بقلم نشر في : ديسمبر 5, 2025التصنيفات: كتابات, مقالاتالتعليقات 0 on مقتضيات حسن الظن بالله سبحانهالكلمات المفتاحية:

لنتعرف إلى خطورة ما يخالف حسن الظن بالله سبحانه، من الضروري أن نستعرض الآيات التي تحدثت عن سوء الظن بالله سبحانه: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأمْرَ كُلَّهُ للهِ…[1].

﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً[2].

إن أول ما يصيب أصحاب سوء الظن بالله هو الغم الناتج عن أنفس مثقلة بالغفلة عن الحق وصواب الواقع والطريق. وكل ذلك إنما يعود لمصاعب ما يقع عليهم من أزمات وأحداث أمنية وعسكرية واجتماعية صعبة تسببها الحروب والاعتداءات الظالمة. وبسبب هذا الجو المرهق تضعف نفوسهم أمام وهم توقعات المستقبل، فيظنوا أن نهاية وجودهم، ونهاية قضيتهم قد اقتربت مما يجعلهم يسقطون أمام أنفسهم فتهتز عوامل إيمانهم بالله وسيادة ملكه ورحمته، فيظنون به ظن الجاهلية.

وهذا ما ينعكس على موقعهم الجهادي؛ إذ يقولون ما عاد لنا من الأمر شيء. النكسة وقعت وحصل الخسران، ونسوا أن الأمر بيد الله سبحانه.

بل تعاموا عن هذه الحقيقة، وما ينبغي لنا فهمه هنا أن أصالة الثقة بالله سبحانه، تعني أن الخسران محرّم على عباده الصادقين الصالحين؛ مهما أصابهم ومهما وقع بهم، فإن الأمل والرجاء بالعزة واستعادة المبادرة يجب أن لا تغادر بصيرتهم وموقفهم، والسبب أن الله مولاهم الحق، وأنه على كل شيء قدير، وأنه كتب على نفسه لأغلبنّ أنا ورسلي. هذه الثقة ليست مجرد سلوى لقلب متعب وإرادة لَحِقَها الأذى، بل هي حقيقة وواقع ثابت، من غادره بفعل الأحداث والبلاءات انهزم أمام نفسه وانخذل أمام شعبه ومجتمعه، وسقط من رحمة ربه.

إن قدر أهل الإيمان أن لا ينهزموا.

[1] سورة آل عمران، الآية 154.

[2] سورة الفتح، الآية 12.


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقًا

قد يعجبك أيضاً


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.