الموت ليس عبارة عن حادث جوهريّ، ينتهي من خلاله الإنسان، إنّما هو أمر عرضيّ، يصيب هذا الكائن، ويكون مقدّمة لولادة جديدة، إما أن توصل الإنسان إلى ذروة القداسة، أو تدفعه إلى أسفل السافلين
تجلّت فيها الشهادة التوّاقة للحب والرحمة الإلهية، فنادت لم نرَ من الله إلا جميلًا.. لتكون هي مورد الذوق العبقري لبيان الشهادة المتماهي مع مورد الذوق العبقري لفعل وإرادة الشهادة الطوَّافة عند الحسين..
هي جدلية لا تتوقف عن صوغ المقولات والقوالب المتغايرة مرةً بعد مرة في مرايا عقول المتلقّين من أصحاب الخبرة والذوق والعقل.
هذا هو الدور الفعلي ما بين الجهاد الزينبي بدءًا من عباءة تمثّل كامل العفة والنضج، مرورًا بالدور الذي أخذته في عبادتها وثورتها ونهضتها وعلومها ومعارفها، وفي هدايتها وبلاغها، وفي تحدّيها للظالم وإحقاق الحق وإنصاف المظلومين.
إذن، من هي الحوراء زينب (ع)؟! العالِمةُ غير المـُعلَّمة أي صاحبة البصيرة النافذة بفعل روح العبودية وحصن التقوى إنما كانت بذلك وليةً من أولياء الله.
هذه الشخصية المؤمنة الثورية قد تكاملت تدريجيًّا عبر مسار معرفي وجهادي مستمر، إلى أن عبرت من حدود الحياة الدنيا إلى رحابة "لقاء الله" بشهادة قلّ نظيرها.
هل يُحافظ الإنسان على إنسانيته في العَالَم القاسي والبيئة الخشنة، أَمْ يتحوَّل إلى وحش كاسر للحِفاظ على وُجوده وسُلطته؟
هناك من يرى أنّ الفيلسوف هو من يستخدم العقل في مقام الثبوت... بينما هناك من يرى أن الفيلسوف هو من يستخدم عقله في مقام الإثبات..
الحَسَن ما ينبغي فعله عند العقلاء؛ أي أنّ العقل عند الكلّ يدرك أنّه ينبغي فعله، والقبيح ما ينبغي تركه عندهم؛ أي أنّ العقل عند الكلّ يدرك أنّه لا ينبغي فعله أو ينبغي تركه.
السيدة زينب التي هي عالمة غير معلّمة، هي نبع من فيض بيت النبوة، وغصن من شجرتها، دكّت بخطبتها صرح الطغيان والقبلية التي سادت بعد تسلط الأمويين على الخلافة.