زينب (ع) سند الأحرار وشافعة أهل الولاء
عجيب أمر الخلائق، وكيف تشير في وجودها إلى الحكيم القدير. إلّا أن أعجب العجائب تلك التي أصل وجودها كرامة تدل علىّ تفرّد الذات الإلهيّة.
ومن تلك المكرمات المعجزات المستكنّة في سرّ الذات، المفصحة عن شؤون الباري سبحانه، تجلّيات نور محمّد (ص) وطينة آل محمد (ص). من نوره وطينتهم وُلدت وعاشت واستشهدت امرأة لا كالنساء.
إنّها الحوراء، أميرة حوريات الجنة، وسيدة نساء أهل الولاء، وعقيلة بني هاشم “زينب بنت عليّ بن أبي طالب (ع)”
عجيبٌ ذاك التضاد في سيرتها التي جمعت بين خَفَر بالغ، وتصدٍّ ثوريّ حاكى الدنيا في تحدّياته.. عجيبٌ ذاك الحنوّ الذي ملأ الدنيا حبًّا ورحمة، ثمّ قابله موقفٌ من الثبات في بعث العنفوان الجهاديّ والاستشهاديّ في نفوس الإخوة والأبناء والأهل والأصحاب.. عجيبٌ هذا العلم الفيّاض، ولا معلّم… عجيبٌ أمر هذه المرأة حتى لكأنّها تجلّيات صفات الجلال والجمال.. ثمّ إنّ رعاية الله لها كانت من اللطف الذي لا يكشف عنه إلّا أصحاب النفوس القدسيّة؛ فهي وبرغم كلّ البلايا والرزايا التي حلّت بها وقفت لتقول: “لم نر من الله إلّا جميلًا”.
حتّى كانت عن حق حافظة ذكر محمّد (ص) عن أن يُمحى “والله لن تمحو ذكرنا”، وحافظة وحي ربها “ولن تميت وحينا”.
ثمّ كانت اللسان العلويّ الحسينيّ الناطق بالحق والولاء والقيام لله وحده سبحانه. لهذه المرأة القدسيّة تشرّفنا وخصّصنا لها هذا العدد من مجلّة العتبة لنثير فيه سيرة السيّدة زينب (ع)، وحقيقة شهادتها في أرض الشام، ودفنها حيث هي اليوم في مقامها في قرية راوية؛ وهي إحدى قرى مدينة الشام وبلادها.
تستمر هناك شاخص صدق يميّز بين الحق والباطل، وعندها ترتحل وفود الشهداء لتؤكّد ولاءها لرسول الهدى محمّد (ص)..
راجين المولى أن نكون قد وفينا بعض الواجب علينا من إبراز أمر الحوراء زينب شفيعة أهل الولاء ونصيرة كلّ مظلوم وسند كلّ حر.
المقالات المرتبطة
عـلـم الـكـلام الـجـديـد – إشكالية التأسيس عند قراملكي والسبحاني –
شهد المشهد الثقافي الإيراني ولادة معرفية جد هامّة زادت من حرارته في السنين الأخيرة، والأمر يتعلق بظهور دراسات دينية جديدة آلت على نفسها الجواب على بعض الإشكالات التي أغفلتها الأبحاث الكلامية المدرسية
كلام في منهجية العلم الإسلامي
إنّ العلم الإسلامي مثل أيّ علمٍ آخر محفوفٌ بالمبادىء الفلسفية والما بعد طبيعية الخاصة به.
الإسلاميون، مصائر شتّى
أعلن قادة حزب النهضة التونسي عن نيتهم الانتقال من كونهم حزبًا دعويًّا ليتحولّوا إلى حزب سياسي.
المُربّي الفاضل?
دام هذا النهج خير للامّة?
شكرًا لتفاعلكم واهتمامكم