مصطلحات عرفانية | الجزء 18

by الشيخ حسن بدران | أبريل 26, 2022 6:40 ص

تعلّق

– كل ما هو مفتقر إلى موجد فهو في ذاته متعلّق ومرتبط إليه. فيجب أن يكون ذاته بما هي ذاته عين معنى التعلّق والارتباط. (عين اليقين، الفيض، 1: 337).

– المجعول بالجعل البسيط الوجودي لا حقيقة له متأصلة سوى كونه مضافًا إلى فاعله بنفسه، ولا معنى له منفردًا غير كونه متعلّقًا به، وتابعًا له، وما يجري مجراهما. كما أن الفاعل كونه متبوعًا ومفيضًا عين ذاته. (عين اليقين، الفيض، 1: 337).

تعيّن

– الممكن هو الوجود المتعيّن، فإمكانه من حيث تعينه، ووجوبه من حيث حقيقته؛ وذلك أن التعيّن نسبة عقلية، فهي بالنسبة إلى المرجح واجبة للمتعين. والتعيّن هو حدوث ظهور الوجود من وجه معين، يعينه القابل المُعَينُ للوجود بحسب خصوصه الذاتي، فيمكن بالنظر إلى كل تعين حادث للوجود أن ينسلخ الوجود عنه ويتعين تعينًا آخر وينعدم التعين الأول؛ إذ نفس التعين هو الواجب للوجود الحق الساري في الحقائق، بمعنى أنه شرط لظهوره في المراتب، لا لتحققه في ذاته، وإلا لانقلب الواجب ممكنًا. وليس كل تعين معين واجبًا له على التعيين إلا لموجباته. والوجود المتعين لا ينقلب عدمًا بل ينقلب تعيناته بتعينات أُخر غير تعينات قبلها. فتحقق من هذا حقيقة الإمكان للتعين المعين، وهو نسبة عدمية في الوجود، فهو بين عدم ووجود، فمهما رجع الحق إلى إفاضة نور الوجود على ذلك الوجه المعين بقي موجودًا. والتحقيق أنه لا يبقى آنَيْن بل يتبدل مع الآنات، وإن أعرض عنه التجلي الوجودي انعدم، وعاد إلى أصله. (عين اليقين، الفيض، 1: 67).

– التعيّن: التشخص والجزئية إنما يكونان بنحو الوجود؛ لأن الشيء إذا قطع النظر عن نحو وجوده، فالعقل لا يأبى عن تجويز الشركة فيه وإن ضم إليه ألف تخصيص؛ فإن الامتياز في الواقع غير التعين، إذ الأول للشيء بالقياس إلى المشاركات وفي أمر عام، والثاني باعتباره في نفسه حتى لو لم يكن له مشارك لا يحتاج إلى مميز زائد، مع أن له تعينًا في نفسه. نعم، لا يبعد أن يكون التميّز يوجب للشيء المادي استعداد التعين الوجودي؛ فإن المادة ما لم تكن متخصصة الاستعداد لواحد معين من النوع، لا يفيض وجوده من المبدأ الأعلى. وأما سائر الخصوصيات من الزمان، والمكان، والوضع، وغيرها من العوارض، فإنما هي من علامات التعين ولوازم الوجود، لا من مقوماته؛ لأن لكل منها ماهية وتعينًا، والكلام في تعينه عائد، فلا بدّ وأن ينتهي إلى ما يتعين بذاته، والمتعين بالذات ليس إلا أنحاء الوجودات. وجود كل شيء أمر شخصي، به يتعين ماهية ذلك الشيء، ويقبل الهذية، ويصير هذا الشخص المعين من جملة أشخاص مفروضة يحتمل ماهيته الشركة بينها في الذهن، ولها العموم والكلية بالنسبة إليها. وعند تحصل الماهية بهذا الوجود وهذا التشخص، استحال حصول غيره معه، ولا بدلًا منه ابتداءًا وتعاقبًا؛ فإذا كان تعين الماهية بوجودها، وكانت العوارض الشخصية لها من توابع وجودها ولوازم تعينها، كان جعلها ووجودها تابعًا لجعل الماهية ووجودها من غير علة. فالسؤال في طلب تعيين اللوازم كالسؤال في طلب تعيين الوجود من غير فرق. وقد ثبت أن سبب كل حادث حركة القابل. فإذن، المتكثر بذاته بالفعل هي الحركة؛ إذ ليست حقيقتها إلا التجدد والانقضاء، وأن يكون ماضيًا ولاحقًا. كما أن الجسم وجوده أن يكون هناك وهنا، فبوجود هذين الأمرين ينقسم المعاني بالعدد: فبالجسم ينقسم المعنى الواحد في الوضع، وبالحركة ينقسم في الزمان. ومن هاهنا قيل: التعين من لوازم الوضع والزمان؛ لأنهما لازمان لوجود الجسم والحركة. وبالوضع ينقسم الجسم بالقوة والإمكان، وبالزمان ينقسم الحركة بالفعل والوجوب، وبالأربعة ينقسم المعنى الواحد في الوجود. وقد ظهر من هذا أن كل ما تجرد عن المادة، فحق نوعه أن ينحصر في فرده. وكذلك، كل مادي يلحق مادته ما يمنعه من القطع والانفصال. فما لا سبب له أصلًا يتعين بنفس ذاته، وما له فاعل فقط من غير قابل يتعين بفاعله، وما له قابل إن اقترن به ما يمنعه من الانفصال يتعين بوضعه اللازم لقابله، وإلا فيتعين بوضعه وزمانه العارضين لقابله. والنفس تتعين بعلاقتها إلى ما هو كالقابل لها. وهذا التفصيل لا ينافي قولنا بأن تعين الشيء لا يكون إلا بنحو وجوده؛ لأن ما ذكرناه هي أنحاء الوجودات، والوجود مما يتعين بنفسه، ويتفاوت كمالًا ونقصًا، وغناء وفقرًا، وقوة وضعفًا. (عين اليقين، الفيض، 2: 124).

– التعين الأول: حقيقته تعالى من حيث المبدئية عبارة عن التعين الكلي الجامع لجميع التعينات الكلية والجزئية، الأزلية والأبدية، وتسمّى بالتعين الأول. (عين اليقين، الفيض، 1: 355).

– اعلم أن الذات من حيث هي لا تعين لها أصلًا، فإن التعين من أثار التجليات الأسمائية فأول التعينات هو التعين بالأسماء الذاتية في الحضرة الأحدية الغيبية، وبهذا يمتاز الحضرة الأحدية عن الحضرات الأخر، ثم بهذا التعين صارت مبدأ للتجلي الأسمائي فوقع التجليات الأسمائية في الحضرة العلمية، فتعين كل اسم بمقامه الخاص به، والتعين قد يكون وجوديًّا كالتعين بالأسماء الجمالية، وقد يكون عدميًّا كالتعين بالأسماء الجلالية، وقد يكون مركبًا بل كل التعينات لها شائبة التركيب فإن تحت كل جمال جلال وبالعكس، وأيضًا قد يكون التعين فرديًّا كالتعين بالأسماء البسيطة وقد يكون جمعيًّا والجمعي قد يكون محيطًا وقد لا يكون، وما يكون له أحدية جمع التعينات هو الاسم الأعظم والإنسان الكامل. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 30).

– التعينات: هي الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 62).

– اللاتعيّن: يراد منه عدم ملاحظة التعين الوصفي، وأما بحسب الوجود والهوية فهو عين التشخص والتعين والمتشخص بذاته والمتعين بنفسه. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 574).

 

تقوى

– التقوى لها مراتب، أدناها الاتقاء عن المحرمات، وأعلاها الاتقاء عن مشاهدة الغير مطلقًا المسمّى بالشرك، جليًّا كان أو خفيًّا، الموجب لحصول العلم الفرقاني والقرآني، المؤدي إلى التوحيد الجمعي الحقيقي المحمدي. (الأسرار، آملي، الصفحة 117).

– قال تعالى: ﴿إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا﴾ الآية، أي إن اتقيتم واحترزتم في معرفتي وعبادتي عن الشرك الجلي والخفي، جعلتكم أصحاب فرقان، أي أعطيتكم ووهبتكم علمًا فارقًا بين الحق والباطل، ونظرًا جامعًا بين الخلق والحق، وتمييزًا كاملًا بين الظاهر والمظهر، حتى تشاهدوني ظاهرًا في عين الباطن، وباطنًا في عين الظاهر، وأولًا في عين الآخر، وآخرًا في عين الأول. وكذلك في مراتب الوحدة والكثرة، والفرق والجمع، وغير ذلك من المراتب الإلهية، التي هي أعلى مراتب مشاهدة الأنبياء والأولياء عليهم السلام. (الأسرار، آملي، الصفحة 116).

– المتقين: عن رؤية الغير ومشاهدة السوى مع ذاته ووجوده. (الأسرار، آملي، الصفحة 296).

– كتابه تذكرة للمتقين: للتقوى مراتب عام وخاص وأخص العام هو الاجتناب عن الحرام والخاص هو الاجتناب عن الحلال إلا بقدر الضرورة والأخص الاجتناب عما سوى الله. وإذا أريد هذا ههنا أريد من الكتاب والتذكرة مرتبتهما الأعلى (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 663).

تكبير

– التكبير هو مقام توحيد الذات واستهلاك جميع الإنيات؛ لما ورد في معناه: أنه أكبر من أن يوصف، لا من كل شيء، معللًا بأنه لا شيء هناك. والتوحيدان الآخران [الصفتي والأفعالي] فيه على حد الاستتار عند أولي السابقة الحسنى من الأحرار. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 133).

تهليل

– التهليل هو مقام توحيد الصفات واضمحلال كل الكمالات بأن يرى العبد كل جمال وكمال وحسن وبهاء ظهور جمال الحق وكماله وتجلٍّ من تجليات جلاله. وكون التهليل لذلك المقام لما فيه من نفي الألوهية عن الغير، والألوهية هيهنا هي الألوهية الصفتية لا الفعلية. والتوحيدان الآخران [الذاتي والفعلي] فيه محجوب عند أرباب الأذواق والقلوب. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 133).

 

 

توبة

– قابل التوبات: التوبة ثلاثة أقسام: توبة العام، وتوبة الخاص، وتوبة الأخص. فالأولى هي الرجوع عن المعاصي، وهي توبة العصاة. والثانية التوبة عن ترك الأولى، وهى توبة الأنبياء الماضين (ع). والثالثة الرجوع عن الالتفات إلى غيره تعالى وتقدس، وهي توبة نبينا صلى الله عليه وآله المعصومين، فتوبتهم عبارة عن رجوعهم عمّا لعله صدر عنهم من عثرة التوجه إلى غير جنابه تعالى، وهي المعتبرة عند أهل السلوك. ثم إن التائب لا بدّ أن يتدارك بفعل ثلاثة أمور: أحدها بالقياس إلى الزمان الماضي، وثانيها بالقياس إلى الزمان الحاضر، وثالثها بالقياس إلى الزمان المستقبل. أما بالقياس إلى الزمان الماضي فهو ينشعب إلى شعبتين: أحديهما الندم على ما فات، والأسف على ما زلّت قدمه هاوية في الخطيئات. وثانيتهما التدارك لما وقع، وهو بالنسبة إلى أشخاص ثلاثة: الأول بالنسبة إلى الحق تعالى بالتضرع إلى حضرته والالتزام بخدمته والاعتكاف على بابه والاستكانة إلى جنابه. والثاني بالنسبة إلى نفسه حيث أبرز نفسه في معرض سخطه تعالى وأظلم عليها بأن يؤدي حقها بإصلاحها. والثالث بالنسبة إلى الغير الذي أذاه بالمضرات القولية والفعلية بأن يعتذر إليه قولًا وينقاد للمكافآت فعلًا ويرد حقه إليه أو إلى من يقوم مقامه ويتحمل الحدود المقررة لتلك الجنايات، وإن كان مقتولًا لم يمكن تحصيل رضائه ولكن بعد ما راعى الشرائط الأخر وحصل رضاء أوليائه عسى أن يشمله العناية العميمة والرحمة الواسعة. عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله: يا نبي الله، امرأة قتلت ولدها، هل لها من توبة؟ فقال صلى الله عليه وآله: والذي نفس محمد بيده لو أنها قتلت سبعين نبيًّا ثم تابت وندمت ويعلم الله من قلبها أنها لا ترجع إلى المعصية أبدًا يقبل الله توبتها (الحديث). وأما بالقياس إلى الزمان الحاضر فهو أن يترك الذنب الذي كان مباشرًا له في الحال. وأما بالنسبة إلى الزمان المستقبل فهو أن يصمّم عزمه على أن لا يعود إليه ولو قتل، وحينئذ يصدق فيه: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”. فهذه شرائط توبة العام، ومنه يعلم حال توبة الخاص. وأما الأخص فأمره أصعب، وفيها قيل: اليمين والشمال مضلتان. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 119).

 

Source URL: https://maarefhekmiya.org/14774/irfan19/