هل استنفذت الفلسفة أغراضها؟ “للحديث صلة”
من حق الإنسان المعاصر اليوم، أن يسأل عن قيمة الفلسفة، وأهميتها، وهل بقي لها من دور أو وظيفة؟
خاصة أن الجامعية المعرفية التي كانت تمثلها الفلسفة تشتتت إلى علوم متنوعة واختصاصات ومناهج متعددة، وصارت التخصصية علامة الجدية، بينما تحكمت قاعدة من العرف الشعبي أن الذي يعرف كلّ شيء هو بالحقيقة لا يعرف شيئًا… والأبلغ من ذلك، أن الفلسفة خسرت في بعض من الزمن المعاصر قاعدتها الأنطولوجية وبعدها الميتافيزيقي. إما بسبب نفيها من قبل الفلاسفة المتحكّمين في مسار الحركة الفلسفية ودعايتها، وإما بسبب اهتمامات سياسية ولغوية ومجتمعية أضفي عليها في الثقافة المعاصرة تسمية “الفلسفة”. وتراخت الأمور حتى صار للبحث الفلسفي إضافات تركيبية تتحكّم في دورها ودلالتها من مثل: فلسفة الفن، فلسفة التاريخ، فلسفة اللغة، فلسفة العلم، فلسفة الدين وغير ذلك… وهو الأمر الذي شكل ضربة عنيفة لكل فلسفة منظومية، وللميتافيزيقا الفلسفية بشكل خاص.
ثم إن مسار العالم نحو الوظيفية والسرعة والتفاعليات السطحية قوَّض أهم بناء ذاتي لفعل العقل الفلسفي، وهو إرادة الصبر والتدقيق والتأمل العميق في الحقائق والأشياء. خاصة منها، تلك التي ترتبط بالوجدان الإنساني، وقيم الحياة والمصير. تحميل المقال