الأيام الفاطميّة- اليوم الثاني- السير إلى الله وموانع القبول
استكمل سماحة الشيخ شفيق جرادي محاضراته في الليلة الثانية من إحياء الليالي الفاطمية، حيث أشار إلى أن اللجوء إلى الله تبارك وتعالى والبحث عنه هما حالتين يجب على الإنسان أن يعيشهما في كل حال من الأحوال على مدى عمره.
ثم تطرق سماحته إلى الحديث عن لقاء جمعه بأحد كبار العلماء، حيث إنه وخلال الحديث معه قال هذا العالم الجليل: “بعد هذا العمر الطويل الذي قضيناه، أستطيع القول: إن البحث واللجوء ومعرفة الله تبارك وتعالى تكون عبر توطيد العلاقة بالثقلين: الأصغر والأكبر”.
وأشار سماحة الشيخ شفيق إلى أنه على الإنسان أن يديم التفكّر والتأمل في آيات الله كالسماء والأرض والإبل وغيرها من الآيات حتى يصل إلى التوحيد الخال.
واعتبر سماحته، أن هذه النظرة إلى الحياة هي نظرة الموالي العادي، أي الذي ينظر إلى هذه الأشياء نظرة تجدّدية… أما النظرة الاستثنائية فإنها تتجلى في نظرة المعصوم، الذي يرى كل شيء مرتبط بالتوحيد الخالص.
ثم أتى سماحة الشيخ شفيق على ذكر الموانع التي تحجبنا عن القرب والتوجه الى الله عز وجل، وهي:
- الشرك بالله.
- الاخلال بمبدأ الولاية، بقسميها التولي والتبري.
- الذنوب. حيث إن كل إنسان في فطرته هو في عصمة الله تبارك وتعالى؛ يعني في حصن الله وفي رعاية الله، فإذا أذنب الانسان خرج من عصمة ورحمة الله تبارك وتعالى.
وفي آلية البحث عن الله، ذكر سماحته أن هناك معرفة تُدعى معرفة قلبية، فيجب علينا أن نبحث عن الأمكنة القلبية التي يمكن أن نجد الله فيها، وهذه الأمكنة هي :
- حسن الظن بالله: والذي يتجلى في السيدة زينب عليها السلام عندما قالت: لم نرَ من الله إلّا جميلًا. وأشار سماحته إلى أن حسن الظن بالله هي أحد الأساليب التربوية التي نستطيع من خلالها أن نربي أنفسنا. وعليه، كل ما تعمّق حسن الظن وجدتّ الله اكثر.
- القلب المنكسر: فمن هم أصحاب القلوب المنكسرة؟ هم علماء وغير علماء، مشهور أو شخص عادي، غني أو فقير… هم أيضًا الذين يُفتنون في الحياة الدنيا ولكن تتصدع قلوبهم من الخوف والخشية من الله… هم الأمهات أو الأخوات اللواتي يبذلن كل شيء في سبيل الله مقابل رضا السيدة الزهراء عليها السلام.
- الفطرة؛ وهي المكان الأفضل والأصيل، فيجب على الإنسان أن يهتم بفطرته من خلال تثبيث قواعد الإيمان والاهتمام به للوصول به إلى أبهى حالاته وأرقاها.
وقال سماحته: إن من لا يهتم بالمؤمنين ولا يرعى حقوقهم فهو مستهتر بحق الله عز وجل، فأهل الإيمان هم الذين يتحلقون حول فاطمة وأبيها.
- الذكر: اللهم إني اتقرب إليك بذكرك.