الإنسان .. وفيك انطوى العالم الأكبر

by معهد المعارف الحكميّة | مايو 28, 2021 6:19 ص

في مؤتمر الإعجاز العلمي الأول للقرآن الكريم والذي عُقد في القاهرة عام 1986م، وقف الأستاذ الدكتور كيث مور (Keith Moore) [1][1]في محاضرته قائلًا: “إنني أشهد بإعجاز الله في خلق كل طور من أطوار الحياة في القرآن الكريم، ولا أعتقد أن الرسول محمدًا (ص) أو أي شخص آخر في حينه يستطيع معرفة ما يحدث في تطور الجنين؛ لأن هذه التطورات لم تُكتشف إلا في الجزء الأخير من القرن العشرين، وأريد أن أؤكد على أن كل شيء قرأته في القرآن الكريم عن نشأة الجنين وتطوره في داخل الرحم ينطبق على كل ما أعرفه كعالمٍ من علماء الأجنة البارزين”.

فبعد عشرات السنين والتي قضاها هذا العالم في الدرس والبحث في علم التشريح والأجنة توصل إلى نتائج عرضها القرآن الكريم قبل أكثر من 1440 عام، والتي تبقى من مواضيع التحدي والإعجاز القرآني التي تم اكتشافها في العلم الحديث، والذي فيه الكثير مما لم يكتشف حتى الآن.

﴿هَٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ ۚ بَلِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِى ضَلَٰالٍۢ مُّبِينٍۢ﴾[2][2].

صفة الخلق ارتبطت بالله عز وجل وقد سمّى نفسه الخالق، التي وردت ثمان مرّاتٍ في القرآن الكريم مفردًا، وورد اسم الخلّاق مرتين، والخالق اسم فاعل من خلق: بمعنى قدر، والخالق: هو الذي أَوجد الأَشياء جميعها بعد أَن لـم تكن موجودة. والـخَـلْقُ فـي كلام العرب: ابتِداع الشيء علـى مِثال لـم يُسبق إِلـيه؛ وكل شيء خَـلقه الله فهو مُبْتَدِئه علـى غير مثال سُبق إِلـيه.

إحدى المخلوقات الإلهية هي الإنسان، الذي جعل فيه قدرات وإمكانيات تفوّق بها على سائر المخلوقات ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ..﴾[3][3]، وبالتالي استحق حمل الأمانة ﴿وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾[4][4].

وقد وضحت الآيات القرآنية مواصفات الخلقة الإنسانية وقدراتها التي مكنتها من لعب هذا الدور الإلهي، والذي أظهر أيضًا المراحل التي مرّ فيها الإنسان في عملية التكوين ليصل إلى هذه النتيجة، فبالرغم من أن المصنع الرباني والذي لا يحتاج إلى أكثر من كلمة ليتكون (كن فيكون) فقد سارت عملية خلق الإنسان بمراحل عدة  ﴿خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون﴾[5][5]؛ بمعنى آخر رسم لنا السيرة الحياتية (Life span, life cycle) للإنسان في الدنيا من البداية حتى الممات.

هذا خلق الله، وهكذا يخلق الإنسان بحوالي 17 استحالة فيزيولوجيًّا من شيء إلى شيء آخر وهو تغير مرتبط بتغيير على المستوى السيكولوجي والاجتماعي وغيرها، لينتهي إلى التراب كما بدأ، ولكل مرحلة شأنها يمكن تأليف الكتب حولها.

فالعبرة علمية فلسفية، وهذا التروّي الإلهي في خلق الإنسان، الذي صنعه لنفسه وليخلفه في أرضه مجاوزًا في قدراته كل المخلوقات الأخرى، هو من التراب وإلى التراب، فيا أيها الإنسان ألا تقف وتعتبر…؟

والحمد لله رب العالمين

 

[1][25] أستاذ علم التشريح (1925-2019) في عدة جامعات منها جامعة تورنتو بكندا، وجامعة توينابك في الغرب الكندي وعمل على رأس العديد من الجمعيات الدولية؛ مثل جمعية علماء التشريح والأجنة في كندا وأمريكا، ومجلس اتحاد العلوم الحيوية، كما انتخب عضوًا في الجمعية الطبية الملكية بكندا، والأكاديمية الدولية لعلوم الخلايا، والاتحاد الأمريكي لأطباء التشريح، وفي اتحاد الأمريكتين في التشريح، حاصل على جائزة جرانت من الجمعية الكندية لاختصاصيي التشريح ، وشارك في تأليف عدة كتب في مجال التشريح الأكلينكي وعلم الأجنة، منها:

The Developing Human: Clinically Oriented Embryology وClinically Oriented Anatomy وEssential Clinical Anatomy.

[2][26] سورة لقمان، الآية 11.

[3][27] سورة البقرة، الآية 31.

[4][28] سورة الأحزاب، الآية 72.

[5][29] سورة الأنبياء، الآية 37.

[6][30] سورة الحج، الآية 5.

[7][31] سورة المؤمنون، الآية 12.

[8][32] سورة المؤمنون، الآية 13.

[9][33] سورة القيامة، الآية 37.

[10][34] وكالة رويترز 21-5-2020.

[11][35] سورة النجم، الآيتان 45و 46.

[12][36] سورة الإنسان، الآية 2.

[13][37] سورة غافر، الآية 67.

[14][38] سورة المؤمنون، الآية 14.

[15][39] سورة الحج، الآية 5.

[16][40] ولادة جنين ميت: تقييم وإدارة women health section magazine , Dr. Robert M. Silver., جامعة ولاية يوتا الصحة مركز العلوم، USA.

[17][41] سورة المؤمنون، الآية 13.

[18][42] Hand Embryology Gross Morphologic Overview of Upper Limb Development, Eric K Mooney, MD, MEDSCAPE, Oct 21, 2016.

[19][43] سورة غافر، الآية 67.

[20][44] سورة الحج، الآية 5.

[21][45] سورة فاطر، الآية 11.

[22][46] سورة غافر، الآية 67.

[23][47] سورة النحل، الآية 70.

[24][48] سورة الأنعام، الآية 2.

Endnotes:
  1. [1]: #_ftn1
  2. [2]: #_ftn2
  3. [3]: #_ftn3
  4. [4]: #_ftn4
  5. [5]: #_ftn5
  6. [6]: #_ftn6
  7. [7]: #_ftn7
  8. [8]: #_ftn8
  9. [9]: #_ftn9
  10. [10]: #_ftn10
  11. [11]: #_ftn11
  12. [12]: #_ftn12
  13. [13]: #_ftn13
  14. [14]: #_ftn14
  15. [15]: #_ftn15
  16. [16]: #_ftn16
  17. [17]: #_ftn17
  18. [18]: #_ftn18
  19. [19]: #_ftn19
  20. [20]: #_ftn20
  21. [21]: #_ftn21
  22. [22]: #_ftn22
  23. [23]: #_ftn23
  24. [24]: #_ftn24
  25. [1]: #_ftnref1
  26. [2]: #_ftnref2
  27. [3]: #_ftnref3
  28. [4]: #_ftnref4
  29. [5]: #_ftnref5
  30. [6]: #_ftnref6
  31. [7]: #_ftnref7
  32. [8]: #_ftnref8
  33. [9]: #_ftnref9
  34. [10]: #_ftnref10
  35. [11]: #_ftnref11
  36. [12]: #_ftnref12
  37. [13]: #_ftnref13
  38. [14]: #_ftnref14
  39. [15]: #_ftnref15
  40. [16]: #_ftnref16
  41. [17]: #_ftnref17
  42. [18]: #_ftnref18
  43. [19]: #_ftnref19
  44. [20]: #_ftnref20
  45. [21]: #_ftnref21
  46. [22]: #_ftnref22
  47. [23]: #_ftnref23
  48. [24]: #_ftnref24

اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/13044/human/