by الشيخ شفيق جرادي | يونيو 7, 2016 7:26 ص
مقدّمة
تحتلّ الأخلاق موقعًا محوريًّا في المنظومة الإسلاميّة، فهو كما يقول العلّامة الطباطبائي يتعدّى كونه أمرًا نظريًّا، فيتحول إلى دينٍ وعمل وعقيدة. فهذا العلم ذو بعدين، أحدهما إلهيّ لأنّ الله تعالى أمر بها، والآخر إنسانيّ لأنّ موضوعها الإنسان من جهة. وبهذا المعنى تكون الأخلاق علمًا تكامليًّا يسعى لإيصال الإنسان إلى كمالاته.
فالتحلّي بالأخلاق الفاضلة يسمو بالإنسانيّة نحو الطهر والرقيّ في مراتب الكمال، وفي هذا السياق كان الاهتمام بعلم الأخلاق ودراسته وتعلّمه وتعليمه من الأمور التي اضطلع المعهد بها؛ كونه علمًا يدور موضوعه حول تهذيب النفس والفضائل بالواقعيّة وكذلك التنفير من الرذائل. من هنا، تحتّم تقديم دراسة تعليميّة، وهذه الدراسة تعالج المسألة الأخلاقيّة بلحاظ بحثيّ تحليليّ وتوجيهيّ وتعليميّ.
وهي بحثيّة لأنّها ارتكزت على العمل البحثيّ من حيث المنهجيّة والعرض، فعملت على متابعة ما كُتب في هذا الموضوع، وقامت بعرضه وتثيره بسياق علميّ- تعليميّ.
وتأتي هذه الدراسة في سياق سلسلة كتب بحثيّة تعليميّة، يقوم المعهد بإعدادها. والمنهج المتّبع كان على الأسس التالية:
هذا، وقد قُسِّم الكتاب إلى فصلين، الأوّل يتعلق بالمدارس والمذاهب الأخلاقيّة، والثاني في معرفة النفس وجهادها، وبالإضافة إليهما ضمّ كلّ قسم من القسمين على ملحق.
شفيق جرادي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/4201/%d9%85%d8%af%d8%ae%d9%84-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%82/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.