حضور صدر الدين الشيرازي في الدراسات العربية – (المرحلة الثالثة -1)
تكثّفت الدراسات الصدرائية بعد العام 2003، ونشرت العديد من الأبحاث والدراسات المتعلقة بها، فصدر بحث في حولية كلية دار العلوم – جامعة القاهرة ( 2003م) تحت عنوان: “العناية الإلهية ومشكلة وجود الشر في العالم، عند صدر الدين الشيرازي”، وفي العام نفسه صدر كتاب “حوار الفلاسفة أصالة الوجود والماهية بين الملا صدرا والفلسفة الإشراقية” لـ”عبد المجيد رضا”، وهو عبارة عن بحث أعد لنيل درجة الماجستير، أعيد نشره في دار العلم بيروت، كما أصدر دار الهادي كتابًا تحت عنوان: “صدر المتألهين فيلسوفًا وعارفًا” لأحد أهم محققي أعمال الشيرازي محمد خواجوي، قام بتعريب الكتاب عبد الرحمن العلوي.
وفي عام 2004 عرّبت مجلة المحجة أبحاثًا متعددة، منها: “التعددية والوحي من وجهة نظر صدر المتألهين وبول تيلتش” لعلاء توراني، نقل الترجمة علي الحاج حسن، وفيها يقارن الكاتب بين وجهتي نظر صدر الدين الشيرازي وبول تيلتش بموضوع “التعددية الدينية”، وقد صدر البحث في العدد 8 شتاء 2004. وقامت المجلة بنشر بحث “اشتدادية الحركة الجوهرية” لمحسن غرويان، ترجمة حبيب فياض، وصدر في العدد 12 من العام نفسه. ونشر الدكتور جاد حاتم بحثًا علميًّا تحت عنوان: “الحب الخالص عند صدر الدين الشيرازي”، وهو عبارة عن محاضرة ألقاها في مؤتمر أقامه معهد المعارف الحكمية في خريف عام 2004، قام بترجمة النص إلى العربية الدكتور خليل أحمد خليل.
وصدر عن معهد المعارف الحكمية “نظرية المعرفة عند الفلاسفة المسلمين” للشيخ علي جابر، تحدّث الكاتب في ثماني صفحات عن نظرية المعرفة عند صدر الدين الشيرازي. وفي إطار عملها المعجميّ، أصدرت مكتبة لبنان “موسوعة مصطلحات صدر الدين الشيرازي” للباحث سميح دغيم، الذي اعتبر هذه المصطلحات مهمة؛ لأنّ الشيرازي يُمثّل الفلسفة في مرحلتها المتأخرة (الربع الأخير من القرن العاشر الهجري)، وهو الوارث الأخير للفلسفة اليونانية والإسلامية في عصر سادت فيه الصوفية في بلاد فارس. وهكذا امتزجت في فلسفته الحكمة اليونانية مع الطريقة الكشفية والعرفانية. ما أدّى إلى ظهور توليفة جديدة من الأفكار المستندة إلى معرفة عميقة بكلّ التيارات الفلسفية التي سبقته، إضافة إلى اعتماده وتأثره بطريق الإلهام والحدس والمكاشفة… مما أنتج صرحًا فلسفيًّا متميزًا وعابقًا بالمصطلحات الجديدة، والتي أغنت الفكر الفلسفيّ العربيّ الإسلاميّ في مراحله المتأخرة. وأما منهجية تحقيق الموسوعة فقد جاءت على الشكل التالي:
أولًا: تنظيم مضامين المصطلحات، ثم اختيار الموضوعات الرئيسة الجلّية، والتي تفي بتعريف المصطلح وبيان أبعاده.
ثانيًا: ترتيب المصطلحات بحسب اللفظ دون العودة إلى الجذر، الذي وضع له ثبتًا في الفهارس، فجاءت القدرة تحت حرف القاف، والمقدور تحت حرف الميم، والاقتدار تحت حرف الألف، وجميعها تنتمي في جذرها إلى فعل قدر.
ثالثًا: تم إرفاق كلّ جملة بإشارة إلى اسم الكتاب مرمّزًا، وإلى رقم الصفحة والسطر. ورقم السطر بحدّ ذاته أتى مطابقًا لموقع المصطلح فيه وليس لبداية التعريف.
رابعًا: تم ضبط القواطع للمزيد من الإيضاح نظرًا إلى طول بعض التعريفات وصعوبة تركيب معانيها المعقدة.
خامسًا: تم التنوين والتشكيل بنسبة واضحة وعند الضرورة، وذلك لجلاء المعنى. وهذا العمل على أهميته جاء انتقائيًّا حذف منه الباحث ما بدا له مبهمًا أو غير ضروري، كما أنّه خالف قواعد وضع المعجمية العربية.
واستمر الدفق المعرفي في العام 2005، حيث صدر كتاب “الحكمة المتعالية عند صدر المتألهين” لـ”علي الحاج حسن” عن دار الهادي، وفيه يعالج أصول فلسفة صدر الدين الشيرازي، والكتاب عبارة عن أطروحة دكتوراه، قُدِّمَت في جامعة طهران. وعرّبت مجلة المحجة بحثًا لـ” محمد خنساري” “لمحة عن التصوف عند ملا صدرا في إيقاظ النائمين”، قام بالتعريب طارق عسيلي، وصدر في العدد 13.
وقام معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية عام 2006 بترجمة “قاموس مصطلحات صدر الدين الشيرازي”؛ وهو من إعداد السيد جعفر سجادي، هذه الترجمة قام بها علي الحاج حسن، وأبقت على المادة الأساسية للقاموس كما صدرت باللغة الفارسية، حتى يستطيع أن يقدم التجربة المعجمية الفارسية للقارىء. ويختلف القاموس، الذي قدمه المعهد عن معجم “سميح دغيم” بأنّه تحليلي يعتمد المقارنة في المادة التي قدمها، بينما الأول وصفيّ اعتمد التعريف كما ورد عن الشيرازي. وفي نفس العام أصدر الباحث المغربي “محمد المصباحي” المتخصص بالمدرسة الرشدية كتاب “العقل الإسلامي بين قرطبة وإصفهان، أو صدر الدين الشيرازي بعيون رشدية” بنسختين: إحداهما صدرت عن دار الطليعة في بيروت، والأخرى عن دار ناصيف في دمشق، وقد جاء هذا الكتاب استكمالًا لعمله في الفلسفة العربية الإسلامية عمومًا، ودراساته المفردة لفلسفة ابن رشد، ولا سيما لإشكاليات العقل عنده خصوصًا. وأراد من خلاله أن يقارن اختلاف مصير العقل بين ضفتي العالم الإسلامي، وذلك من خلال المقارنة المستفيضة بين صدر الدين الشيرازي فيلسوف إصفهان مشرقًا، وأبي الوليد بن رشد فيلسوف قرطبة مغربًا، ورصد العوامل الداخلية لانشطار العقل الإسلامي، وبالتالي القول الفلسفي، بين مدرستين متقابلتين، وتحديد المستويات التي يتعارض فيها فكر الفيلسوفين رغم وجود نقاط التقاء عدة بينهما: قول فلسفي في الغرب الإسلامي يميل إلى المحافظة على النزعة الكلاسيكية الوفية للنسق الأرسطي انتهت به إلى عقلانية صارمة لا تريد المصالحة مع غيرها من التيارات اللاعقلانية، وقول فلسفي في الشرق الإسلامي تحركه الرغبة في التجديد والإبداع حاول جاهدًا الإفلات من إرهاب هذا النسق، وآلت به إلى نوع من “الحداثة” الفلسفية التي تؤمن بالعقلانية العرفانية وبما يضمن له حق التنقل بين آفاق متقابلة.
وفي هذا العام نوقشت في جامعة الكوفة رسالة ماجستير لـ”محمد حبيب السلمان” تحت عنوان: “نظرية المعرفة عند صدر الدين الشيرازي دراسة تحليلية”. وصدر في دمشق كتاب “إشكالية الوجود الذهني في الفلسفة الإسلامية: صدر الدين الشيرازي نموذجًا” للباحث “المصري عادل محمود بدر” عن دار الحوار في اللاذقية، حيث اعتبر هذه المسألة إحدى إبداعات العقل في الفلسفة الإسلامية، والتي ترتبط جوهريًّا عند الشيرازي بالسؤال عن حقيقة المعرفة والعلاقة بين الذات والموضوع (العارف والمعروف) بوصفها مدخلًا لدراسة الوجود الذهني، وكذلك في دراسة الأصول التي انبنى عليها مفهوم الوجود الذهني عند الشيرازي، والبراهين الفلسفية على هذا الوجود، وصولًا إلى جلاء القدرة النقدية للشيرازي. واستتبع الكاتب هذا الكتاب بكتاب آخر صدر عن الدار نفسها، وهو “برهان الإمكان والوجوب بين ابن سينا وصدر الدين الشيرازي”، اعتبر الكاتب فيه أنّ رؤية الشيرازي قد جمعت في مكنونها بين اتجاه العقل والوجدان الصوفي العرفاني، حتى صارت في شكلها الجديد، مع فيلسوف شيراز، مطابقة لرؤية العرفان الصوفي. على أن بؤرة الانطلاق في برهان الإمكان والوجوب تشعّ من القرآن الكريم عن الفلاسفة الثلاثة: الفارابي في مرحلة التكوين، وابن سينا في مرحلة التفصيل، والشيرازي في النهاية الأنطولوجية المتعالية. وقد جلا “عادل محمود بدر” كلّ ذلك في دراسته المقارنة والنقدية التي يقدمها هذا الكتاب، توكيدًا على الإبداع الفلسفي الإسلامي، الذي يدعو إلى التأمل والتفكير وتوسّل الاستدلال والبرهان للكشف عن حقائق الوجود داخل الإنسان وخارجه.
صدر في بيروت دراسة مقارنة تحت عنوان: “القطيفي والشيرازي في معترك أصول الكافي: دراسة مقارنة بين شرح صدر الدين الشيرازي، وشرح الشيخ محمد آل عبد الجبار القطيفي” عن مؤسسة البقيع لإحياء التراث ودار المحجة البيضاء للطباعة والنشر. وناقش كمال لزيق رسالة ماجستير في جامعة آزاد في بيروت، صدرت فيما بعد في كتاب “النفس الإنسانية عند صدر الدين الشيرازي: دراسة تحليلية مقارنة لأبرز التداعيات المعرفية” عن دار الهادي في بيروت عام 2006. ونشرت مجلة نصوص معاصرة بحثًا لـ “زهراء مصطفوي” في العدد 6، تحت عنوان: “العلم الإلهي بالجزئيات، قراءة مقارنة في نظريات المدرستين: المشائية والمتعالية”.
واستمرت الدراسات الصدرائية بالانتشار، ففي عام 2007، قدّمت جميلة محي الدين محمد صــدر الديـن أطروحة دكتوراه في جامعة الإسكندرية تحت عنوان: “الشيــرازي وموقفه النقدي من المذاهب الكلامية”؛ حيث اعتبرت الباحثة أن صدر الدين الشيرازي يعدّ مجدّدًا للفلسفة الإسلامية حيث استطاع من خلال تناوله النص الفلسفي والنص الديني المقدس التوفيق ما بين الحكمة والشريعة، فأُنتجت بذلك فلسفته المتعالية من خلال منهجيته النقدية التي تميزت بها فلسفته، واستطاع من خلالها إعادة صياغة الفلسفة الإسلامية وتقديم الكثير من الحلول للمشكلات التي استمرت حتى عصره. ومن أهم ما يميز منهجيته هو التمسك بالاستقلال الفكري الممزوج بالروح النقدية التي أسهمت في اكتشاف نظرياته المتميزة، والمتمثل في أصالة الوجود ووحدة الوجود، والحركة الجوهرية، والإمكان الفقري، واتحاد العاقل والمعقول. وتابعت: “لقد اتسم موقف الشيرازي النقدي بالموضوعية والمرونة، فيما صدر عنه من آراء وأحكام نقدية، فيما يتصل بالمسائل الكلامية والفلسفية التي استهدفها في نقده، لأنه لم يصدر أحكامًا متطرفة على المخالفين له في الآراء ممن وجه إليهم سهام نقده، مبتعدًا عن السلوك النقدي اللاذع الهدّام السلبي، مثلما فعل الغزالي حينما كفّر الفلاسفة؛ بل نجده ينقي آراءهم من الشوائب، ثم يدرسها في موضوعية كاملة، ليخرج منها بنظرة متكاملة، بحيث تمتزج فيها عناصر فلسفية ودينية وأخلاقية؛ حتى أعطت بعدًا ميتافيزيقيًّا وشكّلت من خلالها فلسفته المتعالية. وهذه الموضوعية أيضًا لم تجعله ينحاز إلى آراء معينة دون الأخرى، بل نجده يقتبس من آراء السابقين ما يستعين به على صياغة أفكاره وتحديد آرائه، وبناء نسقه الفلسفي، الذي يتميز به عن غيره، وقد أشرف على هذا البحث الدكتور عباس محمد سليمان. صدر هذا البحث في عام 2008 عن دار العلوم العربية في بيروت. وفي العام 2007 أيضًا، ناقش “هاشم أبو الحسن علي حسن”، أطروحة دكتوراه تحت عنوان: “الإنسان عند صدر الدين الشيرازي” في “جامعة المنيا”، أشرف عليها “سيد محمود السيد عبد الوهاب، وسيد عبد ميهوب”، أكد خلالها الباحث أن للشيرازى فلسفة ذات طابع خاص مميز به، جمعت بين العقل والذوق، بين الفلسفة والتصوف، والعقل والنقل. وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفى التحليلي. توصل البحث في نهايته: أن الفلسفة الإسلامية لم تنته بعد ابن رشد، ولم تزل بعد عام595 هـ، بل ظلت مستمرة باقية، مارة بمراحل عديدة من الضعف والقوة حتى نهاية القرن العاشر للهجرة. وهذه الفلسفة لم تكن صورة مشوهة عن الفلسفة اليونانية كما يصفها بعض الباحثين الذين بعدوا عن الحق. وقد صدر هذا الكتاب عن مكتبة الثقافة الدينية في القاهرة عام 2009.
وقدّم “شبّر الفقيه” رسالة لنيل درجة الماجستير، بحث فيها “الأخلاق بين جدلية الدين والفلسفة عند صدر الدين الشيرازي”، وقد قسم البحث إلى تمهيد وأربعة فصول وخاتمة. تناول التمهيد، أهم المذاهب الأخلاقية التي حاولت تحليل العلاقة بين الطبيعة البشرية من جهة، وبين الواقع الموضوعي من جهة أخرى. وأما الفصل الأول: فتكلم عن حياة صدر الدين ومساره الفلسفي، وتضمن خمسة مباحث: الأول: حياته وسيرته العلمية، الثاني: آثاره ومنهجه في التأليف، الثالث: عصره، الرابع: موقفه من الفرق المختلفة، الخامس: أهميته في تاريخ الفلسفة الإسلامية. وأما الفصل الثاني: فدرس الأصول الفلسفية لنظرية صدر الدين الأخلاقية، وتضمن أربعة مباحث. الأول: تحدث حول الأصل الديني (القرآن، والسنة الشريفة، وأقوال الأئمة (رض)). الثاني: الأصول الفلسفية الإسلامية، الثالث: الأصول الصوفية والكلامية الإسلامية، الرابع: الأصول الفلسفية اليونانية. وأما الفصل الثالث: فدرس الطبيعة البشرية في فلسفة الأخلاق عند صدر الدين الشيرازي، وتضمّن ثلاثة مباحث: الأول: مكونات الطبيعة البشرية، الثاني: الصفة الأخلاقية للطبيعة البشرية، الثالث: الطبيعة البشرية وإمكانية تغيير صفتها الأخلاقية. وأما الفصل الرابع: فتضمن الأخلاق النظرية عند صدر الدين الشيرازي، وتناول سبعة مباحث: الأول: حقيقة الخلق، الثاني: العلاقة بين الأخلاق والمعرفة، الثالث: اللذة والألم، الرابع: الفضيلة والرذيلة، الخامس: السعادة والشقاء، السادس: الخير والشر، السابع: الحسن والقبح العقليين. أما الخاتمة: فاستعرضت خلاصة مركّزة عن النتائج. نشر هذا البحث ضمن كتاب صدر عن دار الهادي عام 2007. وفي العام نفسه ناقش “عقيل رحيم الساعدي” رسالة ماجستير في جامعة بغداد بعنوان: “نظرية التطور في الفكر الفلسفي الإسلامي- صدر الدين الشيرازي نموذجًا”.
وصدر في عام 2008 كتاب “أصالة الوجود عند الشيرازي من مركزية الفكر الماهوي إلى مركزية الفكر الوجودي” عن دار صفحات في دمشق لـ”كمال عبد الكريم حسين الشلبي”، حيث اعتبر الباحث أنّ نظرية أصالة الوجود “قدَّمت بُعدًا فلسفيًّا إسلاميًّا ابتكاريًّا”، وقد اعتمد الباحث – على نحو رئيس – على المنهج الوصفي التّحليلي، مع إدماج المنهج التاريخي المُقارن أحيانًا، وقدّم للكتاب صلاح مقدم الجابري. وأصدر معهد المعارف الحكمية في نيسان عام 2008 كتابًا حمل اسم “فلسفة صدر الدين الشيرازي المباني والمرتكزات”، أعاد من خلاله إحياء نصوص مركزية كتبت حول الشيرازي، وهذه النصوص هي “صدر الدين الشيرازي مجدّد الفلسفة الإسلامية” للعلامة الطباطبائي، و”حكمة صدر المتألهين المتعالية” لآية الله عبد الله جوادي آملي، و”تعاليم صدرا” لسيد حسين نصر، و”مقام صدر الدين الشيرازي في الفلسفة الإيرانية” لهنري كوربان، و”مباني صدر المتألهين الفلسفية” لفرح رمين. و”ملا صدرا مجدد الفلسفة الإسلامية” لعبير العزيز فهمي. وصدر للباحث حسن بدران عن دار الولاء في بيروت كتاب “البنية الفلسفية للمعرفة عند ملا صدرا”، حيث اعتبر الكاتب “الشيرازيّ” مؤسّسًا للفلسفة الإسلاميّة الحديثة، ومكانته في تاريخ الفلسفة تشبه مكانة معاصره الفيلسوف الفرنسي “رينيه ديكارت” (ت 1650م) في الفلسفة الأوروبيّة الحديثة. وفي هذا العام قام “خليل رزق” بتقرير دروس السيد كمال الحيدري حول الشيرازي وأصدرها تحت عنوان: “فلسفة صدر المتألهين، قراءة في مرتكزات الحكمة المتعالية”، وصدرت عن دار الفرقد في قم.
بالانتقال إلى العام 2009، تمّ مناقشة أطروحة دكتوراه في “جامعة الإسكندرية” للباحث “عمر فرج زوراب”، تحت عنوان: “مفهوم الماهية وأثره فى تفسير مشكلة الوجود في الفلسفة الإسلامية: دراسة تحليلية نقدية مقارنة” بإشراف “عباس محمد حسن سليمان”، وتناولت هذه الدراسة موضوع مفهوم الماهية وأثره فى تفسير مشكلة الوجود في الفلسفة الإسلامية، وبدأت بمقدمة تحدثت عن أهمية الموضوع ومبررات اختياره والدراسات السابقة، ثم تناولت الدراسة مفهوم الماهية من حيث نشأته اللغوية ودلالته الاصطلاحية بين الفكرين اليوناني والإسلامي، لينتقل بعد ذلك إلى معالجة هذا الموضوع عند “ابن سينا” و”ابن رشد”، مرورًا بـ”نصير الدين الطوسي”، وصولًا إلى “الشيرازي”، هذا وقد ختم البحث بالنتائج التي تم التوصل إليها خلال تلك الدراسة.
وصدر في هذا العام كتاب “إبداعات صدر الدين الشيرازي – النفس نموذجًا” تأليف صادق مسلم في دمشق عن دار نينوى، واعتبر الباحث أنّه لمن الملفت أن تبقى شخصية فذة كالشيرازي (التقت عندها مجمل تيارات الفكر الإنساني، وتجسدت في عبقريتها كلّ التوجهات الفكرية والفلسفية واللاهوتية، والنوازع الدينية والروحية) مغمورة كلّ هذا الزمن، وإنّه لمن الغريب كذلك أن لا يتّم استثمار آفاقه الرحبة واستلهامها، والانتفاع منها في كلّ مراحل تفكيرها، الذي تلا حضورها. وهذا الكتاب – كما رأى كاتبه – محاولة لرصد ملامح الفكر الفلسفي لملا صدرا، وفي الكشف عن المميزات الفكرية الإبداعية التي يحفل بها نتاجه، وفي إبراز الملامح الفنية والخصبة لتجربته العقلية. وهو إذ اختار النفس موضوعًا لبحثه فلأنّ هذا الموضوع على وجه الخصوص -وحسب ما أرى- كان أحد معالم عبقرية الشيرازي وتألقه، ومناحي ابتكاره وتفرده، وجوانب نجاحه وتجديده. ولقد اجتمعت في هذا المورد من موارد فكره جملة كبيرة من ملامحه الشخصية وميزاته، ومجموعة وافرة من خصاله وملكاته، وبرزت في ثناياه قدراته وإمكاناته العقلية والروحية، وتبدت طرائق اشتغاله الفلسفي وتأمله وتنظيره الأكثر أصالة وعمقًا. وصدر كتاب علي الحلباوي “أصالة الوجود عند صدر الدين الشيرازي” عن دار الصفوة في بيروت.
المقالات المرتبطة
الروحانيّة المعاصرة (1)
من ضمن الوصايا التي دعا إليها دميتري إتسكوف رجل الأعمال الرّوسي “أن يتجاوز الإنسان طبيعته البشريّة، ويصبح إنسانًا خارقًا، خالدًا، فضائيًّا، ثم يصبح (الإنسان الإله) و (مبدع الأكوان والعالم)
الشيعة في سلطنة عمان
تتميز سلطنة عُمان بالتسامح الديني الذي ليس له مثيل في الدول العربية، فالسلطة الحاكمة هي على المذهب الإباضي، ويوجد نسبة كبيرة من السكان على المذهب السني
تاريخ علم الكلام | الدرس الثاني عشر | كلام الإماميّة في حقبة تشكّل الجوامع الكلاميّة مدرسة بغداد الكلاميّة
حقّقت مدرسة قم إنجازَين مهمَّين؛ أوّلهما تنقية الأحاديث واختيار الموثوق وما يمكن الاعتماد عليه من بينها، حيث تمّ في هذه المدرسة الفكريّة تصفية النقولات والروايات التي رافقتها انحرافات فكريّة واعتقاديّة،