مصطلحات عرفانية | الجزء 26

مصطلحات عرفانية | الجزء 26

خفي

– عالم السر والخفيات: ومن الخفيات مقام الخفي من مقامات النفس مقام الخفا المشار إليه بقوله: “كنت كنزًا مخفيًّا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف”. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 124).

– مقام الأخفى: الفناء عن الفنائية في السفر الثاني. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 148).

خلافة

– قيل لكل واحد من أفراد البشر ناقصًا كان أو كاملًا نصيب من الخلافة بقدر حصة إنسانيته كما قال تعالى: ﴿هُوَ الذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأرْضِ﴾ يشير إلى أن كل واحد من أفاضل البشر وأراذلهم خليفة من خلفائه في أرض الدنيا، فالأفاضل مظاهر جمال صفاته في مرآة أخلاقهم الربانية فإنه سبحانه تجلى بذاته وجميع صفاته لمرآة قلوب الكاملين المتخلقين بأخلاقه، ليكون مرآة قلوبهم لجلال ذاته وجمال صفاته مُظهر أو مظهرًا، والأرذال يظهرون جمال صنائعه وكمال بدائعه في مرآة حرفهم وصنائعهم، ومن خلافتهم عن الله استخلفهم في خلق كثير من الأشياء، كالخبز والخياطة والبناء ونحوها فإنه تعالى يخلق بالاستقلال والإنسان يغزله وينسج منه الثوب بالخلافة، وعلى هذا القياس في سائر الصنائع والحرف ومن خلافتهم تدبير كل منهم ما يتعلق به من الأمور كتدبير السلطان لملكه، وصاحب المنزل لمنزله وأدناه تدبير الشخص لبدنه، والخلافة العظمى إنما هي للإنسان الكامل المربى لأفراد العالم كلها، بجهته الروحانية الآخذة عن الله ما يطلبه الرعايا، وبجهته العبودية المبلغة إليهم ذلك فإنه بهاتين الجهتين يتم أمر خلافته. (عين اليقين، الفيض، 2: 295).

– جمعية الخليفة: خليفته لقربه إليه ودنوه بعالم الوحدة والبساطة مخلوق بيديه اللطف والقهر، وهو مستجمع للصفات المتقابلة كحضرة المستخلف عنه. ولهذا اعترض على إبليس بقوله تعالى: ﴿ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي﴾ مع أنك مخلوق بيد واحدة. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 27).

– خلافة الأسماء: سعة دائرة الخلافة والنبوة وضيقها في عالم الملك حسب إحاطة الأسماء الحاكمة على صاحبها وشارعها، وهذا سر اختلاف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في الخلافة والنبوة. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 141).

– مظهر الاسم الجامع الأعظم الإلهي تكون خلافته باقية دائمة محيطة أزلية أبدية حاكمة على سائر النبوات والخلافات. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 141).

– دورة نبوات الأنبياء عليهم السلام دورة نبوته وخلافته؛ وهم مظاهر ذاته الشريفة؛ وخلافاتهم مظاهر خلافته المحيطة، وهو صلى الله عليه وآله خليفة الله الأعظم، وسائر الأنبياء خليفة غيره من الأسماء المحاطة، بل الأنبياء عليهم السلام كلهم خليفته، ودعوتهم في الحقيقة دعوة إليه وإلى نبوته (ص)، وآدم ومن دونه تحت لوائه. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 141).

– من أول ظهور الملك إلى انقضائه وانقهاره تحت سطوع نور الواحد القهار دورة خلافته (ص) الظاهرة في الملك. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 141).

– الخليفة يتصرف في ملك المستخلف له بما شاء، وتلك الخلافة لا تحصل إلا بعد تصرف الحق في العبد بما شاء وكما شاء وذلك إلى غاية أفق الفناء، وإذا فنى عن نفسه ذاتًا وصفة وفعلًا لا يكون تصرف ومتصرف ومتصرف فيه إلا من الله ولله وفي الله، وإذا رجعه إلى مملكته وقعت المجازات الإلهية بتصرف العبد في الخزائن فبوجه الخزائن لله والتصرف للعبد، وبوجه الخزائن والتصرف لله وبوجه هما للعبد وبوجه عكس الأول تدبر. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 47).

– ممد الهمم: القول الأقوم الموافق لكشف أهل المعرفة أن تصرفه وإمداده على الهمم لا يكون إلا من خزائن الجود الإلهي والكرم الربوبي ولا يكون له الاستقلال في التصرف، بل له الخلافة في جميع العوالم خلافة في الظهور والتصرف فبظهوره ظهرت الأسماء من غيب الهوية إلى حضرة الشهادة وتصرفه عين تصرف حضرات الأسمائية. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 48).

– اعلم أن نزول الخليفة والقطب في مراتب التعينات الخلقية وتطوره بالتطورات الأرضية والسماوية لم يصر أسباب احتجابه عن الخلق والحق وعن مراتب الوجود، فالولي والخليفة شاهدان للحضرات الأسمائية والتعينات التي هي الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية عند كينونتهما فيها من غير احتجاب، وكذلك يشهدان مراتب النزول الأسمائي والأعياني في الحضرة الغيب والشهادة إلى أن نزلا إلى الشهادة المطلقة فهما ذاكران للمراتب كلها (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 62).

– حقيقة ملك الاستخلاف إثبات الملك للمستخلف عنه وسلبه عن الخليفة، وحقيقة الخلافة هي الفقر المحض المشار إليه بقوله (ص): الفقر فخري. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 95).

– [أن نبينا (ص) نبي أزلًا بالنبوة التشريعية وغيره من الأنبياء لا يكون إلا عند البعثة]، فإن عينه الثابته جامعة لجميع أعيان الموجودات منهم المشرعين عليهم السلام فأعيانهم مظاهر عينه صلى الله عليه وسلم في الحضرة العلمية، وأعيانهم الخارجية مظاهر هويته التي هي الفيض المقدس والنفس الرحماني، وكل الشرائع مظاهر شريعته فهو خليفة الله أزلًا وأبدًا كما أنه نبي ورسول كذلك. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 180).

– الخلافة المعنوية التي هي عبارة عن المكاشفة المعنوية للحقائق بالاطلاع على عالم الأسماء أو الأعيان لا يجب النص عليها، وأما الخلافة الظاهرة التي هي من شئون الأنباء والرسالة التي هي تحت الأسماء الكونية فهي واجب إظهارها، ولهذا نص رسول الله صلى الله عليه وآله على الخلفاء الظاهرة والخلافة الظاهرة كالنبوة تكون تحت الأسماء الكونية فكما يكون النبوة من المناصب الإلهية التي من آثارها الأولوية على الأنفس والأموال، فكذا الخلافة الظاهرة والمنصب الإلهي أمر خفي على الخلق لا بدّ من إظهاره بالتنصيص ولعمر الحبيب يكون التنصيص على الخلافة من أعظم الفرائض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن تضييع هذا الأمر الخطير، الذي بتضييعه يتشتت أمر الأمة ويختل أساس النبوة يضمحل آثار الشريعة من أقبح القبائح التي لا يرضى أحد أن ينسبها إلى أوسط الناس فضلًا عن نبي مكرم ورسول معظم نعوذ بالله من شرور أنفسنا تدبر. (تعليقة على الفصوص، خميني، الصفحة 196).

خلق

– خالق: أصل الخلق بحسب اللغة التقدير فهو تعالى خالق باعتبار أنه يوجد الأشياء على وفق التقدير والتقدير إما الهندسة والذكر الأول، وإما قدره الذي هو علمه بالجزئيات هذا بحسب اللغة، وأما بحسب الاصطلاح فالخالق معناه موجد عالم الخلق والكائنات كما أنه باعتبار إيجاده العقول مبدع وباعتبار إيجاده السماوات مخترع (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 593).

– خالق كل مخلوق: أي معطي كمالهم الأول. رازق كل مرزوق: أي معطي كمالهم الثاني (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 202).

– حقيقة الخلق والإيجاد: اختفاء نور الحق تعالى في حجب أسمائه وفي حجب صور أسمائه. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 711).

– التعينات الخلقية: من العقل وما دونه. (مصباح الهداية، خميني، الصفحة 105).

خوف

– أمان الخائفين: الخوف له مراتب، ففي مقام خوف الموت قبل التوبة وخوف العقوبة، وفي مقام خوف المكر ﴿أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون﴾، وفي مقام خوف النقص عن درجة الأبرار إلى أن ينتهي إلى هيبة القهر عند مبادئ تجلي الذات وطمس رسم العبد. واعلم أنه إذا وصل السالك إلى درجة الرضا يبدل خوفه بالأمن ﴿أولئك لهم الأمن وهم مهتدون﴾، ﴿ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾، وفي مقام الفناء المحض لا خوف ولا خشية ولا دهش ولا هيبة لأن كلها أسام ورسوم لا بدّ من طمسها ومحقها فعند هذا هو تعالى أمان الخائفين ولا أمان فيما دونه إذ ما لم يصلوا إلى مقام الفناء لم يخلوا عن خوف أو خشية أو هيبة (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 221).

– مخوف محذر: الخوف كيفية نفسانية يتبعها حركة الروح البخاري إلى الداخل دفعة، والحذر هو الاحتراز فهذا كالأثر للخوف به يكون أظهر، فالخوف أمر نفساني والحذر أمر بدني (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 766).

خير

– الخير والشر معناهما ظاهر، وهما يرجعان إلى الوجود والعدم؛ لأن الوجود كله خير، والشر لا ذات له، بل هو عدم ذات، أو عدم كمال لذات.. وكل ما لا يكون كذلك فهو خير. فالوجود من حيث إنه وجود خير محض، والعدم من حيث إنه عدم شر محض. فكل ما وجوده أقوى فخيريته أتم وأوفر، وكل ما وجوده أضعف فخيريته أنقص وأقل، إلى أن ينتهي إلى أضعف الموجودات، وهو المادة الجسمانية التي هي قوة الوجودات، فهي قوة الخيرات. (عين اليقين، الفيض، 1: 100).

– الخيرات قد تكون حقيقية وقد تكون إضافية. (عين اليقين، الفيض، 1: 100).

– قدّر الخير والشر: في لفظ قدّر إشارة إلى أن الشر في القدر العيني لا في القضاء؛ لأن القضاء عالم تصالح الأضداد بريء عن الشرور مصون عن التفاسد الذي هو منبعها، بل لا شر في عالم السماوات إذ لا تضاد هناك فلا تفاسد فلا شر، إنما هو في عالم الكون والفساد وذلك في أفراد نادرة في أوقات قليلة مع أنه عدمي يختلف بالإضافة أيضًا، ولذلك كان تقدير الشر بالعرض. (شرح الأسماء، سبزواري، الصفحة 597).

– إن الوجود خير وشريف وبهاء وسناء، وإن العدم شر وخسيس وظلمة وكدورة، فهو الخير المحض والشرافة الصرفة التي يشتاق إليه كل الأشياء، لكن كل ذلك لا بمعناه المصدري والمفهوم الانتزاعي الاعتباري، بل بما إنه حقيقة الوقوع في الخارج وعين الأعيان الخارجية ومتن الحقائق النفس الأمرية، وأصل التحقيقات ومذوت الذوات ومجوهر الجواهر ومحقق الأعراض. فكل خير وشرف وحقيقة ونور، مرجعه الوجود، وهو الأصل الثابت والشجرة الطيبة، وفروعه ملأت السماوات والأرض والأرواح والأشباح. وكل شر وخسة وبطلان وظلمة مرجعه العدم وهو الشجرة الخبيثة المظلمة المنكوسة وما لهذه الشجرة من قرار. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 133).

– الماهية من حيث ذاتها لا تتصف بالخيرية والشرية لأنها ليست إلا هي، ومع ذلك بحسب اللاقتضائي الذاتي والإمكان المهيتي كانت هالكة زائلة باطلة، وإذا خرجت من حدود بقعة العدم ودار الوحشة، وانعكفت إلى باب أبواب الوجود وشربت من عينه الصافية تصير شريفة خيرة بالعرض والمجاز. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 134).

– كلما كان الوجود أتم وأكمل كان الخير والشرافة فيه أكثر، إلى أن ينتهي إلى وجود لا عدم فيه وكمال لا نقصان فيه، فهو شرف لا خسة فيه وخير لا شرية فيه، وكل الخيرات والشرافات من إفاضاته وإشراقاته وتجلياته وأطواره وتطوراته ولا خير وكمال حقيقي ذاتي إلا له وبه ومنه وفيه وعليه، وسائر المراتب لها خيرات باعتبار الانتساب إليه ومظهريتها له، وأما باعتبار الانتساب إلى أنفسها فلا كمال لها ولا خيرية ولا حقيقة ولا شيئية. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 134).

– الخير لكونه منه لا بدّ من حمده تعالى عليه، والشر لكونه من جهة النفس وحيثيتها الخلقية فلا لوم إلا لها. فالفيض والخير والشرافة منه والشر والنقصان والخسة منا. وإن كان الكل من عند الله بوجه. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 135).

– [يقول ملا صدرا:] والحاصل إن النقائص والذمائم في وجودات الممكنات ترجع إلى خصوصيات المحال والقوابل لا إلى الوجود بما هو وجود. (شرح دعاء السحر، خميني، الصفحة 135).

 


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
مصطلحات عرفانية

المقالات المرتبطة

لاهوت التكفير وإشكاليّة التنزيل والتأويل

يتحدث القرآن الكريم في تحريف كلام الله والكلم في أربع آيات، وفي كتمان الكتاب وما أنزل من البينات والحق في حوالي ست آيات، وفي لبس الحقّ بالباطل في آيتين

الإسلام والمسيحيّة في نزوعهما الإنسانيّ نحو الإله

يؤسس سماحة الشيخ شفيق جرادي في البحث الذي بين أيديكم لمركزية الإنسان في الأديان التوحيدية،

تسبيحة السيدة الزهراء عليها السلام في روايات الأئمة (ع).

“إنّا لنأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (ع) كما نأمرهم بالصلاة فالزمْه فإنّه ما لزمه عبدٌ فشقي”

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<