نظرية الفيض بين الفلسفة والدين
(الطباطبائي أنموذجًا)
المقدمة
تمثّل نظرية الفيض واحدة من النظريات الأساسية في الفلسفة عمومًا، والفلسفة الإسلامية خصوصًا؛ ولذا فهي تستحق الوقوف عندها والتأمّل فيها، وفي سيرها التاريخي وكيفية دخولها إلى مجال الفلسفة الإسلامية العربية. وسوف أحاول في هذا البحث المختصر إلقاء الضوء على مجموعة من النقاط المتعلقة بهذه النظرية، وتطورها بدءًا من أفلوطين، الذي يمكن عدّه المبدع الأول لهذه النظرية. ثم الفارابي، الذي يمكن اعتباره أول من أدخلها إلى المجال الإسلامي، لنلاحظ كيف استفاد منها المعلم الثاني، ثم أخيرًا سوف أقف مليًّا عند محمد حسين الطباطبائي لأرى كيف شرح هذه النظرية وماذا زاد عليها، في مقارنة بين موقفه من الفيض بوصفه فيلسوفًا، وبين موقفه منه بوصفه باحثًا في تفسير النص الديني أعني القرآن، وما يتضمن ذلك من مسحة دينية فقهية كلامية. ورائدي في هذه المقارنة كتبه في التفسير والفلسفة.
وأهم ما واجهني من صعوبات خلال بحثي عن هذه النظرية عند الطباطبائي هو تفرق كلامه في مواضع شتى من تفسيره “الميزان في تفسير القرآن“، واستعراضه لمباني ومبادئ الفيض كمسائل لا كمسألة واحدة لها عناصر متعددة. وقد حاولت أن أنهج في بحثي هذا المنهج التحليلي العقلي والمقارنة التاريخية راجيًا أن أكون موفّقًا في الالتزام بذلك.
تمهيد
فتح الإنسان عينيه على وجوده ووجود ما حوله، فثارت مجموعة من الأسئلة أمامه، متحدية طاقة تفكيره وقواه العقلية فلم يرضخ للتحدي، وبدأ بتقديم الإجابات التي رأى أنها تسكن قلقه المعرفي، “…إن أبسط تأمّل لنا في الكون يحرك فينا مشاعرنا فتمر قشعريرة في العمود الفقري … وإن حجم الكون وعمره خارج إدراك الإنسان العادي … ومع ذلك فإن جنسنا البشري فتيٌّ، وفضوليُّ، وواعدٌ، وشجاعٌ”[1].
ويمكن اعتبار التساؤل حول بداية الوجود، وانتقال الموجودات من العدم إلى الوجود أهم مشاغل الفكر الإنساني. وبقيت هذه المسألة مهمة حتى بعد انفصال الفلسفة عن سائر العلوم؛ حيث كان علم الكونيات cosmology آخر العلوم هجرًا للعلم الأم، ولم يعترف بهذا الفرع العلمي إلا مؤخرًا: “لم يكن يعتبر علم الكونيات – إلى أوائل القرن العشرين- واحدًا من الفروع العلمية، بل كان يعدّ فرعًا من ما وراء الطبيعة تبعًا للتصنيف، الذي اقترحه كريستيان وولف Christian Wolf”[2].
وأبرز النظريات التي طرحت في علم الكونيات حول البداية كانت نظرية الانفجار العظيم التي مفادها: “إن الكون وجد قبل عشرة ملايين سنة بعد انفجار عظيم ناتج عن ارتفاع الحرارة، وازدياد الضغط. ومنذ ذلك الحين وهو آخذ في الانبساط والبرودة”[3]. ورغم هذه النظريات العلمية المطروحة، إلا أن الإنسان، الذي يظل يرهق نفسه باختراع الأسئلة، سوف يطرح سؤالًا جديدًا: ماذا قبل الانفجار؟ ومن أين أتى الشيء الذي ينفجر؟
ومن هذه الأسئلة التي تطرح في وجه النظريات العلمية ينشأ التداخل بين العلمي والفلسفي. بل يدّعي البعض أن التداخل في هذا النوع من المسائل لا مفر منه، مهما يممنا الوجه نحو العلم وازداد انحيازنا إلى المختبر: “التوجهات والدوافع الفلسفية حاضرة بشكل جدّي بين الباحثين المتخصصين في علوم الكونيات، بل كانت هذه الميول موجهة للعلماء في اختيارهم لبعض النظريات”[4]. فإن تبني هويل لنظرية الحالة الثابتة لم يكن مبنيًّا على أساس علمي، بل هو إلى حد ما تبنى هذه النظرية؛ لأنها تتضمن زمانًا غير متناه، وهذا أكثر انسجامًا مع تفكيره الإلحادي”[5].
ولم يقتصر تأثير الفلسفة على علم الكونيات وحده، بل عمّ ليشمل غيره من العلوم. ومن هنا نجد أن أدوين آرثر بارت Edwin Arthur Burt عنون أحد كتبه في فلسفة العلم بـ”الأسس الميتافيزيقية للعلم الجديد” The Metaphysical Foundation Of Modern Science، وهو من الكتب الهامة في فلسفة العلم، ترجمه إلى الفارسية عبد الكريم سروش، وينقل مترجم الكتاب عن لاكاتوش قوله: “لا يمكن للعلم أن يستغني عن الميتافيزيقا، بل إنه يسكنها في قلب برامجه التحقيقية والبحثية”[6].
وهذا يكشف عن أنه لم يحن الوقت بعد لطرد الفلسفة والاستغناء عنها، وقد لا يحين أبدًا؛ لأن شغف الإنسان بملاحقة المجهول يجعله لا ينتظر الأسئلة حتى ترتسم أمامه، بل هو الذي يولدها ويخترعها.
البداية في الفلسفة
بعد عجز العلم عن تفسير الانتقال من العدم إلى الوجود، بل قبل ذلك حاولت الفلسفة تقديم الجواب عن التساؤل حول بداية الوجود من العدم، فطرحت نظريات عدة تختلف باختلاف المبادئ المتبناة عند كل فيلسوف فكانت نظرية الفيض إحدى أهم النظريات الفلسفية التي قدّمت لتفسير علاقة المحسوس باللامحسوس، وكيفية صدور الوجود عن الأول أو الله كما في الفلسفات الدينية، ويدّعي البعض أن من أوائل من تحدث عن الفيض في الفلسفة اليونانية هو الفيلسوف المادي هيرقليطس في جملته الشهيرة: “كل الأشياء تفيض”[7]. وفي مقابل نظرية الفيض هناك نظرية أخرى هي نظرية الخلق تبناها كثير من الفلاسفة المتدينين والمتكلمين المسلمين، على وجه التحديد، لما رأوا في نظرية الفيض من عناصر لا تنسجم مع المعتقدات الدينية؛ حيث إن ظاهر القرآن مثلًا يؤكد على الخلق في عدد من الآيات منها قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾[8]، إلا أن ذلك لم يمنع الفلاسفة من الجمع بين الإيمان بالدين، وبين الإيمان بهذه المقولة الفلسفية محاولين إخضاع أحدهما للآخر أو التوفيق بينهما؛ بحيث لا يبقى التعارض حادًّا وصريحًا.
الفيض الإرهاصات الأولى
بدأت نظرية الفيض كمحاولة لتفسير طريقة صدور الوجود عن العلة الأولى، ولبيان طبيعة هذه العلاقة ولو أردنا تعريف نظرية الفيض لأمكن أن نقول: “إن الفيض مقولة فلسفية ترتبط بالنظرة الجدلية للعالم؛ أي إنها تحاول تفسير العلاقة بين العالم المفارق والعالم المحسوس… ويمكن القول: إنها شكل آخر من أشكال القول بوحدة الوجود…”[9]. وهذه النظرية كما الكثير غيرها من النظريات الفلسفية لم تولد كاملة، بل تكاملت تدريجيًّا وقد بدأت كنظرية مع أفلوطين.
الفيض عند أفلوطين
يرى عدد من الباحثين، أن نظرية الفيض دخلت إلى الفلسفة الإسلامية عن طريق الخطأ، حيث إنها نسبت خطأ إلى أرسطو[10]، ولم يعرف صاحبها الأصلي إلّا باسم الشيخ اليوناني كما يشير إليه ابن النديم في الفهرست[11].
وعلى أي حال، فإننا نسمع الشيخ اليوناني يحدّثنا في أثولوجيا عن الفيض مستعملًا اصطلاح الانبجاس، وهذا النص التالي يكشف لنا عن مرتكزات نظرية الفيض وعناصرها حيث يقول: “فإن قال قائل كيف يمكن أن تكون الأشياء في الواحد المبسوط، الذي ليس فيه ثنوية ولا كثرة بجهة من الجهات”[12]، يكشف لنا هذا النص عن المشكلة التي طرحت نظرية الفيض لحلها، ألا وهي تفسير العلاقة بين الله والموجودات، وكيف صدر عنه الكثير رغم وحدته وبساطته وهو ما عبِّر عنه في الفلسفة بـ “الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد”، ثم يجيب أفلوطين عن هذا التساؤل قائلًا: “أقول وأختصر القول: … فإن الهوية الأولى أعني به هوية العقل هي التي انبجست منه أولًا بغير توسط، ثم انبجست منه جميع هويات الأشياء التي في العالم الأعلى والعالم الأسفل بتوسط هوية العقل والعالم العقلي”[13]. وفي هذا النص يبرز الركن الأول من النظرية العتيدة ألا وهو القول بالوسائط وتقسيم الوجود إلى مراتب. وهكذا نجد في الفقرات اللاحقة لهذا النص حديثًا أوسع عن النظرية عينها إلا أنه يدّعي: أن الفارابي استطاع أن يضيف إلى النظرية عندما أدخلها إلى المجال الإسلامي شيئًا ما، بالاستعانة بأفلاطون وأرسطو[14].
الفيض عند الفارابي
يشهد بعض الباحثين للفارابي أنه أخذ فكرة الفيض عن أفلوطين وشيد بناءها وطرحها كنظرية متكاملة[15]؛ حيث إنه لم يكتف بما أخذه عن أفلوطين والمنسوب خطأ إلى أرسطو، بل استفاد من تراث أفلاطون وأرسطو ساعيًا للتوفيق بينهما في كتابه “الجمع بين رأيي الحكيمين”، إلا أنه في الواقع جمع بين أفلاطون وأفلوطين[16].
وعلى أي حال، فإن الفارابي وبعد مقدمات ثمان يقدمها كفصول مستقلة لكتابه “آراء أهل المدينة الفاضلة”، يبين فيها صفات الأول وخصائصه، وينفي الشريك والضد عنه، يبدأ بطرح الغرض الأساس من نظرية الفيض ألا وهو كيفية صدور جميع الموجودات عن الأول، فيقول: إن ذلك يتم عن طريق الفيض “دون أن يكون له في ذلك حاجة، أو أن يزيده كرامة أو رئاسة أو أي شيء من ذلك، والسبب في ذلك أن الأول مستغن لا يحتاج إلى سبب آخر، ولا شيء يمكن أن يضيف إليه صفة أو كرامة[17].
ويولد من هذا الطرح السابق إشكالية تحتاج إلى حل وهي: إذا كان الأول بسيطًا من جميع الجهات فكيف يمكن أن يصدر عنه الكثير؟ ولحل هذه الإشكالية استعان الفارابي بما ذكره سلفه أفلوطين عن مراتب الوجود، والفيض التدريجي عبر نظرية العقول التي يرى أنها عشرة عقول آخرها العقل الفعال، الذي عنه تصدر الأجسام الأرضية وتبلغ النفوس فضيلتها عبره وهو مفيض الصور عليها[18].
ولا نجد إلى هنا ما يميز الفارابي عن أفلوطين، إلا قوله بعدد العقول وبلوغه بها إلى عشرة عقول، وأما أصل فكرة الوسائط بين عالمنا، وبين الأول فنجدها عند أفلوطين بصراحة إلا أنه لا يقول بهذا العدد الذي يؤمن به الفارابي[19]. ولكن السؤال الذي يبقى قائمًا في وجه “عقول الفارابي” هو لماذا تقف سلسلة العقول عند العقل العاشر؟
الفيض عند الطباطبائي
يمكن الحديث عن نظرية الفيض عند الطباطبائي من جهتين:
- الجهة الأولى عند الطباطبائي الفيلسوف.
- الجهة الثانية عند الطباطبائي المفسر أو رجل الدين، وسوف نتحدث عن هذه الجهة تحت عنوان طبيعة البسائط.
الفيض عند الطباطبائي الفيلسوف
يتحدث الطباطبائي عن الفيض في عدد من كتبه، وتمثل هذه النظرية محطة مهمة عنده حيث يتوقف عندها محاولًا تشريحها والاستفادة منها في حل المعضلات التي تثار في ذهنه كفيلسوف.
الله هو المفيض
بعد أن يتعرض الطباطبائي في كتابه بداية الحكمة لعدد من الأبحاث الفلسفية ينتقل في تسلسل مترابط منطقيًّا لإثبات أن الله هو المفيض للوجود على الماهيات الممكنة، فيقول بعد إثبات وحدة واجب الوجود من جميع الجهات ونفي الشريك عنه: “كل موجود غيره تعالى ممكن بالذات لانحصار الوجوب فيه تعالى، وكل ممكن فإن له ماهية هي التي تستوي نسبتها إلى الوجود والعدم … فالواجب بالذات هو الذي يفيض عنه وجود كل ذي وجود من الماهيات”[20].
ويمكن تحليل هذا البرهان إلى مقدمات على الترتيب الآتي:
- واجب الوجود واحد لا غير، وعليه فسائر الماهيات ممكن أن تتساوى نسبتها إلى الوجود والعدم.
- والعلة إما أن تكون واجبة أو ممكنة.
- وعلى الثاني لا بدّ من رجوع هذه العلة الممكنة إلى علة أخرى، ولا بدّ من أن تكون واجبة الوجود وهو المطلوب، وعلى الأول يكون هناك واسطة في الفيض.
إذًا، كل العلل التي تفصل بين المعلول الأخير والعلة الأولى ليست أكثر من وسائط والفعل والتأثير الحقيقي للمفيض الأول وهو المؤثر الوحيد في الوجود، “فهو تعالى وحده المبدأ الموجد لما سواه، المالك له، المدبر لأمره، فهو رب العالمين لا رب سواه”[21].
مراتب الفيض ومبادئه
“لما كان الواجب تعالى واحدًا بسيطًا من جميع الجهات امتنع أن يصدر منه الكثير… لأن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد، فأول صادر منه تعالى عقل واحد…”[22].
يعالج الطباطبائي في هذا النص مشكلة صدور الكثير من الواحد فيقرر أمرين:
الأمر الأول: أن الكثرة لم تصدر عن الواحد مباشرة وإنما صدرت بالواسطة.
الأمر الثاني: أن الصادر الأول عقل.
مبادئ نظرية الفيض
تبتني نظرية الفيض عند الطباطبائي على ركيزتين أساسيتين هما: “قاعدة الواحد”، و”كون الصادر الأول عقلًا”.
قاعدة الواحد
يتبنى الطباطبائي النظرية الفلسفية المعروفة القائلة بأن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد، ويحاول إثباتها في فصل مختصر من كتابه بداية الحكمة قائلًا:
“إن من الواجب أن يكون بين العلة ومعلولها سنخية ذاتية ليست بين الواحد منهما، وغير الآخر وإلا جاز كون كل شيء علة لكل شيء، وكل شيء معلولًا لكل شيء”[23].
[1]كارل ساغان، الكون، ترجمة: أيوب لبس، الكويت، المجلس الوطني للثقافة، 1993، الصفحة 21.
[2] بيروز فطورجي، مسأله آغاز[مسألة البداية]، طهران، المعهد الإسلامي للفكر والثقافة، 1998، الصفحة1.
[3] المصدر نفسه، الصفحة 15.
[4] المصدر نفسه، الصفحة 15.
[5] المصدر نفسه، الصفحة 13.
[6] عبد الكريم سروش، في مقدمته لكتاب مبادي ما بعد الطبيعي علم جديد، طهران، انتشارات علمي وفرهنكي، الطبعة 2، 1374هـ.ش، الصفحة 46.
[7] أحمد خواجة، الموسوعة الفلسفية العربية، معهد الإنماء العربي، الطبعة 1، 1988، الصفحة 1057.
[8] سورة هود، الآية 7.
[9] الموسوعة الفلسفية العربية، مصدر سابق، الصفحة 1056.
[10] عبد الرحمن بدوي، أفلوطين عند العرب، الكويت، وكالة المطبوعات، الطبعة3، 1977، الصفحتان 1و2.
[11] الموسوعة الفلسفية العربية، مصدر سابق، الصفحة 1057.
[12] أفلوطين، أثولوجيا، الصفحة 134.
[13] المصدر نفسه، الصفحة 134.
[14] الموسوعة الفلسفية العربية، مصدر سابق، الصفحة 1059.
[15] المصدر نفسه، الصفحة 1058.
[16] ألبير نادر، مقدمة آراء أهل المدينة الفاضلة، بيروت، دار المشرق، الطبعة 7، الصفحة 17.
[17] الفارابي، آراء أهل المدينة الفاضلة، الصفحة 55.
[18] الفارابي، مصدر سابق، الصفحة 61.
[19] أنظر: أفلوطين، أثولوجيا، مصدر سابق، الصفحة 134.
[20] محمد حسين الطباطبائي، بداية الحكمة، بيروت، مؤسسة أهل البيت، لا. ط. 1986، الصفحة 222.
[21] المصدر نفسه، الصفحة 223.
[22] المصدر نفسه، الصفحة 242.
[23] المصدر نفسه، الصفحة 117.
المقالات المرتبطة
العلم وسؤال الحقيقة! هل يتعهّد العلم أن يكشف لنا كل الحقائق؟!
العلم اليوم لم يعد – بإطلاقه الصناعي – يمثّل راياتِ الكشف في طريق الحقيقة، بل أصبح راية “التجربة” في طريق الكشف. إنّ بزوغ نجم علم الطبيعة في القارة الأوروبية
الصلة بين العلوم الشرعية ونظرية المعرفة/الإبستمولوجيا
تبدو حاجة الأمة الإسلامية ماسة وضرورية لبناء منهاج جامع لعلوم الوحي/القرآني، وعلوم الإنسان/البشري…
خدمة الناس والرحمانية الإيمانية- بث مباشر
الحلقة الأولى من برنامج #موعظة_وآية مع سماحة الشيخ شفيق جرادي الذي سيرافقكم عند 2 ظهرًا طيلة أيّام شهر رمضان المبارك
اين بقية المقال؟
شكرًا سنراجع كاتب المقال.