هل صحيح أنّ موضوع الفلسفة هو الإنسان؟ وهل هذا الكلام يقود بشكل تلقائي إلى إلغاء موضوع الفلسفة كما ورد في التعريفات التقليدية؟
نظر زكي نجيب محمود إلى الفلسفة باعتبارها منهجًا، فهي ليست كما اعتاد الناس النظر إليها كموضوعات ترتبط بوقائع تشكل الميتافيزيقا ركنها الأساسي، بل كلّ قضيتها تنحصر في تحليل الكلام والبحث عن الروابط،
التوفيق الذي دعا إليه زكي نجيب محمود، لا يقوم على فرضية استعادة الماضي، إنّما تحكمه آلية مختلفة ترتكز على أسس بعضها يتعلق بطبيعة حياة الإنسان المسلم، وبعضها يتناول تراثه وطريقة التعامل معه.
العقدان الأخيران من حياة زكي نجيب محمود تُوِّجت بتعديل طال بنية الفكر الوضعيّ لديه دون التخلي عنه، حيث تنبه إلى ضرورة العودة إلى التراث الإسلاميّ والعمل عليه من أجل إنتاج فلسفة تنطلق من خاصية إسلامية وترتكز على أسس علمية،