سأحاول أن أستعرض بعض المفاهيم المفتاحية وفق المدرسة الفكريّة المعاصرة [...]
إنّ الربيع إذا غادر حقول الأزهار دون أن تستطيع أن ينشل منها روحًا بقيت تلك الزهور يابسة دون رائحة. وإنّ ربيع الشهور، شهر رمضان، إذا غادر القلوب دون أن تنتقي تلك القلوب زادًا لبقية أيام السنة ذبُلت تلك النفوس وبقيت أيامها الآتية دون حبٍّ ورغبة.
في حديث العشق، تزول الموانع التي تحول بين العاشق ومعشوقه، تختفي الحجب، فينغمس الحبيب في جمال محبوبه، فلا يعرف ما يقول، وليس مهمًّا ما يقول، المهم أن يبقى في حالة حديث دائم ومستمر معه.
العمل الصالح لا يكون ذا قيمة ومؤثّرًا في إيصال الإنسان إلى السعادة إلّا إذا كان مستندًا إلى الإيمان؛ بل أكثر من ذلك، العمل الصالح أساسًا لا يجعل الإنسان سعيدًا إلا حينما يؤدّي إلى تقوية إيمان الإنسان ورفع درجاته: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾.
الدولة والحكومة الناجحة في نظر الإسلام هي الحكومة التي لها ميزتان هامّتان: الأولى أن تكون حاملةً لهمّ الدين، والثانية أن تكون من الناس وتحمل همّ الناس.
إنّ الوجه في عظمة هذه الليلة يتمثّل في نزول هذا الكتاب الشريف والعظيم فيها، بملاحظة أنّ القرآن كلام الله تعالى، وتجسّم للعلم الإلهيّ، ووسيلة لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة؛ أفهل يُمكن أن يوجد شيء يحظى بكلّ هذا الفضل والعظمة؟
يتعيّن علينا اغتنام بعض الفرص كليالي شهر رمضان المبارك، لكي نرجو من العليّ القدير أن يُيسّر لنا ولأفراد المجتمع وكافّة المسلمين في العالم بل وللبشريّة جمعاء طريقًا يُفضي بنا إلى سعادة الدنيا والآخرة، وأن يُعجّل كذلك في ظهور مولانا وقائدنا حضرة وليّ العصر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
الهدف من الصيام هو ليس مجردّ التقوى الفرديّة، بل التقوى الجماعيّة المجتمعيّة عبر إشاعة وترويج هذه الوقاية والصون والحماية من كلّ ما يُسخِط الخالق،
الحمد لله على نعمة الصيام ليست لأنها فريضة فقط كما قال الله في محكم كتابه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، بل أيضًا لأنها نعمة تستحق كل الشكر لله العظيم التي من خلالها تتطهر النفس من كل قبيح وعمل مذموم، وتجعل الصائم في حالة استقرار نفسي وصفاء ونقاء لروحه.
تختزن ليلة القدر في أعماقها أسرار التوحيد وأركان الدين وأسرار [...]