الطبيعة البشريّة في إدراك شخصيّ مباشر

الطبيعة البشريّة في إدراك شخصيّ مباشر

تتأسّس هذه المعالجة على زعم فرضيّة مفادها أنّ الأبحاث التي تتناول الطبيعة البشريّة تنطلق، أساسًا، من إدراك شخصيّ مباشر لهذه الطبيعة، أي من تجلّياتها في وعي من يهتمّ بالتعرّف إليها من خلال ملاحظة سلوكه، وملاحظة الأحاسيس والمشاعر والأفكار التي تسبق وترافق وتلي هذا السلوك، وذلك بهدف فهمه أو عقله. أمّا ما يمكن أن يلي هذه الملاحظة الذاتيّة من مراقبة سلوكات النظائر عبر استخدام تقنيّات متخصّصة (إحصاء، تجارب، روائز، وغير ذلك)، فإنّما يهدف إلى تدعيم فرضيّات نتجت عن التأمّل الذاتيّ بهدف تثبيتها وتعميمها ونسبتها إلى الطبيعة البشريّة. ولكنّ هذه الأبحاث، وإن انطلقت من الإدراك المباشر، فإنّها راحت تبتعد، أكثر فأكثر، عمّا يؤدّي إليه هذا الإدراك بحيث بتنا أمام نظريّات، بعضها ينفي وجود طبيعة بشريّة (الماركسيّة، المدرسة السلوكيّة، المدرسة الوجوديّة)، وبعضها يؤكّدها ويدافع عنها، بعضها يقزّم دور أحد مكوّناتها (الجسد)، وبعضها يضخّم هذا الدور، بعضها يقزّم دور الاستعدادات الموروثة، وبعضها يضخّمها. والقول نفسه ينطبق على دور المجتمع في صوغ الشخصيّة الإنسانيّة، ودور الميول والدوافع مجسَّدةً على مستوى الوعي برغبات ونزوات وشهوات.

وعلى هذه التناقضات والاختلافات تبنى تناقضات واختلافات في النظر إلى الحرّيّة والمسؤوليّة والأخلاق والدين والسياسة وكلّ الأنشطة الإنسانيّة الأخرى….تحميل البحث

 

الأستاذ علي يوسف

الأستاذ علي يوسف

الاسم: الأستاذ علي يوسف من قرية حانين جنوب لبنان، مواليد عام 1939م. - قرأ القرآن وتعلّم الكتابة وألمّ بمبادئ الحساب في كتّاب القرية. - حائز على إجازة في الفلسفة وعلم الاجتماع من الجامعة اللبنانية عام 1964. - مدرّس مادة تاريخ الفلسفة العربية والأدب العربي في الثانويات الرسمية اللبنانية. - مدرّس مادة تاريخ العلوم والفلسفة العامة باللغة الفرنسية في ثانويات لبنانية عدة رسميّة وخاصة. - مارس العمل السياسيّ والاجتماعيّ بين عامي 1957 و1970. - مارس مهنة التعليم مدة 33 عامًا. - عمل مديرًا للقسم الثقافيّ ومديرًا لتحرير مجلّة البلاد الأسبوعيّة. - عمل محرّرًا في مجلّة الوحدة الإسلاميّة (1987 – 1993). - كتب العديد من المقالات الفكريّة والثقافيّة والسياسيّة. - عيّن مديرًا للتخطيط والإشراف في المؤسّسة الإسلاميّة للتربية والتعليم 1994-2003. - باحث في معهد المعارف الحكميّة منذ أواسط العام 2009. - شارك في العديد من المؤتمرات والندوات. - من مؤلفاته: 1. الشورى ونظم الأمر. 2. المسلمون بين المواطنة الدينية والمواطنة السياسية. 3. الإسلام وتهمة الإرهاب.



المقالات المرتبطة

التقدم العلمي والحداثة بين النقد والحل عند هابرماس

هابرماس رأى أن ما أنتجته التيارات الفكرية والفلسفية الكبرى، أضرّت مفهوم الإنسان، واحتوته داخل نماذج تحكمها مفاهيم المصلحة والمنفعة، لذلك لا بدّ من نقدها.

الأنثروبولوجيا علم الإنسان المنظور إليه كحقل اختبار

لو كان ثمة علمٌ يتأبَّى على الانحصار في كهفه الخاص، ثم يمضي لاستباحة حقول مجاورِيِه من العلوم الإنسانيّة، فتلك هي

ثورة الحسين عليه السلام صدى لصلح الحسن عليه السلام

جال في نفسي من قديم أن أعني ببحث هذه المسألة بحثًا يدفع هذه الشبهة عن أبي محمّد في نفوس غير المتمكّنين من فهم التأريخ فهمًا صحيحًا

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<