مجلّة المحجّة العدد 44
صدر حديثًا عن دار المعارف الحكميّة العدد 44 من مجلّة المحجّة، وهي مجلّة محكّمة تحمل الرقم (ISSN: 2224-1094).
يحمل هذا العدد عنوان الأخلاق: مقاربة فلسفيّة ضمن ثلاثة أبواب: أوّلها ملف العدد، وثانيها باب الحوارات، وثالثها باب بحوث ودراسات.
يحوي الباب الأوّل تسعة أبحاث.
يمثّل البحث الأول “فلسفة الأخلاق: علم أم فلسفة” مقدمة لملف العدد، يهدف سورين تيودور مكسيم من خلاله إلى تقديم حجّة مفادها أنّ الأخلاق هي فكرٌ نظريٌ منهجي يعالج المبادئ والقيم الأخلاقية، جامعًا ازدواجية الفلسفة والعلم، من دون إمكانية تحديد أي الطابعين أكثر أهمية بدقة.
أمّا البحث الثاني “الأخلاق والنظريّات الأخلاقيّة من منظور إسلامي”، فيعرض الكتّاب فيه معاني المفاهيم الأخلاقية من منظور إسلامي بغية فهمها. ويقارنون بين وجهات النظر الأخلاقية الإسلامية والغربية، من أجل تسليط الضوء على نقاط الضعف الرئيسة والقيود في المنظور الإسلامي؛ لتقديم الحجة لبرهنة قدرة الإسلام على تقديم أفضل مفهوم للأخلاق.
وتشير الورقة البحثية الثالثة التي تحمل عنوان “دور النيّة في القيمة الأخلاقيّة” إلى تأثير النيّة على القيمة الأخلاقيّة من خلال تحليل النيّة على مستويين: الفعل الجوارحيّ الذي بموجبه تتحدّد النيّة وفق الكمال المُتَعَلّق النهائي لنيّة الفاعل، والفعل الجوانحيّ الذي بموجبه تكون النيّة هي الشيء الوحيد الذي يتمتّع بقيمةٍ أخلاقيةٍ غيريةٍ.
ثم بعد ذلك، عرض أفضل بوكى ومحمد علي مصلح نجاد في بحثهما “تقييم نظرية إطلاق الأخلاق ونسبية الفعل الخلقي بحسب رأي الشهيد مطهّري” رؤية الشهيد لنظريّة إطلاق الأخلاق ونسبية السلوك والفعل الخلقيين. وفصّلا في مباني نظرية إطلاق الأخلاق ونسبية الفعل الخُلقي، وأفردا قسمًا لنقد نظرية الشهيد مطهري وتقييمها عبر إيجاد أدلّة من داخل النظرية وخارجها ومقاربتها مع آراء علميّة لإثبات التعارض أو التوافق فيها.
كما عرض بحث “الوجدان الأخلاقي عند العلّامة الجعفري مفهومَ الوجدان الأخلاقي وأدلّة إثباته وتطبيقاته بحسب رؤية الأستاذ الجعفري. وأفرد الباحثان القسم الأكبر للردّ على الأسئلة والإيرادات المتعلّقة بالوجدان الأخلاقي، وتطبيقاته من الناحية الشخصيّة والمجتمعيّة، ثمّ عرضا النقوض الواردة على آراء العلامة في الوجدان الأخلاقي، والتحقيق فيها.
وأظهر البحث السادس لمجتبى مصباح “دراسة تحليليّة نقديّة لنسبية الأخلاق أقسامًا وأدلّة” تعريف إطلاق الأخلاق ونسبيّتها. بعد ذلك، تعرّض لنقد مباني نسبية الأخلاق وأهمّ أدلّتها، وعدّد التناقضات النظرية والنتائج التي لا يمكن الالتزام بها عمليًّا، مؤكدًا على أنّ المدرسة الأخلاقية الإسلامية لا يمكنها أن تتوافق مع نسبية الأخلاق.
أمّا علي رضا آل بويه فقد عرض في بحثه “حال فلسفة الأخلاق في الحوزة العلميّة في القرن الأخير” لتاريخ فلسفة الأخلاق التي انطلقت بعد انتصار الثورة الإسلامية، والعلماء الذين خاضوا هذا المبحث، منهم: الشهيد مطهّري، وآية الله الشيخ مصباح اليزدي، والعلّامة محمّد تقي جعفري، وآية الله السبحاني، وآية الله جوادي آملي.
أمّا في البحث الثامن “فلسفة الأخلاق عند مسكويه”، فقد فرّق أحمد ماجد بين الأخلاق الفوقيّة والأخلاق المعياريّة، وعرض رؤية مسكويه حول فلسفة الأخلاق والغاية منها وأخلاقيّاتها، مضافًا إلى مقاربة رؤية سقراط وأفلاطون لهذا الموضوع.
والبحث الأخير في ملف العدد هو “جورج إدوارد مور ونظريّة الفعل الأخلاقي أو الصائب في أخلاقيّات العواقب الاجتماعيّة”. وفيه، قدّم فاسيل جلوتشمان تحليلًا نقديًّا للفعل الصائب في الأخلاق النفعية عند مور، فضلًا عن مفهومه “العواقبي” لهذا الفعل.
وفي باب “حوارات”، أجرت مجلّة المحجّة حوارًا مع الدكتور محمّد عريبي يتعلّق بتجربته الخاصّة في كتابه الأخلاق في الفكر العربي والإسلامي، بغية إظهار أهميّة الكتاب في موضوع فلسفة الأخلاق، وأنّه سلسلة من مشروع يهدف إلى رصد الموروث والحاضر في مجال الأخلاق من خلال تتبّع المذاهب والشخصيات الأعلام.
أمّا باب “بحوث ودراسات”، ففيه ثلاثة أبحاث.
درس يد الله يزدانپناه في بحثه “قدرات العرفان الإسلامي في صناعة الحضارة” أسباب عدم تحقّق الحضارة المطلوبة على أساس العرفان الإسلامي، على الرغم من وجود النتائج الحضارية المثمرة في قسمين: القسم الأول يُظهر قدرة العرفان على توصيف الحضارة وصلاحيّته في هذا المجال، أمّا القسم الثاني فتحدّث عن كيفية أداء العرفان دوره في هندسة الحضارة الإسلامية.
وسعى نبيل الياسميني في البحث الثاني بعنوان “فيتغنشتاين عن المعنى واللّامعنى وفارغ المعنى” إلى توضيح المقصود من عناصر هذا الثلاثي، واستخدامات كلّ واحد منها، مع تحديد علاقته بقيمة الصدق، وكيف أثّر التمييز بين العناصر الثلاثة على منهج المدرسة التحليليّة.
أمّا البحث الثالث والأخير “إنتاج الهويات أواخر الدولة العثمانية: الصراع العثماني/ اليوناني وتشكيل الآخر” لمحمّد البشير رازقي، فقد عالج مشكلة العلاقات العثمانية-اليونانية، كيف بدأت، وتطّورت، وكيف قادت هذه التوترات إلى مواجهات عسكرية بين الطرفين أفضت في النهاية إلى استقلال اليونان عن الدولة العثمانية.
وتتمنّى مجلّة المحجّة أن يكون هذا العدد مساهمة نافعة في تقديم المدّ والعون لطلب العلم والمعرفة، وخطوة من خطوات درب البحث في موضوعة فلسفة الأخلاق الطويل والممتع والشاقّ.
المقالات المرتبطة
دعوة للاستكتاب ضمن ملف الدين والسلطة
شاركوا في الكتابة والنشر عبر موقع المعارف الحكمية الرسمي ضمن الملف التالي: الدين والسلطة يشكل الدين قوة إيجابية في توجيه
دعوة للاحتفاء باليوم العالمي للفلسفة
رعاية معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، واحتفاء باليوم العالمي للفلسفة، يقيم معهد المعارف الحكمية ندوة فكرية بعنوان: “المقاومة في التنظير الفلسفيّ بين إرادة القوة والاقتدار”
مناهج البحث العلمي
يعلن القسم التعليمي في معهد المعارف الحكمية بالتعاون مع قسم الدراسات في المعهد عن دورة تدريبية بعنوان مناهج البحث العلمي