بمقدار ما نستوعب قيمة الشهادة الحسينية في نسيج حياتنا الرسالية بقدر ما تعي ذواتنا القيم التأسيسية للمجتمع العاشورائي والحياة العاشرائية.
نهض الحسين (ع) مدافعًا عن دستور الإسلام وأحكام القرآن، فقام بتلك المفادات والتضحية العظيمة التي لا مثيل لها في تاريخ البشر، وأحدثت هذه الثورة في التاريخ الإنساني عاصفة تقوض الذل والاستسلام، وتدك عروش الظالمين في كل زمن، وأضحت مشعلًا ينير الدرب لكل المخلصين من أجل حياة حرّة كريمة في ظل طاعة الله تعالى.
لم تكن تسميةٌ حدثِ شهادة الحسين وأهل بيته(ع) بإسمين: أحدهما: زمني (عاشوراء)، والآخر مكاني (كربلاء) قائمةً على المصادفة.
إنَّ خطاب الإمام (ع) حقَّقَ أهدافهُ، ووصل إلى مسامع المرسَل إليهم، وأثَّر في نفوسهم، فاستجابَ عددٌ كبيرٌ منهم، وهَمَّ آخرون بنصرتهِ؛ لمَا وجدوا فيهِ منْ صدقٍ ومنفعةٍ كبيرةٍ هزّتْ أركان نظام الحكم الأمويّ،
إن المقصود بالحالة العفوية هي المواقف التي أظهرت حالة الحزن من خلال إقامة المأتم والحداد والندب والعزاء من دون تخطيط مسبق عن قصد وتنظيم معين، وقد سجل التاريخ عددًا منها، بعضها كان فرديًّا وبعضها كان جماعيًّا.
رضا الله سبحانه ليس أمرًا ذهنيًّا موهومًا كي نجلس هنا ونخرج ونقول إن الله سبحانه رضًا وسخطاً فقط بدون أن يترك فينا أثرًا إيجابيًّا من ناحية الرضا، أو أثرًا سلبيًّا من ناحية السخط، ولهذا قلت: من جملة أوصافه الفعلية الرضا والسخط.
◈ إنّ معرفة الإمام هي مقدمة ضرورية لتحقق المعرفة بالله، [...]
علينا أن ندرس الإنسان الكامل في كتاب الله العزيز، وفي روايات رسول الله محمد، وسيرته (ص). وأن ندرسها في حياة أمير المؤمنين وأقواله، وفي حياة أئمتنا. ونحن نحمد الله أن وُلدنا في عصر الإمام روح الله الموسوي الخميني الذي تمكن من تقديم -في كثير من وصاياه وأقواله- نموذجًا لإنسان كامل بناءً على شخصية محمد وآل محمد (ص). وندعو الله سبحانه وتعالى أن يمنّ علينا ببركة ميلاد الإمام الحسين بهذه الميزات.
نسجت عاشوراء عبر التاريخ أروع المدارس التربويّة الثوريّة الـمُلهِمة للعديد من الثورات، متّخذةً من الأحداث المأساويّة التي جرت آنذاك (في واقعة كربلاء)
هناك حيث رحمة الله تتجلّى وفطرته البديعة، حين أدركت دورة الكمال أولّها وآخرها، هناك عند الربانيين الذين ارتقوا وأكملوا سفرهم بمُدرِكات القلوب...