عبرة في فن التحالفات

أحد الأصدقاء الذي تقاعد منذ زمن من وظيفة رسمية، ومن الذين قاربوا التسعين من عمرهم، وقد خاض غمار العمل السياسي منذ أكثر من خمس وسبعين عامًا بين الأحزاب القومية واليسارية والوطنية، وعايش الكثير من رجال السياسة والاجتماع والأدب وفارقهم جميعًا ليعمل في حقله الصغير، وقد همّ بإشعال سيجارته اللف ونفث منها نفسًا عميقًا، وأخرج بهدوء غيمة من الدخان في جو تشرين المشبع بالرطوبة ومترافقًا مع بعض القح، ومال بنظره نحو أفق بعيد كأنه يرقب ولادة نجم في السماء، وبعد أن اعتدل بجلسته قال لي: تخيل لو أن الجنرال عون ترك القصر الجمهوري دون إنجاز موضوع الترسيم وبعد كل الحملات التي خيضت ضده وضد جبران والتيار الوطني طيلة السنوات الماضية، كيف كانت ستكون صورة التفاهم، الذي تمّ معهم وسيكونون قد دفعوا غاليًا ثمن تحالفهم مع المقاومة؟ وأردف قائلًا: المقاومة فعلًا وفيّة، وهذا يليق بها ويشرّفها ويشرّف كل من يتحالف معها، ويعطيهم درسًا بالوفاء لرفاق الدرب، أن من يقف معنا ويمد يده لنا وقت سقوط القذائف على بيوتنا وأحيائنا، ويوم تحالف الجميع ضدنا يجب أن نمدّ له قلبنا ولا ننسى وقفته وموقفه.
لفتتني زاوية النظر التي رآها هذا الصديق العتيق، وجهة نظر لا بدّ من التمعّن بها عند أي تقييم لقضية الحدود البحرية واستخراج النفط والغاز، وقد يكون استخراج العبر والدروس وحفظ ماء وجه الحلفاء أهم منها.
المقالات المرتبطة
الأعمال الفنيّة والهندسة الخضراء (حديقة إيران أنموذجًا)
ازداد الاهتمام بالفن مع ارتباط الظاهرة الفنية الثقافية والصور الذهنية بالحقائق وبالبعد التحرّري والثوري، والذي من إحدى مظاهره الهندسة الخضراء، التي تعدّ جزءًا من التنمية المستدامة، ويأخذ بها عناية خاصة لأهمّيتها البيئية والجمالية، حيث باتت فن من الفنون الراقية من خلال تنسيقها وتشكيلها، وتعدّ الحدائق من أبرز المظاهر الحضارية. وكنموذج للهندسة الخضراء سنتناول حديقة إيران.
الإمام موسى الصدر والمجتمع المقاوم
يشكِّل المجتمع المقاوم المجال الحيويّ لفعاليّة كلّ حركة تحرير وطنيّ تتوسّل المقاومة المسلّحة في مواجهة مختلف أشكال السيطرة والاحتلال المباشر. ولا يمكن فهم قدرة هذه المقاومة، في مراحل تأسيسها وتواصلها وصولًا إلى انتصارها،
إشكالية اللغة عند خوسيه دي ساراماجو
هكذا هي اللغة مفخخة، تتخفى وراء أقنعة متعددة، فقد تلبس ثوب السفسطة والوهم والزيف أو ثوب الحقيقة، ولكنها ليست كذلك بذاتها، إنما يتوقف ذلك على الذات الناطقة التي منحها الله دون غيرها من الخلق ميزة القدرة على تكوين العبارات وتركيبها وزخرفتها