رؤية الدكتور طه حسين لخلافة الإمام علي (ع) وحكومته

رؤية الدكتور طه حسين لخلافة الإمام علي (ع) وحكومته

المقدمة

في الفترة المعاصرة، وبعد التطورات التعليمية والثقافية منذ ظهور الحداثة المعاصرة، بدأت إعادة قراءة قضايا التاريخ المبكر للإسلام، بما في ذلك حكم الخلفاء الأوائل، من قبل مفكرين معاصرين، شملت هذه الجماعات الفكرية المستشرقين والنخب الإسلامية الذين على عكس مجموعة النخبة التقليدية، تلقوا تعليمًا غربيًّا داخل أو خارج الأراضي الإسلامية. قدمت إعادة قراءة للتاريخ المبكر للإسلام من قبل هذه الجماعات الفكرية، وذلك في بعض الحالات قراءات حديثة، أضاءت آفاقًا جديدة من الزوايا الخفية للقرون الأولى، توفق بين القراءتين الشيعية والسنية للأحداث الإسلامية التاريخية المبكرة.

يهدف هذا المقال إلى فهم وجهة نظر وقراءة فكر الدكتور طه حسين، المفكّر المصري المعاصر في القرن العشرين، وذلك فيما يتعلق بخلافة الإمام علي (ع). لذلك، فإن السؤال الرئيسي لهذا البحث هو: هل أن طه حسين حكم على الإمام علي (ع) ووصفه، ووصف حكومته؟

والهدف من بحثنا أيضًا حول فكر طه حسين ورؤيته لحكومة أمير المؤمنين(ع)، أن طه حسين كان من الشخصيات البارزة في الأدب المعاصر، وبسبب شهرة نظرياته حول الأدب العربي وآرائه الأدبية والثقافية والتاريخية الأخرى، فقد تركت أعمال طه حسين أثرًا بحثيًّا كبيرًا في فكر ورؤية من جاء بعده.

كما يحتّم علينا واقع الإرهاب، الذي يحاصرنا من كل جانب، وتوغل الأفكار الإرهابية في الجسد العربي كالسرطان، أن نبحث جذور المشكلة كي نتعرف على أصل العلة، وهل ثمة سوابق تاريخية لما يدور الآن، أم أنها حدثت على حين غفلة من التاريخ؟[1]. وبعد طول بحث وجدت أن رحلة القتل ضاربة بجذورها في عمق تاريخنا، وأن الفتنة الكبرى التي وقعت منذ قرون بعيدة ما زالت حاضرة. وكان الأقرب لروح الحياد، والأقرب للمنهج العلمي في تناول هذه الفتنة التي ضربتنا، وما زالت تضربنا، ومرجعنا هو كتاب الدكتور طه حسين عن الفتنة الكبرى، فقد حاول عميد الأدب العربي قدر طاقته البشرية أن يكون محايدًا، فكان – بصفة عامة – أقرب إلى الروح العلمية في التناول، وربما يرجع ذلك إلى أن الفتنة التي تحدّث عنها في كتابه وقعت أحداثها منذ قرون، ولم نعد أطرافًا بها. ويقع الكتاب في جزأين، تناول الجزء الأول عصر عثمان بن عفان، باعتبار الفتنة بدأت في عصره، وبحث الجزء الثاني عصر علي بن أبي طالب وبنيه[2].

المحور الأول

الخلافة عند طه حسين

خصّص طه حسين المجلد الثاني من كتاب الفتنة الكبرى للإمام علي (ع) وابنيه، وهما الإمام الحسن (ع)، والإمام الحسين (ع). لذا، للوهلة الأولى، يمكن التخمين أن مؤلف أحداث عصر هؤلاء الأئمة الثلاثة مع الخليفة الثالث يعتبر أهم الأحداث التي أصبحت نقطة الانقسام والعداء بين أبناء الأمة.

في غضون ذلك، حاول إعادة قراءة القضية وتحليلها بطريقة غربية استشراقية، بغض النظر عن المشاعر والحالات المزاجية كمؤرخ محايد[3]. لذلك، أخذ هذا المؤلف بعين الاعتبار نقطة البداية للفرق بين المسلمين ليس من وقت وفاة النبي (ص) والخلفاء الثلاثة، ولكن من عام 23 هـ وما بعده. ووفقًا له، فإن طريقته تستند إلى المنهج العلمي وخالية من المشاعر الدينية الشيعية والسنية. ومحاولة طه حسين ناجحة إلى حد ما، ولكن في نص الكتاب، غالبًا ما نَأَتْ بنفسها عن المنهج العلمي.

إحدى طرق النص العلمي التاريخي هي ذكر المراجع، وكذلك الوثائق عند قبول أو رفض عنصر إخباري. لكن طه حسين رفض التعليق. في المجلد الثاني من هذا الكتاب، يستشهد بليزيري أكثر من الطبري، مما يدل على ثقته البليغة في هذا المصدر. كما أن طه حسين في رفض أو قبول بعض الروايات، يكتفي فقط بذكر عبارات مثل “لكن أنا مؤمن / إيماني … / إيمان”[4].

البنية الاجتماعية في المدينة عند طه حسين

التفت طه حسين في كتابه إلى جزئية هامة، وهي أثر الدين الجديد في البنية الاجتماعية، وما أدّى إليه من اختلاف معايير التفاضل بين الناس في المجتمع، فوجد أن النظام الجديد قام على عدة عوامل من أهمها العنصر الديني، فعلى الرغم من نفيه كون نظام الحكم أيام النبي (ص) وأيام خليفتيه كان نظامًا دينيًّا، إلّا أن ذلك لم ينف تأثر النظام الجديد بالدين، فقد كان مفروضًا على الحاكم الالتزام بما جاء به الدين الجديد من ضرورة إقامة الحق وإقرار العدل بين الناس.

ولم يقتصر دور الدين على الالتزامات المفروضة على الحاكم، بل أصبح جزءًا من حياة الناس، شكّل ضمائرهم واعتبر مرجعيتهم الأولى بديلًا عن مرجعياتهم السابقة. إلّا أن ثمة عنصرًا آخر كان غاية في الأهمية ألا وهو تشكل طبقة أرستقراطية جديدة، لكنها أرستقراطية من نوع لم يكن معروفًا من قبل، أرستقراطية لا تقوم على ما قامت عليه سابقاتها من تمايز على أساس القوة أو الثروة أو المكانة الاجتماعية، لكنها قامت على الاتصال بالنبي (ص) أيام حياته، ومدى الاستجابة لأوامره في أوقات السلم والحرب على حد سواء. فقد نالت هذه الطبقة مكانة خاصة لدى النبي (ص)، ومن ثم لدى كافة المسلمين من بعده، فكان لها دور شديد الأهمية بدءًا من وفاة النبي (ص)، وتحول الحكم إلى الأقرب من رسول الله (ص)، فكان الحكم في المهاجرين، والمشورة في الأنصار.

وقد كان هدف أبي بكر وعمر في البداية أن يكون الحكم في المهاجرين على عمومهم، ولكن قريشًا طوعت الأمر لصالحها، ورأت أن الحكم لا يكون إلا في قريش. وقد حاصر عمر بن الخطاب طبقة المهاجرين الأوائل  في المدينة، خوفًا عليها ومنها، خاف أن تخرج فتُفتن بمكانتها بين المسلمين وتستغل هذه المكانة بما لا يتفق ومصلحة الناس، وخاف أن يُفتن بها الناس وينزلونها فوق ما يجب، ولكن كان لعثمان مع هذه الطبقة شأن آخر[5].

انتهت خلافة عمر بمقتله على يد أبي لؤلؤة، ولكنه قبل موته رشّح للمسلمين ستة أسماء ليختاروا خليفتهم من بينهم، وهم: (عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص).

ولكن هؤلاء الستة واجهتهم مشكلة كبيرة، وهي أنهم جميعًا مرشحون للخلافة، وفي نفس الوقت هم من أوكل إليهم أمر الاختيار، ونَزْعًا لهذا الخلاف قام عبد الرحمن بن عوف بسحب نفسه من هذا الأمر على أن يختار للمسلمين من بين هؤلاء المرشحين، وغاب طلحة بن عبيد الله، لأنه لم يكن في المدينة آنذاك، وبعد أخذ ورد استقر الأمر لعثمان، وتمت مبايعته بالخلافة.

ولكن يبدو أن عثمان كان على موعد مع الأزمات، فما أن بويع بالخلافة حتى واجهته مشكلة كبيرة، وهي مشكلة عبيد الله بن عمر بن الخطاب، الذي قتل الهرمزان وجفينة وابنة أبي لؤلؤة ثأرًا لأبيه، فانقسم الناس في شأنه إلى فريقين، فريق يرى أن يقام عليه الحد ويُقتل، وفريق آخر يقول: قُتل عمر بالأمس ويُقتل ابنه اليوم؟ .. إلا أن عثمان استطاع أن يتجاوز هذا الأمر، واعتبر نفسه وليّ المجني عليهم، ودفع الدية عن ابن عمر، وأنهى الأمر قبل أن يتفاقم.

وأخذ طه حسين يعدّد في كتابه تفاصيل مخالفة عثمان لسياسة عمر، فكان الشرط الذي اختار عليه الناس عثمان للخلافة هو أن يلتزم بسيرة النبي (ص) وخليفتيه أبي بكر وعمر، ولكنه خالف ذلك منذ بدء خلافته، كما يرى طه حسين، فبدأ خلافته بالتوسعة على الناس فزاد في أعطياتهم، وكأنها إشارة لانتهاء الشدة التي سادت عهد عمر، راغبًا من وراء ذلك أن يتقرب للناس بهذه الأعطيات، ولم تقتصر توسعته على العامة فقط، بل تجاوزتهم إلى الأعلام من أصحاب النبي (ص) فوصلهم بمئات الآلاف من بيت مال المسلمين. وبعد أن حصر عمر كبار الصحابة في المدينة، أذن لهم عثمان أن يتفرقوا في الأمصار ويتحركوا بكامل حريتهم، دون خوف عليهم من الفتنة أو خوف على الناس من الافتتان بهم.

لكن، كما يرى طه حسين أن عثمان لم يقصد بهذا مخالفة سيرة سابقيه أبي بكر، ولكنه وجد سعة من المال فوسّع على المسلمين، ولم يجد حرجًا أن يختص كبار الصحابة بالنصيب الأكبر من هذه الأموال. ووفقًا لما أورده العميد، فإن ثمة شبه إجماع بين المؤرخين على أن أول ستة أعوام من خلافة عثمان لاقت قبولًا عامًّا، حيث تيسرت على الناس حياتهم، بعد أن أخذهم عمر بالشدة مدة عشرة أعوام[6].

المحور الثاني

الثورة … الفتنة

ومن المآخذ التي أُخذت على عثمان هو أنه آثر أقرباءه من بني أمية بالولايات الهامة (الشام – مصر – الكوفة – البصرة)؛ لأن بها الجند المقيمين، وبها الحضارة المستقرة المترفة، وبها الأرض الخصبة، وفيها الذمّيون الذين يدفعون الجزية، وإليها تُجلب الغنائم حيث كانت في حالة تماس جغرافي مع أماكن الفتح. فولّى الوليد بن عقبة الكوفة، وحين عزله عنها ولّى أموي آخر مكانه هو سعيد بن العاص، وأقرّ معاوية بن أبي سفيان على الشام ووسّع دائرة حكمه أيضًا، وعمرو بن العاص ومن بعده عبد الله بن أبي سرح على مصر، وعزل أبا موسى الأشعري عن البصرة، ونصّب ابن خاله عبد الله بن عامر عليها وهو ابن خمس وعشرين سنة.

أضف إلى ذلك عدم تفرقة عثمان بين بيت مال المسلمين وماله الخاص، والذي أعطى الكثير منه لغير مستحقيه كهدايا، ومعاملته كل من أبي ذر وعبد الله بن مسعود بالشدّة حين نصحاه وطالباه بتعديل سياسته. كل هذه العوامل جعلت عميد الأدب العربي يستبعد أن يكون عبد الله بن سبأ هو الذي هيّج الأمصار على عثمان، فما كان لرجل واحد لا وزن له أن يقلب موازين الدولة.

ولم يكن الصحابة بهذه السذاجة كي يوقع بينهم ابن سبأ هذا، فإن كان له دور فهو دور هزيل، لأن أسباب الفتنة كانت قائمة، صنعتها محاباة عثمان لأقربائه، وسياسته المالية التي خلقت نوعًا من الفجوة الاقتصادية، وبالتالي الطبقية داخل المجتمع آنذاك. فأحس البعض بالظلم، وأحس آخرون بالغيرة والحسد على من أنعم عليهم عثمان، فكانت الفتنة التي راح ضحيتها عثمان نفسه[7].

وإذا كانت الفتنة قد بدأت في النصف الثاني من عهد عثمان، إلا أنها لم تنته بقتله، وكان أول ما واجه المسلمين بعد موت عثمان، هي من سيدير شؤون الدولة ويقتص للخليفة المقتول؟ وبعد أخذ ورد تمت مبايعة علي بن أبي طالب (ع) بالخلافة بعد مرور حوالي أسبوع على مقتل عثمان، ولكن معاوية، الذي كان يحكم الشام آنذاك لم يبايع. وبقيت مشكلة القصاص لعثمان من قاتليه قائمة، حيث رأى عليّ (ع) أن الاقتصاص من قتلة عثمان يحتاج بعض الوقت، لأن قاتليه ما زالوا يحتلون المدينة، وأن أي محاولة للتحقيق في الأمر سوف تبوء بالفشل، فبعد استتباب الأمر يتم التحقيق ومعاقبة الجناة.

ولكن معاوية أبى إلا أن تتم معاقبة القتلة أولًا قبل أن يبايع عليًّا (ع)، رغم أن معاوية نفسه لم يُعجّل لإنقاذ عثمان حين حوصر في بيته، وكان قد بعث إليه وإلى غيره من عمّاله لينقذه من محاصريه، ولكنه أبطأ حتى قُتل عثمان. ولم يتوقف الأمر عند معاوية بن أبي سفيان، بل إن أم المؤمنين عائشة انضمت إلى المطالبين بدم عثمان وامتنعت عن مبايعة عليّ (ع)، وخرجت مع كل من طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام على رأس حوالي ثلاثة آلاف مقاتل إلى البصرة. ولما علم عليّ (ع) بأمر ثورتهم عليه ورفضهم مبايعته، قرر أن يحيد عن مقاتلة معاوية حتى يفرغ من أمر هؤلاء، فكانت موقعة الجمل بين عليّ (ع)، وحلف عائشة وطلحة والزبير. وكان النصر حليف عليّ بن أبي طالب (ع) في هذه المعركة، وقُتل فيها طلحة والزبير، وعادت السيدة عائشة إلى بيتها في المدينة.

التحالف القرشي القديم

وما كاد يفرغ الإمام عليّ (ع) من قتال حلف طلحة والزبير وعائشة حتى كان على موعد مع معاوية، وقد حاول عليّ (ع) في بداية الأمر أن يحقن دماء المسلمين، فأرسل إلى معاوية يدعوه إلى مبايعته، ولكن معاوية ماطل وأبى أن يستجيب لطلب عليّ (ع)، إلا بشرط، يعرف جيدًا أنه لم يكن في مقدور عليّ (ع) في هذا الوقت، ألا وهو أن يدفع إليه الرجال الذين قتلوا عثمان. وكان يهدف معاوية من وراء ذلك أن يثبت لأهل الشام حسن نيته، وأنه ليس طامعًا في الخلافة، وما أراد إلا أخذ حق عثمان. ووصل الأمر إلى طريق مسدود، فحشد كل طرف أنصاره وكانت موقعة صفين، وكان ما كان من القتال في معركة صفين بين جيشي عليّ (ع) ومعاوية.

وبعد طول عراكٍ بين الجيشين كاد جيش عليّ (ع) أن يظهر على جيش معاوية، فكانت الحيلة التي لجأ إليها معاوية كي يهرب من هزيمة منكرة هي رفع المصاحف على أسنة الرماح، والدعوة إلى تحكيم كتاب الله، رغم أن الأمور كانت واضحة غاية الوضوح، لكنه أراد بذلك أن يفوّت على خصمه نصرًا محقّقًا، وأن يدب الخلاف بين أنصار عليّ (ع)، وقد حدث ما أراد معاوية، حيث اختلف أنصار عليّ (ع)، أيّد بعضهم التحكيم، ورفضه البعض الآخر، ولكن الأغلبية كانت مع التحكيم، فنزل عليّ (ع) على رغبتهم على كره منه، ولكن التحكيم لم يسفر عن شيء ذي بال، بل أسفر عن مزيد من الانقسام، وعاد عليّ (ع) دون نصر، وعاد معاوية يستجمع قواه من جديد، حتى كان قتل عليّ (ع)، وتولية ابنه الحسن (ع) لعدة أشهر، تنازل بعدها لمعاوية بن أبي سفيان[8].

نقد طه حسين لعثمان

نود أن نشير إلى أن طه حسين قد انتقد عثمان نقدًا شديدًا، وآخذه على تولية أقربائه وأتباعه سياسة مالية مخالفة لسياسة عمر، إلا أنه لم يتعرض بالنقد إطلاقًا لأي من تصرفات عليّ بن أبي طالب (ع)، بل دافع عن عليّ (ع) بطول الكتاب وبرّر كل سياساته، رغم أن عليًّا (ع) قد ولّى بعض أقربائه، فقد جعل عبيد الله بن عباس على اليمن، وعبد الله بن عباس على البصرة، ولكنه برّر ذلك بأن كثرة البصرة مضرية وما ينبغي أن يُؤمّر عليها بعد الفتنة إلا رجل من مضر، رغم أنه قد مدح عمر على اتباعه لسياسة مختلفة.

وقد أثبتت الأيام أيضًا أن اختياره لابن عباس لم يكن صوابًا، فقد استعان بهذه العصبية ليهرب بما حمل من بيت مال المسلمين إلى مكة. وكذلك خالف عليّ [ع] سياسة عمر في إدارة بيت المال، فقد كان عليّ [ع] يوزع كل ما يصل بيت المال على المسلمين ولا يدخر فيه شيئًا كما كان يفعل عمر، ولم يؤاخذه طه حسين على ذلك، رغم أنه مدح سياسة عمر من قبل. وحين طُلب من عليّ [ع] أن يقرّ معاوية على الشام لحين استتباب الأمر له فرفض، واعتبرها طه حسين نوعًا من القوة في الحق وعدم الرغبة في المداهنة، لكن عليًّا [ع] نفسه لم يقتص من قتلة عثمان في المدينة خوفًا على أهل المدينة من سطوة الثائرين، واعتبر طه حسين أن هذا عين الصواب لحين استتباب الأمر لعليّ[9].

ومع تأييد عميد الأدب العربي لكل خطوات عليّ (ع)، إلا أنه لم ينكر على الإمام الحسن (ع) تنازله عن السلطة لمعاوية، رغم أنه كان يمتدح قوة عليّ (ع) في الحق، وأنه لا يهادن، فكيف قرأ موقف الحسن (ع) من التنازل؟ كما أنه لم يعترض على حصول الحسن بن عليّ (ع) على مقابل مادي كأحد شروط التنازل، بل تجد أنه قد برر كل مسالك عليّ والحسن (ع)، رغم أن ثمة خلافًا بين توجهيهما. وبعيدًا عما نجح فيه العميد وما أخفق في بلوغه، فإن ما حدث منذ عهد عثمان وحتى سيطرة معاوية على السلطة، كان هو منشأ الصراع، الذي بدأ منذ خمسة عشر قرنًا ولم ينته بعد، يخفت حينًا، ويستعر حينًا آخر، لكنه لم يمت إطلاقًا منذ أن اشتعلت تلك الفتنة الكبرى.

المحور الثالث

موقف طه حسين من خلافة الإمام علي (ع)

وجهة نظر الدكتور طه حسين على موقف الإمام (ع) أثناء الثورة على الخليفة الثالث، وكيف وصلوا إلى الخلافة هو عكس الرأي، ورفض الاتهام الذي بموجبه تورط علي (ع) في الثورة ضد عثمان على أن يأخذ الخلافة لنفسه[10].

ويؤكد أن الإمام علي (ع) اعتبر الخلافة حقه بعد وفاة النبي (ص)، لكن “المهاجرين” تجاهلوا حقه (لكنهم لم يحددوا أي المهاجرين). لكنه تنازل عن حقه كراهية الفتنة والتضحية بالنفس من أجل وحدة المسلمين، ورأى أن    الصبر فقط على المكروه خير وأفضل. ولهذا السبب رفض اقتراح العباس بن عبد المطلب وأبي سفيان بأن يبايعاه قبل بيعة أبي بكر، كما رفض الانسحاب من مجلس الشورى السداسي المقترح من عمر بن الخطاب.

يرى طه حسين أن النبي (ص) لم يؤهل الإمام علي (ع) لمنصب الخلافة فقط بالقرابة مع النبي (ص)، ولكنها الأسبقية في الإسلام والتضحية بالنفس وكثير من أوصافه، فقد ساهم علي في تقوية الإسلام، لكن غرض طه حسين في ذكر هذه السجالات ليوضح أن عليًّا (ع) بالمفهوم السياسي لا الديني فقط أهم شخص يشغل منصب الخلافة بعد رسول الله (ص)، كما أكد طه حسين أن عليًّا (ع) كان مخلصًا للخليفة الثالث، وعلى عكس الزبير وطلحة، حاول تحذير الناس من الثورة، وحاول الدفاع عن عثمان وتحذيره بعد اغتيال الخليفة.

الإمام علي (ع)، على الرغم من أنه اعتبر نفسه مخولًا للخلافة، لم يطلب ذلك، كما أن اقتراح الخلافة قدمه المتمردون الذين غزوا المدينة في ذلك الوقت، ولم يقبل. وفي وقت لاحق، بسبب تهديده بالقتل، وطلب المهاجرين والأنصار الذين تعهدوا بالولاء للخلفاء السابقين، لم يكن لديه خيار سوى قبول الخلافة. ويبدو أن المؤلف كرّر هذا الخبر بأن حضرة علي (ع) لم يجبر أي شخص على الولاء، وترك أولئك الذين لم يتعهدوا بالولاء له كإشارة إلى أن علي (ع) لا يريد الخلافة بأي ثمن.

ينظر مؤلف الكتاب في كيفية وصول أمير المؤمنين إلى الخلافة بخاصيتين مختلفتين عن الخلفاء السابقين:

الخاصية الأولى: في عصره، وعلى عكس الفترات السابقة، بقي عدد قليل من الصحابة في المدينة المنورة، حيث توفي الكثير منهم خلال الأحداث  مثل الفتوحات والحروب.

 والخاصية الثانية: أن خلافة الإمام (ع) على عكس الخلفاء السابقين، جاءت بارتياح وفرح وبيعة عامة دون إكراه منه على أخذ البيعة، ليس كما حدث مع الخلفاء السابقين من شدة ضد أبي ذر وعمار بن ياسر وابن مسعود ومن قبلهم سعد بن عبادة، وكان الأنصار أشد الناس فرحًا بخلافته[11].

رأي طه حسين في سياسات الإمام المدنية

معظم  كتاب “الفتنة الكبرى” يتعامل مع الأحداث العسكرية لحكم الإمام علي (ع)، والتي تتأثر بظروف زمن المؤلف. في ثلاثة فصول من الفصول النهائية (37-39)، يقيّم طه حسين السياسة المدنية للإمام (ع) وحكومته بالكامل.

وبحسب وصف المؤلف، فإن الإمام علي (ع)، بالإضافة إلى عنايته بالشؤون العسكرية، اعتنى أيضًا بالشؤون السياسية والدينية. كان الإمام علي (ع) يؤم المسلمين في صلاة الجماعة؛ فكان الخليفة، والمعلم، والقائد. قدم للناس جميعًا روح العدل والمساواة من خلال لغته وممارسته، ودعا الناس إلى أن يكونوا متدينين وعادلين في تعاملاتهم. علاوة على ذلك، لم ينس الله أبدًا، وكان يصلي كثيرًا في الليل، وكان مهمومًا جدًّا لتحقيق المساواة بين الناس في الفعل ورد الفعل، والوجه”[12].

يصر طه حسين على أن علي (ع) لم يكن رجلًا بسيطًا في السياسة، خلافًا لتصور أعدائه، ولكن مثل باقي الدهاة العرب، كان لديه صفات الدهاء ولكنه لم يستخدمه في الشر، وكان له اختراق البصيرة والوصول إلى أعماق الروح، ولكن آثر الصراحة والإخلاص.

 كما استندت آراء وسلوك الإمام علي (ع) السياسي اتجاه الشعب إلى “الحقيقة”، فلم يجبر أي شخص على طاعته، ولم يمنع أي شخص فضّل الدنيا على الآخرة وذهب إلى معاوية أو الخوارج[13].

يبدو أن طه حسين، في خضم كل هذه التعريفات لمزايا حكومة الأمير (ع)، لا يحب نتائج السياسة المالية للإمام (ع)، ومع ذلك، حاول وصفها وقبولها بناءً على معايير الإمام (ع) نفسه.

   وفقًا للتقييم النهائي لطه حسين، فشلت حكومة الإمام علي (ع) ونظام الخلافة بأكمله في توسيع سلطتها في جميع أنحاء الحكومة الإسلامية، وانتهت حقبة الخلافة بالعودة إلى الأنظمة السياسية السابقة، وأصبحت الملكية. منهجه في التحليل وحججه حول سبب هذا الفشل علمي وصلب.

وبحسب تحليله، فإن هذه العوامل تضمنت معتقدات وتحيزات العرب قبل الإسلام، والأهم من ذلك يرى طه حسين أن سبب إنشاء واستمرار نظام الخلافة كان كمال عقيدة الشعب، وكتب ونقد فكرة العدالة لكل الصحابة: فالمؤمنون الحقيقيون قليلون، ومع ذلك لم يكونوا خاليين من بعض النقائص. فبعد وفاة الرسول (ص) وتوقف الوحي، زاد عدد المنافقين والملحدين[14].

طه حسين والأسطورة السبئية

لنترك الحديث للدكتور طه حسين حول أُسطورة ابن سبأ وما فيها من مخالفات للواقع. باختصار،
يقول الدكتور في كتابه الفتنة الكبرى حول عثمان[15]: وهناك قصّة أَكْبَرَ الرواة المتأخرون من شأنها، وأسرفوا فيها حتى جعلها كثير من القدماء مصدرًا لما كان من الاختلاف على عثمان، ولما أورث هذا الاختلاف من فرقة بين المسلمين لم تمح آثاره، وهي قصّة عبد اللّه‏ بن سبأ، الذي يعرف بابن السوداء. قال الرواة: كان عبد اللّه‏ بن سبأ يهوديًّا من أهل صنعاء، حبشي الأُم، فأسلم في أيّام عثمان، ثم جعل يتنقل في الأمصار يكيد للخليفة ويغري به، ويحرّض عليه، ويذيع في الناس آراء محدثة أفسدت عليهم رأيهم في الدين والسياسة جميعًا…[16]

وإلى ابن السوداء يضيف كثير من الناس كل ما ظهر من الفساد والاختلاف في البلاد الإسلامية، أيام عثمان، ويذهب بعضهم إلى أنّه أحكم كيده إحكامًا، فنظم في الأمصار جماعات خفية تتستر بالكيد؛ وتتداعى بينها إلى الفتنة، حتى إذا تهيّأت لها الأمور وثبت على الخليفة؛ فكان ما كان من الخروج والحصار وقتل الإمام… ويخيّل إليَّ أنّ الذين يكبّرون من أمر ابن سبأ إلى هذا الحدّ يسرفون على أنفسهم وعلى ‏التاريخ إسرافًا شديدًا، وأوّل ما نلاحظه أنّا لا نجد لابن سبأ ذكرًا في المصادر المهمة التي قصت أمر الخلاف على الخليفة عثمان، فلم يذكره ابن سعد حين قصّ ما كان من خلافة عثمان، وانتقاض الناس عليه، ولم يذكره البلاذري في أنساب الأشراف، وهو فيما أرى أهم المصادر لهذه القصة وأكثر تفصيلًا. وذكره الطبري عن “سيف بن عمر”، وعنه أخذ المؤرّخون الذين جاؤوا بعده فيما يظهر[17]. … ولست أدري أكان لابن سبأ خطر أيّام عثمان أم لم يكن؟ ولكن أقطع بأنّ خطره ـ إن كان له خطر ـ ليس ذا شأن، وما كان المسلمون في عصر عثمان ليعبث بعقولهم وآرائهم وسلطانهم طارئ من أهل الكتاب أسلم أيّام عثمان[18]… ومن أغرب ما يروى من أمر عبد اللّه‏ بن سبأ هذا، أنّه هو الذي لقن أبا ذر نقد معاوية فيما يقولون من أنّ المال هو مال اللّه‏، وعلّمه أنّ الصواب أن يقول: إنه مال المسلمين. ومن هذا التلقين إلى أن يقال: إنّه هو الذي لقّن أبا ذر مذهبه كلّه في نقد الأمراء والأغنياء… فالذين يزعمون أنّ ابن سبأ قد اتّصل بأبي ذر فألقى إليه بعض ما قاله يظلمون أنفسهم، ويظلمون أبا ذر، ويَرْقون بابن السوداء هذا إلى مكانة ما كان يطمع في أن يرقى إليها… والرواة يقولون: إنّ أبا ذر قال ذات يوم لعثمان بعد رجوعه من الشام إلى المدينة: لا ينبغي لمن أدى زكاة ماله أن يكتفي بذلك حتى يعطي السائل، ويطعم الجائع، وينفق في سبيل اللّه‏، وكان “كعب الأحبار” حاضرًا هذا الحديث. فقال: من أدى الفريضة فحسبه. فغضب أبو ذر وقال لكعب: يا ابن اليهودية! ما أنت وهذا! أتعلّمنا ديننا؟ ثم وَجَأه بمحجنه… فأبو ذر ينكر على كعب الأحبار أن يعلمه دينه، بل أن يدخل في أُمور المسلمين حتى بإبداء الرأي، مع أنّ كعب الأحبار مسلم، أبعد عهدًا بالإسلام من ابن سبأ وكان مجاورًا في المدينة، وأكبر الظنّ أنّ عبد اللّه‏ بن سبأ هذا كان كلّ ما يروى عنه صحيحًا إنّما قال ما قال ودعا إليه بعد أن كانت الفتنة، وعظم الخلاف، فهو قد استغل الفتنة ولم يثرها… وأكبر الظن كذلك أنّ خصوم الشيعة أيّام الأُمويين والعبّاسيين قد بالغوا في أمر عبد اللّه‏ بن سبأ هذا ليشكّكوا في بعض ما نُسب من الأحداث إلى عثمان وولاته من ناحية، وليشنّعوا على عليّ وشيعته من ناحية أُخرى، فيردّوا بعض أُمور الشيعة إلى يهودي أسلم كيدًا للمسلمين، إلى أن يقول: هذه كلّها أُمور لا تستقيم للعقل ولا تثبت للنقد، ولا ينبغي أن تقام عليها أُمور التاريخ. ثم يأخذ الدكتور في بيان أسباب الثورة على عثمان، كما ذكرناها آنفًا.

نرى أنفسنا مُلزَمين بأن نستعرض مصدر هذه القصّة، ونقف على المنبع، الذي استقى منه الكتّاب معلوماتهم عنها، لأنّا قد وجدنا بعض الكتّاب ممّن يميل إلى التشكيك في صحتها؛ ولكنّهم لا يستطيعون أن يقولوا ذلك بصراحة لأنّهم يظنّون أنّها متعدّدة الروايات متواترة عن الثقات من المؤرخين.

الأمر الذي يدعو إلى عدم طرحها، ولكنّه ينفي المبالغات التي فيها. ويذهب بعضهم إلى الجزم بصحّتها لأنّها وردت عن راوٍ خرّج حديثه الترمذي، ومن هذا وذاك اختلط الأمر على كثير منهم.

وفي كل الأحوال، فإننا نثق في أن الدكتور طه حسن هو أول من شكّ في الأسطورة السبئية، من خلال منهجه البحثي الصارم، ربما لمنهجه الديكارتي له دور في ذلك، ثم شجّع، ما قاله الدكتور طه، غيره في الإسهام بأن ابن سبأ مجرد أسطورة نكاية في الشيعة، ولعل أبرز من دحض الفكرة كلها، هو السيد مرتضى العسكري في كتابه الموسوعي (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى).

خاتمة ..انحياز طه حسين للإمام علي

كان الدكتور طه حسين للإمام علي (ع) مدافعًا، لأن أمير المؤمنين له دور حقيقي إيماني فكري عقلاني في الإسلام، وفكر الإمام علي (ع) للإنسانية، ولم يكن الدكتور طه أول من انحاز للإمام، فكثيرون قبله وبعده كتبوا عن سيرة الإمام علي (ع)، منهم المسلمون وغير المسلمين مثل الكاتب اللبناني المسيحي الشاعر جورج جرداق، في موسوعته[19] (علي صوت العدالة الإنسانية).

الأئمة (ع) ليسوا طلّاب سلطة دنيوية والرئاسة على الناس، وأمير المؤمنين الإمام علي (ع) ورغم حقه في الخلافة بعد الرسول الأعظم محمد (ص) حسب النصوص القرآنية والروايات، إلا أنه عندما اغتصبت منه الخلافة – حينما كان مشغولًا بتغسيل وتكفين ودفن الجسد الطاهر لرسول الله (ص) وعبر ترهيب المجتمع – حاول وبذل كل ما يستطيع لإثبات ذلك الحق، وتذكير الناس بما قاله رسول الله (ص) بحقه وتذكير من بايعه بالإمارة في يوم الغدير، وعندما وجد تقاعس المجتمع والإنكار بسبب سياستة لم يجبرهم الإمام علي (ع) لطاعته وفرض نفسه… بل قال كلمته المشهورة، “لا رأي لمن لا يطاع”[20].

وظل أمير المؤمنين الإمام علي (ع) يؤكد في كل مناسبة على حقه بالخلافة ورفضه للظلم، وعدم التعامل حسب المصالح والغرض السياسي المتلون لتحقيق المآرب، بل كان واضحًا حازمًا في رفض الظلم والطغاة وسياسة التلون والدهاء السياسي الخبيث، ولم يبخل بتقديم النصح لكل من يطلب منه النصيحة ولو من الذين سلبوا حقه، وذلك لتحقيق الإصلاح وحماية المجتمع بما يخدم العباد والبلاد دون التنازل عن حقه وعن الحق والعدل وبدون مدح الحاكم، ويوجد الكثير من الخطب والكلمات للإمام حول ذلك منشورة في نهج البلاغة.

* أستاذة مساعدة فی قسم التاریخ، جامعة فردوسي، مشهد المقدسة.

[1] د. محمد عجلان، هل انحاز طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى لعلي بن أبي طالب؟! موقع:

  https://maktaba-amma.com/?p=3688                    

[2] د. محمد عجلان، هل انحاز طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى لعلي بن أبي طالب؟! مصدر سابق.

[3] طه حسين، الفتنة الكبرى (عثمان)، القاهرة، دار المعارف، 1997، الصفحة 41.

[4]المصدر نفسه، الصفحة 122.

[5] طه حسين، الفتنة الكبرى (عثمان)، مصدر سابق، الصفحة 86.

[6] طه حسين، الفتنة الكبرى (عثمان)، مصدر سابق، الصفحة 90.

[7] طه حسين، الفتنة الكبرى (عثمان)، مصدر سابق، الصفحة 102.

[8] طه حسين، الفتنة الكبرى (عثمان)، مصدر سابق، الصفحة 122.

[9] د. محمد عجلان، هل انحاز طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى لعلي بن أبي طالب؟! مصدر سابق.

[10] نهج البلاغة، نسخة إلكترونية.

[11] طه حسين، الفتنة الكبرى (علي وبنوه)، القاهرة، دار المعارف، 1997، الصفحة 130.

[12]المصدر نفسه، الصفحتان 159 ، 160. 

[13]المصدر نفسه، الصفحات 160- 169.

[14] طه حسين، الفتنة الكبرى (علي وبنوه)، مصدر سابق، بتصرف من الكتاب.

[15] المصدر نفسه، بتصرف من الكتاب.

[16] المصدر نفسه، يستحسن قراءة كل الكتاب.

[17] علي أبو الخير، علي الإمام المبين، القاهرة، مركز الفارابي للدراسات، 2006، الصفحة 126.

[18] علي أبو الخير، أشهر الخونة في تاريخ الأمة، المنصورة- مصر، دار الوفاء للنشر، 1999، باب ابن السوداء، الصفحة 19.                          

[19] جورج جرداق، علي صوت العدالة الإنسانية، القاهرة، دار الدليل الثقافي، 2010. وطبع الكتاب طبعات متعددة في دول مختلفة هو وكتاب السيد مرتضى العسكري عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى، وكتاب السيد مرتضى العسكري جاء مفندًا للأسطورة السبئية، وتوسّع فيها، متأثرًا منذ البداية بفكر طه حسين، ويستحسن قراءة كل الكتاب.

[20] علي آل غراش، منهج الإمام علي في بناء المجتمع، موقع https://m.annabaa.org/arabic/ahlalbayt/

موقع https://m.annabaa.org/arabic/ahlalbayt/

الأستاذة مريم عزيزيان

الأستاذة مريم عزيزيان

أستاذة مساعدة فی قسم التاریخ، جامعة فردوسي، مشهد المقدسة.



المقالات المرتبطة

“ظاهرة الجهاد والشهادة المجتمعية”

الجهاد والشهادة مفهومان حددهما الإسلام بمعانٍ دينية جديدة، وقيم إسلامية، وأرفدا المجتمع الإسلامي بثقافة أسست الركائز الأساسية للإصلاح والنهضة، هذا ما عبّر عنه الإمام الخميني منذ أكثر من ثلاث عقود

محمّد جواد مغنيّة: مسألة الأخلاق وقيمة الإنسان

على صعيد البعد الأخلاقيّ، عالج “موقع الأخلاق وهدفها” و”الأخلاق والحياة العمليّة” و”الأخلاق والعادات” وصولًا إلى نقد المدارس الفلسفيّة الغربيّة.

أخلاقيات الثورة العاشورائية وشفافيتها وعدم مواربتها

بدايةً إنَّ أيّ حدث تاريخيّ، مهما كان عظيمًا، ينتهي بغياب أصحابه عن مسرح الحياة، ويصبح حديث تاريخ، ويدوّن في كتبه، وتذكر دلائل تواجد أشخاص الحدث، أو حدوث أحداث معينة يتم تخليدها

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<