السيرة الفرعونية في القرآن الكريم

السيرة الفرعونية في القرآن الكريم

مقدمة

حكى القرآن الكريم عن فرعون وقومه في آيات كثيرة، فذكر طغيان هذا الحاكم، وكيف أنه أفسد في الأرض وظلم.

لقد بعث الله له ولقومه موسى (ع) رسولًا، ولكنهم أعرضوا، وزعموا أنه ساحر، وتقوّى فرعون بجنوده لتكون لهم المنعة والعزة، كان فرعون لا يرى إلا رأيه، وكان يستخف بقومه، ومع ذلك أطاعوه، فكان هذا الإضلال لهم، وكان إبعاد قومه عن المنهج القويم، الذي جاء به موسى وهارون.

ادعى الألوهية وتعبّد قومه، وأصابه الغرور، حتى شيّد صرحًا ليطلع إلى إله موسى، فقد اغترّ بالنعم، وظن أن الملك له، حتى إنه ليوبخ من آمن بموسى دون إذنه، وهكذا اتبعه قومه، ولم يتبعوا الرشد والبرهان، الذي جاء به نبي الله موسى (ع).

ولم يكتف فرعون بترك من آمن ـ من بني إسرائيل ـ بل حاول أن يبغي عليهم، واتبعهم بعد خروجهم، ولكن الله نجّا موسى ومن معه من المؤمنين، وأغرق فرعون وقومه، وفي حياتهم البرزخية يُعذبون، ثم ينالهم العذاب الأليم في الآخرة.

قد تناولت في هذه الدراسة خواطر حول بعض الآيات التي تناولت حياة هذا الطاغية ـ فرعون ـ، وإن كل حاكم جاء بعده وظلم قومه وطغى عليهم وتكبر، فإنه قد استنّ بسنة هذا الفرعون، وإن القرآن الكريم قد ضرب المثل في هذه الآيات للحاكم الطاغية، ولمن وقفوا معه وأيدوه ممن حوله، وتركوا النور الذي جاء به الأنبياء، والذي فيه هدايتهم للطريق المستقيم في الدنيا، والنجاة في الآخرة.

كفر فرعون وملئه بالآيات

يقول الله تعالى: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ[1].

بعث الله عز وجل ـ من بعد نوح وهود وصالح ولوط وشعيب ـ موسى بن عمران بالآيات والبراهين والحجج إلى فرعون، وإلى كبراء قومه، ليذكرهم بالحق، ويذكرهم بالله الواحد الفرد الصمد، المعبود بحق، ويذكرهم بأنهم عبيد، وأنهم من خلقه، فكفروا بهذه الآيات وظلموا بها، كفروا بالآيات إذ وضعوها في غير موضعها، وهذا هو الظلم، الذي عبّر عنه القرآن الكريم، وظلموا الناس بسببها، إذ إنهم كانوا هم الذين صدوهم عن الإيمان، وهذا كله هو الإفساد بعينه، التكذيب إفساد، وإلهاء الناس عن رؤية الحق إفساد، والله عز وجل يقول لسيدنا محمد (ص): “فانظر كيف كان عاقبة المفسدين”. فانظر بقلبك كيف عاقبهم الله على هذا الإفساد بالغرق[2].

إن هذه الآية تشير إلى أن كل طاغوت لا يكون طاغوته من شخصه وحده، بل منه ومن حاشيته، فهم مطيعون يزينون له ما يفعل، ويحسنون له ذلك ويشجعونه، ولولا أنهم حوله ما طغى وبغى، وما كان طغيانه بالقدر، الذي وصل إليه أو يصل إليه كل طاغية، ولقد رأينا بعض الطواغيت في هذا الزمان يتخذ حاشية تعينه على الظلم، بل تطغى عليه وهو لا يشعر، ولذا حض الله تعالى ملأ فرعون بالذكر، وقد كان ملؤه يعاونه بالقول والفعل، ويسكت عن جرائمه من أي اعتراض[3].

فكما يكون النبي ـ من الأنبياء ـ سببًا في هداية الناس ودخولهم إلى الإيمان وعبادة الله، ومشيهم إلى الصراط المستقيم، يكون الطاغية والظالم والمتكبّر سببًا في إغواء الناس، وصدّهم عن الإيمان، وعن عبادة الله، وعن الهدى والطريق الحق.

إن هذا النموذج ـ نموذج فرعون وحاشيته ـ نموذج موجود على مر التاريخ، ولكن بصور مختلفة، فإذا كان الفرعون في هذه الآية يدّعي الألوهية، فإن فرعون الأزمنة المتتالية ينفرد بالغطرسة والتكبّر، ويريد تعظيم الناس له فوق ما يستحق.

وإذا كان الفرعون في هذه الآية بعث الله له موسى لينذره ويحذره مما هو فيه، فإن الله عز وجل طلب من ورثة الأنبياء[4] ـ العلماء والأئمة ـ في كل عصر أن يحذروا ويقفوا أمام فرعون زمانهم بالحجج القرآنية والبراهين التي جاء بها الأنبياء والأئمة.

وإذا كان الفرعون في هذه الآية قد شجعه حاشيته على الظلم، ولولا ذلك ما ظلم، فإن فرعون كل زمان تقف بجواره حاشية ظالمة لا تكتفي بتشجيعه على الظلم، بل تحسن له أفعاله وآراءه.

وإذا كان الفرعون في هذه الآية قد نال جزاءه في الدنيا بالغرق، وفي الآخرة بالعذاب الأليم، فإن فرعون كل زمان سينال هذا الجزاء ـ لا شك في ذلك ـ خاصة في الآخرة، إذ يتعلق به كل مظلوم في يوم يغضب الله فيه غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولم يغضب بعده مثله[5]، في يوم يدعو فيه الأنبياء والمرسلون: الله سلم سلم.

إعراض فرعون واتهام النبي موسى بالجنون  

قال تعالى: ﴿فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ[6]، أعرض فرعون عن الإيمان بجموعه وأجناده، وبجانبه، فركن الشيء جانبه الأقوى، والعزة والمنعة، وهذا عبارة عن المبالغة في الإعراض عن الشيء، وقال عن موسى هو ساحر أو هو مجنون[7].

والركن قد يكون بمعنى الجيش، وملكه وعساكره، لأنه يركن إليه ويقويه[8].

وهكذا تجد فرعون يتقوّى بجنوده، ويتقوّى بجيشه، ويتقوّى بعساكره، ويتقوّى بهذا الملك العظيم، ويتخذ من ذلك العزة والمنعة.

وهذا هو الذي يقويه على مواجهة الحق، مواجهة موسى (ع)، ولا يكتفي بذلك، بل يتهمه بالجنون والسحر.

وهذا هو ما تراه فيمن سلك طريق فرعون من الحكّام الظالمين على مر العصور، فهم يرون في جيشهم وفي أسلحتهم وفي جنودهم هذه القوة التي يواجهون بها الحق، ويقلبون بها المفاهيم لدى الناس بالقوة والغطرسة، فإذا كان فرعون قد استعان بهؤلاء لينكر على موسى رسالته، وينكر عليه الحق الذي جاء به، ويتهمه بالجنون، فإن فرعون كل زمان قد استعان بهؤلاء الجنود ليعرض الباطل على الناس، ويوهم عوام الناس أن ما جاء به هو الحق، وأن ما يدعيه ورثة الأنبياء ـ من الأئمة والعلماء ـ سفه وجنون ولا يتناسب مع العصر الذي نعيش فيه، بل إنه يستخدم قوته وجنوده في قهرهم، وحبس أفكارهم والضغط عليهم، حتى لا يصل كلامهم إلى العامة، وإن حدث ووصل كلامهم فإنه يجند من حوله ليقلبوا الحق إلى الباطل ويتهموا الحكماء والعلماء…

استكبار فرعون وملئه عن قبول الآيات   

يقول الله تعالى: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ[9]… بعث الله موسى وهارون بالحجج والبراهين والأدلة والمعجزات إلى فرعون، وإلى أشراف قومه الذين يجتمعون على رأي فيملأون العين والنفوس، وتخصيصهم بالذكر لأصالتهم في إقامة المصالح والمهمات، ومراجعة الكل إليهم في النوازل[10].

فاستكبروا عن قبول الآيات، وأعظم الكبر أن يتهاون العبيد برسالة ربهم بعد تبيينها، ويتعظموا عن تقبلها، وكانوا مجرمين كفّارًا ذوي آثام عظام، ولذلك استكبروا واجترؤا على ردها، فلما جاءهم الحق وعرفوا أنه الحق ومن عند الله قالوا ـ لحبهم الشهوات ـ: إن هذا لسحر بين، وهم يعلمون أن الحق أبعد شيء عن السحر، الذي ليس إلّا تحويلًا باطلًا[11].

استكبروا عن الإيمان وزعموا أن الآيات سحر، وعللوا ذلك بأن اتباع موسى وهارون تحويل لهم عن التقاليد الموروثة، وأنه يسلب سلطانهم، وينفرد هو وأخوه بالكبرياء في الأرض[12].

ففرعون كان أكبر طاغية في تاريخ الإنسانية، وكان مسيطرًا جبّارًا على قومه يراهم ملكًا له، وكان يتحكم في عقول قومه، وكبراء قومه الذين يمالئونه ويحرضونه على الفسق، ويمالئونه على الكثرة الغالبة كانوا لا رأي لهم، بادروا بالتكذيب، وعجلوا دون تفكر أو تدبر حقيقة دعوة موسى وهارون إلى الحق وإلى البينات، وأصموا آذانهم، ولذلك وصفهم بالإجرام[13].

إننا نجد في هذه الآيات التي تشير إلى فرعون ـ وقد جاء بعده فراعنة كثيرون مشوا على طريقه ـ أن رد الحق سببه الأعظم هو الكبر وحب الرياسة، فكيف سيقبل أن يكون تابعًا بعد أن كان متبوعًا، بل كان معظمًا في الاتباع.

وسبب رد الحق أيضًا وجود حاشية وكبراء حول الطاغية يؤيدون ما يقول، حتى وإن علموا داخل أنفسهم أنه باطل، وأن الحق في اتجاه آخر.

ما أريكم إلا ما أرى: قال تعالى: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَ سَبِيلَ الرَّشَادِ[14].

وكان الحديث مع قومه عن قتل موسى، أي ما أشير عليكم إلّا الذي أراه لكم صوابًا، وأراه لكم صلاحًا، وما أدعوكم إلا إلى طريق الحق وطريق الرشد[15].

وهكذا يرى فرعون هذا الزمان ـ وفرعون كل زمان ـ: أن ما يراه هو الصواب بعينه، وهو الصلاح بأثره، وهو الرشد بطريقه.

وهكذا يرى رأيه دون أن تكون هناك شورى، ودون أن يكون هناك معارض، ودون أن يكون هناك رأي آخر، فما يراه فرعون هو الحق، ولا يضع أقدام قومه إلّا على سلم الهدى والرشاد، والتفوق في كل الحياة.

إن كل فرعون وكل طاغية يظن أنه ما دام قد أوتي الحكم فقد أوتي الحكمة، وأوتي العقل الكامل كمالًا مطلقًا، فلا خطأ، ولا باطل، وإن ما يشير عليه عقله هو الخير كله.

إن الإسلام ميّز هذه الأمة بأن يكون حكّامها مثل المحكومين، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، لهم حق الطاعة، لكن عليهم الشورى، ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾، فمتى يستطيع الإنسان أن يقيم العدل لا بدّ أن يقيم الشورى، فليس هناك على الأرض من أوتي الحكمة المطلقة.

ولذلك كان النبي (ص) يضرب المثل في الشورى ـ وإن كان لا يحتاج إليها، فالوحي ينزل عليه ـ لكنه يعطي الأسوة والقدوة لمن يحكم بعده.

شاور أصحابه في بدر، وأخذ برأي أحدهم، فقد ورد أن النبي (ص) نزل على أدنى ماء من مياه بدر إلى المدينة، فقال الحبّاب بن المنذر بن عمرو بن الجموح: يا رسول الله أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزلكه الله، فليس لنا أن نتقدمه أو نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. قال: يا رسول الله إن هذا ليس لك بمنزل، فانهض بنا حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من القُلُب، ثم نبني عليه حوضًا فنملأ ماء، فنشرب ولا يشربون، فاستحسن النبي (ص) ذلك من رأيه وفعل ما أشار به [16].

وشاور النبي (ص) في مواقف كثيرة يضيق المقام عن ذكرها.

إن أئمة آل البيت وصحابة رسول الله (ص)كانوا يجمعون خيار علماء الصحابة وأئمتهم ليشاوروهم ويجتمعوا على رأي ينفع الناس، وفي نفس الوقت يكونون قد أدوا رسالتهم ودورهم على أكمل وجه يستطيعونه.

نحن في حاجة إلى القرب من سنة آل بيت رسول الله (ص)، وسنة صحابته في ذلك. نحن في حاجة إلى البعد عن غطرسة المتغطرسين، وظلم الطاغين، وطريق الجائرين.

استخفاف فرعون قومه

قال تعالى: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ[17].

فقد استجهل فرعون قومه ـ لخفة أحلامهم وقلة عقولهم ـ وجدهم خفاف العقول[18]، فسحرهم بالخدع، بالرغم أن قومه قوة عظيمة، لكنه بغروره حملهم على ذلك، فأقروا بملكه وأذعنوا له واعترفوا بربوبيته، وردوا أمر موسى بالرغم من رؤيتهم للآيات، وقد علّل القرآن ذلك بما في جبلّتهم من الشر والنفاق، فقد كان عندهم قوة شكائم توجب لهم الشماخة، لكن صار الخروج عن طاعة الله خلقًا لهم[19].

استعمال لفظ [استخف] توحي بالإضافة إلى قلة عقولهم بأنهم سارعوا إلى الإجابة، خفوا في إجابته، إذ طلب منهم الخفة في الطاعة.

وهكذا تجد هذا الفرعون كيف أنه استهزأ بعقولهم وبأنفسهم، فهو يظن أنه أكبر منهم عقلًا، وأكثر تميزًا، ونظر إليهم نظرة دونية، وكأنهم عبيده وهو ربهم.

لكن المشكلة الأكبر ليست في هذا وحده، ولكن في استجابتهم لذلك، كيف يرضى إنسان أن يوصف عقله بالسفه والدونية، وتوصف نفسه بالعبودية لمخلوق مثله؟ وكيف يرضى أن تكون هذه طبيعته، والله قد خلقه في أحسن تقويم، وهيأ له أن يعيش حرًّا بين الناس أجمعين؟

كيف يرد الآيات المعجزات التي جاء بها نبيّ، هو موسى، وقد رأى هذه المعجزات رأي العين؟ كيف يردّها ويتبع رجلًا مثله سخر من عقله ونفسه، وأراد له الاستسلام؟

إن الذي يفعل ذلك مجرم خارج عن طاعة الله، لم يرض لنفسه ما رضيه الله له من الحرية والاعتراف بالإله الواحد، الذي يحرر رقبته من عبودية الناس، وينجي رقبته يوم القيامة من النار.

إن في كل عصر فرعون ومتسلطًا يفعل ما يفعله هذا الفرعون، وإن لم يصرح بذلك، إلا أنه يستخف قومه ويصفهم بالجهل ولا يعتبر برأيهم، ومهما بيّن الله لهم من الآيات والإشارات، إلا أن هؤلاء القوم بعيدون عن الحرية، قريبون من ذل العبودية لغير الله تعالى.

إضلال فرعون قومه

قال تعالى: ﴿وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى[20]، ففرعون هو من أضل قومه عن طريق الحق وما هداهم، وقال: ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلاَ مَا أَرَى﴾، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾، وأوقع فرعون في نفوس جنده أنه مدرك لموسى وقومه وأنهم قاتلوهم، إذ هم عزل من السلاح وشرذمة قليلون، وما علم أن معهم الله تعالى، وكان بهذا إضلالهم إضلالًا حسيًّا ظهرت عاقبته بإغراقهم. وقد أضلّهم فجعل نفسه إلهًا، وأضلهم فأرغمهم في نفسه، وصاروا ليس له معهم وجود إنسانى، ثم قال تعالى: ﴿وَمَا هَدَى﴾، فكان إرغامهم في فكره إبعادًا للهداية وإمعانًا في الغواية[21].

وهكذا يكون إضلال فرعون لقومه، وإضلال كل ظالم في كل زمان لقومه، إذ إنه يقول بلسان الحال: ما أريكم إلا ما أرى، وإن لم يقلها لفظًا كما قالها فرعون، لكنه يقولها سلوكًا.

وقد قرّر القرآن أن أمر فرعون ليس برشيد، وكذلك أمر كل من سلك مسلكه، ومشى على طريقه على مر الزمان ـ وما أكثرهم ـ فالذي يرزح بقومه عن طريق الحق ليس برشيد في أمره، وهو ـ وإن لم يدع الربوبية كما ادّعى فرعون ـ إلا أنه يمثلها واقعًا، إذ يرى نفسه الأولى بالرأي، والأولى بالفكر، والأولى بالطاعة، والأولى بالحق، ليس معه أحد يفهم كفهمه، ويعي كوعيه، غرور عجيب، وبعد عن الهدى والرشد، ووقوع في سلم الهاوية.

إدّعاء فرعون الإلوهية

قال تعالى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلاَ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لاَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ[22]… قال فرعون ذلك لأشراف قومه وساداتهم، فتعبدوه، وعمل له هامان الآجر، وبنى له صرحًا، لينظر لمعبود موسى الذي في السماء. قيل اجتمع خمسون ألف بناء سوى الأتباع وشيدوا الصرح، ولما فرغوا ارتقى فرعون فوقه، وأمر بنشابة فرمى بها نحو السماء، فردت إليه ملطخة دمًا، فقال: قد قتلت إله موسى[23].

فانظر إلى هذا الغرور والتكبّر الذي كان يمتلك قلب فرعون، حتى ادّعى أنه إله، وهو يعلم بينه وبين نفسه أنه مخلوق، وقد قال ذلك لمن حوله من السادة والأشراف، وهم يعلمون بينهم وبين أنفسهم أنه بشر مثلهم، ولكنهم تعبّدوه، وتقرّبوا إليه لمصلحتهم، ولكي ينهي الأمر معهم ويقنع العامة من الناس أن ما يدّعيه موسى كذب ووهم، بنى هذا الصرح، ليقول لهم إذا كان رب موسى في السماء فإننى قد قتلته.

أي عقل هذا الذي يحكم الناس بهذه الطريقة، وأي تفكير هذا الذي يؤدي بالناس وبالملأ من حوله إلى تصديقه؟

وإننا لنجد هذا السلوك ـ وإن كان مختلفًا في الصورة ـ مع كل طاغية وفرعون العصر أتى بعد ذلك من الجبابرة الذين حكموا البلاد وحكموا العالم، فهم أقنعوا الناس وأقنعوا من حولهم بأنهم يملكون كل شيء، وإن لم يدّعوا الألوهية صراحة، إلا أنهم ادّعوا أوصافًا لا تكون إلا لله الواحد القهار، ادّعوا أنهم يرزقون الناس، ويقومون على كفالتهم، ادّعوا أن بأيديهم كل شيء، أن يحيوا أشخاصًا ويميتوا آخرين.

لقد صدق الله عزّ وجل: ﴿حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا…[24]، فقد ظن هؤلاء أنهم قادرون على الأرض، وعلى التصرف فيها، والعجيب أن الأشراف وسادة القوم من حول الطاغية يقدّمون هذا الولاء، وهذه الطاعة، في غير طاعة الله، وهذه العبودية لهؤلاء الفراعين، وهؤلاء الطغاة.

وقد أشار رسول الله (ص) إلى بطانة الحاكم، فقال: “ما بُعث من نبيّ ولا كان بعده من خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالًا، فمن وقى بطانة السوء فقد وُقي”[25].

نداء فرعون قومه بالملك

قال تعالى: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ[26]… والمعنى أنه أمر بالنداء في مجامعهم وأماكنهم من نادى فيها بذلك، فأسند النداء إليه، ويجوز أن يكون عنده عظماء القبط فيرجع صوته بذلك فيما بينهم، ثم ينشر عنه في جموع القبط، فكأنه نودي بينهم، والمقصود بالأنهار أنهار النيل، ومعظمها أربعة: نهر الملك، ونهر طولون، ونهر دمياط، ونهر تنيس. قيل: كانت تجري تحت قصره[27].

وبدلًا من أن يذكر فرعون هذه النعم التي أنعم الخالق عليه بها، وقد بيّن له موسى أن المنعم هو الله، فإنه جعل النعم وسيلة إلى التكبر والتعالي على الناس وادعاء أن هذا كله ملكه، وأن الأنهار لا تجري للناس جميعًا وينتفعون بها ويشربون من مائها، ولكن تجري تحته هو، وكأن بوسعه أن يمنعها، ويتحكم فيها ولا يسقي منها أحدًا إلا بإذنه.

هكذا كان غروره، وهكذا كان يوحي إليه شيطانه، وهكذا تجد هذه الصفات في فرعون كل عصر وطاغية كل زمن، فإنه يشعر ـ وإن لم يعبّر كما عبّر قدوته ـ أن له الملك، وأن النعم التي أنزلها الله في الأرض هي في الأصل له، وأنه المتفضل على الناس بالتزود من هذه النعم.

توبيخ فرعون من آمن بموسى قبل استئذانه

قال الله تعالى: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ[28]، أخذ فرعون يوبخ من آمن بموسى (ع)، وينكر عليهم ويقرعهم ويستبعد أن يكون ذلك منهم، وكأن استئذانه لا بدّ منه قبل أن يؤمنوا وقبل أن يفعلوا أي شيء.

وهو قد ظنّ أنه يملك قلوب عامة الناس، ويملك ألسنتهم، فالقلوب لا تؤمن إلّا بإذنه، والألسنة لا تنطق إلا بإذنه، وهكذا كان كل متكبر وفرعون وطاغية يحكم في كل عصر من العصور التالية له، يظن أنه فوق الناس وأنه الأعلى، وأن عامة الناس لا ينبغي أن يحركوا ألسنتهم بما يخصهم إلا بإذنه، فما بالك إذا حركوا ألسنتهم بالنقد، أو التحليل، أو الشورى، أو ما فيه مصلحة المجتمع، بل لا ينبغي لهم أن يحركوا قلوبهم باعتقاد شيء ما إلا بإذنه، وكأنه فرض سيطرته على قلوبهم أيضًا، فإن هذا منتهى الغطرسة وادعاء ما ليس له، ادعاء أن يكون شريكًا للإله.

وإن الله عز وجل خالق البشر ورازقهم، لم يفرض عليهم أن يأتوا إليه مكرهين، أو أن يؤمنوا به مقهورين، بل “إن الله سبحانه أمر عباده تخييرًا، ونهاهم تحذيرًا، وكلّف يسيرًا، ولم يكلف عسيرًا، وأعطى على القليل كثيرًا، ولم يعص مغلوبًا، ولم يُطع مكرِهًا…”[29]، ولكن هذا الفرعون، وهذا الطاغية ـ في كل عصر ـ يظن أنه الإله الذي ملك قلوب الناس، وملك ألسنتهم، وملك جوارحهم.

القبط يتبعون منهج فرعون بعد إرسال موسى

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ[30]… بعث الله عز وجل لفرعون ولأشراف قومه الرسل والأنبياء بالحجج والبراهين، لكن القبط اتبعوا وسلكوا مسلك ومنهج وطريقة فرعون في الضلال والغي، وهذا ليس فيه رشد وليس فيه سداد، وليس فيه هدى، وإن القرآن يشير إلى أن فرعون كما كان قائدهم في الدنيا، فإنه سيقودهم ويتقدم بهم يوم القيامة إلى نار جهنم، يتبعونه كما اتبعوه في دنياهم. وتشير الآية إلى أن القوم أتاهم من هم أعلى منهم حكمة وقدرًا، وأسمى منهم عقلًا ونورًا، ليهدوهم إلى طريق الصواب وطريق العدل والاستقامة، ولكنهم رجحوا هذا الطاغوت، الذي يرشدهم إلى الضلال وإلى الغي في الدنيا والآخرة.

وإن كل فرعون وطاغوت في زمن من الأزمنة ـ وإن لم يأته نبيّ ـ لكن قد يأتيه في زمنه من يرشده من العلماء أو الأئمة ـ وهم ورثة الأنبياء ـ ويرشد أشراف قومه ويرشد الملأ من حوله ويرشد قومه أنفسهم، ولكنهم لا يقبلون هذا الإرشاد، فإنهم قد سلكوا ما سلكه فرعون الأكبر، الذي أعطى مثلًا في هذا الضلال.

إن الملأ الذي يكون حول الطاغية والأشراف الذين يؤيدونه عليهم المسؤولية الكبرى، إذ إنهم وقفوا بجوار الباطل يؤازرونه فيكبر، ولا يعرف الناس الحق بسببهم.

خروج فرعون وراء المؤمنين

قال تعالى: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً[31]… لما خرج بنو إسرائيل من مصر مصاحبين موسى (ع) غضب فرعون أشد الغضب، وخرج وراءهم في جيوشه العظيمة، وأخذ يتتبع آثارهم، ولحق بهم وأدركهم، وهذه الخطوات منه كانت ظلمًا وكانت عدوانًا، فقد أراد أن يفتك بهم أو يعيدهم إلى مصر ليكونوا عبيدًا له، فإن فرعون لم يرد من المعارضين له في الحكم الراغبين في اتباع نبيهم وعبادة ربهم، لم يرد منهم أن يتركوه ويعيشوا في جو آخر من الانفصال عن ذُلّه، لكنه أراد أن يكون وراءهم، فإما أن يهلكهم، وإما أن يكونوا عبيدًا له.

وهكذا تجد كل فرعون وطاغية في كل عصر من العصور، لا يريد من المعارضين أن يتركوه ويبتعدوا عنه، وهو لم يذعن إلى الحق وإلى سماع الحكمة من أفواه الأئمة والعلماء، ولكنه لتكبره يريد أن يكون هو التارك لهم والمهلك لذاتهم، أو يكون هو المعبود والمقدس. لكنه لا شك أنه إذا أدركته الهزيمة سيسلم، وسيطلب النجاة، ولكن بعد أن يفوت الوقت.

نجاة بني إسرائيل من آل فرعون

قال تعالى: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوء الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاَءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ[32]، “وأصله من سام السلعة إذا طلبها كأنه بمعنى يبغونكم سوء العذاب، ويريدونكم عليه، والسوء مصدر السيء، يقال: أعوذ بالله من سوء الخلق وسوء الفعل، يراد قبحهما، ومعنى سوء العذاب ـ والعذاب كله شر ـ: أشده وأفظعه، كأنه قسيمه بالإضافة إلى سائره…”[33].

فقد أراد آل فرعون لبني إسرائيل السوء والشر والضرر والقبح بشكل فظيع وشديد. وقد خلصكم الله وأنقذكم من أيديهم، قد كانوا يوردونكم ويذيقونكم ويولونكم سوء العذاب، وكان السبب في ذلك أن فرعون رأى رؤيا زوال ملكه على يد رجل من بني إسرائيل، فأمر بقتل كل ذكر وترك البنات، وأمر كذلك باستعمال بني إسرائيل في مشاق الأعمال وأراذلها[34].

إنك تجد في هذه الآية كيف أن الله عز وجل يذكر بني إسرائيل بنعمه، وأجل هذه النعم النجاة من آل فرعون الذين كانوا يستخدمون شتى صنوف العذاب من أجل القضاء على كل من يعارض الحكم الطاغوتي، والقضاء على كل من يظن به أنه يسعى لزوال ملكه. وإن كل حاكم يطغى على قومه ـ ممن جاؤوا بعد فرعون ـ سلكوا نفس المسلك وإن كان مختلفًا في الطريقة، فالحفاظ على الملك وعلى زهوته هو غرضهم، إذ إن لذة الملك والحكم لا يعدلها لذة أخرى.

ولذلك يسعى كل طاغية ـ لا يريد خيرًا لأمته ـ إلى أن يمحو أثر كل من يعارضه حتى لو وصل الأمر إلى قتله.

نهاية فرعون وقومه

قال تعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ[35]، وفي نهاية أحداث فرعون وقومه وملئه، وفي نهاية تاريخ هذه الفترة من الاستكبار والظلم وتعبد الناس، يحل بفرعون وقومه سوء العذاب.

وقد جعلت أرواحهم في أجواف طير سود تعرض على النار كل يوم مرتين: مرة في الصباح، ومرة في المساء إلى أن تقوم الساعة فيدخلون النار ويعذبون فيها أشد العذاب[36]، كانت هذه النهاية هي نهاية الظلم، ونهاية التكبر، ونهاية الطغيان لفرعون وملئه ومن ناصره، وستكون أيضًا هذه النهاية، وهذه الخاتمة لكل فرعون عصر، ولكل طاغية قوم، ولكل إنسان قُدّر أن يكون حاكمًا فكان طاغية، وأن يكون عادلًا فكان ظالمًا، وأن يكون ليّنًا فكان شديدًا، وأن يكون متسامحًا فكان جبّارًا.

لعل من جاء بعد فرعون يعتبر بحكاية القرآن الكريم عن فرعون، وإن أنساه الشيطان عقاب الله له في الدنيا، لسيره وراء الشهوات، فلا ينسى ما ينتظره من عقاب في الآخرة.

فهناك عقاب أليم وشديد لا يعدله عقاب، فلو أن أحدهم تنعّم في الدنيا بأقصى درجات النعيم، ثم ذاق لفحة من عذاب جهنم، لنسي كل نعيم تنعمه في هذه الدنيا.

[1]سورة الأعراف، الآية 103.

[2] محمد بن علي الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية، القاهرة، دار المعرفة، 2004، الجزء1، الصفحة490، ومحمد بن جرير الطبري، تفسير الطبري، [حققه محمود محمد شاكر]، القاهرة، دار المعارف، الجزء13، الصفحتان 12، 13.

[3] محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، القاهرة، دار الفكر العربي، الجزء6، الصفحتان 2917، 2918.

[4] قال رسول الله (ص): “… وإن العلماء ورثة الأنبياء”. [أخرجه أبو داود، والترمذي، والدارمي، عن أبي الدرداء].

[5] ورد ذلك في أحاديث الحشر والساعة والموقف في صحيح البخاري، ومسلم، ومسند أحمد، ومصنّف ابن أبي شيبة.

[6] سورة الذاريات، الآية 39.

[7] محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، القاهرة، دار الفكر، الجزء17، الصفحة 47.

[8] محمد جمال الدين القاسمي، تفسير القاسمي، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة1، 1957، [تفسير سورة الذاريات]،

وأبو السعود محمد بن محمد العمادي، تفسير أبي السعود، القاهرة، دار إحياء التراث العربي، الجزء 8، الصفحة 142.

[9]سورة يونس، الآية 75.

[10] شهاب الدين الألوسي، تفسير الألوسي، القاهرة، دار إحياء التراث العربي، الصفحة 75.

[11] محمد رشيد رضا، تفسير المنار، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990، الجزء1، الصفحة 380.

[12] الزمخشري، تفسير الكشاف، مكتب العبيكان، الطبعة1، 1995، الجزء 3، الصفحة 163.

[13] محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، القاهرة، دار الفكر العربي، الجزء 7، الصفحة 3619.

[14]سورة غافر، الآية 29.

[15] شهاب الدين السيد محمود الألوسي، تفسير الألوسي، القاهرة، دار إحياء التراث العربي، الجزء 24، الصفحة 66.

ومحمد بن جرير الطبري، تفسير الطبري، [تحقيق: محمود محمد شاكر]، القاهرة، دار المعارف، الجزء 21، الصفحة 378.

[16]سير أعلام النبلاء، الصفحة 304. وابن هشام، السيرة النبوية، مؤسسة علوم القرآن، الجزء1، الصفحة 620.

[17]سورة الزخرف، الآية 54.

[18] محمد بن أحمد الأنصارى القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، القاهرة، دار الفكر، الجزء16، الصفحة 93.

[19] برهان الدين أبو الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، القاهرة، دار الكتاب الإسلامي، الجزء 17، الصفحة 415.

[20]سورة طه، الآية 79.

[21] محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، القاهرة، دار الفكر العربي، الجزء 9، الصفحة 4761.

[22]سورة القصص، الآية 38.

[23] الحسن بن مسعود البغوي، معالم التنزيل، دار طيبة للنشر والتوزيع، الجزء 6، الصفحة 209. ومحمد بن جرير الطبري، تفسير الطبري، [حققه محمود شاكر]، مصر، دار المعارف، الجزء 19، الصفحة581.

[24]سورة يونس، الآية 24.

[25] الحديث أخرجه النسائي عن أبي أيوب.

 [26]سورة الزخرف، الآية 51.

[27] الزمخشري، الكشاف، دار الفكر للطباعة والنشر، الجزء 3، الصفحة 492.

[28]سورة الأعراف، الآية 123.

[29]من كلام الإمام علي [ع]. الشريف الرضي، نهج البلاغة، [شرح الإمام محمد عبده]، دار مطابع الشعب، الصفحة 374.

[30]سورة هود، الآيتان 96، 97.

[31]سورة يونس، الآية 90.

[32]سورة البقرة، الآية 49.

[33] الزمخشري، الكشاف، مكتبة العبيكان، 1998، الصفحة 267.

[34] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، [تحقيق سامى بن محمد السلامة]، دار طيبة،  2002، الصفحة 258.

[35]سورة غافر، الآية 46.

[36] محمد بن جرير الطبري، تفسير الطبرى، [حققه محمود محمد شاكر]، القاهرة، دار المعارف، الجزء 21، الصفحة 396.

الشيخ جواد رياض

الشيخ جواد رياض

من علماء الأزهر الشريف



المقالات المرتبطة

إرجاع العلم الحصولي إلى العلم الحضوري من وجهة نظر العلامة الطباطبائي

جرت عادة الفلسفة الإسلامية بشكل واضح وبارز على تقسيم العلم إلى حضوري وحصولي، وتقسيم العلم الحصولي إلى تصوّر وتصديق، وتقسيم التصوّر الكلّي إلى: ماهوي، وفلسفي، ومنطقي، على المنوال نفسه.

الحق والحقيقة

البحث عن الحق والحقيقة غاية إنسانيّة، ما زال الإنسان يسعى نحوها جيلًا بعد جيل، بحيث إنّنا لا نكاد نجد فترة

الأصول الاعتقادية لقيمتي البصيرة والاستقامة

بدايةً لابد لنا من معرفة أن البناء القيمي لأي مدرسة كانت لابد وأن يستند على رؤية كونية للعالم، فمنظومة القيم التي تمثل الحسن والقبح الفردي والجماعي

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<