الإسلام وفلسفة الدين
لطالما كانت تتملك أدبيات المفكرين المسلمين مشاعر الاستثنائية المزهوة بما يحمل الإسلام من أبعاد، ومجالات حيوية استثنائية. وذلك بسبب كونه الخيار الإلهي الأخير، بين كل الرسالات السماوية. وهو الخيار الإلهي الذي ارتضاه الله لعباده، واعتبر لأن كل خيار آخر ينتمي إليه الناس، فهو خارج سياق المشيئة الإلهية التي عبَّر عنها الوحي {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه}.
كما وأن أي خيار يتّخذه الناس، هو انتقاء ناقص؛ لأن الكمال – بحسب النص الإلهي – إنما هو حصرًا في هذا البيان الإلهي الأخير (الإسلام) {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا}.
إلا أنّ هذه المشاعر المفعمة بروح الزهو الرسالي قابلها ما خالفها شكلًا ومضمونًا. فلقد بقيت النظرة المسيحية تعتبر أنّ “التجسد الإلهي” الحاصل في “شخص المسيح” قد أوصل التدبير الإلهي والزمن إلى اكتمالاته التي ما بعدها إلا الهرطقة. وأن تمام المعنى قد اكتمل هناك، على الصليب، إذ على الصليب كانت تمام الألوهية متحدةً مع تمام البشرية لتنجب روح المسيحية بتولد وانبثاق روح القدس. ومع تمام المعنى الألوهي والبشري، فكل ما يأتي تحت عنوان:”الدين”، أو “رسالة السماء” فسيُحكم عليه بالبدعة.
كما وظلت اليهودية تعتبر أن إسرائيل هم شعب الله المختار. وأن ما سواهم أغيار يفقدون كل معنىً. بل إنّ المعنى لأيّ من الأغيار لا يتأتى إلا بما يتناسب مع أصل الاختيار القومي للإله.
ولا يخفى أن ما تحمله مضامين الأديان الأخرى من شرقية وغيرها فيه ما فيه مما لا يقل عن اليهودية والمسيحية من الثقة بالمضمون الخاص….تحميل البحث
المقالات المرتبطة
جهاد السّيدة الزّهراء (ع) العقائدي والولائي..
قضية السيدة الزهراء العقائدية الكبرى هي الولاية. وشهادتها هي شهادة درب الولاية لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع)، الذي رفع شأنكم بالإسلام وأقام عموده.
تجارب الإسلاميّين في أنظمة الحكم
لا أحد في هذا العالم يستطيع إيقاف ركب الحضارة الإنسانية، وإقصاء العلوم والمعارف والكشوفات الحديثة عن حياة المجتمع والدولة. وبقدر ما يستطيع الفكر الإسلامي مواكبة العصر، ويدفع الفقه نحو فتاوى جديدة على قاعدة درء المفاسد والمحافظة على الصالح العام
روايات الثواب على البكاء في عمق الشبهات؟!
الحديث في هذه المقالة هو عن النصوص الدينية التي جاءت تبلّغ بكثرة الثواب لمن أبكى وبكى أو تباكى على الإمام الحسين (ع)