تولّي الإمام الحسين بين الغلوّ والاعتدال

تولّي الإمام الحسين بين الغلوّ والاعتدال

قال الله تعالى في كتابه الكريم: {يا أيّتها النفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضية مرضيّة فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي}. هذه الآية المباركة تنطبق على أشرف وأعلى مصداق وهو الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام. {يا أيّتها النفس المطمئنّة} وصل هذا الإنسان الإلهيّ إلى مرتبة حتّى ربنا الجليل يعبِّر عنها بهذه الكيفيّة “النفس المطمئنّة” التي تخاطب مباشرة بخطاب ربّها {يا أيّتها النفس المطمئنّة} ربّنا الجليل يخاطب صاحب هذه النفس المطمئنّة من دون أيّ واسطة، وأيّ ملك مقرَّب أو نبيّ مرسل، من دون أن يكون أحدًا بينه وبين هذا العبد الذي هو عبد فقط {يا أيّتها النفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضية مرضيّة}. من يمكنه أن يدَّعي أنّه راضٍ من الله؟ وراضٍ بقضاء الله وقدره. راضٍ بعلمه السابق، وبصنعه وبفعله وبمشيئته، من يمكنه في هذا العالم أن يدَّعي بهذه المرتبة من الرضا إلّا أئمّة أهل البيت عليهم السلام وأشرف وأعلى مصداق إمامنا الحسين عليه السلام “ارجعي إلى ربّك راضية مرضيّة” أنت راضٍ من الله بما أراد، أرادك أن تكون قتيلًا، فرضيت، أرادك في كربلاء فرضيت، أراد أن يرى أهل بيتك أسارى فرضيت، “راضية مرضيّة” الربّ راضٍ وهو مَرْضيّ، “فادخلي في عبادي”. عبادي هنا غير العباد الّذين يعملون عملًا، بل “عبادي” منسوب إلى الذات أي عبده فقط عباده لنفسه، بل هو عبده وحده، عبد الذات الإلهيّة، لا يعبد اسمًا دون اسم لا يعبد وصفًا دون وصف، بل يعبد الذات المستجمعة لجميع صفات الكمال، صفاته العليا، يعبد جميع الأسماء والصفات، عبده كما هو أراد ويشرف….تحميل المقال



المقالات المرتبطة

شجرة مباركة

عندما تنظر إلى عائلة من عوائل بلادنا تنتشر في حقل زيتون لتجني ثماره من صغيرها الملفوف بالسرير إلى كبيرها المحفوف

الركائز الفلسفيّة للتوحيد في” نهج البلاغة”

يمثّل الإمام علي(ع) في الثقافة الإسلاميّة قامة عالية جدًّا. ولقد علت هذه القامة ليس عند المسلمين وحدهم، ولكن عند الكثيرين من مثقّفي الديانات الأخرى

نظرة عامة حول اللاهوت النظامي: فلسفة توما الأكويني أنموذجًا

تمهيد القرن اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر.. ﻗرن ﯾﻣﺛّل ﻗﻣﺔ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ؛ أوج اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ وﺗﻘدم اﻠﻣﺳﯾﺣﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺻﻌد الاﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ والسياسية.

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<