وحدة الصف طريق لحراسة النهضة وحفظ الدماء الطاهرة“
في ظل أيام الإمام الحسين (ع)، ومع تجدد الدمعة على مصابه، تتعالى نداءات الوعي التي خطها الإمام الخميني (قده)، نداءات لا تبتعد كثيرًا عن جوهر النهضة الحسينية، بل تكاد تكون صداها الحديث. في كل سطر من وصاياه، نلمح جوهر ثورة كربلاء: الوحدة، الوعي، الفداء، واليقظة من الغفلة، وهي ذات الأسس التي نهض بها سيد الشهداء حين خاطب الأمة قائلًا: “إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني.”
حين قال الإمام الخميني: “نحن اليوم بحاجة إلى وحدة الصف.. بحاجة إلى وحدة الكلمة.. بحاجة إلى النساء المعظّمات.. بحاجة إلى جهار مردان، نحن بحاجة لكل هذا اليوم أكثر من احتياجنا له قبل الانتصار وتحقيق ذروة النهضة.”
(حديث الإمام في جمع من منتسبي الشرطة وممثلي أبناء ساوه: 25/4/1979).
كان يستحضر ذات المعاني التي ثار من أجلها الإمام الحسين (ع)، فالحسين نهض لإنقاذ الأمة من الفرقة والجهل والتخاذل، والإمام الخميني كان يدرك أن النهضة الإسلامية لا تُحفظ إلا بوحدة الصف، خاصة حين أكمل قائلًا: “يجب أن تُقطع أيدي هؤلاء الذين يسعون لزرع بذور الفرقة ويحاولون بمختلف الذرائع شق وحدة المسلمين…”(نفس المصدر السابق).
وحين قال الإمام محذرًا: “ينبغي لكنّ أيتها النساء، وكذلك أنتم أيها الإخوة: أن تكونوا يقظين واعين، ينبغي للشعب الإيراني أن يكون يقظًا.. لا تسمحوا بأن تذهب دماء الشهداء هدرًا…”
(حديث الإمام في جمع من منتسبي الشرطة وممثلي أبناء ساوه: 25/4/1979).
فهو يعيد إلينا صدى زينب الكبرى وهي تصرخ في وجه الطغيان بعد كربلاء: “ما رأيتُ إلا جميلًا”، لأن حفظ دماء الشهداء لا يكون بالعزاء فقط، بل باليقظة والعمل والوحدة.
وفي حديثه إلى طالبات جامعة دماوند، وضع الإمام الخميني بوضوح خطًّا تاريخيًّا حاسمًا: “واجبنا جميعًا المحافظة على هذه النهضة… فإما النصر النهائي المؤزّر، أو الهزيمة [لا سمح الله] والعودة إلى ما كنا عليه في السابق…”
(حديث الإمام في جمع من طالبات جامعة دماوند: 2/7/1979).
وفي حديثه في جامعة شيراز، أكد أن الطريق لا يزال مستمرًا: “نهضتنا الآن في منتصف الطريق، ولا بدّ لنا من الإبقاء عليها حية متواصلة حتى يتم تذليل جميع العقبات.”
(حديث الإمام في جمع من موظفي وطلبة جامعة شيراز: 8/7/1979).
ثم نراه يُحمّل الجميع -رجالًا ونساءً- أمانة الإسلام والقرآن: “نحن جميعًا: سواء قوى الأمن الداخلي، وبقية أبناء الشعب، النساء والرجال.. جميعنا مكلّفون من قبَل الله تعالى بالحفاظ على هذه الأمانة التي في أعناقنا..”
(حديث الإمام في جمع من عوائل شهداء قاعدة بوشهر الجوية: 2/9/1979).
وفي لقائه بأبناء أرومية، يوجّه خطابًا عمليًّا واضحًا: “ينبغي لنا جميعًا أن نمدّ أيدينا لبعضنا الآخر، لا الرجال بمفردهم، والنساء، الجميع مطالَب بمدّ اليد لإعمار الخراب…”
(حديث في جمع من أبناء أرومية والمناطق الأخرى: 9/1/1980).
وأخيرًا، في تحذير واضح صريح: “إخوتي.. أخواتي.. أرجو أن تنتبهوا إلى المسؤولية الملقاة على عاتقنا اليوم… إذا ما ضاع هذا من أيدينا فسنكون مسؤولين جميعًا.”
(حديث الإمام في جمع من الموظفين والعمّال وأفراد الحرس: 19/1/1981).
هكذا نرى أن كل وصية من الإمام الخميني (قده) ما هي إلا امتدادٌ لثورة الحسين، فالنهضة لا تنتهي بالدماء، بل تبدأ منها. والواجب اليوم أن لا تبقى كربلاء مجرّد ذكرى، بل تتحوّل إلى مشروع وعي دائم.
فالوحدة، كما أرادها الإمام، ليست شعارًا، بل سلاحًا. والوعي، كما عناه الحسين (ع)، ليس ترفًا فكريًّا، بل واجبًا إلهيًّا.
فيا أبناء الحسين.. لنثبت القلوب.. ولننير الدروب.. ولنحوّل أيام المحرّم إلى تجديد للعهد مع الإمام، ومع الثورة، ومع الله.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
قد يعجبك أيضاً
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.