مشاريع فكرية 20 | الأستاذ حسن رحيم پور أزغدي

مشاريع فكرية 20 | الأستاذ حسن رحيم پور أزغدي

المواليد: 1965 م في مدينة مشهد الإيرانيّة.

الدراسة: بدأ دروسه الحوزوية في >مدرسة الفيضية< بقم، لكنه لم يتلبّس بالزي الحوزوي.

ويُعدّ حسن رحيم پور من المفكّرين والمنظّرين المشتغلين بنقد الفكر والثقافة الغربية.

المناصب التي شغلها:

– عضوية المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران.

– عضوية شورى ممثلية الولي الفقيه في الجامعات.

– رئاسة مؤسسة >طرحي براي فردا<.

 محاولات الاغتيال

في العام 2011 م، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية عن إلقاء القبض على أعضاء شبكة إرهابية كانت تخطط لاغتيال حسن رحيم ‌پور، وقد أيّد هو هذا الخبر، وأضاف أن هذه هي المرّة الثالثة التي يتعرّض فيها لمحاولة اغتيال.

لمحة عن مشروع رحيم پور ازغدي

ألِفَت الناسُ – لا سيما في بلادنا العربية – أن يكون من يُلقي المحاضرة الدينية رجل دين بزي حوزويٍ معروفٍ من العِمّة والجُبّة والعباءة، وأن لا يتكلّم إلا في أمور الدين والأحكام الفقهية، ويدع عنه شأن توعية الناس في أمور دنياها وما يُراد لها في متاهات السياسة ويُحاك ضدّها في غُرف الاستعمار، هكذا درج الحال لقرونٍ متمادية، ما خلا فترات زمانية متقطّعة لا يكاد التاريخ يذكرها إلا بشيء من الاستحياء، كمالك بن نبي وعلي شريعتي مع ما عليها من ملاحظات.

وعلى الرغم من أهمية التوعية في أمور الدين وحلاله وحرامه، فإنه الشرعة التي سنّها الله تعالى لعباده في الوصول إلى السعادة الحقيقية، إلا أن ذلك لا يستقيم ما لم تستقم أمور الدنيا وتتطاوع لأهلها؛ فإن الاضطراب والاستعمار والغوغاء تسبب تشتت البال وتقطّع الحال وأنى للمرء التعبّد بخاطر مرتاح وهو في معمة الاضطرابات والفتن؟

وما أمسّ حاجة الناس اليوم إلى رجلٍ نَبِهٍ يأخذ على عاتقه توعية الناس ويخرجها من عتمة الغفلة والإهمال واللامبالاة إلى نور الوعي والفطنة والنباهة، ويحذّرها مكائد المستعمرين والمتربّصين وما يقومون به في دقائق حيلهم وحروبهم الناعمة.

ومن أهم ما يُشار لهم اليوم بالبنان في هذا الشأن هو الأستاذ الإيراني حسن رحيم پور أزغدي؛ حيث برزت هذه الشخصية من خلال محاضراتها التوجيهية والتوعوية التي غلب عليها طابع نقد الغرب ومخطّطاته الاستعمارية في الفكر والثقافة والعلم والاقتصاد والسياسة.

وهو محسوب على الجيل الجديد لخطباء التيّار الأصولي.

وفي هذا الخصوص يمكن التركيز على جانبين من جوانب ظاهرة الأستاذ رحيم پور أزغدي، هما:

الجانب الأول: أسلوبه ومخاطبيه:

فقد عُرف هذا الأستاذ أكثر ما عُرف في أوساط الطلبة – جامعيين وحوزويين – ومثقّفي المجتمع والشرائح الفكرية والموظفين ومنتسبي قوى الأمن والجيش في أماكن عملهم؛ فلم يشتهر بمحاضرات تقليدية في تجمعات تقليدية إلا بعض كلماته قبيل صلاة الجمعة أحيانًا أو مناسبات قليلة أخرى.

كما كانت له عدّة مناظرات مع مفكّري الجناح الإصلاحي في إيران وواضعي استراتيجياته، كسعيد حجّاريان  وصادق زيباكلام وغيرهم.

ولذا فقد كانت أكثر نشاطاته وفعّالياته بين تجمعات نخبوية تتمتّع بمستوى متوسّط – نوعًا ما – من الثقافة والوعي.

كما يُلاحظ أنه لم يجلس على منبر قط، بل تُهيأ له – عادةً – طاولة يوضع عليها لاقط صوت وكأس من الماء فقط.

وقد شدّ هذا الأسلوب وجذب كثيرًا ممن قد لا تروقهم المجالس والمحاضرات التقليدية الرائجة، وفي هذا جِدة للرجل في هذا العصر.

فإذا انتهى من المحاضرة أو الكلمة انهالت عليه الأسئلة والملاحظات، فيأخذ بالجواب عليها ومناقشتها بمقدار ما يسمح له الوقت.

الجانب الثاني: المواضيع التي يؤكّد عليها:

الجانب الآخر الذي يستدعي الانتباه في مشروع الأستاذ رحيم پور أزغدي هو الموضوعات التي يركّز عليها في محاضراته؛ فقد اختلفت عن الموضوعات التي اعتاد الخطباء على طرحها في مجالسهم الدينية.

ومع ذلك فإن الرجل لا يبتعد كثيرًا عن المسائل والمناسبات الدينية المختلفة، حيث يوظّفها توظيفًا جيّدًا في تحليلاته وتنظيراته الجديدة والمعاصرة.

فإذا تكلّم في مناسبة تخصّ الإمام علي (عليه السلام)، تراه يتكلّم عن نظرية العدالة عند الإمام (سلام الله عليه) واختلافها عن العدالة المزعومة في الغرب، كما يتكلّم عن نموذجه (عليه السلام) في الحكم ومقاربة ذلك بنظام ولاية الفقيه.

وإذا تكلّم عن الإمام المهدي (سلام الله عليه)، ذكر سموّ حضاراته الموعودة ورُقيّ دولته وتطوّرها العلمي والتقني والإداري الممزوج بالمعنويات والعبودية والطاعة لله سبحانه وتعالى، خلافًا للحضارة الغربية التي انغمست في المادّة والمادّيات.

وإذا تكلّم عن السيدة الزهراء (سلام الله عليها)، تناول دور المرأة في الحياة المعاصرة وبناء الحضارة الإسلامية الهادفة، فينتهز هذه الفرصة في نقد النموذج الذي يقدّمه الغرب للمرأة، وفضح الأهداف التي حَمَلت الغرب على تقديم هذا النموذج المبتذل، ويشدّد على ذمّ هذا النموذج وأنه لا يستحق الاقتداء به؛ لأنه مخالف للفطرة الإنسانية والنواميس الإلهية.

وإذا تكلّم عن عصر الجاهلية الأولى، قارن ذلك مع عصر الجاهلية المعاصرة المستوردة من الغرب، وأن الجاهلية كانت أكثر تحضّرًا وإنسانيةً من الجاهلية المعاصرة؛ لأن أولئك كانوا يتمتّعون بشيء من الأخلاق، إلا أن هؤلاء خلوٌ من الأخلاق والإنسانية.

ومن الموضوعات اللافتة أيضًا أنه يقف كثيرًا – وفي مناسبات مختلفة – عند كيفية سرقة الغرب العلمَ والتقدّمَ من المسلمين، والتسبب لهم – في مقابل ذلك – بالخلافات الطائفية والعصبيات القومية والشحناء القبيلية، لإشغالهم عن مواصلة درب المتقدّمين في التطوّر والتقدّم والازدهار.

وكأنه يريد من هذا كله التنظير لنحت مفاهيم إسلامية مستحدثة تناظر في معانيها ما يطرحه الغرب من مفاهيم يصدّرها إلى العالم محاولًا استمالتهم إلى فكره وثقافته.

وهدفه من ذلك هو الإسهام في تشييد أيديولوجيا إسلامية حديثة تواكب الأيديولوجيات الغربية الزائفة.

المجالات التي تتناولها محاضرات رحيم پور أزغدي:

  1. نقد مباني الفكر الغربي.
  2. نقد تاريخ تطوّر العلم في الغرب.
  3. تحليل ونقد مخطّطات القوى الاستعمارية في الهيمنة على العقول والثقافات.
  4. التنظير للأطروحة الإسلامية في الحكم وإدارة الدولة والمجتمع.
  5. أدلجة الأحكام الإسلامية والتوجيه لها وفق منظور معاصر.
  6. التأكيد على ضرورة إقامة الأحكام الإسلامية في المجتمع.
  7. التشديد على دعم أطروحة ولاية الفقيه وحاكمية الإسلام.

من آراء الدكتور رحيم پور أزغدي:

  1. ضرورة تغيير وضع الحوزات العلمية من الحالة الخارجة عن سيطرة الدولة، وذلك بدمجها في هيكل الدولة.
  2. انتقاد الإفراط في إقامة مراسم العزاء المختلفة وجعلها عشرة أيام فاطمية ومحسنية وغيرها، وإنما الاقتصار على عشرة محرّم وليالي الشهادات والولاداة البارزة.
  3. الاعتقاد بوجود العلمانية في الحوزات العلمية وضرورة العمل على دحضها وتزييفها، وقد أثارت كلمته بهذا الصدد في مدرسة الفيضية في قم عام 2018م لغطًا كبيرًا وخلّفت ردود فعل مختلفة، وقد صدرت ضدّه عدّة بيانات من بعض مراجع التقليد هناك.
  4. دعوته إلى وجوب التجديد في الاجتهاد الفقهي، وأن لا يصار إلى تكرار المكرّرات وحلّ المسائل التي حُلّت من قبل، بل العمل على معالجة المسائل التي لم يوجد لها حلّ إلى الآن.

من الآثار المطبوعة لرحيم پور أزغدي:

  1. الحسين (ع) العقل القاني (حسين (ع) عقل سُرخ)
  2. سنبني حضارة الغد (تمدن را مي سازيم) (وقد تُرج إلى العربية وطبع في قم)
  3. علي والمدينة التائهة (علی (ع) و شهر بي آرمان)
  4. المهدي (ع)، عَشرُ ثورات في ثورة (مهدی (ع)، ده انقلاب در يک انقلاب)
  5. محمد (ص) نبي إلى الأبد (محمد (ص)، پيامبری براي هميشه) (وقد تُرجم إلى اللغة العربية وطبع في بغداد)
  6. العقلانية: بحث في مباني علم الاجتماع (عقلانيت، بحثي در مباني جامعه‌شناسي)
  7. الفقه ونظرية الدولة (فقه وتئوري دولت)
  8. خمس مقالات (پنج گفتار) (وقد تُرجم إلى اللغة العربية وطبع في دار المعارف الحكمية ببيروت)
  9. المداراة لا عن طريق التعددية (مدارا، نه از راه پلوراليزم)
  10. محاورة انتقادية في العلوم الاجتماعية (گفتگوي انتقادي در علوم اجتماعي).

وله مقالات ومحاضرات عدّة.

ملاحظات على الدكتور رحيم پور أزغدي:

  1. استخدام الشدّة والغلظة في الكلام.
  2. الإفراط في التركيز على نقد الغرب والفكر الغربي.
  3. الافتقار إلى تدوين الفكر وتقديمه على شكل كتب مكتوبة بيده وفق الطريقة العلمية في منهج البحث؛ إذ اقتصرت كتبه ومؤلفاته على تدوين محاضراته وتحويلها إلى كتاب.
  4. يُلاحظ عليه البعض عدم تخصصه أكاديميًا وافتقاره للعمق التخصّصي.


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
الأستاذ حسن رحيم پور أزغديمشاريع فكرية

المقالات المرتبطة

مبادئ الإبستمولوجيا في الفلسفة الإسلاميّة

تمتاز المعرفة الحضوريّة بموضوع ذاتيّ، فلا مجال فيها للمحاكاة لغياب الموضوع الموضوعيّ. وبالتالي، لا تصدق قسمة التصوّر والتصديق المنطقيّة بحقّها

في الشعر والتصوف شذرات للنقاش

التقسيم التقليدي للعلوم يعين الشعر من الفنون الأدبية، والتصوف من المدارس الفلسفية لكن التجربتين الشعرية والصوفية تنهلان من مصادر مشتركة

نحو بلورة اتجاه إسلامي للتنمية

“التنمية”، لغةً، مصدر للفعل المزيد “نمَّى” من الفعل الثلاثي “نما” الذي مصدره “النمو”. ما يعني أنّ مفهوم التنمية على علاقة بمفهوم النمو

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<