مسار الصراع في معركة الوعي على تخوم غرب آسيا
مسار الصراع في معركة الوعي على تخوم غرب آسيا
الكاتب: خليل حسن
من أشرس المعارك التي تخوضها الأمم هي معركة الوعي في مواجهة التحديات المختلفة التي تفرزها ظروف الصراع منها ما هو فكري وثقافي ومنها سياسي ومنها اقتصادي، ولربما يمكن اختصارها في جملة مفيدة تشكل مدخلًا لحقيقة معركة الوعي وتجسد حقيقة الصراع تتمثل في عنوان: “التحديات الحضارية” والتي تضم بداخلها كل تلك المصطلحات والمفاهيم لا سيما في ظل المناخات السياسية والتجاذبات التي تفرضها معركة الوعي ضد الاستعمار وضد مساعي التجهيل التي تقوم بها أدوات القوى المهيمنة على مقدرات الأمة.
ومع تطور وسائل الصراع وبروز ظاهرة الوعي الأنترنيتي وانتشار أدوات التواصل الاجتماعي ودورها الكبير في صناعة العقل الجمعي في مقابل العقل الفردي، يبرز التحدي الأكبر في كيفية التحكم بالعقل الجمعي وإعطائه من المواد والمعلومات التي تساهم في صناعة الوعي وتفتح له الطريق للتمييز بين الحقيقة والوهم، وبين الواقع والسراب؛ وهو طريق شائك ومليء بالعقبات الكبيرة لا سيما وأن العدو الذي تواجهه الأمة عدو شرس لم ولن يكتفي بالتسلح العسكري والتكنولوجي لإلحاق الهزيمة بالأمة فهو يمتلك وسائل التحكم بالعقول ووعيها وتغذيتها بالمواد التي تناسب أهدافها وأجنداتها ضمن الصراع الذي يخوضه منذ بداية القرن الماضي لانتزاع ما تبقى لدى أمة الإسلام من أوراق القوة، وتحويل الصراع لصالحه منذ سقوط الدولة العثمانية التي لم تكن إلا نموذجًا فاسدًا استفادت القوى العالمية ومنها الصهيونية من فساد حكامها لنخر جسد الأمة وتفكيكها إلى دويلات صغيرة دشنتها معاهدة “سايكس بيكو” بمجموعة قرارات تاريخية ومصيرية أعادت الأمة عشرات السنين إلى الوراء، شاركت فيها قوى استعمارية عظمى كبريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية سرًّا، تلك الاتفاقية التي أعطت لقوتين رئيسيتين في تلك الفترة حق تقرير مصير لمنطقة غرب آسيا وتقسيمها بما يتناسب ومطامع تلك الدول، وكانت منطقة “هلال الخصيب” اللقمة السائغة لدولة مثل بريطانيا التي حصلت على الحصة الأهم فيها، وتلتها فرنسا التي استقلت بالجزء الأكبر من الجناح الغربي من سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق، فيما البريطانيون هيمنوا على طرف بلاد الشام الجنوبي متجهين إلى الجانب الشرقي ليشمل بغداد والبصرة والخليج، فيما قرروا ظاهريًّا وضع فلسطين تحت الوصاية الدولية، وعمليًّا تحت الانتداب البريطاني.
فهم هذه الحقائق التاريخية مهم جدًّا لمعرفة حقيقة الصراع الذي يجري اليوم في المنطقة، ومن دون هذا الفهم يصبح البحث ضعيفًا وغير مؤثر خاصة وأن الدول التي تقاسمت فيما بينها الإرث العثماني والحدود التي رسمت لكل دولة ما زالت فاعلة وقائمة.
معركة الوعي على تخوم صراع المقاومة ضد الاحتلال والتطبيع
دور جغرافيا الأرض في تحديد مسار الصراع
بعد الانهيار الرسمي للدولة العثمانية وانتهاء دورها السياسي في عام 1922 تصدر الأروربيون المشهد العام في منطقة غرب آسيا حيث فرضت بريطانيا وفرنسا الدولتين الاستعماريتين إرادتهما على أغلب المناطق التي انسحبت منها تركيا العثمانية، ورسمت خرائط النفوذ والسلطة لكل دولة استعمارية أدخلت هذه المنطقة في مرحلة جديدة من الصراع غابت لفترة غير طويلة إرادة ودور الشعوب في تقرير مصيرها، وحلت إرادة المستعمر وأدخلت منطقة غرب آسيا في نفق مظلم عجزت الحكومات المنتدبة استعماريًّا والوكيلة من إيجاد أي تغيير يرضي تطلع الشعوب، بل ساهمت تلك الحكومات بحكم ارتباطاتها المصالحية في تعميق الأزمات وتكريس واقع يحمي الكيانات المستجدة، ويحقق أجندة القوى التي ورثت هذه الأرض وأقامت صروحًا سياسية هزيلة تابعة لها رسمت حدودًا وخرائط جغرافية شكّلت منطلقًا لإثارة الأزمات في المنطقة وفي ذات الوقت شاءت أم أبت أوجدت وعيًا في معركة التحدي والوجود خاصة مع بروز معالم كيان غريب في المنطقة أطلق عليه اسم “إسرائيل”!
محطات انتقالية وظهور الأقطاب
فهم أحداث الماضي القريب أمر ضروري وقراءتها بموضوعية تشكّل مدخلًا في هذا الفهم، وتحديدًا لمحطات انتقالية حساسة في المنطقة منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى وما تبعتها من تقسيمات للحدود الجغرافية والسياسية ومشاريع التقسيم التي نفذت بقوة.
بسطار المستعمر وتداعياتها وبيان وعد بلفور الذي شكل منعطفًا خطيرًا في تاريخ غرب آسيا أوجد على أساسه كيانًا مصطنعًا في قلب الأمة الإسلامية، ثم الحرب العالمية الثانية التي أوجدت تغييرات استراتيجية هامة اختفت في ظلها دول وظهرت دول أخرى في منتصف قرن العشرين، وبرزت صراعات نوعية بين أقطاب متعددة تزعمتها من جهة دول المحور الشرقي الاتحاد السوفياتي، والمحور الغربي تزعمته الولايات المتحدة الأمريكية.
محور الصراع في المنطقة كانت فلسطين التي تحولت إلى أرض محتلة أوجدت فيها أقطاب الصراع الشرقية والغربية كيانًا غريبًا عن تاريخ وثقافة وعقيدة المنطقة تحول إلى واقعٍ قائم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث إن الحرب انتهت في 1942 م، و(دولة إسرائيل) قامت في 1948 م، وكان هذا الإعلان بمثابة الاستكمال للحدود السياسية غير الواضحة المعالم لكيان لم يعترف لحد هذا اليوم أن له حدودًا، وقد سألت يومًا غولدمائير رئيسة الدولة الصهيونية عن حدود “إسرائيل” فأجابت: “لما نصل إلى الحدود سنخبركم”!
تغيرات على أعتاب القرن الواحد والعشرون
تغيرات استراتيجية حدثت في الربع الأخير من القرن العشرين أدت إلى أن يتغير المشهد برمته في منطقة غرب آسيا، ولعل الأبرز في هذا المشهد بعد أن قام الرئيس المصري أنور السادات بزيارة مفاجئة في عام 1977 إلى الكيان العبري طلبًا للصلح و “الأمن” وعقده “اتفاقية الصلح” مع (إسرائيل) هو تفجر الأوضاع السياسية في إيران وقيام الثورة الإسلامية التي فاجأت العالم وأنهت نظام الشاه الذي كان الشرطي الأقوى لأمريكا والغرب في المنطقة، والحليف المهم لدولة الكيان الصهيوني، وبسقوطه برزت تحولات وتغيرات أحدثت زلزالًا في المنطقة كما عبّر عنه بعض رموز الصهانية ما زالت أصداءه تتردد وبقوة في أرجاء الإقليم والعالم، تبعه تفكك الاتحاد السوفياتي وانتهاء نظام ثنائي الأقطاب وتمحوره في القطب الأوحد الأمريكي، تلك التحولات أوجدت معادلات جديدة في منطقة غرب آسيا استدعت قراءة مختلفة للأحداث لم تنته فصولها حتى بعد الألفية الجديدة التي أعقبتها أحداث 11 سبتمبر في 2003 وتداعياتها التي أدت إلى احتلال أفغانستان من قبل الأمريكان، وسقوط دولة طالبان، ثم تبعها احتلال العراق وسقوط نظام البعث الدكتاتوري، والاصطفافات السياسية الجديدة التي أدت إلى بروز المحور الروسي الصيني، ومن ثم المحور الإيراني وحلفاؤه والذي يشكل اليوم قطب رحى الصراع في المنطقة؛ وهو محور لم يحسب له الحساب إلا بعد انتصار فصيل في هذا المحور في 2006 تمثل في حزب الله في لبنان وما تبعه من اهتزاز في أروقة القرار في الكيان العبري، ومن ذلك الوقت برزت مفردة لها مضامينها في معركة الوعي والتحدي وهي مفردة “المقاومة” ومحور المقاومة أحدثت تحولًا في الوعي الجمعي رغم شدة الصراع وقوة حجم التحديات.
محور المقاومة واستمرار التغيرات السياسية
استمرار التغيرات السياسية في المنطقة وتوالي الأحداث على الأصعدة المختلفة سياسية واقتصادية ووسائل الاتصالات قد يكون عاملًا أساسيًّا لتحديد مستقبل الصراعات في منطقة غرب آسيا وطريقة إدارة الأحداث ودور محور المقاومة في رسم الخرائط السياسية هي أمور ترفع من منسوب التحديات، وتجعل قراءة المشهد أكثر تحدّيًا خاصة وأن انتشار هذا المحور على كامل الإقليم وتحديدًا في سوريا ولبنان والعراق واليمن قد أوجد معادلة جديدة لم يستسيغها الغرب والدول الاستعمارية بشقيها القديم والجديد والتي تسعى للاحتفاظ على مكتسباتها السائرة نحو الضمور والاضمحلال رغم قوة العساكر وحضورها المشهود في المنطقة.
كل القراءات تميل إلى الإقرار بأن محور المقاومة يشكّل أكبر تحدّيًا في مواجهة الهيمنة الأجنبية، وأن بروز هذا المحور في هيئته كمنظومة متكاملة سياسيًّا وعقائديًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا أربك الحسابات الاستراتيجية للمحور الآخر الذي يشكله الغرب وأمريكا وإسرائيل، وأفشل العديد من الخطط التي كانت تستهدف أمن واستقلال شعوب منظقة غرب آسيا، وهو ما دفعهم للتوجه نحو استراتيجية “التطبيع” ثم “التركيع”!
لكن قبل أن يتم تنفيذ هذه الاستراتيجية كانت الخطة تستوجب ضرب أمن شعوب ودول المنطقة عبر الثورات المخملية والوردية، وعبر إثارة الاضطرابات المناطقية والتي كانت في مجملها ناجحة خاصة في العراق واليمن وسورية وليبيا، وجزئيًّا في مصر ولبنان.
الأمن ركيزة أساسية في مشروع المحور المقاوم في المنطقة
من الواضح أن الأمن في أي بلد يشكل العنصر الأساسي للبناء والنهوض، وبفقدان الأمن لا تستقيم البلدان، لذلك أول ما تسعى إليه الدول هو توفير الأمن لشعوبها في الداخل وحمايته من الخارج، والتعرض لهذا الأمن هو مساس بأصل بقاء الدولة وتعريضها لمشاكل سياسية تهدد السيادة للخطر وتعرض وحدة البلدان، ومن الواضح أن التغيرات التي حدثت في الألفية الثانية وفي ظل تسونامي “الثورات الوردية” التي شهدت مدًّا وجزرًا في بعض البلدان وما زالت تمثل إحدى الأسلحة الناعمة بيد القوى الخارجية والأطراف الإقليمية في منطقة غرب آسيا تضررت على أثرها العديد من البلدان، وقد غرقت في فوضى شاملة وحروب داخلية وعمليات عنف مسلحة أودت بحياة الكثير من الناس، وتوقفت عجلة الاقتصاد شملت مرافق مهمة وبروز حالات فقر واسعة لم تشهدها من قبل استغلتها القوى الخارجية للمضي في مشاريع التدمير والتخريب.
أحد أهم الأهدف التي سعت القوى الخارجية بعد الفوضى التي عمت دول مثل العراق وليبيا واليمن وسورية ولربما محاولات أخرى منيت بالفشل في بعض البلدان المستقرة مثل إيران وحتى تركيا التي هي عضو في حلف الناتو أن تتمتع بالأمن والاستقرار، وفي المقابل سعت لتوفير هذا الأمن لدول تعتبر ضمن المحور الآخر الذي يحمي المصالح الغربية وتمثل قاعدة أمامية لها في مواجهة مشروع النهوض والمقاومة، وربما المشهد المستقر في الدول الخليجية ومشيخاتها خير مثال على ذلك، وأمنها يعتبر في المنظور الغربي جزء من الأمن الإسرائيلي والأجنبي والمساس به بأية وسيلة خاصة عبر الثورات الشعبية الحقيقية أو المعارضات السياسية خط أحمر يتم التعامل معه بأساليب القمع البوليسية، وتتم معالجته أمنيًّا كما حدث في الثورة البحرينية التي غدت يتيمة وسط تلك الثورات المخملية والوردية الممولة غربيًّا وصهيونيًّا.
التغيرات السياسية التي ارتأت القوى الغربية إيجادها في دول محور المقاومة لم تكن ناجحة ولم تؤت أكلها وفقًا لأجنداتها فقد واجهت مقاومة شديدة وما زالت كون أن التغيرات تلك لم تكن تلبي رغبة ومصالح الشعوب وأمنها ورفاهها ونهوضها الحضاري، بل جاءت لتعيد صياغة خرائط الجغرافيا السياسية وإيجاد بدائل ضعيفة تكون مكملة لمشاريع قديمة مضمونها واحد وإن تغير الشكل.
مشكلات أساسية في معركة الوعي وعلى تخوم الصراع في منطقة غرب آسيا
الصراع في هذه المنطقة مستمر وليس هناك أفق لنهايته لأسباب موضوعية منها داخلية ومنها خارجية، لا سيما المشاكل الداخلية التي صارت على ضوئها تحدد الاستراتيجيات والأساليب، وتبنى على أساسها المواقف، وهذه مشاكل واقعية لا يخفى على أحد أنها تشكل ثغرة في جدار المقاومة تسعى القوى الخارجية استغلالها لإضعاف المحور واستنزافه من الداخل.
استمرار تلك المشاكل وهي كثيرة وبنوية أوجدها المستعمرون في بلدان المنطقة تحديدًا مناطق هي امتداد لمحور الممانعة يتم استغلالها لإثارة الفوضى واستعمالها كسلاح بوجه المقاومة، وهم السبب في غياب أي حلول جذرية لها، وهي تتفاقم منها المشكلات الاقتصادية ذات أبعاد سياسية والتي تحولت إلى عقبة كأداء في طريق النهوض والتطور والازدهار، ولعل من أبرزها كالتالي:
أولًا: الكهرباء والعلاقة العضوية بأمن الدول
مشكلة الكهرباء في أغلب دول منطقة غرب آسيا تحولت إلى سلاح ذو حدين لم يجد رجالات الدولة حلولًا جذرية لها وخاصة في منطقة الهلال الخصيب الغنية بالثروات الطبيعية. هذه المشكلة غدت مفتاح الحلول لمشكلات أخرى أدرك المحور المعادي لشعوب المنطقة وخاصة الجانب الأمريكي الصهيوني أن أي حل لمشكلة الكهرباء يعني نزع السلاح الأكثر تأثيرًا في تركيبة الصراع في المنطقة، وتجريد الخصوم من أهم الأوراق التي يتم التلاعب بها لتهديد أمن الدول وإسقاطها، وقد أفصح قادة الغرب وأمريكا عن هذه الحقيقة في لقاءاتهم الخاصة مع مسؤولين ورموز شعبية، واعتبروا الاقتراب من هذه الورقة خط أحمر، وهو ما أثار أكثر من السؤال حول دور الغربيين في إيجاد الأزمات والمشكلات البنيوية والنفخ فيها باستمرار من أجل أجندات سياسية غدت واضحة المعالم لا يخفى على المراقبين ولا على المطلعين على المشهد السياسي العام في هذه الدول.
وقد قسموا المشكلات على الدول، وخاصة على الدول التي تشكل رقمًا في معادلة الصراع مثل إيران والعراق وسوريا، وحتى تلك التي تدور في الفلك الغربي مثل الأردن، ومن خلالها أصبحوا يديرون الصراع ويزرعون الفوضى، ويسلبون الأمن من شعوبها، وهذه السياسة لم تعد تشكل عائقًا أمام النهوض والإعمار فحسب، بل باتت اليوم تشكل تهديدًا جدّيًا لاستمرارية الدولة المدنية ومؤسساتها الوطنية.
ثانيًا: المياه ودروها في صراعات غرب آسيا
تأتي مشكلة المياه في العالم الإسلامي لتشكل أحد أخطر المشاكل التي تواجهها الأمة المسلمة، فهي من محركات الصراع الأساسية ربما تجاوزت أهميتها النفط وغيره لكون أنها قضية كبرى بدأت الدول توظفها سياسيًّا كسلاح ضمن استراتيجيات بعيدة المدى، وهي أيضًا لها علاقة بجيوسياسية منطقة غرب آسيا، والتغيرات الحاصلة فيها ولربما سياسة نشر السدود على الأنهر في بعض البلدان التي تمر المياه على أراضيها تدخل ضمن ذات الاستراتيجيات وكمحرك للصراع وإثارة عدم الاستقرار، وضرب أمن الدول والشعوب خاصة وأن المياه لها ارتباط مصيري بحياة الشعوب وأمنها الغذائي.
تقول الباحثة المصرية إيمان زهران في معهد المصري للدراسات الأسياسية والاستراتيجية في مقدمة بحثها حول المياه ودورها ” كنمط للصراع في الشرق الأوسط”: “إن إعادة التوازن ما بين الدواخل الإقليمية أصبحت الإشكالية الفاعلة بمنطقة الشرق الأوسط؛ فلم يعد ما يطبع عليه بتقليدية الصراع الداخلى بدول المنطقة الحيز المؤرق للكثير من السياسات الإقليمية والدولية، بل اشتمل الأمر كذلك على عدد من الفواعل العابرة لكيان الدولة لتدخل فى إطار نمط الصراع الحالى.
واتساقًا مع حداثة أجيال الأنماط الصراعية؛ فإن المنافسة الجيوسياسية الدولية المحتدمة على الموارد الطبيعية أضحت سببًا في تحويل بعض الموارد الاستراتيجية إلى محركات للصراع على السلطة. وفى مقدمتها الموارد المائية العابرة للحدود الوطنية حيث تُعد ورقة رابحة للمنافسة والصراع، نتج عن ذلك سباق محموم لبناء السدود مقابل تنامي الدعوات المطالبة بالاعتراف بالمياه باعتبارها مصلحة أمنية أساسية من جانب الأمم المتحدة”[1].
ثالثًا: الصراع على موارد الطاقة
تعتبر منطقة غرب آسيا خاصة الخليج – الجزيرة العربية – والعراق وإيران إحدى أكبر مصادر الطاقة في العالم، حيث تمتلك احتياطيًّا ضخمًا تتنافس الدول العظمى للسيطرة عليها والتحكم بها من حيث البيع والشراء وحتى الأسعار، وقد تحولت هذه المادة إلى عنصر عدم الاستقرار في المنطقة برمتها، ومحرّك للأحداث سعى المستعمرون قديمًا مثل البريطانيين والفرنسسيين والإيطاليين ثم بعدهم الأمريكان لفرض هيمنتهم على هذه الثروة النفطية بكل مشتقاتها وحصرها بيدهم، والتدخل عسكريًّا في محطات كثيرة لحمايتها من أجل مصالحهم وليس مصالح شعوب المنطقة، وقد خاض الأمريكيون وحلفاءهم حروبًا من أجل أن لا تخرج هذه الثروة من أيديهم خاصة في الدول التي توالي أنظمتها الغرب وتتبع سياساته ولا تراعي مصالح شعوبها.
غياب استراتيجية الترشيد للطاقة لدى البلدان المصدّرة تحديدًا تلك الدول الخاضعة في سياساتها النفطية لإملاءات الغرب وأمريكا جعل مستقبل هذه الثروة في مهب الريح وأفقدها من قيمتها وبعدها الاستراتيجي، كما إن التلاعب بأسعارها وعدم الاستفادة الصحيحة من أهمية هذه الثروة أسقط دورها السياسي رغم أنها ما زالت أحد أهم المصادر التي لا غنى عنها تشكل أهمية بالغة حتى في ظل تنامي دور الطاقة النظيفة والتوجه العالمي للبدائل الأخرى، وسوف يكون صراع المستقبل على هذه الثروة صراع محتدم خاصة مع دخول المنطقة في نفق التطبيع الذي فتح بابًا للكيان الصهيوني للتغلغل في دول الخليج وتحويلها إلى منطقة نفوذ إسرائيلي وتهديد أمنها على المستويين السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي.
من نافلة القول: إن موارد الطاقة وخصوصًا الثروة النفطية هي جزء من محور الصراع الذي يدور اليوم على تخوم منطقتنا في غرب آسيا رغم غياب الإرادة السياسية لدى السلطات في الدول النفطية العربية لتحويل هذه الثروة إلى مصدر للقوة والرفاه والسعادة للشعوب ورغم نجاح القوى الغربية والصهيونية في تحييد هذا “السلاح” النفطي وإفراغه من محتواه بشكل شبه كامل بهدف إضعاف جبهة المقاومة ومحورها الذي يواجه أكبر تحدي وسط منظومة سياسية غاشمة ومعادية ترتكز في صراعها على عوامل الضعف والتصدع القائمة في المنطقة وتبعية الأنظمة الحاكمة للخارج، ورغم كل تلك المشكلات والعقبات فإن هناك استمرارية واضحة لموقف التحدي لمحور الممانعة وصعود نجمه في إطار معركة الوعي التي يخوضها على أكثر من صعيد في مواجهة الخصوم وعلى رأسهم الدولة الصهيونية التي تشكل في ذاتها الخطر الأكبر والتحدي الأهم في خضم الصراع التاريخي والحضاري المستمر في عموم منطقتنا.
إيران محور الصراع
حقيقة قائمة أكدتها مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية في العالم وخاصة في الدوائر الغربية أن إيران تشكّل في أهميتها الجيوسياسية محور الصراع الذي يدور في منطقة غرب آسيا، ومن هذا المحور تتفرع الصراعات الأخرى، وانطلاقًا من هذه الحقيقة يسعى الغربيون لتحييد إيران أو تضعيفها والتلويح في وجهها بمجموعة من الأزمات والتحديات على جميع المستويات داخليًّا وخارجيًّا بعد فشل سياسة العقوبات القصوى التي انتهجتها إدارة البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي السابق ترامب، والتي برغم قساوتها ووحشيتها وخلوها من أي بعد إنساني فإن إيران كنظام الجمهورية الإسلامية استطاعت تجاوز هذه العقبة وتداعياتها على الاقتصاد الإيراني ومعيشة الناس اليومية، وتحقيق اكتفاء شبه ذاتي في مجال الأمن الغذائي، وتوفير ما كان يمكن توفيره لإجهاض حملة العقوبات الأمريكية، والمضي قدمًا في طريق الاستقرار الداخلي، وبقاء جبهته متماسكة وحماية أمن الدولة المستهدف بالدرجة الأولى من قبل الكيان “الإسرائيلي” والمتحالفين معه.
وعلى الصعيد الخارجي حدثت كومة من التغيرات لم تكن إيران بمنأى من انعكاساتها وتداعياتها بعد سلسلة عمليات التطبيع مع الكيان العبري واقترابه لحدود إيران عبر هذه البوابة، والتي بدأتها دولة خليجية صغيرة ثم تدحرجت كرة ثلج التطبيع لتشمل أغلب دول المنطقة، وقد عبّر العديد من الشخصيات السياسية في هذه الدول عن دوافع دولها للتطبيع، وكانت الآراء في أغلبها تستقر حول “الخطر الإيراني”! دون تقديم أدلّة سوى الخطاب القديم الممل حول “الأطماع الإيرانية”، وهو خطاب سقيم لا يقيم حجة أراد المطبعون اتخاذه مبررًا لجر الأقدام الإسرائيلية إلى المنطقة.
إثارة المشكلات في وجه إيران بحدّ ذاتها مشكلة لصانعيها كون الإيرانيين تجاوزوها وبدأوا مرحلة الاستعداد لتولي القيادة في المنطقة، وهم يعلمون أن إيران أهم بلد محوري في المنطقة؛ هذه المحورية كسبتها كما أسلف من موقعها الجيوسياسي الاستراتيجي الذي لم يحظ به أي بلد في العالم، حيث في الشمال تحد إيران روسيا وامتدادها الأوروبي، وفي الشرق أفغانستان وتركمنستان، صعودًا نحو وسط آسيا وجنوب شرقها باكستان وامتدادها الهندي والصيني، وفي شمال غربها تجاورها تركيا، وفي الغرب العراق وامتداده السوري والأردني وكل منطقة الهلال الخصيب، وفي الجنوب الدول الخليجية قاطبة وبحر عمان.
من الطبيعي أن يمنح هذا الموقع الاستراتيجي المهم لإيران دورًا محوريًّا وتجري الصراعات على تخومها، وتولي أمريكا والغرب اهتمامها لهذ البلد المترامية الأطراف، كما أن الجمهورية الإسلامية أصبحت اليوم محورًا رئيسيًّا في الصراع مع الكيان الصهيوني الذي يحسب لها ألف حساب.
التطبيع ودور محور المقاومة في المواجهة الحضارية مع (إسرائيل)
فشل المشاريع العسكرية لدولة الاحتلال الصهيوني والهزائم المتلاحقة التي منيت بها طوال العقدين الماضيين على أيدي أبناء المنطقة في لبنان وفلسطين، وانحسار النفوذ الغربي – الأمريكي في عدد من البلدان بعد فشل مشروع إسقاط الدول وتحديدًا في سوريا والعراق وحتى في إيران القوية، وتراجع الدور المحوري لبعض الدول المهمة في المنطقة مثل “السعودية” و “مصر”؛ هذه التغيرات أربكت الحسابات “الإسرائيلية” التي كانت ترتكز في استراتيجيتها التوسعية على عدة أمور:
أولًا: العدوان العسكري المباشر واحتلال الأرض عبر الحروب المباغتة وغير المباغتة التي كانت تشنها (إسرائيل ) لضم أكبر مساحة من أراضي الدول الأخرى إلى أراضيها كما حصل سابقًا في مصر والأردن ولبنان، وقد أجبرت في الحالة الأخيرة – لبنان – عبر حركة المقاومة الإسلامية والوطنية التي وجهت لجيشها ضربات عسكرية قاسية من خلال العمليات المسلحة وحرب العصابات من الانسحاب الذل والمسكنة.
ثانيًا: الهجرة اليهودية الواسعة وترحيل اليهود من العالم إلى فلسطين، وهي سياسة معروفة بدأت الصهيونية تنفيذها منذ ما قبل قيام الكيان الغاصب واستمرت في هذه الاستراتيجية الاستيطانية لعشرات السنين، وكانت عمليات الاحتلال والضم تستوجب وفقًا للرؤية (الإسرائيلية) استقدام أكبر عدد من يهود العالم إلى الأراضي الفلسطينية وإسكانهم فيها، وكان الدافع الأكبر لهم هو انتصاراتهم المتتالية على الجيوش العربية النظامية وضعف موقف النظام العربي الرسمي، وتنازله السريع لشروط العدوان!
ثالثًا: الدعم الغربي وخاصة الأمريكي والذي شكل وما زال أهم عنصر في عملية الصراع مع الكيان اليهودي، ولولا هذا الدعم المفتوح لما بقيت “إسرائيل” ليوم واحد، ولسقطت الصهونية في فلسطين خلال ساعات، ولأصبح أثر بعد عين، إلا أن المصالح الغربية والأمريكية تتطلب أن تبقى (إسرائيل) ككيان قائم في المنطقة حتى تنتهي صلاحيته، وهذه الحقيقة أكدها مرارًا قادة الولايات المتحدة وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي “جون بايدن” والذي له أقوى تصريح في هذا المضمار يفصح عن حقيقة النوايا الغربية في دعم دولة الكيان الغاصب، حيث صرّح يوم أن كان شابًا في عام 1973 في لقائه مع غولدامائير وإسحق رابين، وقبل وقت قصير من حرب (يوم الغفران): “لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان على الولايات المتحدة أن تخلق إسرائيل كي تحمي مصالحها”![2].
لنا حديث حول هذا التصريح الأمريكي سنعود لتفكيك معانيه ومغزاه وأسراره فهو من أخطر التصريحات التي تخرج على لسان شخصية أمريكية محسوبة على الغرب بشكل عام يتضمن “استراتيجية” الذين أوجدوا هذا الكيان.
رابعًا: تبعية الأنظمة العربية وغياب القرار المستقل والإرادة المستقلة أمور ساهمت في استمرار السياسة العدوانية الإسرائيلية، واستغلال تلك التبعية لتنفيذ مشاريعها المختلفة في المنطقة منها تكريس الاحتلال والتوسع في العمليات الاستيطانية.
التطبيع آخر الأوراق بيد (إسرائيل)
لربما في الذهنية اليهودية أن “إسرائيل” اليوم أمام فرصة تاريخية لتحقيق الحلم الأكبر في أن تكون دولتها من “النهر إلى النهر”، و “من النيل إلى الفرات” بعد أن استطاعت أن تدخل في “نفق” التطبيع مع الدول الخليجية، وتخترق أهم جدار حائل دون توسعها والوصول إلى أهدافها وتتغلغل في مفاصل بعض الدول دون أن تدرك أن هذا الاختراق وقتي قد لا يصمد طويلًا أمام الحقائق التاريخية ومعطياتها ومخرجات ما صنعته أيدي المقاومين على امتداد خط الصراع وعلى تخوم المنطقة بأسرها.
ذهنية اليهود قائمة على المصالح المادية، وهذه المصالح هي التي دفعتهم للزحف من أصقاع العالم زرافات زرافات إلى تخوم غرب آسيا، وتثبيت أقدامهم فيها دون دراسة منطقية وواقعية لخرائط البلدان الجيوسياسية ومرتكزاتها الثقافية والعقائدية والتاريخية والبيئية التي يبنون على “رمالها” أحلامهم وكيانهم، هذه الذهنية كانت سببًا أمام ليس فقط تشرذمهم وتشتتهم، بل وفشلهم تاريخيًّا حتى وإن امتلكوا قوة عسكرية ضخمة وكيان “مستقل” ولكن على رمال متحركة قد ينهار في لحظة ما، وهذا ما يقوله منطق الحق والتاريخ عدا ما جاء ذكرهم في القرآن الكريم، وما فعلوه بحق أنفسهم وأنبيائهم وغيرهم من الأمم!
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾[3].
هل ينجح التطبيع في حسم الصراع لصالح الكيان الصهيوني؟
“إسرئيل” ليس لها مستقبل في هذه المنطقة عمرها الافتراضي بين 80 إلى 100 سنة، وما تم بناءه من كيان لهذه الدولة سوف ينتهي عاجلًا أم آجلًا بفعل عوامل كثيرة وتغيرات مهمة حدثت وتحدث في المنطقة، والتحديات ليست فقط منحصرة لمحور المقاومة، بل هي تشمل الطرف المعادي والخصم اللدود، فلا يعتقد العدو أن الألم فقط يشعر به المقاومون دون غيرهم، مثلما أن الهزيمة ليست حكرًا على طرف دون آخر فإن الأحداث أثبتت أن “إسرائيل” كيان قابل للاختراق، وأن الجرح الذي يفتح في جسده سيكون مؤلمـًا وقد يؤدي إلى اضمحلاله، واليوم فتح المقاومون الجرح في الجسد الإسرائيلي بعد أن كان الإسرائيلي هو الذي يفتح الجرح في جسد خصومه، وما يشعر به الإسرائيلي من ألم يفوق ما يشعر به المؤمن بقضيته العادلة و﴿أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾[4].
من هذا المنطلق فإن التطبيع مشروع فاشل لا يمكن أن ينجح في ظل المتغيرات الكثيرة، وفي منطقة يحمل ساكنيها بأكثرية مطلقة عداءً تاريخيًّا ضد “إسرائيل”. أثبتت معركة الوعي في عمليات غزة الأخيرة “سيف القدس” أن الصهيونية فشلت في تغيير العقل الجمعي الإسلامي والعربي، وأن مراكز الدراسات الإسرائيلية والاستخباراتية التي أنشئت لغرض التأثير في وعي شعوب المنطقة واستعطافها عبر محطات التواصل الاجتماعي الضخمة لم تستطع في حربها الأخيرة على غزة من تغيير موقف الأغلبية في الشارع العربي والإسلامي تجاه “إسرائيل” رغم كل ما بذل وصرف في هذا المجال من أموال وطاقات ومقدرات فإن في اللحظة المناسبة تبخر كل ما بناه هذا الكيان وشركاءه الإقليميين.
وفي هذا الصدد “شعرت المراكر البحثية المختصة في الكيان الصهيوني بالخيبة من النتائج التي خلصت إليها دراسة صادرة من وزارة الشؤون الاستراتيجية والدعائية والتي أظهرت 90% من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي يعارضون التطبيع مع إسرائيل، وتأتي هذه الدراسة في سياق دأب تلك الجهات على رصد مفاعيل الحملات السياسية والإعلامية الهادفة إلى شرعنة احتلال فلسطين تحت عنوان التطبيع والتحريض على قوى المقاومة في فلسطين ولبنان”[5].
ولعل مقولة الرئيس الأمريكي جون بايدن حول أن إسرائيل إن لم تكن موجودة لكانت أمريكا تخلق إسرائيل لحماية مصالحها إشارة ضمنية إلى أن الكيان اليهودي هو كيان مصطنع أوجده الغرب لحماية مصالحه، ومتى ما انتفت الحاجة فإن الدولة العميقة في هذا الكيان سوف تأخذ قرارها بإشارة من صانعيها بإسقاط هذا الكيان ومغادرة المنطقة وإنهاء فصل من فصول الاحتلال الظالم، طبعًا بعد أن يزيد الخناق عليه من قبل محور المقاومة الذي تقوده إيران ومحوريتها في الصراع القائم في المنطقة.
المصادر:
1 مقال: ” ماهو الصراع السياسي”، كاتبه “رند عتوم”، 3 سبتمبر 2020.
2 فكري فلسفي جزيرة نت.
3 دراسة للباحثة المصرية “إيمان زهران”في ورقتها البحثية تحت عنوان: “عسكرة المياه للصراع في الشرق الأوسط”.
4 آر تي الروسية “الصحافة العالمية”، تاريخ النشر 12-10-2020.
5 سورة البقرة، الآية 87.
6 “أخبار اللبنانية”، علي حيدر، 14 تشرين الأول 2020.
7 سورة الأنبياء، الآية 105.
[1] دراسة للباحثة المصرية إيمان زهران في ورقتها البحثية تحت عنوان: “عسكرة المياه للصراع في الشرق الأوسط”.
[2] آر تي الروسية “الصحافة العالمية”، تاريخ النشر 12-10-2020.
[3] سورة البقرة، الآية 87.
[4] سورة الأنبياء، الآية 105.
[5] علي حيدر، جريدة الأخبار اللبنانية، 14 تشرين الأول 2020.
المقالات المرتبطة
المنهج التأويليّ للدكتور حسن حنفي في “النقل والإبداع”
نحن أمام عمل موسوعيّ مترامي الأطراف يتميّز بالعمق والغزارة والقوّة في التمسك بمنهج إعادة بناء العقل، عبر السفر فيما يمكن تسميته بعقل النقل ونقل العقل.
أفكار حول “مناجاة الفيلسوف”
طالما أبديتُ أسفًا على الواقع الراهن للكتب، خصوصًا العربية منها، التي يغلب فيها الجمع على التأليف. الكثير من الكتب العربية
مراكز البحوث الغربيّة، اختزالية المنطلقات وانبهار المتلقّي
كنت أقرأ منذ مدّة مجموعة من المقالات والأوراق البحثية الصّادرة عن مجموعة من مراكز الدراسات والبحوث الغربيّة مثل راند ومعهد واشنطن ومعهد دراسات الحرب وكارنيغي وغيرها