المحاضرة الثالثة- شكوى إلى الله

by ناريمان غملوش | مايو 30, 2023 12:20 م

استكمل سماحة الشيخ شفيق جرادي يوم الجمعة 26/5/2023 المحاضرة الثالثة من سلسلة محاضرات “الشكوى إلى الله” فحملت عنوان: “مما نشكو إلى الله؟”.

وذكر سماحته موردين وردا في مناجاة الشاكين وهما: النفس، والشيطان.

وقال سماحته: إن الإنسان صحيح أنه حمل الأمانة، ولكن الباري عز وجل عبّر عنه بالظالم والجاهل بسبب النفس، وقد ورد في الروايات أن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك، كذلك ورد في دعاء كميل أن إبليس يغر الإنسان بما تهوى نفسه.

وتساءل سماحته، هل كل نفس توصل الإنسان إلى الضلال؟ وفي إجابته عن هذا السؤال أورد سماحته أنواع النفس التي وردت في القرآن الكريم. فتحدث عن النفس اللوّامة؛ وهي النفس التي تدعو الإنسان إلى ضرورة أن يراجع نفسه دائمًا، ويتهم نفسه دائمًا، وأن يكون موضوعيًّا عند محاسبة نفسه، لافتًا إلى أن هذه النفس اللوّامة هي التي توصلنا إلى الصح، وهي التي تقينا جهنم وترشحنا لدخول الجنة.

ثم تابع حديثه عن النفس المطمئنة، فقال سماحته: ندعو الله عز وجل أن يمن علينا ولو بقبس أو شذرة منها، فهي تبدو من عالم آخر، عالم العصمة أو عالم قريب للعصمة، وهذه النفس المطمئنة هي التي تدخلنا إلى رضوان الله وإلى جنته.

وأنهى سماحته أنواع النفس بالحديث عن النفس الأمارة بالسوء؛ وهي النفس هي التي تحدثنا بالحرام، بالخطأ، بالمعصية، وبكل شيء سلبي. وقال: إن المشكلة في هذه النفس أن أغلب الناس تتأثر بها وتعمل على أن تكون عبدًا عندها.

ونبّه سماحته إلى أن النفس الأمارة تأتي للإنسان من حيث لا يحتسب، وأشار إلى الآية الكريمة: ﴿لأقعدن لهم صراطك المستقيم﴾. فتتضافر جهود إبليس مع النفس الأمارة بالسوء ليوقعا الإنسان في التهلكة.

وأورد سماحته مقاطع من مناجاة الشاكين: “إلهي إليك أشكو نفسًا بالسوء أمارة وإلى الخطيئة مبادرة وبمعاصيك مولعة ولسخطك متعرّضة تسلك بي مسالك المهالك وتجعلني عندك أهون هالك كثيرة العلل طويلة الأمل إن مسها الشر تجزع وإن مسها الخير تمنع ميالة إلى اللعب واللهو مملوّة بالغفلة والسهو تسرع بي إلى الحوبة وتسوفني في التوبة”. مشيرًا في تفسير هذه المقاطع إلى أن الإنسان قد يصل إلى مرحلة يشتري فيها جهنم بأمواله، ويصبح ممن يحب الفتن والمعاصي والكذب، وقد يتحدى الله تعالى بمعاصيه، ويجد لنفسه الأعذار دائمًا، ويبقى في حالة الغفلة فلا ينتبه ولا يستيقظ من غفلته إلا عند ساعة الموت كما حصل مع فرعون.

وختم سماحته هذه المحاضرة بمقطع من مناجاة الشاكين يتحدث عن الشيطان: “إلهي أشكو إليك عدوًا يضلني وشيطانًا يغويني”، مشيرًا إلى أن هذا ما سيتناوله في المحاضرة القادمة.    


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/15831/shakwa3/