مناقشة كتاب “الخلافة الإلهية بين الإسرار والإعلان”

مناقشة كتاب “الخلافة الإلهية بين الإسرار والإعلان”

في إطار فعالياته الثقافية، عقد دار المعارف الحكمية جلسته الشهرية لمناقشة الكتب يوم الخميس 28 أيلول، 2023 الساعة الخامسة عصرًا، بحضور جمع من المثقفين، حيث تمّ مناقشة كتاب “الخلافة الإلهية بين الإسرار والإعلان؛ قصة الثورات الإلهية منذ آدم (ع) إلى قيام القائم (عج)“، لمؤلفه السيد ربيع الحسيني الباحث والأستاذ في الحوزة العلمية. شارك في اللقاء كلٌ من مؤلف الكتاب وبمشاركة الدكتور أحمد ماجد رئيس قسم الدراسات في معهد المعارف الحكمية، والأستاذ في الحوزة العلمية، وقد أدار اللقاء الشيخ محمد حسين سمحات.

استُهل اللقاء بكلمة الدكتور أحمد ماجد متحدثًا عن مصطلح الثورة وإشكاليته، مشيرًا إلى معاني الثورة والدلالات اللغوية لها، حيث لم ترد هذه الكلمة بمعنى إيجابي إلا مرة واحدة في معجم المصباح المنير للفيومي، أما في القرآن الكريم فلم يرد مفهوم الثورة بالمعنى المتعارف عليه حاليًّا، مما يجعل هذا المصطلح يحمل في طياته معان عديدة.

 كما تحدث عن استخدامات المصطلح تاريخيًّا ودلالته على العنف والقوة لا على الحراك، واعتبر أنّ هناك ضرورة لتعريفه بمقتضى فهم خاص حتى نستطيع أن نستخدمه بالمجال الفكري الإسلاميّ، وهنا لاحظ أنّ هناك ضرورة لإيضاح مفهوم البعث وكيفية ارتباطه بمفهوم الثورة.

ثم فصّل الكلام حول مصطلح الثورة في الأصل الفرنسي والإنكليزي، حيث كان استخدامه أولًا خارج الإطار السياسي في القرن 16 و 17 في الإطار المتعلق بحركة النجوم وسيرها بشكل دائري، ثم استخدمه كوبرنيكوس للدلالة على حركة النجوم والانقلاب الذي يحصل فيها، حيث تم استحسان هذه الكلمة للدلالة على كل عملية ذات طبيعة انقلابية، فأخذ مدلول الكلمة الإطار السياسي بمعنى الانقلاب، فاستخدمت لوصف كلّ حالة تغير من واقع إلى واقع آخر.

وبعد ذلك، طرح الدكتور تساؤلًا حول المنطق القرآني، وأنه هل يتناسب مع الفكرة الواردة في الكتاب بأن الطريق للإدخال في الدين ترهيبي؟ خاصة أنّ مدلول الآيات يدل على التعامل مع الناس بالحسنة، يخاطب الله عزّ وجلّ النبي الخاتم (ص)، فيقول: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾؛ والآية التي استخدمها للدلالة على القوة لا تحمل المعنى المراد منه.

 ثم ختم الحديث بالإشارة إلى ضرورة مناقشة أفكار الكتاب المهمة بشكل تفصيلي وعلمي.

لينتقل الكلام إلى مؤلف الكتاب السيد ربيع الحسيني مستهلًّا كلمته بتعريف عن الكتاب وعن مفهوم الثورة لغويًّا، ذاكرًا بأن القرآن الكريم قد أشار إلى معنى الثورة، موضحًا الفرق بين الثورة والانقلاب، ومشيرًا إلى آيات قرآنية كشاهد على ذلك كآيات معركة أحد.

وعن الإيمان والباطل، أشار المؤلف إلى أن الإيمان هو السابق على الضلالة والباطل؛ فالثورة تثبيت لحالة الإيمان أي لأصالة الإيمان.

وقد فصّل الكلام حول بعض النماذج النبوية ابتداء من النبي إبراهيم (ع)، والنبي موسى (ع)، فالنبي عيسى (ع)، وتحدث عن مهامهم المختلفة بحسب زمن كل نبي منهم، وعن تأسيس النبي إبراهيم (ع) للإسلام؛ أي بمعنى التسليم لله، وهي من أرقى المراتب الإيمانية.

وحول المشروع النبوي التبليغي وإتمام مكارم الأخلاق، أوضح المؤلف العوامل التي أسّس من خلالها الرسول (ص) لحركته كعامل القدوة وضرورته وعامل تأسيس الحكومة الإسلامية.

وصولًا إلى الحديث عن حركة أهل البيت (ع) التي منعت الارتداد عن الدين وحفظت التيار المقاوم، كما كشفت عن الظالمين وصولًا إلى شهادتهم (ع)، وغيبة الإمام المهدي (عج)، متحدثًا أيضًا عن بركات وأسباب الغيبة.

واختتم المؤلف كلمته في الحديث عن الغرض من هذا البحث والإجابة عن بعض التساؤلات التي وردت خلال مداخلة الدكتور.

وفي الختام، تفضل الحضور بطرح أسئلتهم ومداخلاتهم المتعلقة بالكتاب والتي جرى الإجابة عنها من قِبل المداخلين.


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
الإلهيةانقلابالكتابالثورةالخلافةالقرآنالحراك

المقالات المرتبطة

النتائج التي ترتبت على الإنتخابات وما هو دورنا في المرحلة القادمة

بعد التّبريك بالانتصار الذي حقّقته المقاومة وبيئة المقاومة في الإنتخابات النيابيّة، تناول سماحة الشيخ بعض الأمور التي اعتبرها من واجبات الشّباب المثقف في المرحلة المقبلة لصون هذا الإنتصار

مباني الفكر الإسلامي | نظرية المعرفة | الهرمونطيقا (4)

أسئلة الدرس (لا تفوّتوا فرصة الحصول على شهادة تحصيل المادّة عند إجابتكم على الأسئلة في نهاية كلّ درس عبر التعليقات)

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<