مَناط الفعل الأخلاقي وخصائصه في التصور الإسلامي

تعتبر العلاقة بين الأخلاق والإنسان محور معظم الفلسفات، لذلك، يقدم الشيخ جعفر السبحاني في هذا البحث “مناط الفعل الأخلاقي بحسب الفهم الإسلامي” مقدمًا لذلك بمقدمة بسيطة تتحدث عن محورية الإنسان في الأخلاق، ليعود بعد ذلك إلى الحديث عن الجذور الداخلية للأخلاق، و”حسن الفعل وقيمه”، و”دور التخيير” و”العلاقة بين الإنسان ونزعاته الداخلية”.
ويحلل الكاتب خلال عرضه الكثير من المصطلحات مثل النية والعمل الصالح والقضايا المطلقة، وضمان التطبيق للقيم الأخلاقية، ويختم بنتيجة تستعرض محاور القضايا الأخلاقية. عرف اليونانيون القدماء، والأوروبيون المعاصرون نظمًا أخلاقية متعددة، تولى مؤسسوها التعريف بها والدفاع عنها. إلا أن معظم هذه النظم يعود إلى ما بعد عصر النهضة، حيث تغيرت أساليب البحث ومناهج الدراسة، إلى أن انبثقت فكرة “العلمانية” وفصل الدين عن الدولة أو “نبذ الدين” بتعبير أصح.
وفي مثل هذه الظروف، انبرى دعاة فصل الأخلاق عن الدين، إلى تدوين وعرض جملة نظم أخلاقية، سنتطرق في بحوث لاحقة للمناطات السائدة فيها أما الذي نود إيضاحه في هذا المقام فهو النظام الأخلاقي في التصور الإسلامي وخصائصه.
إن صياغة أي نظام أخلاقي رهن بمعرفة الإنسان، فما لم يحط مؤسس النظام الأخلاقي علمًا ومعرفةً بالإنسان، لن يسعه فرز القيم الإيجابية من أضدادها، وتميز القضايا الباعثة على السعادة من القضايا المفضية إلى الشقاء، فالغاية من إطلاق النظم الأخلاقية رسم طريق السعادة والهناء، وما لم يُعرف الإنسان، لم تعرف أسباب سعادته وشقائه. وإذا واجهتنا نظم أخلاقية تتضارب مع بعضها جوهريًّا، فمرد ذلك إلى تباين مؤسسيها في معرفتهم للمخلوق الإنساني، وهو تباين يترك بصمات واضحة على رسم القيم الأخلاقية وتبيينها….تحميل البحث
المقالات المرتبطة
مشاريع فكرية 11 | الدكتور علي رضا أعرافي
بدأ تعليمه الابتدائي وبعض الدروس الحوزوية في مسقط رأسه، ثم انتقل عام 1970 م إلى قم فأتمّ مرحلة المقدّمات والسطوح بسرعة مُلفتة والتحق بالبحث الخارج على النظام المعهود.
فلسفة الأخلاق الماهية، الضرورة، الأهداف (4)
في ظلّ النزعة الفردية المغالية التي يتّسم بها عصرنا هل يمكن قيام فلسفة أخلاقية ونظرية شمولية في الأخلاق، وفي ظلّ ما يوسم به عصرنا
غياب الإلهيات عن الثقافة
لا غنى لنا اليوم عن الاستغراق في تعميق مداركنا البحثية العميقة من أجل إنتاج علوم ومعارف ترشِّد الواقع العملي والمسلك الذهني والثقافي لأجيالنا الحالية.