المرأة قوة التغيير القادمة..
يبدو من مجموع المعطيات والمؤشرات المتوفّرة في الاجتماع الإسلامي المعاصر، أن المرأة المسلمة ككيان وكقضية وكأفق ومتطلبات هي حجر الزاوية في مشروع التغيير الإيجابي في هذه المجتمعات. بمعنى أننا نعتقد أن بوابة التغيير الكبرى القادمة في فضائنا الإسلامي، مرهون إلى حد بعيد بالمرأة وديناميتها وفعاليتها وقدرتها على اجتراح تجربتها وفرادتها الجديدة. فملف المرأة إذا تحرّك في مجتمعاتنا، تحركت عجلة التغيير والإصلاح، وإذا توقفت مسيرة المرأة من العطاء والإصلاح، توقفت إلى حد بعيد عجلة الإصلاح في مجتمعاتنا. لهذا، فإن الالتفات النوعي بواقع المرأة ودورها ومستقبلها، يعد التفاتًا أساسيًّا لمشروع الإصلاح بكل أبعاده وآفاقه.
ودائمًا المرأة المسلمة المعاصرة في حركتها باتجاه الإنصاف والإصلاح، تحتاج إلى نماذج وقدوات، يستلهمن منها الدروس والعبر، ويملأ قلوبهن وعقولهن بالصلابة النفسية والقدرة المعرفية لتذليل كل عقبات وكوابح الاستقالة عن المسؤولية والعطالة التاريخية.
ولا ريب أن السيدة الزهراء (ع) بضعة الرسول (ص) تشكّل بحياتها ومعارفها ومحنها المتعددة، رافعة تاريخية للمرأة المسلمة؛ لأنها ينبوع الخير والعطاء، وصاحبة الأنموذج التاريخي على تحمّل المرأة مسؤوليتها التاريخية تجاه واقعها وأمتها. من هنا، فإن المرأة المسلمة المعاصرة، أحوج ما تكون للانفتاح على حياة السيدة الزهراء (ع) والحفر العميق في تجربتها على مختلف الصعد والمستويات.
دفاعًا عن المرأة.
دائمًا حينما يتم الحديث عن واقع المرأة في مجتمعنا، وضرورة إصلاحه وتطويره، ينتقل النقاش والحوار إلى حدين أساسيين:
الحد الأول: يتعامل مع الدعوة إلى إصلاح أوضاع المرأة، وكأنها دعوة تستهدف بالدرجة الأولى تشجيع المرأة إلى التفلّت من القيم والثوابت، وانخراطها في ممارسات وسلوكيات لا تنسجم وثوابت المجتمع والوطن.
والحد الثاني: يدفع باتجاه أن واقع المرأة الحالي، يعيش أزهى صوره وعصوره، وأن كل ما تحتاجه وتطلبه المرأة قد تحقق، وأن هذه الدعوات أشبه ما تكون وكأنها كعملية الحرث في البحر. ولا يكتفي أصحاب هذا الرأي وهذا الحد بهذا التوصيف، وإنما يندفعوا بصورة شوفينية إلى الحديث عن الظلامات والمآزق التي تعيشها المرأة في المجتمعات والثقافات الأخرى. والسعادة الأبدية التي تعيشها المرأة في مجتمعنا، لأن كل ما تطلبه قد تحقّق إليها.
وفي تقديرنا، إن كلا المقولتين يساهم في تزييف واقع وطموحات وتطلّعات المرأة في مجتمعنا.
فالدعوة إلى إصلاح وتطوير واقع المرأة في مجتمعنا، ليست دعوة إلى التفلّت من القيم والثوابت، واتهام أي دعوة إصلاحية بهذه التهمة، يساهم في تضييع حقوق المرأة المختلفة، كما أنه يضيع على المجتمع والمرأة، فرصة أن تنخرط المرأة في شؤون البناء والتنمية على نحو فعال وحيوي.
كما إن واقع المرأة الحالي، ليس مثاليًّا، ويتطلّب القيام بالعديد من الخطوات لإصلاحه وتطويره في مجالات الحياة المختلفة. فالواقع النسوي في مجتمعنا، يتطلّب الإصلاح والتطوير. وعمليات التنشئة والتعليم الحديث الذي تعرضت إليه المرأة في مجتمعنا خلال العقود الماضية، لن تؤتي ثمارها الإيجابية إلا بالاستمرار في خيار الإصلاح والتطوير.
ومن الضروري أن نكف من التعامل مع المرأة بوصفها أنثى والكائن الذي تتجمع حوله كل الغرائز والشهوات والأهواء.
فهي (أي المرأة) قبل أن تكون أنثى، هي إنسانة لها ذات الحقوق التي لشقيقها الرجل، وعليها ذات الواجبات التي على الرجل. لذلك يقول تبارك وتعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[1].
ويشير المرحوم عبد الحليم أبو شقه في موسوعته المسماة (تحرير المرأة في عصر الرسالة) إلى حجم المفارقة بين واقع المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة، وواقعها في التجربة النبوية، إذ يقول: “فوجئت بأحاديث عملية تطبيقية تتصل بالمرأة، وبأسلوب التعامل بين الرجال والنساء في مجالات الحياة المختلفة، وكان سبب المفاجأة أن هذه الأحاديث تغاير تمامًا ما كنت أفهمه وأطبقه، بل ما تفهمه وتطبقه جماعات المتدينين الذين اتصلت بهم وهم من اتجاهات مختلفة، ولم يقف الأمر عند المفاجأة، بل شدتني تلك الأحاديث لخطورتها وأهميتها إلى تصحيح تصوراتنا عن شخصية المرأة المسلمة ومدى مشاركتها في مجالات الحياة في عصر الرسالة”.
فالتجربة الإسلامية الأولى تنتصر للمرأة ودورها وحقوقها في شؤون الحياة المختلفة. ولكن في عصور الانحطاط والتخلّف، تبلورت ثقافة وأنماط علاقة في مجتمعنا تجاه المرأة، تزيد من عزلتها وتبرّر إقصاءها، وتسوغ بعدها عن الدور والوظائف الأساسية التي يقوم بها الإنسان مطلقًا سواء كان رجلًا أو امرأة.
لذلك، فإننا نعتقد أننا بحاجة باستمرار إلى نقد وفحص واقع المرأة في مجتمعنا، حتى تتوفر كل الأسباب التي تساهم في إنصاف المرأة والحصول على كامل حقوقها في كل المجالات. وهذا يتطلب التأكيد على النقاط التالية:
-
ضرورة العمل على تفكيك الركام الثقافي والتاريخي، الذي تبلور في زمن الانحطاط والتخلف، ويساهم في إقصاء المرأة وإبعادها عن شؤون الحياة المختلفة.
إن واقع المرأة في مجتمعنا، لا يمكن تطويره وإصلاحه، بدون نقد الثقافة الاجتماعية التي تمارس عمليات الإقصاء والتهميش للمرأة. فالإصلاح الثقافي هو أحد البوابات الأساسية لإصلاح أوضاع المرأة في مجتمعنا على مختلف الصعد والمستويات.
فالمرأة ستبقى بعيدة عن دورها ووظيفتها الإنسانية والتنموية، ما دامت الثقافة الاجتماعية السائدة، تسوغ تهميش المرأة وتبرّر استبعادها، وتحارب أي جهد لإصلاح وتطوير أوضاعها.
-
إن الذي يهدد أخلاق المرأة وقيمها، هو العزلة التي تعيشها، والتهميش والاستبعاد الذي يطال العديد من مجالات الحياة.
وإصلاح أوضاع المرأة، هو الذي يعيد التوازن النفسي والاجتماعي للواقع النسوي في مجتمعاتنا.
فالعزلة بمتوالياتها المختلفة، هو الذي يدفع المرأة إلى التفلت من القيم والثوابت.
أما إصلاح أوضاعها وتطوير أحوالها، فإنه يعيد ترتيب الحاضن الاجتماعي الذي يستوعب المرأة بطموحاتها وتطلعاتها المتعددة. ونحن هنا لا ننفي بعض العناصر الإيجابية في حياتنا الاجتماعية تجاه واقع المرأة، ولكن وجود هذه العناصر الإيجابية، لا يشرع لنا بأي حال من الأحوال التخلّي عن نزعة الإصلاح والتطوير.
لأن إصلاح هذه الأوضاع هو الذي يخرجنا من أتون التهميش والاستبعاد، ويعيد صياغة ثقافتنا الاجتماعية تجاه المرأة وعملها ودورها في عمليات البناء والتنمية.
فالذي يهدّد أخلاق المرأة والالتزام بالقيم، ليس إصلاح وضع المرأة وتطويره، وإنما استمرار تهميشها واستبعادها القسري عن شؤون الحياة المختلفة.
المرأة.. ودينامية الحقوق.
منطقة الشرق الأوسط كما تعلمون، من المناطق الشاسعة، والتي تحتضن العديد من الأمم والشعوب والمجتمعات، كما أنها تعبر عن هويات وثقافات متمايزة ومتداخلة في آن.
وتتشكل هذه المنطقة الواسعة في غالبيتها، من المجتمعات العربية والإسلامية، وهي مجتمعات على الصعيد التاريخي والثقافي تتمايز عن بعضها البعض في درجة التطور وفي خياراتها السياسية والاجتماعية والثقافية، إلا أن جميع هذه المجتمعات تعاني بشكل أو بآخر من مشاكل ومآزق تختلف درجتها بالطبع بين تجربة وأخرى ومجتمع وآخر. ولعل من أبرز هذه المآزق هو موقع المرأة في بنيانها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي. إذ إن المرأة في هذه المجتمعات لم تحصل على كامل حقوقها.
وتشعر الحركات النسوية فيها بأن هناك عقبات عديدة ومتنوعة تحول دون حصول المرأة على كامل حقوقها.
ونحن نحاول في هذا السياق أن نقترب من هذه الحقيقة، ونفحص الأسباب العميقة التي تمنع المرأة من نيل حقوقها أو مشاركتها الفعالة في مشروعات البناء والتنمية في كل المجالات والحقول.
ونحن هنا لا نمارس نقدًا أيديولوجيًّا لما هو سائد، وإنما نناقش الخيارات، ونمارس النقد عليها، من أجل تحرير المرأة في هذه المجتمعات من كل الكوابح والموانع التي تحول دون تبوؤ المرأة موقعها الطبيعي في هذه المجتمعات.
والسؤال المركزي الذي نحاول في هذا الإطار، البحث عن إجابة أو إجابات عنه هو:
– كيف تكون المرأة قوة تغييريه في مجتمعاتنا الإسلامية؟
نجيب على هذا السؤال من خلال النقاط التالية:
-
بناء الأطر والمؤسسات والكيانات النسائية الجادة والفاعلة.
من خلال العديد من التجارب نستطيع القول: إنه لا يمكن تطوير واقع المرأة في هذه المنطقة، بدون أن تتحمّل المرأة ذاتها مسؤولية التغيير والتطوير.
لهذا نحن بحاجة إلى جهد مؤسّسي، ينظّم عمل المرأة، ويراكم من خبرتها وتجاربها المتعددة، وذلك من أجل كتلة تاريخية نسوية تطالب بالتغيير وتعمل من أجله.
فالنص الإسلامي ينصف المرأة، ويفسح المجال لها للمشاركة الفعّالة في شؤون الحياة، إلا أن الوقائع الاجتماعية وبعض الخيارات الثقافية والعرفية، هم الذين يمنعون مشاركة المرأة. لهذا فإن المطلوب بالذات من المرأة نفسها هو العمل على تفكيك الوقائع الاجتماعية التي لا تنسجم وقيم الإسلام العليا، وتحول دون مشاركة المرأة في الحياة بشكل طبيعي. وهذا يتطلب جهد مؤسّسي متواصل، يبني ويراكم ويصنع المنجزات والمكاسب.
2 . خلق مفاهيم جديدة للعمل النسوي في المنطقة.
خلال سنوات عديدة، كانت الرؤية المركزية التي تتحكم في مسيرة العمل النسوي في المجتمعات العربية والإسلامية، هو أن المشكلة الأساسية التي تحول دون حصول المرأة على حقوقها هو المجتمع الذكوري والعقلية الذكورية التي تهيمن على حركة المجتمعات العربية والإسلامية.
ومع تقديرنا أن هذا التوصيف صحيح، إلا أنه يبدو ليس هو الحائل الأساس الذي يحول دون حصول المرأة على حقوقها. وإننا نعتقد أن تمركز الحركة النسوية على هذا المفهوم، لن يؤدّي إلى انتزاع المرأة لحقوقها.
لهذا، فإننا نعتقد أن الحركة النسوية في مجتمعاتنا، بحاجة إلى خلق مفاهيم جديدة، تساهم في تأطير الجهد والحراك الإصلاحي النسوي، كما أنه يعيد صياغة حركة المرأة في مجتمعاتنا.
وأرى أن من المفاهيم التي تساهم في تحفيز وتنشيط وتفعيل الحركة النسوية في مجتمعاتنا المفاهيم التالية [الكرامة الإنسانية – حرية القول والتعبير – الكفاءة الذاتية].
أعتقد أن هذه المنظومة من المفاهيم تساهم في صياغة الحركة النسوية في مجتمعاتنا على أسس أكثر حيوية وفعالية.
-
لعوامل ذاتية وموضوعية عديدة، خلقت الحركة النسوية في التجربة العربية الحديثة والمعاصرة لنفسها مع الدين الإسلامي مشكلة أو مسافة. مما صور هذه الحركة لدى عامة الشرائح الاجتماعية، وكأنها خروج على القيم والمبادئ الإسلامية، مما أفقدها التعاطف والحاضن الاجتماعي الواسع. وأرى أنه آن الأوان لإعادة بناء العلاقة بين فعاليات الحركة النسوية في مجتمعاتنا والقيم الدينية. ووجود أصوات دينية متطرفة أو متشدّدة تجاه الملف النسوي لا يبرر لأحد عدم خلق رؤية دينية مستنيرة وحاضنة لأهداف المرأة وتطلعاتها العامة.
إننا نعتقد أن استنطاق النص الديني تجاه موضوعات المرأة، سيضيف إلى حركة المرأة في مجتمعنا زخمًا وحيوية معنوية واجتماعية، تساهم في تعزيز هذه الحركة وفتح آفاق عديدة للعمل، والتصدي والمعالجة.
ونحن هنا لا ندافع عن الرؤى والتفسيرات الدينية الظالمة للمرأة وحقوقها، ولكننا نقول: إننا لا نستطيع مواجهة هذه الرؤى والتفسيرات إلا على الأرضية الدينية نفسها. لذلك وجود خطاب ديني مستنير ومدافع عن المرأة ومبلور لتطلعاتها وطموحاتها، سيساهم في تقليص مساحة تأثير تلك الرؤية المتطرفة والمتشددة.
-
إن الحركة النسوية، وحتى تكون قوة تغيير في مجتمعاتنا، هي بحاجة إلى مشروعات عمل متواصل، تعزّز خيار المطالبة بالحقوق والإنصاف، كما أنها تساهم في خلق المناخ والبيئة الاجتماعية والثقافية الحاضنة لأهداف وتطلعات الحركة النسوية. لذلك فإننا نتطلع ليس إلى القول الجريء فحسب تجاه حقوق المرأة في مجتمعاتنا، وإنما نتطلع أيضًا إلى المشروعات الحاضنة والمدافعة عن هذه الحقوق، والعاملة بشكل مستديم لتوسيع قاعدتها الاجتماعية والشعبية.
وخلاصة القول: إن إنصاف المرأة وحصولها على حقوقها كاملة غير منقوصة في مجتمعاتنا، يحتاج إلى الكثير من الجهود التي تساهم في تفكيك الحواضن الثقافية والاجتماعية، التي تبرر تهميش المرأة، وتسوغ اضطهادها، وكذلك بناء حقائق ثقافية وأسرية واجتماعية وسياسية منصفة للمرأة وتتعامل معها بوصفها إنسان، قادر من موقع التميز والتخصص أن يكون شريكًا حقيقيًّا في مشروعات البناء والتنمية في مجتمعاتنا.
السيدة الزهراء ومسار العمل والمسؤولية.
ولو تأمّلنا في حياة السيدة الزهراء (ع)، لرأينا حجم الدروس الهائلة التي سطرتها هذه المرأة العظيمة عبر التاريخ. فهي لم تقف متفرّجة على انحراف الواقع السياسي للأمة، وإنما صدعت بالحق، وأعلنت بصراحة تامة رفضها وفضحها لمسار الانحراف، وعملت على توعية أبناء الأمة إذا استكانوا وصمتوا ولم يطالبوا بحقوقهم، وهذه من أهم الدروس التي ينبغي أن تستفيد منها المرأة المسلمة اليوم. فلا يكفي لعن الظلام، وإنما ينبغي للمرأة من مختلف مواقعها في الحياة والمجتمع، أن تعمل وتكافح لتفكيك عناصر الظلام في واقعها ومجتمعها. فالظلام، بكل عناصره، لا ينتهي من حياتنا الخاصة والعامة بالرغبة المجردة، وإنما بالعمل والسعي الدؤوب والكفاح المتواصل. وهذا ما تعلّمنا إياه السيدة الزهراء (ع) فهي لم تنتظر حركة الرجال لإنصافها، وإنما هي التي دشنت مسار الوقوف بوجه الزيف والانحراف. فقامت باقتحام الواقع العام، وتعرية كل عناصر الانحراف، وطالبت الجميع من أبناء الأمة بالوقوف والتصدي لواقع الظلم والانحراف.
فالسيدة الزهراء (ع) هي الأنموذج الكامل للمرأة المسلمة في مختلف أطوارها في الحياة. فهي أنموذج لتعامل البنت مع أبويها، كما أنها الصورة الناصعة لحسن التبعل وتأسيس بيت نموذجي وأسرة إسلامية خالصة مع شريكها في الحياة والمسؤولية الإمام علي بن أبي طالب (ع). كما أنها مثال المرأة المربية لأبنائها وبناتها.
وكل هذه المسؤوليات مع عظمتها (أي هذه المسؤوليات) لم تقعدها عن ممارسة دورها الدعوي والتربوي العام.
فتعالوا جميعًا، وانطلاقًا من حياة وتجربة السيدة الزهراء (ع)، نعقد العزم للمشاركة الفاعلة والمستديمة لبناء حياة إسلامية خالدة. فلا حياة سعيدة بلا امرأة صالحة، ولا أسرة مستقرة بدون امرأة واعية ومخلصة، ولا مجتمع متحاب ومتضامن بدون دور حيوي للمرأة في هذا السبيل.
فالمرأة بكل كينونتها الإنسانية، هي حجر الأساس في أي بناء مجتمعي صالح. فتعالوا نعقد العزم على الانطلاق في مشروع البناء والعمران. فحاضرنا هو وليد وعينا وإرادتنا. فلا توقف عن العمل في سبيل عزتنا، ولا ترهل وكسل في سياق القبض على كل أسباب منعتنا وقوتنا، ولا انشغال بسفاسف الأمور وأصغرها، فعيوننا ووعينا وإرادتنا متجهة دائمًا صوب قضايانا الكبرى والمركزية. وتعلمنا الحياة أن (من يدمن طرق الباب يلج) كما جاء في الحديث الشريف.
فالمستقبل نحن الذين نصنعه، وكما صنعت السيدة الزهراء (ع) مستقبل الأمة بوعيها وتضحياتها وإصرارها على فضح الظلم والانحراف، نحن الذين نصنع مستقبل مجتمعاتنا بتعاوننا وإخلاصنا وكفاحنا وعملنا المتواصل وببناء حقائق الأخوة ومقتضيات التواصي في كل جوانب حياتنا.
[1] سورة التوبة، الآية 71.
المقالات المرتبطة
ترابط القيم وفاعليّتها
لعلّ مصطلح “القيم” – مصطلح ظهر حديثًا، وعبر الترجمات- وهو أكثر المصطلحات شيوعًا واستخدامًا ومعاصرة، وتبعًا لثقافات مستعملِيه تتنوّع التثقيفات
روايات الثواب على البكاء في عمق الشبهات؟!
الحديث في هذه المقالة هو عن النصوص الدينية التي جاءت تبلّغ بكثرة الثواب لمن أبكى وبكى أو تباكى على الإمام الحسين (ع)
مطالعة موجزة في فكر العلامة الطباطبائي
شهد العالم الإسلامي في القرن العشرين حراكًا فكريًا فريدًا تمثّل بانفتاح المؤسسات الحوزوية على أنظومات الفكر المناوئ – الغربي منه أو العربي