حينما صار الحسين وحيدًا في كربلاء، بعدما فقد كل من كان معه في أرض المعركة على يد جنود جيش يزيد بن معاوية
أدرك الإمام الخميني (قده) ببصيرته العرفانية الاجتماعية فلسفة كربلاء، فهو بحثها في سياق التحول في المسار الاجتماعي الذي يضبط هذا المسار باتجاه الحق
هذه ليست دراسة مقارنة حول كربلاء؛ ولكنها تأملات من وحي عاشوراء. فلقد جرت العادة ومنذ أكثر من ألف عام تقريبًا، أن ينشأ الخلاف بين جموع المسلمين في الفترة من بداية محرم
في إطار البحث الإسلامي المعاصر يبرز الإمام الحسين (ع) كواحد من أهم المحطات التاريخية والروحية التي أثّرت في مسار الإسلام وبقائه بعد نبوة ورسالة النبي الأكرم (ص).
في ظل أيام الإمام الحسين (ع)، ومع تجدد الدمعة على مصابه، تتعالى نداءات الوعي التي خطها الإمام الخميني (قده)
إن الكتابة عن يوم عاشوراء يعني الكتابة عن الزمن والألفة بين المكان كربلاء، وبين الزمان عاشوراء وهو ارتباط وثيق بين الزمان والأرض
في ذاكرة الإنسانية مشاهد لا يمكن انتزاعها من جوهر الوعي الجمعي، لأنها لحظات ولدت من رحم التحدي الإلهي للأرضي
واقعة كربلاء ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي نقطة تحول محورية في التاريخ الإسلامي تمثل قمة الصراع بين الحق والباطل، والظلم والعدالة
التجلي في اللغة هو الوضوح والكشف والظهور، كما جاء في سورة الأعراف، الآية 143 ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾
بدايةً إنَّ أيّ حدث تاريخيّ، مهما كان عظيمًا، ينتهي بغياب أصحابه عن مسرح الحياة، ويصبح حديث تاريخ، ويدوّن في كتبه، وتذكر دلائل تواجد أشخاص الحدث، أو حدوث أحداث معينة يتم تخليدها