إدمند هسّرل: أصل الزمان وتكوّنه

إدمند هسّرل: أصل الزمان وتكوّنه

 تعريب: محمود يونس

يقتضي التأويل الفنومنولوجيّ للزمان جهدًا خاصًّا إذ لم تفرد المنظومة الفنومنولوجيّة “فئةً” خاصّةً في موضوعه. أمّا موضوعه، فينومنولوجيًّا، بالطبع، فهو الفنومنولوجيا الترَنسندَنتاليّة، أي، بنية كلّ شرط لإمكانيّة المعرفة. بالتالي، تمحور سؤال أصل الزمان وتكوّنه، كما برز في مشروع هسّرل الذي امتدّ على مدى 30 عامًا (تقريبًا، من العام 1900-1930)، حول التصوّرات المختلفة للزمان؛ حول التجارب المَعيشة التي يتبدّى فيها الزمنيّ بمعناه الموضوعيّ. هنا نجد ضرورة أن نكون واضحين تمامًا فيما يخصّ الغرض الملائم لمبحثنا. فهسّرل لا يريد من تعاطيه في أصل الزمان وتكوّنه الزمان الموضوعيّ. هو واضح تمامًا في ذلك، خاصّةً في محاضراته التي ألقاها عام 1905، والتي صدرت لاحقًا تحت عنوان “فنومنولوجيا الوعي الذاتيّ بالزمان The Phenomenology of Internal-Time Consciousness“،

إنّ المرءَ لا يجد أدنى آثار الزمان الموضوعيّ [أي، الكرونولوجيّ أو “الكونيّ cosmic”] من خلال التحليل الفنومنولوجيّ. فـ’الحقل الزمنيّ الفطريّ‘ ليس، بأيّ شكل من الأشكال، جزءًا من الزمان الموضوعيّ.

السؤال الذي ‘ينتاب’ تحقيقنا ، إذًا، هو ما يلي، “هل تقودنا ظاهرة الزمان إلى كلّيّة بنية وجودها؟ أم هل نصل من أصل الزمان وتكوّنه إلى فهم مفاده أنّ كلّيّة الزمان، بالمبدأ، متعذّرة الإحراز؟ بكلام آخر، كيف لتوصيف هسّرل لأصل الزمان أن يبيّن البنية الأساسيّة لكلّ اختبار ممكنة؟ وبأيّ المعاني يحتّم وصف تكوّن الزمان العودة إلى المعطيات الفنومنولوجيّة حيث كلّ ما يُختبر يَتشكّل فنومنولوجيًّا؟.. تحميل البحث


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
الأناالزمانالفينومنولوجياالبهجةالوقتالإدراك

المقالات المرتبطة

أصالة الوجود وعينيّة الماهيّة

تعتبر مسألة أصالة الوجود واعتباريّة الماهيّة من أهمّ مباحث الفلسفة الإسلاميّة، ونجد هذا الموضوع في آثار فلسفة الفارابي، وابن سينا، وبهمنيار، وميرداماد، وفي كتابات شيخ الإشراق وأتباع الفلسفة الإشراقيّة .

قراءة في كتاب: دستور الأخلاق في القرآن The Moral World of the Quran

تتمثّل الميزة الرّئيسة لهذا العمل القيّم في توضيح ما يعتقد به المسلمون حول القرآن بطريقة مقنعة وواضحة، وهو أنه كتاب هداية بكل معنى الكلمة، يخاطب كلًّا من العقل والقلب، وأنه يرسم ويضع نظامًا أخلاقيًّا موحدًا متجذرًا في مبادئ وقوانين أخلاقية تصلح في كل الأوقات وتغني الحياة.

قراءة في كتاب تأسيس مشهد ديني: التعليم العالي الشيعي في الدولة الصفوية

كيف استطاعت أمة ذات أغلبية سنية أن تصبح شيعية بمعظمها في غضون قرنين فحسب؟ كيف ساهم الباحثون في تأسيس مجتمع مختلف؟

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<