مصطلحات عرفانية | الجزء 15

by الشيخ حسن بدران | مارس 21, 2022 11:40 ص

بهاء

– البهاء هو الوجود المنبسط على هياكل الممكنات وقوابل المهيات في مقام الفعل والإظهار؛ مما به تجمله وبهاؤه بذاته لذاته – جل مجده – والبهاء لغة هو الحسن. (انظر: شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 185).

– البهاء هو الحسن، والحسن هو الوجود. فكل خير وبهاء وحسن وسناء فهي من بركات الوجود وأظلاله حتى قالوا: مسألة أن الوجود خير وبهاء بديهية. فالوجود كله حسن وبهاء ونور وضياء. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 19).

– الوجه الباقي بعد استهلاك التعينات وفناء المهيات هو جهة الوجوب المتدلية إليه التي لم تكن مستقلة بالتقوم والتحقق ولا حكم لها بحيالها، فهي بهذا النظر هو. وروي عن النبي صلى الله عليه وآله: “لو دليتم إلى الأرض السفلى لهبطتم على الله”. فهو هو المطلق والبهاء التام لا هوية ولا بهاء لغيره. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 21).

– الهيولي لخسة وجودها ونقصان فعليتها دار الوحشة والظلمة، ومركز الشرور ومنبع الدناءة، ويدور عليها رحى الذميمة والكدورة. فهي لنقصان وجودها وضعف نوريتها كالمرأة الذميمة المشفقة عن استعلان قبحها، كما قال الشيخ: والدنيا لوقوعها في نعال الوجود وأخيرة تنزلاته يدعى بأسفل السافلين وإن كانت بنظر أهلها بهية حسناء لذيذة، لأن كل حزب بما لديهم فرحون. فإذا ظهر سلطان الآخرة انكشفت الحقيقة بارتفاع الحجب عن بصيرة القلب وتنبهت الأعين عن نوم الغفلة وبعثت الأنفس عن مراقد الجهالة، وعرفت حالها ومرجعها ومآلها وانكشفت ذميمتها وقبحها وظلمتها ووحشتها. فكلما خلص الوجود من شوب الأعدام والفقدانات، واختلاط الجهل والظلمات يصير بمقدار خلوصه بهيًّا حسنًا. فالعالم المثال أبهى من ظلمات الطبيعة، وعالم الروحانيات والمقربين من المجردات أبهى منهما، والعالم الربوبي أبهى من الكل، لخلوصه عن شوب النقص، وتقدسه عن اختلاط الأعدام، وتنزهه عن الماهية ولواحقها، بل لا بهاء إلا منه، ولا حسن ولا ضياء إلا لديه، وهو كل البهاء وكله البهاء. فهو تعالى بهاء بلا شوب الظلمة، كمال بلا غبار النقيصة، سناء بلا اختلاط الكدورة، لكونه وجودًا بلا عدم وإنية بلا ماهية. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 19).

– البهاء هو الضياء المأخوذ فيه الظهور والبروز دون الجمال. فالصفات الثبوتية كلها جمال وبعضها بهاء. والبهي من أسماء الذات باعتبار، ومن أسماء الصفات بآخر، ومن أسماء الأفعال باعتبار ثالث، وإن كان بأسماء الصفات والأفعال أشبه. والجميل من أسماء الذات بوجه، ومن أسماء الصفات بوجه، دون أسماء الأفعال، وإن كان بأسماء الصفات أشبه وأنسب. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 21).

– البهاء وإن كان النور مع هيبة ووقار وجامع للجمال والجلال إلا أن الهيبة فيه بمرتبة البطون والنور بمرتبة الظهور، فهو من صفات الجمال الباطن فيه الجلال. ولما كان الجمال ما تعلق باللطف بلا اعتبار الظهور وعدمه فيه كان البهاء محاطًا به وهو محيط به. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 23).

بيان

– البيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ، وأصله الكشف والظهور، والوجود على الإطلاق إعراب عما في الضمير، وإفصاح عمّا في المكنون الغيبي. و.. البيان الفعلي أعظم النعم؛ إذ به يتم الإيجاد كما قيل: أول كلام شق أسماع الممكنات كلمة كن، وبه تستكمل النفوس وتهتد إلى مقاصدها.. ولما كان البيان بمنزلة السحاب، والمعنى بمنزلة الروح والحياة، والنفس الجاهلة بمنزلة الأرض الميتة كما في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾؛ فالإنسان إذا أراد أن يتكلم بكلام فمبدء هذه الإرادة أولًا صورة عقلية في القوة الناطقة على وجه البساطة، وينشأ من هذه القوة أثر في القلب، ثم يظهر في الخيال، ثم يسري أثره بواسطة الروح البخاري إلى الأعصاب، ثم العضلات فيوجد صورة الصوت في لوح الهواء المقروع بواسطة التقاطع العارض له في المخارج، وهذا غاية نزوله من عرش القلب إلى فرش عنصر الهواء، ثم يصعد منه أثر إلى الصماخ، ومنه إلى العضلات، ومنها إلى الأعصاب والأرواح البخارية، ومنها إلى الدماغ، ومنها إلى الخيال حتى الناطقة، فهذا الترتيب الصعودي على عكس الترتيب النزولي، كان محييًا للموتى أعني النفوس الجاهلة مخرجًا لثمرات العلوم من أكمامها أعني فطرتها. ومن أسراره أن مساوقه الذي هو “القول” الذي عدده مأة وستة وثلاثون، وهو مبلغ عدد مساحة مربع زوج الزوج الأول، موافق لعدد “محيي كل حي”، وهو عدد “المؤمن”. وفي مجمع البيان قال الصادق (ع): البيان الاسم الأعظم الذي علم به كل شيء. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 164).

– مبيّن: (من الأسماء) بيّن لعباده توحيده وإلهيته بالدلائل الساطعة والحجج القاطعة (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 257).

 

Source URL: https://maarefhekmiya.org/14529/irfan16/