“مجتمع مدنيّ”: تاريخ كلمة

“مجتمع مدنيّ”: تاريخ كلمة

 

ترجمة عليّ يوسف

لم يعرف مفهوم المجتمع المدنيّ ثباتًا في معناه. فقد تبدّل وتحوّل، على الدوام، على مرّ التاريخ. إذ دلّ، بدايةً، على الدولة، ومن ثمّ بات يقصد به المجتمع الخاصّ بما هو مجال يلاحق فيه أفراد المجتمع مصالحهم المشتركة، ليدلّ، بعدها، على تكتّل أو كيان ما بعيدًا من الدولة. حتّى أنّ البعض عرّف المجتمع المدنيّ بما هو مقابل للدولة – لا يتضايف معها على الإطلاق. فالدولة هي التي تشكّل آلة إكراه، فتبيت، إذ ذاك، جسمًا سياسيًّا بما هو سلبيّ، بعكس المجتمع المدنيّ الذي يشكّل لحمةً، يجمع في ثناياه الفرد، بما هو مواطن، ليحقّق رفاهه وأمنه، بمعزل عن القمع والإكراه.

يعدّ مفهوم المجتمع المدنيّ من أكثر مفاهيم النقاش السياسيّ الراهن تعدّدًا في معناه. إذ يرى البعض بأنّه في مقابل الدولة. يعرّف جاي سورمان G. Sorman المجتمع المدنيّ، على المنهج اللِبراليّ، بقوله: “علينا إعادة رسم الحدود، وبوضوح، بين الدولة والمجتمع المدنيّ”. فالمجتمع المدنيّ، إذًا، هو مجمل المؤسّسات (العائلة، المشروع، الاتّحاد) التي يلاحق فيها الأفراد معًا، مصالح مشتركةً بينهم من دون تداخل مع الدولة، “تبعًا لإجراءات خاصّة بهم، يبلورون من خلالها قيمًا نوعيّةً”. ويرى آخرون بأنّ المجتمع المدنيّ ليس مجرّد وجه آخر للدولة، بل على العكس من ذلك، هو “المجال الذي يتداخل فيه الخاصّ والعامّ”، وهؤلاء يرفضون التقابل المانويّ بين الدولة والمجتمع المدنيّ، ويعتقدون بأن “ثمّ شيء من السلطة، والمؤسّسة، والقانون، في المجتمع المدنيّ نفسه”….تحميل البحث 

الأستاذ علي يوسف

الأستاذ علي يوسف

الاسم: الأستاذ علي يوسف من قرية حانين جنوب لبنان، مواليد عام 1939م. - قرأ القرآن وتعلّم الكتابة وألمّ بمبادئ الحساب في كتّاب القرية. - حائز على إجازة في الفلسفة وعلم الاجتماع من الجامعة اللبنانية عام 1964. - مدرّس مادة تاريخ الفلسفة العربية والأدب العربي في الثانويات الرسمية اللبنانية. - مدرّس مادة تاريخ العلوم والفلسفة العامة باللغة الفرنسية في ثانويات لبنانية عدة رسميّة وخاصة. - مارس العمل السياسيّ والاجتماعيّ بين عامي 1957 و1970. - مارس مهنة التعليم مدة 33 عامًا. - عمل مديرًا للقسم الثقافيّ ومديرًا لتحرير مجلّة البلاد الأسبوعيّة. - عمل محرّرًا في مجلّة الوحدة الإسلاميّة (1987 – 1993). - كتب العديد من المقالات الفكريّة والثقافيّة والسياسيّة. - عيّن مديرًا للتخطيط والإشراف في المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم 1994-2003. - باحث في معهد المعارف الحكميّة منذ أواسط العام 2009. - شارك في العديد من المؤتمرات والندوات. - من مؤلفاته: 1. الشورى ونظم الأمر. 2. المسلمون بين المواطنة الدينية والمواطنة السياسية. 3. الإسلام وتهمة الإرهاب.



المقالات المرتبطة

حفريات الخطاب الغربي الغيرية ومسألة السلطة والمعرفة

نستكمل مع الدكتور بدر المقري، في هذا البحث رحلتنا مع “حفريات الخطاب الغربي”،

تلخيص كتاب أصلح الناس وأفسدهم في نهج البلاغة

هذا الكتاب هو عبارة عن واحد وعشرين محاضرة لسماحة الشيخ محمّد تقي مصباح اليزدي في شرح مقتطفات من خطب أمير

السيدة الزهراء الشّاهدة والشّهيدة

الزهراء (ع) هي الشاهدة، لذلك نلجأ إليها كشفيعة، تأخذنا من أزماتنا، من دركِنا، ومن مستوانا المنحدر لترفعنا إلى حيث هي ترضى به عنا.

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<