التوفيق الذي دعا إليه زكي نجيب محمود، لا يقوم على فرضية استعادة الماضي، إنّما تحكمه آلية مختلفة ترتكز على أسس بعضها يتعلق بطبيعة حياة الإنسان المسلم، وبعضها يتناول تراثه وطريقة التعامل معه.
إن ما انتهى إليه النظر العرفاني هو أنه ليس لنا من معرفة الشيء إلا بمقدار ما فينا منه. أي ما يدخل منه في حوزة النفس وإدراكها.
تتمثّل الميزة الرّئيسة لهذا العمل القيّم في توضيح ما يعتقد به المسلمون حول القرآن بطريقة مقنعة وواضحة، وهو أنه كتاب هداية بكل معنى الكلمة، يخاطب كلًّا من العقل والقلب، وأنه يرسم ويضع نظامًا أخلاقيًّا موحدًا متجذرًا في مبادئ وقوانين أخلاقية تصلح في كل الأوقات وتغني الحياة.
يتبين بوضوح كافي أن الإمام الرضا (ع) سار على النهج الرسالي المحمدي، رفض الظلم، لأن سياسة العترة الطاهرة هي سياسة بنّاءة تعمل على إيجاد الوسائل السليمة لرقي المجتمع وبلوغ أهدافه في الحياة الحرة الكريمة،
يلجأ كوك بداية إلى القرآن الكريم متتبعًا، ويتبيّن له من الآيات الواردة في شأن هذه الفريضة عدم وجود دلالة قطعية في من يقوم بها وإلى من تتوجه.
إن عرض هذه التساؤلات نفسَه أمرٌ مهمّ، إذ يحرّك عجلة البحث الأصولي الشيعي، فيتصدّى الباحثون للإجابة عنها، أو لبيان عدم أهمية التعرّض لها.
مرّ علم الكلام منذ أسئلته الأولى حتّى تشكّله كعلم مستقلّ بمسار تاريخي خاصّ. إنّ تبدّل مصطلح الكلام من المعنى اللغوي الى المعنى الاصطلاحي الجديد حصل عبر وضع تعيّنيّ.
ليعلم كلّ إنسانٍ أنّه لا يخلو من المعصية في جوارحه، من غيبةٍ وإيذاءٍ وبهتانٍ وخيانةِ بصر، ومن كلّ صنوف الذنوب الأخرى، فعليه العمل على التّخلّص منها والابتعاد عنها ابتعادًا نهائيًا.
العقدان الأخيران من حياة زكي نجيب محمود تُوِّجت بتعديل طال بنية الفكر الوضعيّ لديه دون التخلي عنه، حيث تنبه إلى ضرورة العودة إلى التراث الإسلاميّ والعمل عليه من أجل إنتاج فلسفة تنطلق من خاصية إسلامية وترتكز على أسس علمية،
يُعتبر عبد الله بن سبأ من أكثر الشخصيّات غموضًا وجدليّةً في التاريخ الإسلامي، وتتراوح الأقوال فيه ما بين نافٍ لوجوده أصلًا ومعتبرًا له من الشخصيّات الأسطوريّة، وما بين ناسبٍ له أعمالًا عظيمة لا يمكن أن يقوم بها إلا عبقري من طراز فذ، فهو لا بدّ أن يكون ذا عيون مغناطيسية تكسر الصخور،