الفضاء الإعلاميّ كمصنوع إيديولوجيّ

الفضاء الإعلاميّ كمصنوع إيديولوجيّ

لم يعد من ريب في أنّ الإعلام بتقنيّاته الهائلة، بات أحد أبرز روافد التحوّلات الكبرى في السياسة والاقتصاد والفكر والفنّ والثقافة، بل قد يكون أحيانًا محورها ومحرّكها ومحرّضها. وعلى هذه الدلالة سيكون في تشكيل المعرفة وتكوين الأفهام، أو على العكس في تدمير أنظمة قيم كانت مادّة صراع وتنازع، بين المحاور والأحلاف الدوليّة. «العالم المابعد حداثي» كما تدعوه الفلسفة المعاصرة، هو الصورة المكثّفة للتحوّلات التي عكستها مرآة الإعلام، لقد بدا هذا العالم ملتبسًا، ومحكومًا إلى فوضى لا حدود لها. وهو بقدر ما جاءنا بحقائق لا يجوز التنكّر لها، بقدر ما أنبَت أوهامًا ينبغي التعامل معها بجدّيّة استثنائيّة. وغالب الظنّ أن يظلّ هذا العالم رهين الالتباس والمخالطة بين حقائقه وأوهامه، ردحًا إضافيًّا من الزمن.

لقد جُعل العالم بـ «الميديا الفضائيّة» حقلًا كونيًّا مكتظًّا بشبكة هائلة من المعلومات، وهذا يعني أنّ حشدًا من المفاهيم التي انتظمت العلاقة بين المجتمعات البشريّة، بات الآن ضمن دوائر الشكّ. لم يعد مفهوم السيادة القوميّة، مثلًا هو نفسه اليوم، بعدما تحوّلت الدولة القوميّة المغلقة إلى دولة عالميّة مفتوحة، بفعل الأسواق المشتركة، وثورة الاتّصالات. كذلك الأمر بالنسبة لمفاهيم أخرى، كالعقلانيّة، والتنوير، والأخلاق، وحقوق الإنسان، والديمقراطيّة وحقّ الاختلاف. فهذه مفاهيم وآليّات معرفة، لم تعد على صفائها الاصطلاحي، وإنّما غدت أقرب إلى محمولات ذهنيّة تتّصف بالنسبيّة وقابليّة التأويل….تحميل المقال



المقالات المرتبطة

الأسطورة واللغة الدينية

في البداية، سأميّز بين الأسطورة كتعبير عن الخبرة الدينية، وذهنية الأسطورة كموقف يتخذه الإنسان بمواجهة الحقيقة الدينية. سنعالج هنا الأسطورة في علاقتها مع اللغة الدينية.

دولة الموعود هل هي دولة أم قومة؟

يتطلّب الأمر عودًا إلى المعجم السياسيّ للوقوف على مفهوم الدولة بمدلوله المعاصر. وحتمًا، إنّنا ندرك أنّ الدولة لم تبرح حياة الاجتماع الإنسانيّ منذ أن عرف الأشكال الأولى للتنظيم والإدارة العقلانيّة لجماعة بشريّة ما.

التبصّر الخُلقيّ كعامل مؤسِّس لاستراتيجيّة الانتصار

لو كان لنا من توصيف إجماليّ لمعنى المواجهة بين العدوّ الإسرائيليّ والمقاومة، لجاز القول أنّها حرب من أجل استعادة الأسس الأخلاقيّة لمفهوم الحرب. انطلاقًا من ذلك،

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<