مصطلحات عرفانية | الجزء الثاني

by الشيخ حسن بدران | نوفمبر 5, 2021 12:54 م

أحد – أحدية

الأحد: الذي لا كثرة فيه بوجه من الوجوه أصلًا، اعتبارًا أو حقيقة. (الأسرار، آملي، الصفحة 51).

الأحد: هو الذات وحدها، بلا اعتبار كثرة فيها، أي الحقيقة المحضة التي هي منبع الحقائق كلها، وهو الوجود من حيث هو وجود، بلا قيد عموم وخصوص، وشرط عروض ولا عروض. (الأسرار، آملي، الصفحة 51).

– الأحدية: الموجود الذي هو اللاتعين[1][1] البحت. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 574).

– أحديته الذاتية: المشار إليها في قوله: ﴿ليس كمثله شيء﴾. (الأسرار، آملي، الصفحة 162).

الهوية الغيبية الأحدية: لا تنظر نظر لطف أو قهر، ولا تتوجه توجه رحمة أو غضب إلى العوالم الغيبية والشهادتية. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 9).

الهوية الغيبية الأحدية: هي بذاتها بلا توسط شيء لا تنظر إلى الأسماء والصفات، ولا تتجلى في صورة أو مرآة. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 9).

الهوية الغيبية الأحدية: غيب مصون من الظهور، مستور غير مكشوف عن وجهها حجاب النور. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 9).

الهوية الغيبية الأحدية: الباطن المطلق، والغيب الغير المبدأ للمشتق. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 9).

الهوية الغيبية الأحدية: غير مربوطة بالخلق، متباينة الحقيقة عنهم، ولا سنخية بينها وبينهم أصلًا، ولا اشتراك أبدًا. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 11).

– الحكم بنفي الارتباط، وعدم الاشتراك، والتباين بالذات، محمول على المرتبة الأحدية الغيبية. والحكم بالاشتراك والارتباط، بل رفع التغاير والغيرية، محمول على غير تلك المرتبة الأحدية الغيبية. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 11).

– الأسماء والصفات الإلهية غير مرتبطة بهذا المقام الغيبي بحسب كثراتها العلمية، غير قادرة على أخذ الفيض من حضرته بلا توسط شيء. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 14).

– هذه الحقيقة الغيبية أجلّ من أن ينال بحضرتها أيدي الخائضين ويستفيض من جناب قدسها أحد من المستفيضين، ولم يكن واحد من الأسماء والصفات بما لها من التعينات محرم سرها، ولم يؤذن لأحد من المذكورات دخول خدرها. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 15).

– الهوية الغيبية المقهورة عندها الأسماء والصفات. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 30).

– لا تظهر في عالم من العوالم ولا ينعكس نورها في مرآة من المرائي إلا من وراء الحجاب. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 72).

الأحد لا بتأويل عدد: ليس أحديته ولا واحديته كما هي أحدية العدد أو واحديته، لأنه لو كان كذلك لكان داخلًا في جميع الموجودات، كما أن الواحد (العددي) داخل في جميع المعدودات أو مبدأ لها. والبارئ ليس داخلًا في أعداد أصلًا ولا مبدأ لها. فواحديته بمعنى أنه لا ثاني له في الوجود، وبمعنى أنه لا كثرة في ذاته بوجه من الوجوه لا ذهنًا ولا خارجًا، وبمعنى أنه فاعل بالذات قادر بالذات سميع بها قادر بقدرتها بصير بنورها شاهد بظهورها. (الأسرار، آملي، الصفحة 316).

أحد بلا ضد: هو تعالى لا ضد له لأنه ليس أمرًا وجوديًّا لأنه صرف الوجود ولا ماهية له، فليس هو ذات له الوجود ولا موضوع، ولا محل له ولا جنس له ولا غاية البعد له مع شيء لأنه أقرب من نفس الشيء إلى الشيء، وأيضًا الضدية ونحوها من صفات شيئية الماهية وهو شيئية الوجود بحقيقة الشيئية، والضد قد يطلق على مطلق ممانع الشيء ومعلوم أنه لا ضد له بهذا المعنى أيضًا (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 655).

– الأحدية الفعلية أي مقام أحدية الظهور وهو من علم الأذواق. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 156).

– إن كان المراد بالمرتبة الأحدية ما هي المعروف من مرتبة الذات الغيبية فهي لا اسم لها ولا رسم فلا يعتبر في هذه المرتبة صفة حتى يقال عين أو غير وما مر في المقدمات أيضًا، كذلك فإن الوجود بشرط لا لا يتصف بالعلم ولا بغيره من الصفات. نعم، المرتبة الأحدية في اصطلاح آخر غير مرتبة الذات من حيث هي التي لا يتصف بصفةٍ كما أشار إليه صاحب مصباح الأنس في أول كتابه، وعليه يكون مرتبة الأحدية هي مرتبة الذات مع تعينها بالأسماء الذاتية، ويمكن جعل العلم بالذات منها. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 175).

إحسان

– الإحسان هو مقام المشاهدة الجلية باتفاق المحققين كلهم، ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سئل عن الإحسان: “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، وإن لم تكن تراه فهو يراك”. وهو مشاهدته في المظاهر الآفاقية والأنفسية. (الأسرار، آملي، الصفحة 156).

– الإحسان عبارة عن مرتبة التكميل والسفر الرابع الذي هو مقام الأنبياء والأولياء والكمل. وهذا أعظم من الأول، لأنه يقع متعديًا إلى الغير بإرشادهم الى التوحيد. (الأسرار، آملي، الصفحة 157).

المحسن: (من الأسماء) كل كاف أو طبيب أو رقيب لك أو غير ذلك يتصفون بهذه الصفات لغرض أو عوض حسي أو معنوي وليس لهم صرف هذه الصفات وبحت هذه النعوت.. فلم يكن طبيبًا صرفًا، بل مريضًا وهكذا من يرقبك ويحرسك إنما يرقب ويحرس نفسه بأخذ العوض واستيفاء الغرض.. بخلاف المحسن المجمل المفضل الحقيقي عز اسمه إذ كما أنه واجب الوجود بذاته، واجب الوجود من جميع جهاته الصفاتية والأفعالية، غني بذاته فاعل بذاته لا لغرض وعوض فوجوده نعم الوجود وصفته نعم الصفة وفعله نعم الفعل. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 529).

خير المحسنين: الإحسان بمعنى الإتيان بالحسن، لا خفاء في أن أكمله له تعالى. وأما الإحسان بالمعنى الذي أشير إليه بقوله تعالى: ﴿ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا﴾ وسئل عن النبي صلى الله عليه وآله ما الإحسان؟ فقال صلى الله عليه وآله: “الإحسان أن تعبد ربك كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”. وهو المترتب عند أهل السلوك على أخيرة مراتب التقوى التي هي الاتقاء عن شهود الغير مطلقًا المسمى بالتوحيد الذاتي، فهو لا يطلق عليه تعالى كما لا يخفى كما على غيره في قوله تعالى: (يحب المحسنين) و(نجزى المحسنين) وغيرهما حتى يكون هو تعالى خيرهم كما في خير الغافرين وأمثاله، اللهمّ إلا أن لا يجعل خير أفعل التفضيل، بل مثل ما يراد في قولهم الوجود خير والعدم شر وقوله تعالى: (بيدك الخير)، ومرجع المعنى حينئذ: يا خيرًا هو مطلوب المحسنين.. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 136).

إحسانه قديم: سجيته اللطف والكرم وعادته الإحسان منذ القدم، فأول إحسان منه إلى الخلق إخراجهم من الظلمة برشه عليهم من نوره وتمكينه إياهم متلطفًا في ساحة حضوره وتأنيسهم في مجلس الأنس مستغرقين في شهود جماله وسقاهم كأسًا بعد كأس من زلال رحيق وصاله لم يقرع أسماعهم من البعد خبر ولا أثر متعاطين منه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، هذا خطبهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر ومنصة اللاهوت وقس عليه حالهم في نادي الجبروت ومنتدى الملكوت ومنزل الناسوت. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 493).

ذو المنة السابقة: فإن إحسانه تعالى لا يكافئه شيء ولا يوازيه عمل، حيث إن إبراز نفس المحسن إليه أو إيجاده عطاء منه، وتوفيق العلم والعمل أيضًا عطاء، والإذن في التصرف في مملكته عطاء آخر منه. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 285).

الجود والإحسان: إن جوده وإحسانه على الإطلاق بمحض التفضل منه والامتنان لم يسبقه مسألة ولا استحقاق، بل هو تعالى مبتدئ بالنعم قبل استحقاقها.. وذلك لأن الفعل مقدم على القوة بجميع أنحاء التقدم؛ إذ لا قوة حيث لا فعل، فما لم يستفض الأشياء في العين بالفيض المقدس لم يحصل لها قوة كما أنها ما لم تتقرر في العلم بالفيض الأقدس لم يثبت لها قابلية ولا لسان استعداد وسؤال ولا امتنان لأمر الحق المتعال، فالقابليات وإن كانت للأشياء ذاتيات لكن ظهورها إنما هو بنور منبع الفعليات. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 227).

يحب المحسنين: محبته تعالى لهم ليست مجازًا من غفران خطيئاتهم، وقبول توباتهم كما زعمه الزمخشري وغيره، بل حقيقة المحبة لأن محبة الذات يستلزم المحبة للآثار بما هي آثار وخصوصًا الصابر والتائب وأمثالهما (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 651).

رحمته قريب من المحسنين: المراد بالرحمة القريبة منهم المرتبة العالية منها، وإلا فالرحمة الرحمانية وسعت كل شيء، بحيث لم يبق مرحومًا كالوجود المطلق بالنسبة إلى الماهيات والرحمة الرحيمية وإن اختصت بأهل التوحيد والإيمان، لكن المفروض هنا الإحسان وهو الإيمان وفروعه، بل كما قال (ص): الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، أو القرب باعتبار استعداد عينهم الثابت في الأزل (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 665).

 

 

[1][2] اللاتعين: يراد منه عدم ملاحظة التعين الوصفي، وأما بحسب الوجود والهوية فهو عين التشخص والتعين والمتشخص بذاته والمتعين بنفسه. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 574).

Endnotes:
  1. [1]: #_ftn1
  2. [1]: #_ftnref1

Source URL: https://maarefhekmiya.org/13961/irfan3/