by الأستاذ علي الشاب | أكتوبر 21, 2022 10:22 ص
من الملاحظ أن الشعوب التي أخذت قرارًا حازمًا بمواجهة الهيمنة الأميركية الأحادية على العالم قد اكتشفت أن مواجهة أمريكا على المستوى الاقتصادي (بالنسبة للصين)، وعلى المستوى السياسي والعسكري (بالنسبة لروسيا)، ليست كافية لإحراز النصر، وأن المطلوب بشكل حاسم وحازم التمسك بمنظومة قيمية وفكرية تميز الـ”نحن” عن الآخر، وبالتالي تعطي للشعوب المنتفضة ضد الاستكبار العالمي قدرة على التلاحم والانصهار ضمن هوية أخلاقية إنسانية ذات مضمون ثقافي وتاريخي مميز.
لذلك نلاحظ أن كلمة السر من أفريقيا إلى روسيا إلى الصين وإيران يطرح الثوار والمنتفضون على النظام الدولي القائم، وكذلك المنتفضون ضد الأنظمة الوطنية (النموذج الإيراني) المطروح بشكل حاد الموضوع القيمي الأخلاقي وعلى رأسه قضايا التفسخ الأخلاقي، وخاصة قضية الشذوذ الجنسي وموضوعة الجنس الثالث، والتي ركّز عليها الرئيس الروسي بوتين في خطابه الأخير، وبالتالي اعتبار هذا التميز نقطة افتراق حادة بين الثقافتين والحضارتين والنموذجين المتنافسين على إدارة العالم خلال المرحلة القادمة من عمر الوجود الإنساني.
لعل كثير منا كان يتساءل بماذا كان يفكر الإمام الخميني عندما أرسل رسالته المشهورة إلى غورباتشيف يدعوه فيها إلى التفكر في الإسلام؟ إننا اليوم نستطيع أن نقرأ بشكل أفضل أفكار الإمام (تقدس سره الشريف)، الذي يعني أن مواجهة الشيطان الأكبر لا يمكن أن تتم بدون التمسك بقدس الأقداس، وأن الانتقال بالعالم من ظلمات الهيمنة الإنجلوسكسونية إلى رحاب الحرية الإنسانية لا يمكن من دون الاستعانة بالقدرات العظيمة التي توفرها المنظومة الدينية الإلهية باعتبارها بحكم جوهرها معادية للاستكبار وللشياطين الكبار والصغار.
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/15412/american-hegemony/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.