدوي وفيها كما نرى ما يصدم العقول، ويجعل شيخًا مثل الشيخ عبد العزيز بن باز يقول في فتاويه: “ومن أكبر الأصنام في مصر صنم السيد أحمد البدوي، عجّل الله بهدمه”.

وفي النهاية ما زال المحبون والمريدون يذهبون لزيارة مقام أحمد البدوي، وتحتفل به وزارة الأوقاف، وكبار رجال الأزهر الشريف، وأئمة دين كبار مثل الشيوخ: محمد متولي الشعراوي، الذي ذكر كرامات كثيرة حدثت معه من السيد البدوي – علي جمعة – أحمد عمر هاشم، ويخطب في مسجده علماء دين كبار.

الناقدون بين الولاية الصوفية والدعوة الشيعية

في الجانب الآخر، توجد بعض الكتب تعارض فكرة ولاية البدوي الصوفية، مثل كتاب “السيد البدوي” للمؤلف “محمود أبو رية”، وأيضًا كتاب أحمد صبحي منصور عن السيد البدوي، وأنه داعي شيعي إسماعيلي سري، ومقالات مختلفة عبر السنين، وكلها تنفي ولايته وصوفيته، فيقول مثلًا الشيخ “محمود أبو رية”: إن أحمد البدوي لا هو سيد ولا هو ولي.

وكل الناقدين تنسبه إلى التشيّع السري، وأنه جاء لمصر ليعيد الخلافة الفاطمية، ويلخص هذا الأمر كتاب “السيد البدوي … دراسة نقدية” للمؤلف الدكتور عبد الله صابر، يقول فيه ما هو مجمل ناقدي البدوي: “إن أغلب المراجع القديمة الموثقة، أغفلت ذكر تاريخ السيد البدوي في كتب الحوليات، على مدى أكثر من قرنين، ثم جاء ذكره  بعد ذلك في كتب المناقب المليئة بالأساطير والخرافات، وأن المعلومات عن البدوي تعتبر ظنية، لأنه لا يوجد مصدر تاريخي موثق كتب عن البدوي لمؤلف معاصر له، وخليت كتب الحوليات التاريخية، واستشهد الكاتب بمقالة لشيخ الأزهر الراحل الإمام مصطفى عبد الرازق، نشرت بمجلة السياسية الأسبوعية في الثلاثينيات من القرن العشرين، بعنوان: “المولدان الأحمدي والدسوقي”، حيث يوضح فيها إنه رجع إلى مخطوطة مغربية ينكر صاحبها أن “السيد البدوي” كان صوفيًّا ويثبت أنه كان علويًّا شيعيًّا يهدف إلى عودة الملك الفاطمي الشيعي، وأن والد البدوي – علي البدوي- كان أحد العلويين من الشيعة الإسماعيلية، وخرج إلى مكة المكرمة نازحًا من بلاد المغرب..

وحول خروجه من المغرب، يرى أن سبب خروج والد السيد البدوي من مكة، ليس ما يتواتر بأنه رأى هاتفًا في المنام، يأمره بالرحيل إلى مكة، لكن لأن القرن السادس الهجري شهد جوًّا من الاضطهاد للشيعة في المغرب، مما جعلهم يتسللون إلى المشرق، وأتيحت الفرصة لوالد البدوي عام 603هـ. وأن البدوي لم يترك أي أثر علمي، وأنه رغم شهرته إلا أن ثقافته كانت ضحلة، إلا بعض الوصايا والعظات التي قيلت بأنه كان يوجهها إلى خليفته “عبد العال” مثل “يا عبد العال إياك وحب الدنيا، فإنه يفسد العمل الصالح كما يفسد الخل العسل”، و”يا عبد العال أشفق على اليتيم، واكسِ العريان، وأطعم الجعان، وأكرم الغريب والضيفان”.

وفي طنطا حيث سكن البدوي فوق سطح دار الشيخ “ركن الدين” القريب من مسجد البوصة، الذي يُعرف الآن بمسجد البهي، حرص البدوي على الصراخ فوق السطح، ويستشهد الكاتب بقول لـ”عبد الصمد زين الأحمدي” حيث قال: “وأقام على سطح الدار لا يفارقه ليلًا ولا نهارًا، وإذا عرض له الحال يصيح صياحًا متصلًا، كما تزيَّا البدوي بزيّ المجاذيب، وظل ضاربًا اللثامين على وجهه، وكان إذا لبس ثوبًا أو عمامة لا يخلعها لغسل حتى تذوب، فيبدلونها له بغيرها”. ويذكر “الشعراني” أنه كان يظل طول ليله ونهاره قائمًا شاخصًا ببصره إلى السماء وقد انقلب سواد عينيه إلى حمرة تتوقد كالجمر، وكان يمكث الأربعين يومًا وأكثر لا يأكل ولا يشرب ولا ينام”.

ويروي الحافظ السخاوي في كتابه “الضوء اللامح لأهل القرن التاسع”، قال: “حدث المقريزي عن الغماري، عن شيخه “أبي حيان” قال: “وعندما أقيمت صلاة، وضع “الشيخ أحمد” رأسه في طوقه بعدما قام نائمًا وكشف عن عورته في حضرة الناس، وبال على ثيابه وعلى حصر المسجد، واستمر ورأسه في طوق ثيابه، وهو جالس، حتى انقضت الصلاة ولم يصل”.

كما يُروى عن أحد علماء المالكية أنه كان كثير الإنكار على السيد البدوي، حتى ذهب العالم ومعه جماعة من طلبته إلى طنطا لاستجلاء حقيقة ذلك الصوفي الذي كثر حوله الكلام، وهناك في طنطا جلسوا بجوار الدار التي يعيش فوق سطحها السيد البدوي، حيث أخذوا يتكلمون عنه وينتقدونه، وكان أن سمعهم السيد البدوي، وهو فوق السطح، فأتى إلى طرف السطح فوق رؤوسهم وبال عليهم”.

السيد أحمد البدوي بين الغلو الصوفي والتعصب السياسي

هذه أهم الانتقادات التي وُجّهت للسيد أحمد البدوي، وهو في النهاية شخصية تاريخية لها ما لها، وعليها ما عليها، يؤخذ منها ويُردّ عليها.

نرى أن النقد المتواصل للبدوي، ما هي إلا دعايات وتشويه سياسي، المقصود منه هو الإنكار على التصوف بصفة عامة، والسيد أحمد البدوي بوجه خاص، لأن له ملايين المريدين، يزيدون ولا ينقصون، ولا يمكن تصديق أن رجلًا يتبول على المصلين أو على نفسه، أو لا يقيم الصلاة، ثم يعتبرون تبوله من ضمن كراماته، ولا يوجد مسلم يتبع رجلًا مخبولًا يهذي بكلام غير مفهوم، يرتدي الوسخ من الثياب، اللهم إلا إذا أخذنا في الاعتبار سلوك بعض المتصوفة في الزهد العلني والسري، ولكن أغلب المتصوفة كان لهم دور علمي واجتماعي، وهو ما فعله السيد أحمد البدوي، عندما شارك مريدوه في الحرب ضد الفرنجة، حسب ما يذكر محبوه.

أما عن تشيع السيد البدوي السرّي بالمذهب الإسماعيلي، فهو قول مردود عليه، كيف يكون السيد البدوي داعية سريًّا، ثم يعرفون أنه جاسوس شيعي باطني، ولم يعرف أحد من الزعماء المصريين أنه داعية مستتر، وهو لم ينتقل من مكانه على سطح المنزل لابسًا لثامه المشهور، فلم يؤثر عنه أن دعا للفاطميين، أو حاول تجنيد دعاة وداعي دعاة للدعوة كما كان يفعل الفاطميون، وكلها إرهاصات فكرية نبتت في خيال أعداء التصوف بصورة عامة، وتنامت مع الانتشار الوهابي في النصف الثاني من القرن العشرين.

وأغلب شيوخ التصوف جاؤوا من منطقة فاس بالمغرب، كما ذكرنا، مثل البدوي وأبي الحسن الشاذلي وأبي العباس المرسي وابن عربي … إلخ، ولم يؤثر عن السيد أحمد البدوي أنه دعا للتشيع، أو حتى تحدث في السياسة، ولم يحدث أن تشيع أحد بسببه، وكلها إشاعات من قبل الداعين إلى منع التصوف خشية من تسرب التشيع من خلاله.

من المعلوم أن النسل الفاطمي انقطع بعد آخر الخلفاء، وهو العاضد بالله الفاطمي، بعد أن قتل صلاح الدين كبارهم، وحبس صغارهم، فلم يتزوجوا ولم يتناسلوا، فانقطع نسل الفاطميين، صحيح ظل المصريون على ولائهم الشيعي الروحي المنتسب لأهل بيت النبي (ع)، لكن المذهب الشيعي الفقهي ظل يتراوح ما بين الإمامين المالكي والشافعي، وكل نسل السادة الأشراف في مصر من سلالات نبوية من أرض الحجاز، ولم يدّع أحد أنه من نسل الفاطميين.

ولو عدنا للتواريخ لوجدنا بأن الدولة الفاطمية انتهت عام 1171 ميلادي، والسيد البدوي ولد عام 1199  بعد سقوط الدولة الفاطمية بثمان وعشرين سنة، واستقر بمصر عام 1227 ميلادي، وتوفي عام 1276، أي بعد زوال الدولة الفاطمية بأكثر من مئة عام، وذلك في العصر المملوكي، وانتشار التصوف في الديار الإسلامية، خاصة في مصر والشام وتونس.

لقد ظهرت وسقطت الدولة الفاطمية كما تظهر وتسقط الدول، ولكنها تركت أثرًا لا يُمحى مع الزمن، وهي إرث إسلامي مستمر ما دامت الدنيا ودام الناس.

والسيد البدوي نراه وليًّا صالحًا صوفيًّا، بعيدًا عن غلو المريدين وتعصب الكارهين.. والله أعلى وأعلم…

 

Source URL: https://maarefhekmiya.org/15384/sayedahmadbadawi/