فلسفة الدولة في الإسلام

إنّ إدراك مفهوم الدولة وضرورة وجودها بحسب الرؤية الإسلاميّة، لا يتحقّق إلّا بمعرفة مجموعة من المبادئ العقائديّة العميقة. ولأنّ الدولة ظاهرة اجتماعيّة من إنتاج البشر، فينبغي البدء من دراسة فلسفة وجودهم الاجتماعيّ، وتحليل معنى احتياجهم لبعضهم البعض احتياجًا يكاد العيش الإفراديّ معه يكون مستحيلًا!
إنّ سلسلة الحاجات المادّيّة والمعنويّة للإنسان، والتي لا يمكن إهمالها أو تجاوزها، تضطرّه للبحث عن مصادرها ومنابعها. ويتّضح لنا أنّ هذا الاضطرار يسوق إلى اضطرار آخر للعيش الاجتماعيّ، حيث تتأمّن هذه الحاجات في ظلّ التعاون والتبادل. وهكذا تتشكّل التجمّعات وتتطلّب تنظيمًا خاصًّا يحفظها، ويحفظ معها عمليّة تأمين حاجة أفرادها.
هذا الاحتياج والاضطرار، إنّما نشأ من طبيعة الخلقة الإلهيّة والتكوين الغريزيّ للبشر؛ فهم، والحال هذه، مضطرّون، بحكم أصل خلقتهم وطبيعتهم، إلى الاجتماع والعيش ضمن جماعات. ممّا يعني أنّ المشيئة الإلهيّة اقتضت أن يكون الإنسان مدنيًّا بالاضطرار والطبيعة (الطبع)….تحميل المقال
المقالات المرتبطة
التاريخ الوطني والعروبي للكنيسة القبطية المصرية تاريخ حافل ووطنية صادقة
تمهيد المقال بعد الثورة/ الانتفاضة المصرية في يناير/كانون الثاني 2011، عاشت مصر حالة من فوضى غير مسبوقة في تاريخها، بعد
الزمن وعودة الأبديّة
تأثّر مبحث الزمن بالكوجيتو الديكارتيّ الذي وضع الذات في قبال الخارج، وبالفصل الكانتيّ بين الزمن الطبيعيّ والزمن ببعده الإدراكيّ والإنسانيّ المعيش
خطّة الحسين عليه السلام ونصرة المحسوس
من الحقائق الجليّة التي يحكم بها العقل ويرتضيها العقلاء هو أنّ الإنسان الكامل في مواهبه لا بدّ أن يزن الأمور بميزان عقله الواعي ليدرك خطرها ويتبصّر بمصيرها